في الليل
واللي كان قصي على احر من الجمر ينتظر مجمع عتب وعتب لا يوصف ، التفت على وصول وضاح ، نزل معه باللحظه اللي نطق وضاح : خلك هنا
دخل للبيت وهو يسحب قمر ويدخلها غرفتهم وينطق : ابدًا لا تطلعين خليك هنا شوي وايجيك
وطلع ينادي قصي وهو يوجهه لغرفه موجوده فيها حسناء  من غير مايدخل معه ابدًا ، تركه يدخل ومشى لقمر..!

عند حسناء واللي ماكانت تدري اساسًا بوجود قصي ، كانت على سجادتها تبكي وتدعي لخواتها ، انفتح الباب من غير ماتسمع صوت حد ، مجرد ما سلمت نطقت : عمة نبيله ؟
لكن لم يصدر اي صوت التفتت وراها باللحظة اللي شافت ذاك الطول الفارق والمنكبين العريضين والملامح التي تقمصت منها الحنّية لكنها هالمرة ملامح العتب والملامة ،




وقفت وهي تبعد محرمها لينتشر شعرها على ملامحها الباكيه وعيناها وانفها المحمره وارتعاش شفايفها نطقت بلذه في الحروف : قُصي ..!
تقدم لها وبنبرة تملأها القهر والملامه والعتب : افا يتغنى الكل بولدي وانا اخر من يعلم ؟ يعلم الكل بحملك وانا اخر من درى ؟
ماكان يدري باللي هي عانته وكرر ملامته وجهله : لو ما قال لي وضاح كنت هشوفه يلعب بالشارع ولا اعرف انه ولدي !
احتدت ملامحها بقهر نطقت بغضب واخيره تطلع عن صمتها : حسناء سوت حسناء فعلت حسناء و حسناء بس ولا مرة سألتني كيف عشتت كيف تحملت !!
انتشر صراخها ويسبقه دموعها وهي تردف : مت تسع وتسعين مره وحيت مره علشان يبقى بس ولدك بخير ، اي عناء انت عشته وانا طول هالسنين يلوموني على موت اخوي ! يلوموني بسببك انت '
ما كان منها الا ان تعطيه قفاها وقت فتحت سحاب اللبس بارهاق ليفتح تقاسيم ظهرها المذهل والذي اصابه الضرب سنين وسنين حتى احمر واصبح خريطه توصل لبلد المعاناة نطقت ببكاء : اذا انا سكت جروحي تتكلم ، عقال فواز يتكلم ، يده وبطشه يتكلم ، انت ماتعرف عن شيء ماتعرف كم مره ناديت قُصي ولا رديت ، كم مرة بكيت ، كم مرة خفت لو يروح مني ولدي الامل الوحيد لي للحياة ، انت ماتدري عن شي ماتدري،
التفتت له وقت سقط البس عن ذراعها الايمن نطقت ببكاء وارهاق : وقف تلومني وانا من يحق لي يلومك !




كان في وضع لا يوصف ، كانت تتدفق من جوارحه الصدمه وعدم الاستيعاب مما تراه عينيه وتسمعه اذانيه ، كان مذهول لدرجة لا توصف ، حتى وقت التقى فيها بالقريه ماعلمته بشيء ولا شاف شي ، عرف الحين سبب تغطيتها لجسدها ومنعه من رؤية ظهرها ، ماكان في اثار الا بوسط ظهرها وكان بعيد عن نظره في اول لقاء ، مب قادر يدرك العناء اللي صابها ، ولا قلبه استحمل نبرتها ودموعها ، ويا رغبته بخنق فواز بيده حتى يموت ! يا رغبته بحرق قرية كامله لاجل بس دمعتها ، تقدم لها بيده المرتعشة اللي رفعها ينزع شماغه وعقاله وطاقيته ، مسك اكتافها وهو يلفها ، غايته يرجع يشوف جروحها ، شافها تحاول تغطي لكنه منعها ، رفع انامله المرتعشه يمررها على ظهرها بعدم استيعاب ، صابتها قشعريرة وهي تذرف الدموع بلا صوت الا شهقات ماقدرت تمنعها ، كان الرد الوحيد منه هو ان ياخذ عقاله ، ويلفها ويضعه بيدها ، ابتعد عنها وهو يعطيها قفاه ، ماقدر يسوي شي الا ان يجلس على ركبته ، ويعطيها ظهره وعرض منكبيه ، نطق بعدها : خذي حقك ..!
ياوقع الكلمه على قلبها وهي تنهار بالبكاء بينما هو ردد : خذي وجعك وقهرك والمك مني انا كل بقعه بجسمي فداء لك ، وان ما ارضاك الضرب راضي بالحرق ..!
كانت تبكي بشّدة وكل مايعتلي صوتها يضعف قلبه اكثر ومازال ينتظر يتوسط العقال ضربه ، الا انها ابعدت العقال وهي تجلس خلفه على ركبتها وتدخل يدها تحتضنه حتى تتوسط يدها صدره ، بكت ودموعها تنتشر على عنقه بينما هو ميل رأسه للاعلى باتجاهها والشيء الوحيد اللي وصل لمسامعها منه هي " الاه" اللي كررها بضياع




أسطورة الجبل الميت !Where stories live. Discover now