١٤

11.7K 221 83
                                    

في الليل ،
عند العراقي وبغداده
انتظر بفراغ الصبر حتى ناموا الجميع ، اعتلى الجدار وهو يحول بنظراته في المكان حتى اتسع مبسمه وهو يشوفها تقرأ الكتاب الذي بين يديها مرتديه الاحمر الذي كان السبب الاول لمعرفه هجان عنها ، ابتسمت بعد ما سمعته وهو يطلع صوت من فمه يحاول لفت انتباهه ، وقفت وهي ترتب ثوبها وترفع ذاك الوشاح فوق رأسها وتتقدم له ، اتسع مبسمها وهو يميل رأسه بتأمل لها ، نطق بعد ان ادرك تأمله واردف : مادريت ان القمر مثله قمر لين شفتك
اتسع مبسمها بحياء وسرعان ما ردت برفض : مو مسموح لك تتكلم معي بلهجتنا علمني لهجتكم حيل أحبها
كيف اتسع مبسمه وهو ينطق : ياحظ العراق بحبك لها
وسرعان ما تنحنح على اساس يغير لهجته واردف بالعراقية : مكلتيلي شلونها اقمشتنا عليج ؟
وكان يقصد ذاك اليوم اللي جته لتردف بمزاح محاوله تقمص لهجته : مو واجد يعني ناقصكم هواي شغلات
اتسع مبسمه وهو يعدل لها بقوله : مانقول " مو واجد "
نقول " مو هواي "
اشارت رأسها بفهم ، في اللحظة اللي كان يحاول يتكلم كثير علشان يتقمص لهجته اردف بتفكير : اسأليني اي شيء و اجاوبك بلهجتنا وتتعلمي اكثر
ميلت رأسها بتفكير وهي تعض اسفل فمها واردفت : احجيلي رحلتك
ابتسم وهو يحط يدينه على خده ونطق : عندي هواي رحلات احجي شنو واعوف شنو ؟
نطقت بحماس وهي تقترب اكثر : كل يوم حكاية حتى تخلصهم كلهم
أشار بالإيجاب وبتفكير باول رحله له ، الرحلة اللي كانت مع العراقيين وبداية كونه رحال والعجائب اللي شافها بطريقه ، واختار وقتها قصته مع قطاع طرق كان بيكون ضحية موته على يدهم ،



بدأ بسرد بلهجته وكل شوي توقفه وتسأله عن معنى كلمه ، حكى و حكى وهو يراقب معالم وجهها من حزن لفرح لضحك لحماس ، كيف راحت تجيب شاي ورجعت له وشربت معه وهي تسمعه بكل حُب و تأمل حتى وصل لنهاية قصته بقوله : جنت اعمى وما اعرف شكاعد يصير ورايه ، صعدتهم القافلة ومشيت وياهم من بغداد لمكان طويل وصلت لسوك ، شعبي جان يبيع بيه العم عثمان اشياء قديمة ، والعم هذا هم باكو " باكو بمعنى سرقوا" لمن عرفهم گلي عليهم ،
كيف نطقت بعدها بحماس : وضربتهم واخذت قافلتك ورجعت عند العم عمر ؟
كيف تأملها بهدوء حتى نطق : لا والله انهزمت وباكو القافلة والاغراض مارجعت الا بكوب چاي انطاني اياه العم عثمان حتى يطيب خاطري
تراكمت ضحكاتها على تعابير وجهه وهي تنطق بعد نوبه ضحكها : هقيتك بتصير مثل سندباد
اتسع مبسمه بضحك وهو يكمل : لج اكثر من ٨ اشخاص لو شافهم سندباد جان حيعتزل رحلته
كيف شاف ان الشمس بدأت تشرق اعتلت ملامحه الصدمه مانتبه للوقت ابدًا معها يصير اسرع مما يتصور ، نطق من بعدها وهو يتظاهر بتذكار : مكلت الج لمن شافوا قطاع الطرق الفلوس شنو كالو ، حزري
اعتلت ملامحها الاستغراب ونطقت : عبروا عن حبهم؟
كيف تظاهر انه يفكر حتى نطق : شلون يعبر العراقي عن حبه ؟
اتسعت ضحكاتها وهي للان مافهمت مقصده ونطقت : كل العرب تعبر عن حبها ، بقول أحبك !
كيف ميل رأسه بعدها وهي يردف بتأمل : أحبج اكثر
اعتلت ملامحها الصدمه وقت فهمت مقصده وانتشر غضبها المرح بنسبه له : يا مخادع ! كان لازم اعرف نيتك واضحه من البداية من وقت ما عطيتني قماشك الشين
كيف تظاهر بالغضب وهو ينطق : لا تحجين على قماشي ترة هية مثل جهالي
وانتشر من بينهم العناد والشجار اللي ماكان بدافع الكره كثر ماكان بدافع الحب ..
ومضى الليل والشروق مابين السفر
لبغداد حتى جنوب المملكة ، سكن الهدبّ
مّر الحنين تلو الحنين ، والبلد غيّر بلد
مالك مثيل ، مالك شبيه
تعرفين ؟
أنك سبب فرحة العُمر
وأنك مثل طلعة الفجر
وأن وجهك سماء ، وعيناك قمر ..


أسطورة الجبل الميت !Where stories live. Discover now