43

19.7K 898 120
                                    

ايلين :

اشد الأوجاع التي قد تمر على الإنسان هو الفراق وقدري جعلني اتدوق مرارة مره المضنية ، تسممت حياتي ولم يكن هينا العيش من دونه والمضي عقبا كأنه شيئا لم يكم ، سيف تغلغل داخلي واضحى مجرى الهواء الذي اتنفس من خلاله ، اختنقت في غيابه ، العالم إسود في عيوني ، تُهت داخلي وتعطشت لحنانه ولكله ، كنت سأقدم روحي قربانا لرؤيته مرة اخرى ، مرة واحدة اعرف ما حدث له وبعدها مرحبا بظلام

لقد مضت سنوات علي بشق الأنفس كل يوم أطل فيه من نافدة انتظر ظهوره امامي واهرع اليه دون ان ابالي لأحد واضمه الي حتى يدخل ويستقر في ممتلاكته في لب قلبي، لكنها مجرد خرافات نسجتها مخيلتي لتخفيف عن وطئة الالم القاتل ، كنت ادمنت وجوده بقربي وفجأة يتم اقتلاعه مني دون سابق انذار انه الوجع المهول بعينه... اضحى العالم خال وممل في عيوني، حثني حبي فيه الى ان ابقى في هذا البلد انتظر بزوغه في احد الايام لتشرق شمسي من جديد ليضيء حياتنا انا وابنته التي لم يرها يوما

لولا بصيص الأمل ما كنت سأعلم ما قد يَحلُّ بي

اعتدت على العكوف في غرفتي لا اخرج من البيت ، حتى عندما انجبت سعاد لم اذهب لها ، وهاجر الأن حامل وستنجب قريبا ولم اسافر لها لأبارك برفقة امي والعم جمال، فقد انتقلت لمدينة مجاروة برفقة زوجها قبل سنة ومنذ ذلك الحين لم نعد نلتقي كثيرا ، سعاد تقيم قربنا ومع ذلك لا تزرونا الى نادرا

الأن لم يكن احدا في البيت بما أن امي والعم جمال عند هاجر ، انا اعلم ان العم جمال لم يكن سيذهب لكن حتى لا نبقى وحيدين في حرج ، رافق امي ، كانت بهجة تلاعب القطة طيلة اليوم عند ردهة صامتة ، اشعة شمس اخترقت زجاج البوابة واضائت شعرها الاصفر

"بهجة" همست بها

رفعت راسها اتجاهي ، وبحلقت بي عيونها العسلية الشبيهة لأبيها بتعجب واستغراب

فسالتها بقلق واما اراقب بشرتها الشاحبة "هل انتِ جائعة؟"

"اجل امي كبيرا" غمغمت بخجل ونبرة مبعثرة، فهي غير معتادة على رؤيتي أتكلم او اسألها ، توجهت اليها حملتها وكانت خفيفة وضئيلة وغرتها تسقط على جبينها ، انها جميلة جدا ماشاءالله

وجدتني اقبل خديها دون ان انبس ببنت شفة ، طوقت عنقي بساعديها الصغيرين وغمرتني في عناق بريئ ، هي لطيفة وهادئة نعمة هنيئة من الله ، لكن في حالتي المجنونة لم اكن استشعر كل هذا

وضعتها على كرسي طاولة المرتفع وحذرتها بحذر
"اياك ان تسقطي بهجة ابقي في مكانك"
ضحكت وردفت بهجاء تلعب بقدميها في الهواء "ا انا لن يسقط لن تخافي امي"
همهمت لها ، شغلت احدى ثلاوات سيف من الإنترنت من خلال هاتفي ، وانا استمع لها باشرت بتجهيز العشاء لكلينا ، زحفت دموعي رويدا رويدا صوته العذب انه كما لو كان هنا معنا ، صوته المخضرم المتخشع يجعلني ارتعش
"يارب اعده لي" دعيت دون ملل نفس دعوة على مر السنين

شيخي أنا (قيد تعديل والمراجعة) Where stories live. Discover now