٢٣

11K 228 92
                                    

في الصباح ،
عند ليل وقمره ..

صحى من بدري وهو ينظر لها بين احضانه مانام الا كم ساعه ، وباقي الساعات بقى يتأملها وهي بين احضانه بشوق كبير يحاول يطفيه بعيونه وتمرير يدينه على طهر وجهها وتقاسيمها ، ابعدها بهدوء رغم خوفه تصحى ورفضه التام لابعادها لكن في شي بباله يبي يسويه ، وفعلاً وقف وقت تقدم له الكايد والبارقة وابتسم لانهم بخير وانحنى يداعبه بلطف ، بعدها وقف يجمع كل اغراضها لانه ماراح يسمح لها تبقى هنا ابدًا لوحدها ، قمر لازم تتعايش مع البشر لازم تعيش وتتعرف وتتغير خصوصًا بعد نطقها ، هو يحبها الان وراح يحبها كيف ماكانت لكن من حقها تعيش ومن حقها تتعلم ومن حقها تاخذ حقها من كل اللي ظلموها ، بس هي ماتقدر تاخذه وهي هنا ماتقدر ، وبالفعل رتب كل شي باللحظة اللي التفت لدخول ركود تجمع بعيناه الغضب وترك اللي بين يدينه وتقدم له بغضب وقهر وهو يسحبه للخارج حتى ماتصحى ، صحبه حتى اصبحا بالمنتصف والجبال والاشجار تحيط بهما والذئاب خلف وضاح ، نطق بحده وهو يرص على صف اسنانه : قلت ازوجها واغيب ولا ازورها ؟ فييين كنت ركود كل الايام الفايته عنها وين كنتت؟؟
كيف عقد ركود حاجبيه باستغراب وعدم فهم اردف : ايش تهبد فيه انت ايش قاعد تققوول ؟؟ مب انت موجود ايش حاجتي ؟؟
الا ان الرفض كان من وضاح اللي يجاريه بالغضب : ماكنتت موجود ماكنتت وحطيت كل ثقتي فيك عليها وهذي المره الثانيه اللي تخيب هالثقه
اقترب منه ركود وبحدة نطق : انا اللي سلمتك اختي بثقه باي صفه تغيب عنها وباي حق تختفي من غير ماتعلمني؟
ماكان من وضاح الا الضحك باستهزاء مردفًا بغضب وصوته يعلو بقهر : اعلمك ؟ ليه اعلمك ؟ من انت علشان اعلمك ؟ ايش توقعت اقوله لك ؟ انا رايح ارتب بعثرة افعالكم اللي سويتوها من سنين ؟ انا واخوي صرنا اعداء بسبب ذنب ارتكبتوه انتوا ؟ انا حبيس حياة خواتي بسبب افعالكم ؟ ايش توقعتتت مني يا ركود تقتلني وتبيني اعزمك بجنازتي ؟







ماكان من ركود اللي تقدم له بغبنه من لومه على اشياء هو ما سواها ولا يدري حتى من سواها ونطق يجاريه بالغضب : تهقى انه بس انتوا اللي تعانون ؟ بس الهموم على اكتاف عيال ابو العز ونحن في هناء ؟ عمرك سألت عن قصي اللي خذيتوا زوجته منه وتركتوهم لا مقيدين ولا مفكوكين ؟ عمرك سألت عن مؤيد اللي يصحى الليل يهوجس يدور صاحبه ؟ ولا سألت عن ابوي إللي خذيتوا منه صحبه ثلاثين سنه بسبب حقد و ثأر ماله اي دليل ؟
ولا سألت عني ؟ انا ابو حنينّ اللي الليالي جرعتني من مُرها حتى نسيت طعم حُلوها ؟
قال له " ابو حنينّ " يحاول يذكره بصحبتهم ولياليهم اللي عاشوها ، الا ان الليالي السّود اللي تجرعها وضاح ارتسمت قسوتها على ملامحه للحد اللي نزف قلبه بس بقت عيونه تنظر بقساوة ، نطق بعدها : ما سألت لاني كنت مشغول اتحمل عبء اوزاركم و عبء افعالكم ، ما سألت لان وقع قول " صاحبك قتل اخوك " كان اشّد عليّ حتى من موت اخوي ..!
اقترب منه وضاح وعيناه من شّدة احمرارهما تظن انها قنبلة مؤقته اردف بعدها وهو يضرب على كتفه بيدينه : بالوقت اللي بكى الكل على فيصل ما خلوني ابكي ماخلوني ! قالوا لي خذ حقك ثم ابكى ، انت رجال والرجال مايبكي تركوا الدمعه بمحاجر عيوني لين نزفت انا وان سامحتك على اخوي مين يسامحك على محاجر عيوني ؟
اطال النظر فيه وهو يتذكر مآسي اللي عاشها ويردف بعدها ورغم ثقلها على قلبه خرجت من لسانه خفيفه بعد ان جرحت نحره : بنص العزاء وبين الملأ نادوني صاحب اللي قتل اخوه ليتهم ماشافوني ولا سمعت هنداء ، تهقى انه كان عندي وقت اسأل  ؟
في اللحظه اللي اعتلت عيون وضاح نظرة ملاّمه على كل شيء على نفسه وعلى اهله وعلى صاحبه وعلى شبابه كان اشبه باللي قال "وان حصل في يوم بلّت دربي الغابر سحابة؛ كيف بشرح للمطر ان الظما هذا بروحي؟"
ماكان من ركود اللي اغمض عيناه بقهر لانه عمره مالاّمه هو يدري انهم حملو وضاح نفس الحمل اللي هو يحمله حتى واكثر ، لاجل ذا نطق بعدها بعجله : طول هالسنين نحاول نعرف مين قتله ولا قدرنا خلنا ندور عليه سوا يمكن سوا نقدر نلقى شي يوصلنا له ! الحمل اللي تحمله انا احمله وضاح



أسطورة الجبل الميت !Where stories live. Discover now