١٠

12.7K 266 76
                                    




عند قمر كانت مشتاقه وحييل حييل لاخوها تتمنى تقوله خلاص تعال نطقت بس ماقد جاها ولا تدري ليه مختفي عنها ، لكن عناق علمتها من اول عن جدتها صالحة وعذرتها ، كان الطفش متملك منها وحييل ولا تدري وش تسوي بسبب ذا قامت على حيلها وهي تطلع من الغار مع الذئاب رغم خوفها لو يجي وضاح بس ادركت انه يجي بالليل مب بالصباح ، طلعت وهي ترفع الخمار الاسود على رأسها نفس عادتها وهالمرة ماركبت خيلها راحت لوحدها هي والذئاب وحتى الغزالة تركتها بداخل ، كانت تتمشى بالمكان وتتأكد ان كل شيء بخير ولا حد دخل مكانها ، ركبت فوق مكان عالي وحييل ، تدور بنظراتها حتى شافت قافله مسافره وواضح انهم مب من هالديار ، نزلت بفضول ولقيت شي تتسلى عليه ، كانت تظن انهم فقط مارين ومشت حتى صارت قريبه منهم اختبأت خلف الاشجار ، وتركت الذئاب بعيد لوحدهم يصيدون ، ترقبتهم وهي تتأمل اشكالهم واضح عليهم مو من اهل الدار ولا عندهم علم بقصص هالجبال ، مشت بهدوء لكنها شافتهم تقدموا وصاروا امامها بضبط وهي خلف اشجار وخلفها مثل الجبال لكنها اقل ارتفاع ، كانت تنتظرهم يمشون بخيولهم بس اللي شافته انهم نزلوا وبدأوا بوضع خيمه لهم والاكيد انهم يبون يرتاحون اليوم ويكملون المسير بكرا ، تصلبت اقدامها بعد ان لاحظت انها اصبحت محاصره ومجرد ماتقف راح يشوفونها وواضح ان وجهتم وحده من القريتين بيوصل الخبر لهم بسرعه ، جلست على ركبتها وهي تحبي بهدوء ماتحاول تطلع ضجيج ، ماتقدر تخوفهم لسببين الاول ماعندها خيلها والثاني نحن بالصباح مستحيل مايميزون اللي يشوفوه ، اكملت حبي وهي متذكره ان في هالمكان نفس الغار استكشفنه من زمان وكان عايش فيه حد ومات من زمن طويل ، تقدمت حتى وصلت وسرعان ماوقفت وهي تدخل بعجله ويدها على صدرها تتنفس بعلو وسقط خمارها من رأسها واصبح بعنقها وانتشر سّودة شعرها على بشرتها المُحمره وتساقطت خصلاتها على عيناها الوسيعه الساحرة وسرعان ما اتسعت بؤبؤ عيناها باندهاش وهي تشوف الرجل اللي واقف امامها وبيده عصا كان بيضربها لكن توقفت يدينه بعد ما عرفها ومرت ثواني عديده لتأمل من غير اي حديث ..

نرجع بالأحداث للورى شوي عند وضاح جاء من بدري علشان يسبق حضورها ويعرف من فين هي تطلع ، ترك خيله بعد ما ربطه وصار يمشي ويراقب لحظه ظهورها مشى بالمكان ونيته يحفظ الطرقات لاجل اذا هربت منه يكون قادر يلحقها مو مثل اخر مره ، جاء بدري وحييل وماظهرت للان ، تمشى وهو في اتم روقانه ويغني وحده من اغاني عبدالحليم واللي كانت " اول مرة تحب ياقلبي و اول يوم تهنى  ، ياما على نار الحب قالولي ولقيتها من الجنة " تمشى بالمكان حتى لمح تلك القافله ، تقدم لها بتفكير معقوله جت منهم ؟ وسرعان ما دقق بنظراته حتى نطق بعدها : هذي قافلة مصلح !
وسرعان ماتراجع بخطواته قبل ما يلمحوه ويوصلون الخبر لاهله مايهمه شي كل همه لو احد يشوف اللي شافه ، وصدفه لمح ذاك الغار ودخله بعجله ينتظرهم يمشون ، دخله يستكشف اللي فيه بهدوء يمكن ذا مكانها ، شاف قطعه قماش واغراض قديمه وحييل مثل كوب و براد شاي ، واضح ان في حد هنا من زمن طويل معقوله هي ! وش جابها بهالمكان ؟ وش قصتها يا ترى ؟ ومن هي ؟ وما ان لبث تساؤلاته العديده حتى سمع صوت اقدام تمشي له انحنى للعصا بالارض ورفعها وناوي يضرب الشخص اللي يدخل وسرعان ماتوقفت يدينه من الحركه وهو يتأمل ذاك الجسد الصغير اللي توسط الغار ، تدارك معالم صدمتها ولحظتها حيث كانت بتصرخ الا ان يدين وضاح اللي رمت العصا وتوسطت فمها تمنعها من الصراخ واخرى احاطت بكتفها تبعدها من مدخل الغار قبل لا يشوفونها ورغم محاولاتها العديده بالنفاذ منه لكنه اقوى منها حتى نطق من بعدها : اسكتي لا يسمعوننا ماني ماذيك لا تخافي !
شاف مقاومتها العديده اللي انتهت بتعب من عدم قدرتها لتخلص منه كيف كان قريب منها وحييل متأمل لها ومازالت يدينه تتوسط فمها همس : ببعد يدي لا تصرخي فهمتي ؟
شاف ملامح الهدوء في وجهها وابعد يدينه بخفيف ومازالت على مقربه من فمها وقبل ما يبعدها بالكامل مسكتها وهي تعضها بقوة كدفاع عن نفسها ..

أسطورة الجبل الميت !Where stories live. Discover now