الفصل الحادي والاربعين

1.6K 103 20
                                    

#صفقة_زواج
#للبارت_الحادي _الاربعين
*****************
من داخل الحارة
وقفت رحاب في شرقة منزلها تنظر الي البيت الذي يسكنه محمود مع اصدقائه، بانتظار خروج مريم مع زينب زوجة طلبة لكي يذهبا الي القسم وتتنازل عن البلاغ ضد زوجها، حتي يخرج من الحبس
دنت تفيدة من اختها الشاردة عما يحدث حولها وكل تركيزها في زوجها المحبوس ظلمًا وكيف السبيل الي اخراجه مما هو فيه،
نظرت اختها الي ما تنظر اليه لعلها تعرف سبب ما هي فيه، واستغربت حالها لعدم رويتها ما يستدعي انتباها وشرودها هكذا فسالتها بحيرة:
رحاب رحاب انت يابت ردي يلا تنشكي، وقف ساعة الصبحيه في البلكونه كده بتعملي ايه، وليه منزلتيس تجيبي الفطار زي كل يوم

استدرات رحاب ناظره اليها بوجل وعيناها لا تفارق بيت مريم وقالت:
مفيش يا تفيدة بس مخنوقه شويا، دخلت البلكونه اخد نفسي ، معرفش انت عملاها حكاية ليه

فجاة قطعت حديثها مع اختها حين رات زينب تخرج بصحبة المعلم حفني وابنه، وظلت تنتظر خروج مريم التي وعدتها تطمئنها حين يتم التنازل لكنها لم يظهر لها اثر، من خلفها سمعت اخته تسال بتعجب:
هو المعلم حفني رايح فين بمرات طلبة علي الصبح كده، ليكون الراجل حصله حاجه، حسبي الله ونعمه الوكيل في المفتري اللي ضربه

انتفضت رحاب بهلع علي دعاء اختها علي زوجها وعاتبتها قائلة:
ليه كده يا تفيدة محدش عارف مين الغلطان فيهم، مش يمكن طلبة غلط فيه او حسبه حرامي، بصراحه الغلط علي المهندس طارق لانه فتح شقة صاحبه ليهم من غير ما يعرفو،
وادي النتيجة واحد في المستشفي ربنا يستر عليه ويشفيه، والتاتي في الحبس ربنا يفك سجنه ويخرج بالسلامه

امسكت تفيدة بكتفها وادراتها اليها كي تواجهه، وسالتها بريبة وشك:
بت يا رحاب فيكي ايه مغير حالك، مكنتيش كده،
لا وكمان لهفتك علي انك تكملي تعليمك وتاخدي شهادتك، وانت اللي قعدتي بمزاجك، فهميني فيكي ايه يا بنت ابويا غير حالك وشقلب كيانك

دمعت عيناها والقت نفسها بحضن اختها وقالت:
صعبان عليا نفسي اووي يا تفيدة، محدش بيحترمتي ولا بيعاملني كويس غير لغرض في نفسه
صحيح جميله والكل بيتمناني لكن لساني بعد الناس عني، عايزة ارجع رحاب بتاعت زمان الشاطرة اللي الكل اتمناها لاخلاقها وتميزها مش جمالها
ورحمة ابوكي يا تفيدة ساعديني اكسب احترام الكل علشان اقدر اكسب احترام نفسي

ربتت تفيدة علي كتفها وضمتها بقوة الي صدرها وقالت بحنان ومحبة تكنهم الي اختها الوحيدة:
انت ست البنات يا رحاب، ولو لسانك هو فعلا بعد عنك الناس، بس الناس قليل الادب واللي ميستهلوش يعرفوكي، اللي هيعرفك كويس هيحبك لان قلبك زي البفته البيضا، وكويس انك فكرتي تاخدي شهادتك امتحاناتك هتبدأ الشهر الجاي، وبعد ما تخلصي الكل هيقدرك ويحترمك لان التعليم بيعلي من قيمة صاحبه وبيجبر الناس تحترمه ،ماشي يا روبي،
يلا بقي بطلي دلع وتعالي جهزي معايا الفطار وافطر مع العيال قبل ما ينزلو لمدراسهم

رجال لا يهابون الحياة/ للكاتبة سلمي سميرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن