٤٣

12.8K 260 74
                                    

نرجع عدة ايام للورى
العراق - بغداد

العودة للوطن ، لتراب الديار ، للمكان الذي هربت منه ومن ذكرياته فعدت له من جديد لانك كل ما تكبر ستدرك ان لا ارض مثل اراضي الوطن ..
استقرت خطواتهم في العراق تحديدًا بغداد دخلها ويده بيدها يباهي العراق بان له بغداد ، كانت تمشي معه شكلهم مختلف كليًا عن الناس بحيث انه كان يلبس ثوب وهي عبايتها ، كانت تتأمل اختلاف الثقافات بانبهار لا يوصف ، الشوارع المزدحمه بالرجال واللي كان زيهم الشهير بنطلون و بلوزة و سيعه باستايل مذهل وانيق ، بينما النساء منهم من كانت محجبه بالوان زاهيه واخرى من كانت ترتدي تنوره قصيره تظهر القليل من ساقها مع بلوزه قصيرة وجميعهم ذوات شعر قصير ، كل شيء كان في نظرها مذهل ، مبهر بعد ان طلعت من قرية الى مدينه شهيرة مثل العراق ، كان شكلهم مختلف لاجل ذا جذبوا الانظار نحوهم ، صور المتنبي في كل مكان ذاك الشاعر العتيق المحبوب بين اهالي العراق ، نزار قباني واشعاره، صوت العندليب ينبعث من احد تلك المحلات ، البيوت كانت مليئة بالحنية ، هناك بيوت لها حوش يملأه الاشجار من فواكه برتقال و موز و من ياسمين بلدي ذات لون زهري مبهر وحيل وبيوت اخرى في درابين صغيره وقريبه من بعض حييل ، كانت تتأمل لدرجة ما نطقت بشيء لين ماهز اكتافها هجان بضحكه : تسمعيني !
التفتت له وضحكت مردفه : مو قادره اشيل عيني كل شي يبهرني هجان
تراكمت ضحكاته وهو يتنهد براحة الارض اللي عاش فيها وحيد وغادر منها رأس ماله احزانه رجع لها يمسك بين اصابعه حب عمره وبغداده ووجهته الاولى والاخيرة ، نطق بعدها : بعرفك على الشخص اللي رباني يالله انه ماغير مكانه وبعده هنا
اشارت بالايجاب وهي تمشي معه بين الاسواق الشعبيه العتيقة وتسمع اللهجة اللي تحبها وحيييل ، لين وصل لمكان شاي بالخارج كراسي كثار يجلسون فيها شياب غزاهم الشيب ويتبادلون اطراف الحديث والضحك مع اكواب الشاي اثناء انتشار صوت عبدالحليم ، وقف هجان بينهم وهو يعرف كل واحد منهم كانوا يراقبون ثيابه وشكله مع زوجته ، نطق واحد منهم باتساع بعراقيته العتيقه : جاي من الخليج ؟



ليردف واحد اخر باتساع : وجهك مو خليجي اعتقد اني اعرفك
في اللحظة اللي جاء صبي صغير طالع من المكان بيده صحن فيها اكواب شاي يوزعها سأله وقلبه يتدفق دعاوي رجاء : العم عمر بعده مالك هالمكان ؟

اشار الصبي رأسه بالايجاب مردف : اي تلكاه جوه
ابتسم باتساع وهو يشد على يد حور ناوي يدخل لكن صادفه خروج عمر ، وقف مكانه يناظر لرجل اللي غزاه الشيب وكبر بالعمر بوجهه ومبسمه العذب وعيناه وتجاعيده تأمله عمر مطولاً لين مانطق بعد ان بانت عليه معالم الصدمه : هجان !
تراكمت ضحكات هجان باتساع وهو يفلت يد حور ويركض له يحتضنه بشدة تحت دموع عمر وشوقه له وتقبيله له وهو يبتعد عنه يتأمله لين نطق باللهجة العتيقة : كبرت يا ابني كبرت هواية ومو انت هذاك الولد الي تركته جاهل كدامي
اتسعت ابتسامة هجان اللي رفع يده يمسك حور وهو يردف باتساع ؛ ما اجيت ابو عمر بس اجيت ويا بغدادي ام عمر
اجحظت اعين عمر بصدمه فرح : تزوجت !
اشار راسه بالايجاب مردف : حور اخر عناقيد بنات ابو العز اذا تذكره
تقدمت حور تسلم على راسه مردفه ؛ كيفك عمي؟
ليردف عمر بعدها ؛ من سنين ما صرت زين نفس هسة نورتي البيت واهل البيت انتِ نفس بنتي يا حور تفضلي تفضلي ..

أسطورة الجبل الميت !Where stories live. Discover now