حكاية " خطوة "

181 13 0
                                    

نيرة :زياد عامل ايه انت كويس..اكيد مش كويس مين هيكون كويس لما يكون مكانك انا قصدى..
زياد قاطعها :انتى مش بقالك سنتين واكتر بتتجنبينى وحتى بتنزلى فى الموقف مش عند الكوبرى وبترجعى مشى علشان بس متنزليش من الميكروباص وتتكلمى معايا
نيرة :انا بس..كنت عايزة اطمن عليك اسفة لو ضايقتك بكلامى

هو معاه حق انا فعلا بقالى سنتين بتجنبه بتجنب اننا ننزل فى نفس المكان فيبقى طريقنا واحد فنمشى سوا للموقف للعربية اللى هتودينا الجامعة وبتجنب كمان انه يدفعلى لان بالنسبة للشباب عندنا مينفعش بنت تدفع فى المواصلات مدام فى راجل يعرفها راكب معاها حتى لو مكنش يعرف غير شكلها وميعرفش اسمها مدام من دفعته او جارته يبقى لازم يدفعلها وزياد جارى اكبر منى بسنتين هو كلية هندسة وانا كلية حقوق والدته ماتت من حوالى اسبوع هو منزلش الجامعة من يومها والنهاردة اول يوم ينزل انا بس كنت عايزة اطمن عليه واهون عليه انا عارفة ازاى الفراق صعب ومجربة
بس هو واضح انه مش عايز يتكلم او يمكن مش عايز يتكلم معايا انا بالذات فضلت ماشية جمبه ساكتة وصلنا الموقف وركبنا وصادفت اننا ركبنا جمب بعض قولت هدفع لنفسي بسرعة بس هو سبق ودفع ليا وليه معترضتش جربت اعترض قبل كده مبيسمعوش وبيمشو اللى فى دماغهم
طيب انا متفهمة جدا انها رجولة انك لو معاك مامتك اختك خطيبتك او حتى قريبتك تدفعلها انما تدفع لواحدة انت متعرفش غير شكلها ويمكن حتى مش فاكر اسمها ليه واحدة علاقتك بيها سطحية تدفعلها بتاع ايه ما انت بتاخد مصروف زيك زيها وحتى لو بتشتغل برضه تدفعلها ليه
فى نص الطريق بعد ما فضلنا حوالى نص ساعة ساكتين لقيت زياد اتكلم

زياد :هو انتى كان احساسك ايه لما عمى عبدالله والدك مات
نيرة :وجع كبير ودموع كتير مكنتش بتخلص وافتقاد ليه لحد النهاردة مبيقلش وحاجة كمان
زياد :حاجة ايه
نيرة :ان حياتى بقت ناقصة وعمرها ما هتكمل لانى مش هعرف اعوضه بحد ولا حد هيعرف ياخد مكانه عندى مهما عمل
زياد :محدش بيعرف ياخد مكان الاهل صح
نيرة :صح خصوصا لما يكونو الاهل دول طيبين وحنينين ومفيش منهم وقتها بيبقى مستحيل حد ياخد مكانهم ويعوض غيابهم
زياد :انا امى مكنش فيه فى طيبتها ولا حنيتها قلبها كان ابيض وبتتراضى بسرعة اوى وروحها كانت حلوة ودمها خفيف مكنش فى حد بيضحكنى من قلبى غيرها وكانت جميلة وجدعة كانت منورة بيتنا حاسس البيت ضلم من غيرها حاسس حياتى كلها ضلمت ومش عايز اسمع من حد كلمة الله يرحمها الكلمة دى بتوجعنى ولا عايز ناس تفضل تقولى شد حيلك وتحاول تواسينى بكلام مش هيواسينى ومش هيفرق معايا هو انا سقطت سنة فى الكلية ده انا امى ماتت يا عالم بركة حياتى مبقتش موجودة فى حياتى خلاص
نيرة :مين قالك كده هى دايما هتكون حاسة بيك وشايفاك كمان كل دعاها ليك هيقعدلك وهتشوف بنفسك ازاى ربنا هينجيك من حاجات ويكرمك بحاجات بسبب دعواتها ليك
زياد :هى مكنتش بتبطل تدعيلى انا واخواتى دايما كنت بسمعها بتدعلنا عمرى ما سمعتها بتدعى لنفسها ابدا
نيرة :علشان شايفة انها لما تدعيلكم كأنها دعت لنفسها واكتر انت ادعيلها كل ما تفكر فيها وتوحشك ادعيلها
زياد :انا طول الوقت بفكر فيها
نيرة :مع الوقت تفكيرك فيها هيقل وهتبقى قادر تتحمل احساسك بالوجع فى بعدها
زياد :مش حاسس ان ده هيحصل
نيرة :لا هيحصل اسمع منى انا جيالك من المستقبل وبقولك هيحصل حياتك هتمشى ده طبع الحياة انها بتكمل مهما حصل بتكمل صدقنى ربنا هيربط على قلبك وهيصبرك
زياد :يا رب يا نيرة يا رب
نيرة :ايه ده انت طلعت عارف اسمى
زياد :عارفه طبعا مش جيران
نيرة :فكرتك عارف شكلى بس مش اسمى بص انا عارفة انى مهما قولتلك انا حسا بيك او قولتلك ان كل حاجة هتبقى كويسة ده مش هيفرق معاك واحساسك هيفضل صعب الفراق صعب انا عارفة خصوصا فراق الغاليين انا بقى هعمل اللى هيفرق معاك ومعاها هدعيلها وهدعيلك
انت كمان ادعيلها وادعى لنفسك دايما قرب من ربنا ومتسمحش لشيطانك يبعدك عنه هو الشيطان الله يحرقه بيستغل الاوقات اللى زى دى فى انه يبعدنا عن ربنا خليك واعى وقرب من ربنا ومتبعدش انت محتاجله وخصوصا دلوقتى محدش هيهون عليك ويحس بيك غير ربنا
زياد :معاكى حق

حكايات منارWhere stories live. Discover now