١٩

12.3K 221 67
                                    

اتسّع مبسمه وهو يعرف اخته ويعرف عنادها ، ويعرف انها ما ترتاح الا بالشيء اللي تعودتّ عليه ليردف وهو يمشي بيدخل عندها : خليّها براحتها اللي تبيه تسويه ما زوجتها علشان اجبرها على اشياء ماتبيها زوجتها علشان اضمن راحتها وسعادتها
لكنه بتّر جملته وقت رفع نظره لها ..!
كانت الفوانيس معلقه على شكل دائري تحيط بها ، بينما هي في المنتصف ، كانت واقفه تتأمل فستانها ، ولأول مره يرى عروس تلبس الأسود ! اجل قمر الزمان هي العروسة اللي لبست فستان اسود بسبب عداوتها مع البيّاض ، ذاك الفستان اللي جابه ركود لها في وحده من سفراته لكنها ما لبسته الا اليوم ، كان فستان ممسك باعلاها ومبينّ ضيق خصرها ورقتّه ، يتّسع بهدوء من بعدها لمنتصف ساقها ، كانت أعجوبة لا تتصور ، أسطورة كما قيّل عنها ، كان شعرها الطويل حيّل حيّل منتشر حولها فكتّه لها عناق ، كان مغطي اكتافها من كثافته ، وعلى الرغم من انها لم تضع اي مساحيق تجميل ، الا انها كانت فتنة بمعنى الكلمة ، نورها لوحده كان قادرًا على انّارة ليلًا كاملًا ، عينّاها الواسعتينّ ، سلّة سيف انفها ، العقدة بفمها المُحمر ، بتوريّد وجنتها ، مذهلة ! ترتعش امامها الاجساد ، تقف نجوم السماء ، كانت شيء يستحق التأمل ، شيء يرغب المرء ان يلمسّه بانامله ، ان يتحقق من وجودها ، من كونها بشرًا ام ملاك ! وفي نفس اللحظة يخاف من لمسّها ، يخاف من خدشّ رقتّها ، من ان تتألم من لمستّه ، ذاك الفستان ذات الون الضديد لها ، هو أجمل ما رأه اخيها ، بل أجمل حسنّ تصور امام بؤبؤ عيناه ، لو بيدينه ينادي اخوانه بكل فخر تعالوا شوفوا اختنا اللي ورثت حسنّ امنا ! ودّه ينادي ابوه يتأملها ، ودّه يسمع الاحتفالات لأجلها وان تقام الاغاني باسمها ، ودّه وياليت الودّ اللي ودّه تحقق ..!
نطق وهو يتقدم لها بانذهال : يا بنت قلبي انتِ !
ندأه الاحب " بنت قلبي " لان فعلاً هي بنت قلبه وتحت تربيته وجناحه عاشت ، هو اكبر من ان يكون مجرد اخ لا هو اب ثاني لها ، تقدم لها وهو يحتضنها ويغمض عيناه بهدوء وكل مايقوله هو ان يستودعها ، باللحظة اللي دخلت عناق تردف بتوتر : راجد برا وخذيت الكتاب منه توقع  ..!



عند عناق واللي مجرد ما دخل ركود تنهدت ، لانها كذبت على امها وقالت لها بنام عند العمه صالحة ، يعني لازم ترجع الان عندها قبل محد يلاحظ ، لكنها كانت خايفه وحييل من الظلام بسبب ذا نطقت تحدث عياش : عويش انا اقول دامك راجع القرية امشى معي حتى بيت عمته الدنيا ظل
قبل ان تكمل حديثها قاطعها صوت راجد اللي جاء معه الكتاب علشان توقع ويرجع مع ركود لبيت نبيله يكملون كل شيء ، ولمحها وعرفها واردف مجيب عليها باستهزاء : اشوف الخوف ساكنّ قلبك يا شجاعة !
كيف التفتت بفزع وهي تضع يدها على قلبها مردفه بصدمه : بسم الله الرحمن الرحيم ..!
ما منع نفسه من الضحك عليها باستهزاء مما سبب ابغاضها ، ونطق بعدها  يناولها الكتاب : اعطي ركود ..!
اخذته بقهر وعجلة وهي تمشي لداخل وتردف : راجد برا وخذيت الكتاب منه توقع  ..!
تنهد ركود وهو ياخذه بتأمل وتردد حتى تنهد وهو يتقدم لها ، تأملها باللحظه اللي مد القلم لها ، اخذته تتأمله لكنه امسك بيدها وهو يوقع معها ، بعد ترددات كثيره عاشها انتهت بتنهيدة وقبلة توسطت جبين اخته وهو يكمل : مبروك يا نور عيوني ..!
تنهد بعدها ونطق ومازال متأملها : ورغم علمي انه مالك خبر باللي جرى الا اني متأكد ان بيوم من الايام بتشكريني على هالقرار ، وكل مُناي ما اسمع ندم منك ..!
باللحظة اللي طلعت عناق وناويه تطلع مع عياش قبل لا يجي وضاح ، نطق راجد اللي داهمه خوف عليها  : خليك انا اوصلك !
لكنها نطقت بعدها بقهر منه ومن تصرفاته اللي تحسسها انه يكرهها : امن العدو ولا امنك !
ومشت بعدها مع عيّاش غير مدركه لمدى السكاكين والخناجر اللي انسابت من كل حرف قالته حتى تسكن قلبه ! غير مدركه ان الرجل اللي عجز يأذي نملة ظنت فيها اكبر سوء ! غير مدركه لفعلتها الفضيعه ..!
" افا ! انا اللي حرسّت لياليك ، تتهمينّي بسرقتها ! "
في اللحظة اللي طلع ركود ، ليحتضنه راجد وهو يردف : مبروك يا اخوي انا اجازف بروحي ان ما كانت بيد أمينّه وان ما عاشت على كفوف الهناء ما اكون راجد ، هذا وضاح وانت خابره ، تطمن ..!
قال قوله ذا يحاول يطمنه ليبتسم ركود اللي ربت على اكتافه وقبل ان يمشون نطق : الله يبارك فيك ، اي والله خابره وادرى الناس به ولا ما كان امنته ..!



أسطورة الجبل الميت !Waar verhalen tot leven komen. Ontdek het nu