حركات أمها الهستيريا بين ذراعي والدها الذي كان يحاول أن يمنعها ويترجاها أن تسمعه بصوت خانع ..
وعيد أمها - التي خافت منها شخصيا - وقد بدت داكنة العينين كشريرة غاشمة البصيرة ..
صياحها الحارق بأبيها وهي تتلوى بشراسة ونفور تخبره أنها لن تسامحه .. وأنه مثلهما !
خائن مثله مثلهما !
خذلها وقد راهنت عليه .. طعن قلبها وقد ظنته علاجا فسلمته ثقتها بعد أن فقدتها بكل العالم ..
وأنه يظل رجلا دنيئا .. كأي رجل !!
عندها رفعت يدها تكتم شهقتها المرتعبة مما ترى مستشعرة ارتعاش خائن يمر بأنحائها أقرب لانتفاضات متتالية ..
متسائلة عن نوعية الأذى الذي سببه تاج لعالية فيحولها لامرأة مكلومة كمن مات لها غالي !
إلى أن سمعت دويها الصادح الذي صم الآذان ( طلقني )
عندها عقدت حاجبيها فوق عينيها العسليتين المشبعتين بالوجل المتماوج مع ألف سؤال ملتاع ..
إلى أن صدر عنها رد فعل غريب لم تسعى لتفسيره ..
حيث ابتعدت ببطء متراجعة عن صوتهما عائدة أدراجها .. باحثة عن أمان غرفتها وفوق سريرها صعدت متلحفة حيث كانت ليلة باردة .. ولم تدرك أ كان البرد برد طقس أم البيت فجأة من فقد توقد دفئه !
فاحتضنت جسدها بسلام مفتعل ويا للعجب نامت بعمق تلك الساعات مهدهدة نفسها ببعض الترنيمات التي شوشت على أي صراخ آخر ..
وها هي هنا اليوم ..
بعد أيام تكاثرت لأسابيع راقبت فيها أمها تذوي باكية بعويل مرير تارة ثم تنتفض مكسرة ما تطاله يداها بتهديدات عنيفة تارة أخرى ..
بينما أبوها كان قد ترك البيت صبيحة ما حدث .. ولا يكف عن الاتصال بأمها دون استجابة منها .. ثم يسعى للقدوم ومقابلتها فترفض أحيانا لقائه أو تخرج إليه صارخة متوعدة مطالبة بالطلاق ..
ŞİMDİ OKUDUĞUN
فجري أنت ، بقلم آلاء منير
Romantizmماذا يحدث عندما تتلاقى سمو المبادئ مع دنيا الرغبات ! عندما تضعك الحياة بين اختيارين أحلاهما علقم .. عندما تُخير بين فقد من تحب أو .. فقد نفسك ! أقدم لكم عملي الثاني والأكبر .. رواية تجمع بين الشيء ونقيضه .. تحمل نكهة بيوتنا البسيطة .. وفيها من القصص...
الفجر الثاني و الثلاثون
En başından başla