اقتباس

1.4K 101 25
                                    

#رجال_لايهابون_الحياة
اقتباس من الفصل الثاني والسبعون وقبل الاخير
#اقتباس
*************
جلست نجلاء تنتظر دورها في عمل الانترفيو، لكن الغريب كان انصراف الجميع الا هي
شعرت حينها بالقهرة، فمن الواضح انه تم اختيار العدد الكافي واصبحت هي كالكم المهمل زيادة عن الحد،
حين اخذت القرار بالانصراف نهضت من مقعدها وذهبت الي الاستعلامات وحدثت الموظف المسؤول بضيق:
اظن من الواجب الاعتذار للمتقدمين، مدام تم القبول العدد الكافي  لكن  التعامل باهمال بالشكل ده فيه قلة ذوق وعدم مهنية

طالعها الموظف باستغراب وسألها:
مش فاهم يا دكتورة حضرتك بتعترضي علي ايه، المقابلة بتاعت  لسه ميعادها كمان نص ساعه
مع مدير المستشفي شخصيًا،
لانه حاليا في غرفة العمليات، احنا اسفين طبعا علي انتظارك الطويل، بس اكيد الأخطار  مذكور فيه وقت المقابلة، انت اللي جيتي بدري عن ميعادك

نفت نجلاء معرفتها بكل ما يقول وأخرجت إخطار المقابلة لتصدم بان وقت المقابلة في الثانية والنصف،
وهي من اتت منذ الثامنه بالخطا، نظرت الي الموظف باسف واعتذرت منه وعادت الي مقعدها تلوم نفسها وتوبخها علي غباءها واندفاعها الذي جعلها تاتي من الصباح الباكر وترهق نفسها بالانتظار،

ظلت تنظر إلي باب غرفة المدير لعلها تري مدير المستشفي الذي سيقوم بعمل المقابلة معها لكن مر الوقت وبدل عن حضوره، اتي لها أحد العاملين وقدم لها مشروب بارد وقال:
استاذ فهد موظف الاستعلامات بعت ليكي المشروب علشان بهدا من اعصابك يا دكتورة

ابتسم له علي مضض واخذت منه المشروب شاكرة،  إياه، قبل ان ترتشف منه جرعه طلبت منها السكرتيرة الاستعداد للمقابلة صاحب ومدير المستشفي

هبت نجلاء ناهضه  وعدلت من هندامها الرقيق وقالت بانشراح:
تمام انا جاهزه بس هو الدكتور خلص العملية

ابتسمت له السكرتيرة واكدت قائلة:
ايوه اتفضل هو في انتظارك،

فتحت له الباب فدخلت والقت السلام هي منكسا راسها  أرضًا بتوتر بالغ:
السلام عليكم

رد عليها بس بصوت مرح:
وعليكم السلام اتفضل يا دكتورة اقعدي

ما ان سمعت صوته انتفضت ورفعت عيناها إليه  ورمقته بهلع وصاحت:
يوسف انت هنا بتعمل ايه، نهار اسود اوعي تكون

ضحك يوسف بخيلاء وسائلها قائلًا:
اوعي ايه اكون صاحب المستشفي أو مديرها، ايوه يا دكتورة نجلاء انا الاتنين صاحب المستشفي ومدبرها،
وانت هتشتغلي تحت إدارتي عندك مانع

ارتجفت شفتاها السفلي بارتباك وردت عليه بعناد:
ايوه عندى الف مانع طبعا ، واسفه مش عايزه اشتغل هنا انا بسحب طلب العمل عن اذنك يا دكتور

صاح فيها بثورة وحدة:
اقعد يا دكتورة الكلام بينا لسه مخلصش، ثم انت مضيتي عقد وعليكي شرط جزائي ب١٠٠ الف جينه ياتري عندك القدرة تدفعي

حدقت فيه بذهول واحتجت بعصبية:
عقد ايه انا مش مضيت غير علي تسجيل الحضور، ومش انا لوحدي كل الموجودين

ضحك يوسف بخبث وأخرج ورقه من درج مكتبه ووضعها امامها وقال:
اتفضل يا دكتورة ده عقد عمل مش تسجيل حضور، وفي هنا شرط جزائي حالة فسخ التعاقد في السنه الاولي ب١٠٠ الف جنية

ارتجفت بصدمه وهي تنظر الي توقيعها علي العقد
فصاحت بذعر:
انت خدعتني انا مستحيل اشتغل معاك بالغصب، ليه كده ياكتور يوسف، معقول بتنتقم مني لاني اتحديتك ولا لاني فضولية،
بس انا بعدت عنك وشكرت ليك معروفك معايا،
ليه عايز تعاقبني علي شئ انتهي وخلص

ابتسم بغموض واستدار من خلف مكتبه وامسك يدها بتملك وقال بهدوء:
ليه شايفه عقاب ومش خدمه لأنسانه عزيزه علي قلبي، عن طريق تقديم عمل يناسب طموحك،

نكست راسها خجله من كرمه معها، وغباءها معه فابتسمت له وقالت بحيرة:
طيب لما هي خدمه ليه خدعتني ومضيتني علي عقد من غير ما اعرف، كنت تقصد ايه

جالت عيناه علي ملامح وجهه الهادئة الجميلة التي اختفت بالدماء وقال بتودد:
خفت من اندفاعك لما تعرفي انك هتشتغلي معايا وتهربي زي ما عملتي،  اصلي عارف دماغك بتفكر ازاي، زي ما فضولك بيوديكي في داهية، كمان اندفاعك بيخسرك كتير

عضت علي شفتاها بارتباك، من معرفته بها الي هذا الحد وقالت بتردد:
بس انا فعلا مش هقدر اشتغل معاك، مينفعش يا دكتور يوسف، اصلك  اصل

وضع اصبعه علي شفتاها فاسكتها وقال:
ليه مينفعش مش يمكن فرصه نتعرف علي بعض ونعيد الود اللي انقطع ولا فضولك تتعرفي عليا وتعرفي كل حاجه عني وعن شخصيتي انتهي بعد ما طلعت دكتور زي ما اتوقعتي

ابتلعت ريقها بصعوبه فلمست اصبعه لشفتاها  جعلت جسدها يقشعر، بعدت عنه فارتطم ضهرها باب المكتب، فدنا منها يوسف ووضع يدها علي الحائط وحدق فيها بتملك وقال:
معقول خايفه مني يا نجلاء، الف خسارة وانا اللي قلت انك بتثقي فيا وهترضي باللي هعرضه عليكي

سألته بلهفه هاربه من نظراته المتفحصه اليها:
هو انت هتعرض عليا ايه، يوسف انت عايز مني ايه بالظبط انا مش مرتاحه لاسلوبك معايا

قربت وجهه من وجهه حتي شعر بانفاسها. اللاهثه بتردد نثر انفاسه  علي جيدها بحميمه وهمس في اذنها بعذوبة ورقة:
عايزه تعرفي انا عايز ايه، ع.....
*********"
انتظروني في الخامسه
مع الفصل قبل الاخير

رجال لا يهابون الحياة/ للكاتبة سلمي سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن