أسطورة الجبل الميت !

١١

بعد أن انتهت  وتلذذت ذاك الأيسكريم اصبح مكان وضاح بالنسبة لها كبير لانه قاعد يخليها تجرب أشياء هي حرمت منها، وقفت وهي تعدل ثيابها وتنفض تراب منها ‏نطقت بعدها تحدثه : أنا سمحت لك تدخل هذي الدار باذني ورغم إنك صدت منها لكني بسامحك بس لأنك ساعدتني اليوم وبكذا نكون متعادلين
‏كيف رفع رأسه لها وهو يردف بعدها بتركيز اخفى ابتسامته : ما لمحت انه في لوحة مكتوب عليها أن هذي الأرض ملكك ‏حتى تمنعي صيدها
‏وسرعان ما عاد يسأل عن امور تخصها بقوله: بعدين أنت فين عايشة ما لمحت أي مكان يساعد على العيش؟ ‏
‏زي العاده ما ردت عليه و تأملته في سكوت من غير أي تفكير نطقت بعدها بصدمة : فين ‏ذاك؟
‏كيف كانت تدور من حولها تدور وتبحث عنه بينما هو واقف مستغرب عن ايش تدور بالضبط بس ما عرف حتى شافته و تنهدت وهي ترفع القلم وتبعد عنه التراب أخفى ابتسامته بهدوء وما زالت هذه الفتاة تحمل مجموعة أسئلة لم يستطيع تفسيرها أبدا، رفع النظر للسماء وهو يشوف الشمس بدأت تنزل مما يدل على انه ‏تأخر وقت طويل والأكيد أن الكل الحين أنتظره كان يتمنى لو يقدر يعرف مكانها او يعرف أي شيء يخصها لكن يكفي إنه عرف اسمها انه صار الآن أقدر أناديها بعذب اسم حفظه مليحة، ‏اخذ خيله وكان يبي يركب من عادة وضاح انه ما يركب بوضع رجله على السرج  كان ينزو و ينزع ، ‏النزو والينزع كانت من شيم العرب وكانت شيء ما يقدر يتقنه أي احد

حتى أنه تكلم عنه عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقال " لا تخور قوة ما كان صاحبها ينزو و ينزع "
‏في اللحظة اللي شاف نظرة إعجاب من مليحة وهي تتقدم له وتمسك خيله لتنطق من بعدها : كيف قدرت تركبه كذا ؟
‏عقد حاجبيه بستغراب وهو يحاول يتذكر أردف: كيف ركبته؟
‏لتنطق من بعدها وهي ترفع رأسها تحدثه بينما هو فوق الخيل وهي في الأرض وبينهم إتصال بنظرات : من غير ما تحط رجلك على الركب
‏ابتسم بهدوء بعد ‏أن عرف قصدها واستغل الفرصة وهو ينطق: المرة الثانية اللي أشوفك فيها راح أعلمك كيف تركبين كذا
‏وكان هذا الشيء اللي هو يبغى يتأكد منه انه في لقاء ثاني ولقاء ثالث حتى يطمئن قلبه كان بسبب عدم معرفتها في أشياء كثيرة هو قادر يستغلها وكل مرة راح يجيب شي يلمع ثاني بس علشان نكسب مواعيد معاها كانت هذه النقطة الوحيدة اللي في صالحه بحكم انه متأكد ما راح يعرف أي شيء عنها فمستحيل انه ينحرم من النظر لها وكان بينهم الاتفاق هذا أن يكون في لقاء ثاني يعلمها ركوب هذا الخيل ‏، تمنى لو انه يقول او يسالها
متى تحبيني؟ أنا عمري ضايع و مسروق و راح منه سنين واخاف على الثانية تروح ولا كانت معك ،
متى تحبيني ؟
ماتبقى لي من سنوات بالكاد تكفي لتقبيل اصابعك ، احبيني الان انا في عجلة من عمري ..
ومضى بخيله بعجلة لانه محتري اهله بعد ماضمن لقاء معها ..

في قرية العود
‏صحيح كان راجد وهجان قلقين على وضاح بسبب اختفاه الغير مبرر، ولكن اشدهم قلقًا كان فواز اخذه التفكير انه ممكن يكون سافر من أول وجديد وتركهم بسبب اللي حصل بينهم، تقدم فواز بخطوات إلى بيت أبوه وقت استقبلته حسناء اللي كانت ماسكه بين يديها وعاء ومجرد ما شفته أهتز الوعاء خوفًا منه، ‏نطق بعدها: شفتي وضاح؟ مختفي له يومين!
‏كيف إشارة راسها بالرفض باللحظة اللي تقدمت فيها ثنوى وحور التفتت فوز عليهم ونطق بعدها: متى آخر مره شفتوا وضاح ؟ ‏أهدني كان معاكم؟
‏كيف ‏استمرت ثنوى بالتفكير حتى نطقت بعدها: اخر مره وقت اللي حصل بينكم
‏تنهد وهو يعطيهم قفاه ويمشي الى الباب ونطق بعدها بصوت عالي: إذا جاء وصلوا له خبر اني ابيه
‏وما ان خرج حتى تبادل الأخوات النظرات كانت نظرة قلق بأن يرحل وضاح مثل المرة الأولى، ‏مرت دقائق عديدة ودخلت حسناء وحور إلى المطبخ تجهزان الغداء كانت ثنوى عليها اليوم دور تكنيس الحوش، في هذه اللحظة بالذات دخل ‏رجل ‏يلف الشماغ على وجهه ولا يظهر فيه الا العينان اغلق الباب بقوة وضع ظهره عليه ‏ ‏تنهد تنهيدات عديدة وهو يتنفس بعلو لحظة تظنه سارق داخل البيت، أو هارب من أشخاص يطاردونه، كيف كانت سوف تصرخ حتى انتبهت أن هذه العينان لا يملكها أحد بالدنيا إلى أخوها، همست بتردد: وضاح؟
‏كيف هز راسه بالإيجاب وهو يبعد الشماغ عن وجهه ويرفع راسه عاليًا يتنفس بشدة في اللحظة اللي مشى بعجله وكان في جدار الحوش مغسلة صغيرة رفع أكمام ثوبه في اللحظة اللي كانت ثنوي تمشي خلفه تحاول تتبعه كان يغسل يديه بعجله كان غايته يبعد أثار الأقلام من يده حتى لا ينتبه احد عليها بدأ بيده اللي كان فيها بس خطوط سببتها قمر، وقت رفع يده الثانية اللي كان مكتوب فيها مليحة غسله بعجله وهو يحاول أن لا يراه أحد مجرد ما اكمل، التفت لأخته وهو ينطق: حد جاء؟ سأل عني أحد؟
‏أشارت راسها بالإيجاب وهي تردد: الكل يسال عنك فواز قبل شوية جاي ‏يدور عليك وين اختفيت حسبنا سافرت خوفتنا عليك
‏تنهد وهو يرفع يده إلى شعرها وهو يحركه بين أصابعه مداعبة ومشى بعدها إلى غرفته علشان يغير ملابسه ووضعه ثم يطلع لهم ..