الفجر الثامن

En başından başla
                                    

شردت منها تنهيدة عميقة وهي تفكر بأنه على الأقل كلا الوالدين أحياء ويمكن للطفل أن يقابل أي منهما

 

كان سلطان يراقب انتصار بدوره هذه المرة وقد وصله صوت تنهيدتها .. هذه التنهيدة الثانية !!

رفعت نظراتها له فارتبكت للحظة من مراقبته لكنها عادت تبتسم وهي تودعهما بهدوء " حسنا .. نراكِ غدا يا سلمى "

ابتسمت سلمى بمرح ثم رفعت يدها الصغيرة ترسل لها قبلة في الهواء بطفولية .. بحركة شهيرة تخص انتصار اعتادتها سلمى كما كل طفل في الروضة .. حيث تقبل انتصار راحة يديها ثم توجههما ناحية الطفل نافخة فيهما وكأنها تنفخ القبلة لتحملها الرياح لوجنته .. فالتقطها منها كل الأطفال مقلدين !

 

انتبهت لصوت سلطان الذي قال منبها " ربما لن تأتي غدا .. ستأخذ اجازة لأيام بقائها عندي "

عقدت انتصار حاجبيها الأسودين من تحت نقابها وهي تطالعه ببعض الاستنكار قائلة " عفوا .. ولكن لماذا ! "

" لأنها ستكون عندي وأنا لن أملك الوقت لاصطحابها في الذهاب والعودة للأسف .. فأمها تصطحبها بالسيارة بنفسها "

لم تبال انتصار بما قاله وهي تتكتف ثم قالت " اعذرني سيد سلطان .. ولكن هل بقاء ابنتك ببيتك سيكون مرتبطا دائما بتغيبها عن الروضة .. هذا شئ غير مستحب إطلاقا "

أطبق سلطان فمه بقوة وقد بدأ يضيق ذرعا من تلك المتفذلكة .. لهذا لا تعامل له مع النساء .. قال بقصد أن يلجمها " هذا شيء شخصي لا يخصك "

لم تكترث باحراجه لها وهي تجيبه بديهيا بثقة " بل يخصني .. فالطفلة في روضة أنا مسؤولة عنها فبالتالي هي مسؤوليتي .. سيكون من الجيد لو خصصت دقائق قليلة من وقتك لأجل طفلتك سيد سلطان .. هذا ليس تدخلا في شيء شخصي غير مسموح به "

كاد أن يخرج منه تأفف ملول لتتنحنح هي قائلة بلطف ذكي هذه المرة والصغيرة لاهية عنهما بالتلويح للأطفال بفخر أنها محمولة بين ذراعيّ والدها " صدقني يا سيد سلطان .. من الجيد أن ترى الصغيرة اهتمامك بها كأمها .. فهي تعيش معها وهذا قد يجعلها تفضلها عنك بعقلها الصغير .. عليك أن تتواجد في الصورة بشكل أكبر ليس مجرد زيارات متباعدة "

قطب حاجبيه فوضحت بعملية " أنا أعلم كل أوضاع الأطفال في المكان لمعرفة التعامل مع كل مشكلة تواجهني هنا "

 

ناظرها للحظة عابسا قبل أن يسأل " هل هذا مجال دراستك ؟ "

فجري أنت ، بقلم آلاء منيرHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin