٢١

11.1K 216 113
                                    

تأملته حتى انتبهت على نظراته نزلت عيونها الخائفه وهي تردف باستغراب من سؤاله : لا انا وحيدة امي بس ركود اخوي من الرضاعة
هو يدري انها وحيدة امها وماعندها احد بس كان يبي يسمع ويتاكد ان ركود مُحال يكون بمقام غير الاخوة وهذا هو اطمئن ، مجرد ماخلصت ابتعدت بينما هو كل مايفكر انها جابت له قهوة لكنه بطيشيه مقدره، يحز بخاطره كان يبي يعتذر بس ماعرف كيف ، في اللحظه اللي رفع يده اليسرى لراسه يعدل شماغه بحكم ان الحرق في اليمنى ، نطق بعدها بتوتر : القهوة ..
لتكمل من بعدها تقاطعه : حصل خير انكب الشر
وكان هذا ثاني شخص يفهمه من غير مايتكلم من بعد وضاح ، وبعدها نطقت وهي تشوفه مازال واقف وفهمت مقصده : بسوي لك ثانيه
كيف بانت طيف مبسم رقيق على ملامحه من فكرة انها ترجمت نظراته واشار بالايجاب وهو يخرج يجلب الدلة اللي سكنها التراب ويغسلها ويرجعها ، طلع من بعدها والنسيم يحرك شماغه اللي ازاله ووضعه على كتفه ، خلخل يدينه على شعره وهو يجلس متأمل السماء اسير لحظتها ويتأمل يده يستشعر يدها اللي سكنتها ، حتى انتبه للي حطت بجانبه القهوة ، وماكان منه الا ان يرفع نظرة لها كان يبي يقولها " تسلم يدينك " لكنها نطقت قبل ان ينطق بشيء وبضحكه مرحه : الله يسلمك
قالتها من غير مايقول شي وكانها فاهمه ايش يبي يقول ، مشت من بعدها تاركته مبتسم حتى بانت نواجذه من كثر اتسّاع سماءه الرحبّه بها ..!




في الصباح وعند وضاح اللي كان بالخارج بفأسه يقطع الخشب ويجهز بحكم ان الايام ذي زادت فيها البروده والمطر فقرر يقطع حصيله كبيره من الخشب ، كان ضميره يأنبه بسبب انه رفع صوته على عيّاش من دافع غيرته ، وهذا الشيء شغل باله ، باللحظة اللي شاف ركود يتقدم له نطق بعدها : جابك الله تعرف وين القى عيّاش ؟
كيف عقد ركود حواجبه باستغراب من تساؤله لكنه نطق من بعدها : اذا تذكر قبل مدخل القرية على اليمين تلقى رمال متكتله وبينهم كرسي واغراض وكل علب القرية هناك بتلقاه هناك يحب هذاك المكان
اشار راسه بالايجاب في اللحظة اللي خرجت قمر من الغار ومجرد ماشافت ركود تقدمت تحتضنه ، كان المنظر بنسبه لوضاح موجع وموجع حيييل على قلبه ، يبغض فكرة انها مانامت بحضنه ليله ولا حتى اقترب منها لحظه ، يبغض فكرة خوفها منه ، كم مر على زواجهم ؟ شهور عديدة وهو ما ارتوى ولا حتى حسّ انه لقى يدين تلمّه ، بالمقابل ركود حقق حلمه ، وهو يدري بمقام ركود ومكانته عند قمر لكن هذا مامنع جنود الغيرة والقهر تسكن قلبه ، غيرته عليها من عيّاش ربما تكون منطقيه لكن غيرته عليها من اخوها ابدًا مو منطقية لكن رغم ذا غار بقلّة حيله وحسده حيّل حيّل لدرجه ودّه يحضن ركود من بعد حضنها اقلها يستشعر المكان اللي حاوطته !
وماكان قادر ينفس عن غضبه الا بالاستمرار في تقطيع الخشب بقوة حتى يهدىء من ضجيج قلبه ورغبته العارمه اللي تسكن صدره ..

اما عند العاشقان اللذان اجتمعا بعد كل هالسنين كان بينهم حديث لا ينقطع ، تارة يسرد لها وتارة تسرد له ، ماكان ايام قليلة كانت سنين وسنين حصل فيها الكثير كان كل ماحكى لها قصة ختمها بقوله " عُمره ما عرفت معنى ايامي لاني قضيتها انتظرك " كانت اشجار الربيع تزهر بين شتاء عمرهم ، وتعيش كل واحد فيهم بهجة انحرم منها سنين ، وياليت كل قصص الحُب بطلها عاشق مثل قصي و صبورة مثل حسناء ..!



أسطورة الجبل الميت !Where stories live. Discover now