٣٧

10.4K 217 104
                                    

بعد مضي يوم وعلى العصرية..
في مقبرة قرية العود ..
قادته خطواته التائهه الى قبر اخوه ، يدور امان ضيعه من ثمان سنين عجاف ، ينثر الرمل بيدينه عاجز حتى عن الكلام ، دعاء له بقلب صادق الدعوه وجلس عنده تائه يقلب كفوف الضياع ، ولو نسى كل الليالي مانسى ليلة علمته شلون شكل الوداع !
كانت دموع عيونه عمرها ماتنزل تبقى عالقه بمحاجره تلمع ولا تنزل لو الثمن روحه !
وقت نطق بهدوء يسكن نبرته الحزن : ايه يافيصل لو تدري وش سوت الليالي باخوك ! ذوقته من كأس المراره لين نسى طعم حلوها ، يوم بغت تفرحه اعطته نص فرحه لا هو اللي اخذها كلها واكتفى ولا اللي رضى بنصها..!
ليردف بعدها بحسرة طلعت منه كضحكه : سبقتني بكل شيء حتى بالموت ليتني انا من سبقك..!
التفت وقتها لجلوس فواز ، رفع نظره له كيف كان يتأمله لين خرج فواز من صمته بعد ماسلم على اخوه بقبره : علامك واقف بنفس المكان من ثمان سنين ؟ الكل عاش عمره ونسى ، العمر راح ياخوي مابقى منه كثير اللي بعمرك اولادهم بحلقه القران الحين ! ليه ماتعيش وتتزوج وتكمل نص دينك لا تقف عند اخر كلمه " فيصل " قلتها !
لينطق بعدها وضاح بهدوء بعد ان ميل فمه بابتسامة : يوم انتم رحتم تعيشون ماعزمتوني معكم قلتوا لي ابقى خذ بثأر اخوك ! ثمان سنين اراكض ورى طيف سراب وحدي وقتّاله يشرب شاي معكم توكم تذكروني ؟ بعد ما ابحرتم بدوني ؟
اعتلى وجه فواز هدوء اشبه بندم وهو عارف انه صادق وكل الحق معه ، وقف وضاح بعد ما نفض تراب ثيابه وربت على اكتافه فواز ومشى بعدها بهدوء لخيله ثم للغأر ..
تقدم بخطواته للغار باللحظة اللي صادف فيها ركود عند باب الغار كانت نظرات متبادله ، ذا ينتظره يلومه وذا يجهز اعتذاره ، تقدم ركود له يلملم حروفه مردف بعدها : ماراودت هقاويّه شك فيك حشى ماقلتها الا بلحظة غضب
ليكون الرد من وضاح بهدوء : ليه هو بدر منك شيء ؟ ماذكر !
اتسعت ابتسامات ركود اللي تقدم له يحتضنه ويربت على اكتافه ، لينطق وضاح بعد ان ابتعد عنه : والحين وش دبار العلّه اللي داخل ؟
ليكمل ركود من بعدها : يبقى هنا يذوق شعور تعيش بغار لين ماقمر تتحسن حالتها ماودي تقابل اهلي بضعف بعد كل هالسنين ابيها بقوتها ..
اشار وضاح رأسه بهدوء متفق معه لين نطق ويده تحك جبينه : كيفها ؟







تنهد ركود وهو يكمل : على حطت يدينك
تقدم وضاح على اساس بيدخل الغأر لكن وقفه ركود مكمل بعدها : لي عندك رجاء وطلب عساك ماتردني !
التفت له وضاح وهو يعودّ بادراجه له : افا انا اردك ! والله ان روحي ترخص لك
ليكمل ركود باتساع : انت داري بصعوبه ظهورها قدام اهلي حيه وابوي الله يستر لا يطيح علينا اتركنا نأجل خبر زواجكم لين ما يستوعبون وجودها
تنهد ولا له شي غير يوافق لانه صادق يبي يستوعبون الاول علشان يستوعبون زواجهم هذا غير اهله اللي لازم يعلمهم مسبقًا ، اشار رأسه بالايجاب مردف : لكن مايطول الموضوع
وافقه ركود وهم يدخلون الغأر ، تقدم لو وضاح وبيده قارورة ماء ، كيف كان في الارض منهك ومتعب ولا قادر حتى يفتح عيونه ، سكب الماء على وجهه وهو يشوفه يلهث يدور لو قطرة تبل ريقه ، توقف عن السكب وهو يجلس مع ركود مقابله ، وقت نطق ركود : كيف العيشه في الغار عساها جازت لك ؟
رمقه بنظرة كره تحت ضحكات ركود ، باللحظة اللي نطق وضاح : بشر عساك اقتنعت تعلمهم بفعايلك انت والحيّه اللي معك ؟
ليردف منير بعد ما اتكأ بظهره على الجدار : انا وحدي من شارك فيها اي حيّه تقصد ؟
باللحظة اللي دخل راجد و هجان ، لينطق هجان : ندري ان الحب اعمى بس عاد مب لهدرجة تدافع عنها هي ودموع التماسيح اللي تصببها بكل فنجان !
ليردف راجد بعده : ان ما اعترف بلسانه مانقدر نقول اسمها وش يضمن صدقنا والله لتقلبها علينا بكيدها
ليردف وضاح وهو يتقدم لمنير : مريض انت ؟ معتوه ؟ ترى ان اعترفت انها سوتها يمكن تطلع منها
كان يحاول يقنعه حتى لو كذب لكنه رفض يورطها ممكن هذا فعلاً لاقالوا " من حب جنّ " لان كل هالجنون فيها وفي حمايتها مب طبيعي ليردف منير : ولا ارضى اعترف الا بعهد بيني وبينك ياوضاح
كيف تراكمت ضحكات وضاح وهو يقف بجنون : مريض انت مربوط وتتشرط يالكلب !
ليقف ركود مردف بغضب : ماقدر استحمل
انقض عليه يضربه بجنون وينزف الدم من فمه وانفه بلا رحمه لين ماتركه يلفظ انفاسه ، ليكمل منير كلامه وهو يتنفس بعلو ويرمي الدم المجمع بفمه : والله لو ماخذت عهد منه ماقول كلمه وحده !




أسطورة الجبل الميت !Where stories live. Discover now