الفصل السادس

2K 108 13
                                    

التحدى
البارت السادس
 .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. ..
هناك من يتذمّر لأنّ للورد شوكاً، وهناك من يتفاءل لأن فوق الشوك وردة

سطعت شمس الصباح علي فيلا العنود
نزل ابراهيم ذهني من غرفته في الصباح الباكر كالعادة وجلس علي راس السفرة  ونظر الي ابنته وزوجته وقال ببشاشة"
صباح الخير  علي اجمل وردتين في حياة زوجتي الغالية دولت هانم  وبنتي الجميله فرح

اجابتة دولت بأبتسامه حزينة تنم عن الم خفي داخل قلبها لا تريد الافصاح عنه ، لكن زوجها وشريك عمرها لم يفوت ذلك فهي ليست زوجته فقط بل تؤام روحه،يشعر بما يؤلمها قبل ان تشعر هي به، دمعتها تكوي قلبها كاكي جرح قبل ان يندمل، حزنها يعكر صفو يومها ويجعل اشراقته عاتمة كعتمت الليل البهيم نهض  من علي  مقعده  ووقف امامه وسحب يدها وقبلها بحب"
الجميل حزين ليه، حبي هيفضل مضلم حياتي كده كتير،   لو حزنك علشان الاولاد، طيب  فين حبك وثقتك فيا با قمر ليلي المنير

رسمت شبة ابتسامه علي محياها وقالت بهدوء"
غصب عني يا أبراهيم،  مش متحمله فكرة اني افارق اولادى الثلاثه في يوم واحد كان صعب عليا اووي ، اصحي كل يوم من غير ما اصطبح بوجه حد فيهم ،
كنت موافقه علي اي موقف تاخده معاهم وهما هنا، ان شالله تحرمهم من الشغل معاك وتمنعهم من دخول المجموعة ، لكن  موضوع  الغربة وسنه كامله  بعاد عني مش قادرة استوعبه ولا افهمه
، انا مش عارفه دماغهم كانت فين وازاي وافقو يغيبو عنا سنه بطوله بدون اي اتصال  بينا ده مش عدل، هما بيعاقبونا علي حبنا ليهم  ولا احنا اللي بنربيهم وانت ازاي توافق علي كده

تنهد ابراهيم بضيق، ربت علي يده ونظر الي عيناه التي ترقرت فبها الدموع وقال لها بعطف"
انا اعطيت ليهم كل الاختيارات يا دولت ،وهما اختارو بنفسهم فكرة السفر،طلبو انهم يزيدو من العلم شايفين انه هعطيهم الخبرة اللي كنت بسعي بنظريتي لاكتسابهم اياه من مخالطته العمال،
وحكاية انهم هيقطعو كل سبل التواصل معانا، متخيلين ان ده هيكون دليل  اثبات لنجاحهم، لانهم  هيبنو نفسهم بنفسهم، بدون اعتماد عليا او علي اسمي ومالي ونفوذى، انا مكنش ليا دخل في اختيارهم  في ده واسالي فرح

اجبت فرح علي ابيها بلا تردد وريبة "
حصل يا بابا بس االي نفسي اعرفه منك، ليه  اخواتي كانو هاديين اووي كده  زيادة عن اللزوم، كأن اللي هيغبوه عنا يوم مش سنه،
بابا بصراحه كنت حسا انهم مش اخواتي حتي وانا بودعهم مفيش حد منهم بادلني حزني علي فراقه
هما لدرجة دي ساخطين عليا وعليك علشان ارغمتهم علي اختيار طربق يكتسبو منه الخبرة لاثبات جدارتهم  لادارة مجموعتك

اخذ ابراهبم نفس عميق ونظر الي ابنته بغموض يوحي بوجود خطب ما وراء سفر اخواتها غير اكتسابهم الخبرة كم يقول ابيها، ولكن لغرض اخر  يضمره ابيهم لهم ليقول لها ابيه بعد ان شعر بان ابنته مثله ستفهم غرضه  غير امها سيسوقها قلبها "
فرح اخواتك اختارو طريقهم بأرداتهم وانا واثق لما يرجعو هيكون جديرين بكل ما املك ،  ام انتَ هتكون جمبي الفترة الجاية لحد ما يرجعو بالسلامة لمكانتهم عندى وفي المجموعة
خلصي الفطار وتعالي مكتبي عايز اتكلم معاكي في شوية حاجات وترتيبات للشغل بالمجموعة

رجال لا يهابون الحياة/ للكاتبة سلمي سميرWhere stories live. Discover now