١٣

12.7K 244 132
                                    

عند قمر الليل وقمر زمانها ..
صار الكل مشغول بحيث انه زياراتهم لها قلت ، صارت تمضي ايام طويله من غير ما تتكلم ،ويحتلها السكوت حتى صارت تنسى الحديث ، لا احد سوا خيلها و ذئابها و غزالتها تلهو معهم ، وتقلب الحياة بين ايديهم ، طلعت من الصباح على امل تشوف وضاح ، وصلت الوادي وهي تدرب على حركة وضاح بتكرار ، وطال الوقت وطالت الساعات حتى اصبحت في العصرية ، رفعت نظرها لذئاب عندما بدأت تعو وبشّدة ، وسرعان ما ركضت حتى تلقاها ذاك الفارس اللي طلع من بين الاشجار وهو يحتضن الكائد الذي قام باحتضانه ولفت البارقة على رجوله ، لينتشر صوت ضحكه بالمكان تليّه اعذب صوت نطق بحماس لا مثيل له وفرح عمّ بقلبها : وضاح !
كيف التفت لها يتأمل ذاك القوام العذب والوجه المليح حتى نطق بهمس مستمتع بنبرتها اللي اهلكته: دخيل الله!
تقدم لها وحوله الذئاب وقت شافها واقفه جنب الغيهب دلايل انها تتدرب لحركته ، حتى نطق بعدها بشبه ابتسامه : عرفتي لها ؟
اشارت رأسها برفض بقلة حيله وزعل حتى ابتسم وهو يسحب خيله ويبدأ بشرح وتكرار الحركه مكرر :اعتمدي على يدينك واتركي ثقلك فيها وهي ترفعك
كانت تحاول وتكرر وكل ما تطيح يتلقاها الغريب في الامر واللي قاعد يلاحظه هو انه مافي في قاموسها اي حلال ام حرام بحيث انه هو يحاول ما يلمسها بينما هي مب مهتمه بشيء ذا ومستعده حتى تبقى بين يدينه ، غريب امرها للحد اللي مضت كم ساعه يعلمها وما سمع منها اي كلمة الا اسمه ! فقط اسمه تكرره وكل ماتنطقه كل مايتبعثر زيادة ويتشتت اكثر و اكثر ، لاول مره يحس ان اسمه عذب وحيل حيل ..'
تعب وهو يستلقي على الارض مكرر : المشكلة مب بك المشكلة بحجمك قدام الخيل
كيف شافها مو راضية توقف ومازالت تحاول حتى ابتسم وهو يداعب الكائد بين احضانه في اللحظة اللي سمع صوت ارتطام شي بالارض رفع نظره بعجله وشافها القت بسرج الخيل في الارض وتحاول تسويها من غير سرج ، كيف عقد حاجبيه حتى اردف : كذا اصعب يابنت !
في اللحظه اللي قدرت تسويها بعد ما استجاب لها الغيهب وهو كانه يساعدها ، مجرد ماركبته التفتت لوضاح وهي تنطق بحماس : وضاح وضاح !
اتسعت ابتسامته ببهجة وهو يشوفها سوت حتى اكثر من اللي سواه ، نزلت من بعدها تلهث عطشانه حتى قام للبئر وهو يملئ سطل ويعود لها ،




جلس على الارض وهي معه وقدمه لها تشرب وشرب وهو يتنفس بعلو من تعبه ، رفع نظره لسماء وماهي الا دقايق حتى حسّ بيدين صغيره تداعب معصمه ، التفت لها باستغراب في اللحظه اللي شافها تتأمل ساعته حتى ما قدرت تقاوم وبدأت تلمس لمعتها ، كانت ساعه فضية ماتوقع تجذبها بس الظاهر ان كل شي جديد يجذبها ، ابتسم وهو يرفع يده ويفكها في اللحظه اللي نطق : تبيها؟
ماكانت ترد مجرد تأمل له حتى نطق وهو يناولها : والله ما تغلى عليك ..
اخذتها وهي تتحسس ملمسها ولمعتها مع الشمس وتدخلها بيدها رغم كبرها وحيل على معصمها ابتسم وهو يتأملها كيف تحركها حتى نطقت بعدها : عناق ؟
عقد حواجبه باستغراب حتى شاف الغزالة اللي تتقدم لقمر ، اخذتها لاحضانها وهي تداعبها وحولها الذئاب ، كان يتأمل شي مذهل ، ذئب وغزالة ولا ياذيها ! كيف قادره على صنع السلام حتى بين اعداء !
كان الوقت يطول بينما هو يشوفه مجرد ثواني ، نطق بعد ماتذكر شي واشار لشجرة : مليحة لفي وجهك هنا
لفت باستغراب وكان غايته يشوف اذا في ثقب باذنها وبالفعل تأكد انها مثقبه نطق بعدها يلمس اذنه يحاول يفهمها : تذكرين مين ثقب لك هنا ؟
كيف مافهمت كلامه ولا تتذكر شيء ، مشكله قمر وقت الحادثة والصدمه اللي تعرضت لها فقدت جزء كبير من ذاكرتها ومن اجمل ذكرياتها ، و الوحده اللي عاشتها فقدت بسببها حديثها الطويل ، ماصارت تتكلم كثير حتى اصبح حديثها نادر و ذاكرتها جزء منها مفقود ،




أسطورة الجبل الميت !Where stories live. Discover now