في الليل وعند مكان لم نزره من فترة ..

غفى الاثنين بين بعضهم بهدوء بعد ليلة من الحنّان ، الا انها سرعان مافتحت عيناها باستغراب على الصوت اللي داهمها ، كان صوت يبدو انه يستنجد وينادي ، انفاسه تعلوه ، التفتت يمينها لترى مؤيد اللي نايم الا ان كوابيسه داهمته ، يصب عرقًا من جبينه المحمر ، يتنفس بعلو ، يحرك رأسه يمينًا ويسارًا ، وينادي بضياع .. فيصل! فيصل! ، لم يصحى الا على يدينها وهي تحاول تصحيه وتنادي : مؤيد ! مؤيد قمّ
اعتلت انفاسه وهو يرفع جزءه العلوي من السرير ويتنفس بعلو تأمل المكان من حوله وهو مجحظ العينان ويمسح شعره حتى استوعب انه كابوس من كوابيسه المعتادة ، التفت لها وهو يكرر بتعب في عيناه الضائعة : شفته ربى شفته يناديني يبيني ربى يبيني
تنهدت وهي تسحبه لحضنها وتنطق بهدوء تهديه : بسم الله عليك كابوس مؤيد كابوس
كانت تمسح على رأسه وترتب شعره بينما هو تايه بعيونه يدور من حوله حتى وصل لمسامعه صوت تلاوتها للقرآن اغمض جفنه بهدوء وهو يبدأ الهدوء يسكن ملامحه حتى عاد لنومه الذي يصارعه منذ سنين طيف فيصل ..!

في الصباح ..

عند ركود اللي كان يدور على عياش لانه مختفي من ايام ولا يدري وش مزعله ، رجع لابوه عند خيمته وهو يجلس يرتشف من فنجان القهوة ، دخلوا اخوانه واحد تلو الواحد وبينما تبادل الحديث عيد و مروان و زهير كان قصي ملتزم الصمت وسرحان بعيد لان له ليالي يزورها ويسوي اتفاقهم لكن محد يجي له وانشغل باله عليها تعب من الحاله اللي هو فيها ومن الضياع والشوق اللي يسكنه حتى قاطع سيل افكاره ابو النوارس : قصي يبّه علامك من الصباح متنح تناظر فناجين القهوة ؟
كيف التفت له قصي بهدوء يحاول الابتسام نطق : مابه شيء يبه سهيت ببالي
استجاب له ابوه وهو يتركه براحته وماهي دقايق الا وقام قصي طالع من الخيمة لحقه ركود بهدوء حتى شافه يروح للخيل نطق بعد ماكان وراه : علامك من وقت مارجعت من سفرتك وحالك مقلوب







التفت له قصي بهدوء تنهد وهو ينطق من بعدها : تظن بيزين حالي يوم وانا بعيد عنها ؟ لين متى اسكت يا ركود لين متى وانت تدري ان كلمه وحده مني للقاضي يجيبها لباب بيتي ليه ساكت ؟
اقترب منه ركود وهو يردف من بعدها : بيجيبها لكن بتيجي كارهتك وانت فرقتها عن خواتها هذا اللي تبيه؟
ماكان من قصي اللي نطق بعدها : ذا اللي كاسر ظهري ياخوي ذا اخ يا ركود اخ
كيف حس تنهيداته سكاكين بجوفه مسكه من اكتافه وهو يردف : تثق فيني ؟ والله ماتنتهي هذي السنة الا وزوجتك بين يدينك بإذن الله
عقد قصي حاجبيه باستغراب اردف : وشو بتسوي ؟
ما كان من ركود اللي نطق قبل ان ينصرف لانه شاف مؤيد طالع من بيته : لا تشيل هم حلها عندي
ومشى لمؤيد تارك قصي يحاول يفهمه ، ومجرد ماوصل له سحبه على جنب تارك معالم الصدمه في وجه مؤيد اللي نطق : اصبحنا واصبح الملك لله علامك !!
كيف وصلوا لمكان مابه حد جلس ركود مقابل اخوه وهو يردف : علمني اخر ايام فيصل وين كان يقضيها ومع مين وفي خلاف بينه وبين حد كل شي عنه تعرفه قولي
كيف عقد مؤيد حواجبه باستغراب نطق : وش جاب طاريه بعد كل هالسنين؟
ليكون الرد من نصيب ركود : ليه هو انتسى علشان نتذكره علمني بعدين نتفاهم
تنهد مؤيد اللي نطق من بعدها : ماعمره كان في خلاف بينه وبين حد تعرفه مثل النسمة ما يأذي حد اغلب وقته يقضيه معي نتسابق بالخيل وكل ليلة يجنب على العمة نبيلة يزورها ويزور اولادها
تنهد ركود اللي تمنى يسمع شي جديد بس خاب ظنه : ذا كله نعرفه نبي شي محد يعرفه غيرك
طال تفكيره بهدوء وهو ينطق بعدها بتذكر : قبل مايموت فيصل باسبوعين كلم العمة نبيلة انه يبي بنتها وكان يبي يسمع موافقتها قبل مايجي مع اهله وقتها وافقت العمة نبيلة بس ولدها فهد رفض وكان يحاول فيصل يصلح العلاقة بينهم قبل يخطبها رسمي
كيف عدل ركود جلسته باهتمام اردف : وليه فهد رفض ؟
نطق من بعدها مؤيد : من زمان مايحبه ولا يبيه ، العمة نبيلة عندها ولدين وبنت كان فهد والكبير خالد لكن خالد يحب فيصل حيل ووافق عليه وبقي الخلاف مع فهد
ليكمل ركود اسئلته : وينهم عيالها اليوم ؟
اشار مؤيد كتفه بعدم معرفه واكمل : على حد علمي تزوجوا من برا وسافروا ، ان كان ببالك فهد قتله فذي مستحيله لانه جبان مايقدر يرفع ورقه مابالك مسدس
اطال التفكير ركود حتى نطق بعدها : غيره في شي ؟
تنهد مؤيد اللي نزل رأسه للارض وهو يردف : اي بقى شي اخير






أسطورة الجبل الميت !حيث تعيش القصص. اكتشف الآن