٤٦

17.5K 428 268
                                    






لكل صبح وليل عذب القصص
نسمة هبوب ، ضحكة جنون
خصر نحيل ، طرف كحيل
ليّل اسود تحت خصرها يطيح
انطفأ بعد المسافة بعد طول المسير
وانتهى عطش المسافر ، مالقى بئر
واكتفى بثغر عتيق ، ونظرة ورمش طويل
ناظريني ، اشهدي لحظة انهزامي
واللي قادّ جيش من اقصى الجنوب
رفع راية بيضاء وانهزم في معركة
انتِ وحدك كل جنودها ..!

ابتسم يشوفها تجفف الورد وتجهزه وهي تضع علبتين زجاج قدامها ، نطق باستغراب : لك ولمين ؟
رفعت نظرها له وابتسمت بهدوء نطقت تراقب نظراته : يمكن عُمر او آسيا يبون ..!
سكت شوي يحاول يستشعر مقصدها لين اتسعت عيونه بشّدة من قولها نطق برعشة : واللي خلقك ؟
ضحكت وقت عرفت انه فهم مقصدها ، ضحكت باتساع وقت ابعد اللي كان بينهم بيدينه برعشة ، جلس قدامها وهو يسحب يدينها اللي بحضنها ، وعيونه تتأملها بعدم استيعاب انها حامل ، وان قطعه منه ومنها تسكن احشائها ، وان جايّ وريثه و وريث اشعاره ، اخذها بحضنه ، اخذها لاقصاه ، عجز يرتب كلامه ، يوصف شعوره ، فرحته ، وانتصاره ، اخذها لبقاع روحه يهنئ العمر فيها ..!

ليلة ، ورى ليلة ، صبح يتبعه شروق ، كل شيء تغير
الليالي سّود ما عادت سّود ، والكلام الضايع صار ابيات ، والدروب كلها انتِ ، انتهى فصل الشتاء ، ونمت زهور الربيع ، حتى الخريف استحى ولا طيح اوراق الشجر ، ونمت مكان الدمعه قُبلة ، ومر العُمر ، كل العُمر ، انتِ




رفع نظراته لام بهجة اللي طلعت بضحكه تزغرد وتردد : جاك عُمر يابو عُمر ..!
ترك كل شيء وكل اللي قدامه وردد : قمر !
ابتسمت باتساع وهي تناوله ولده وتردف : بخير بخير
كيف اعتلت انفاسه ولا قادر يستوعب ان القطعه بيدها ولده ، اخذه ويده ترتعش ، اخذه وخر بطوله الفارق على ركبته ، مسكه كانه ماسك روحه ، تأمله وقت بكى ولده بعلو ، كيف يستشعر صوت بكائه باذنه هو ماغاب عنه صوت صراخ قمر اللي كان خناجر تتوسط روحه ، بعده بكاء ولده اللي كان بكاء رحمه وبشارة ، نطق بعد تأمله : يامرحبا بوريث اشعاري
والتفت لحظة دخول اصحابه ولا حد يوصف فرحهم يرددون " جاء ولد الغالي " ، اصر انه يدخل عند قمر يبي يطمن عليها وطلعوا كلهم ودخل وبيده ولده ، وضعه على السرير وتقدم لها يركض تسبقه روحه ، جلس بجنبها بحيث انها مستلقية ورافعه جسدها العلوي ، رفع يدينه تحاوط وجهها الملائكي المتعب نطقت : وضاح ؟
تلهف لندأ ونطق بلهفة : عيونه ؟
ابتسمت باتساع وهي تردف بحماس : جبنا ولد !
ضحك وهو يشير رأسه بالإيجاب ونطق بعدها : انتِ تحسي بشيء ؟ تعبانه ؟
اشارت رأسها بالرفض وهي تردف : بس ابي انام شوي
نطق بعدها بعجلة : تبيني اطلع ؟
اشارت رأسها بالرفض وهي تسحب له مكان ، استلقى واتكأ و وضعها في حضنه ، على صدره نثرت شعرها ، في مكان راحتها ومصدر طمأنينتها ، غفت وهو يداعب شعرها ، يشوفها بحضنه و ولده نايم جنبهم ، ابتسم وهو يرفع رأسه لسماء يردد : الحمدلله
يحمد ربه على النعم اللي رزقه بعد طول انتظار وصبر طويل قضاه ترحال ..!



أسطورة الجبل الميت !Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora