4

24.9K 935 18
                                    

الليلة خطبتي و الكل في حالة هرج ومرج في البيت ، وانا ساكنة تماما
"يالله"
تنهدت بألم ، قلبي ينزف دما اشعر به جيدا ومن سيشعر به غيري ؟
ماذا لو كانت الليلة خطبتي على شيخي؟ لم تكن الأرض والسماء  لتسع فرحتي

ابتهج قلبي المسكين لمجرد تخيل اخرق ،
كان زوج والدتي خارجا ، اما عن امي فهاهي ذي امامي تجهز اشهى الوجبات لعشاء الليلة ، اختي هاجر كانت ترتب صالة جيدا وتمسح الغبار ، اما عن سعاد فليس لي خبر عنها ،لقد قاطعتني
لا تلقي علي تحية ولا كلام ، حتى انها تشيح ببصرها عني في كل مرة نتصادف فيها، حاولت كثيرا مصالحتها لكنها كانت تصدني بشدة حتى انها نعتني ليلة امس فقط بالمتطفلة عليهم
فاخبرتها حينئد انني سأتزوج وسترتاح مني

فاجئتني يومها بمسكها لشعري بقوة موجعة وألقت بي خارج غرفتها هي وهاجر ، منذ ذلك الحين وانا ايضا اتجنبها اخشى انها
لم تعد تطيقني !!...

حلّ المساء وارسلتني والدتي الى غرفتي كي اتجهز على مهلي مادام تلوقت لم يداهمنا بعد ، ارتديت فستاني الأسود وجمعت شعري في تسريحة عادية الى الخلف

جلست على كرسي التسريحة و شرعت أتأمل ملامح وجهي
لي عيون خضراء واسعة جدا دعجاء مقلوبة بإغراء ومسحوبة  ، تلقيت الكثير من الشعر والغزل من الشباب جرائها
حتى ان أمي أمرتني ألا أضع الكحل في عيوني خيفة العين والحسد

كنت مترددة الان من وضعه ، لكن بؤسي تغلب علي واستقمت دون أن أتبرج ، تجثم فوق صدري
ثقل مألم ، وانفاسي المتهدجة التقطتها بصعوبة من فرط ضيق صدري ، أ هذا هو الحب الذي اشتكى منه قيس بن الملوح الى أن أصيب بالجنون والهوان ؟

أشعر أنني اقف على نفس الحافه ، انتظر السقوط بملئ إرادتي
في كل ثانية تمضي يخالجني انني ساصاب بما اصابه
في اي لحظه سيتلبسني الجنون ،
لوعة حارقة تحرق قلبي ،
انا ايلين بت قيس زماننا أنشد الاطلال
على من ليس لي على سيفي صاحب القلب الجاحد

_مَضى لي زَمانٌ لَو أُخَيَّرُ بَينَهُ
وَبَينَ حَياتي خالِداً أَبَدَ الدَهرِ
لَقُلتُ ذَروني ساعَةً
وَكَلامَها عَلى غَفلَةِ الواشينَ
ثُمَّ اِقطَعوا عُمْرِي…

قيس بن الملوح

دلفت امي الى الغرفة ، لاكتسي فورا بتعابير البهجة والسرور واتدبر ابتسامة على شفتاي ، رمقتني والدتي بريبة من أمري مالبثت ان تهكمت "لما لم تتبرجي كجميع الفتيات؟"
قلت بصعوبة بصوت بهيج "لم أستحسن فعله ، التبرج لا يروق لملامحي كثيرا" همهمت لي بغير اهتمام  وحثتني على النزول للاسفل

لم اتوتر ولم  تتسارع دقات قلبي كنت هادئه كذبيحة تساق الى المذبح ، حفيف ثوبي من صدع صوته في الصالة الهادئة عند دخولي ابتسمت بسمة مغتصبة لضيوف ، وقع بصري على امراة متنقبة لم المح منها سوى حدقتاها الصغيرة التي تتابعني باهتمام يجاورها على نفس الاريكة  رجل تجاوز الستين بلحية بيضاء ابتسم لي بترحاب ، الى جانبهم يجلس ناصر ببدلة سوداء رسمية و تعابيره متهلله
"السلام عليكم!"

قلت بصوت هادئ وجلست على صوفا احادية ، ردّ علي جميعهم بترحاب ، اشتبكت اصابعي بعصبية ليس هذا ما اريد ، من يتوق له قلبي لا يريدني، سبلنا متفرقة تستحيل ان تتلاقى ...

نكزتني اختي هاجر بكوعها واشارت بحدقتاها الى المطبخ

استقمت متنحنه وخطيت الى المطبخ من أجل تجهيز القهوة فقد فهمت مغزى حركة أختي بضرورة تقديم قهوى لعائلتي المستقبلية

لكنني وقفت في الوسط حائرة لا أعلم ماذا افعل ،  انا اجهل صنع القهوة في غياب آله لصنعها

حقا تنفست الصعداء حالما دخلت هاجر الى المطبخ تنجدني ، قهقهت علي بشدة ونعتتني بعديمة النفع وقالت لي أن ناصر سيعيدني اليهم في الاسبوع الأول من الزواج ، لم القي بالا لسخريتها ...

وهممت في مساعدتها ، قمت بتجهيز الصينية الفضية و وضعت الفناجين الصغيرة المنمقة عليها وانتظرت غلايان القهوه ، كغلايان دمي من هول حنيني لشيخي
الوسيم ...

🌸🌸🌸🌸

تفاعلوا مع رواية لطفا لطفا

شيخي أنا (قيد تعديل والمراجعة) Where stories live. Discover now