- يوميها جالي تليفون وأنا فى الشركة، واحد قالي إن شقتي أتسرقت، روحت جري أشوف فى إيه! أول ما دخلت الشقه حسيت بحد جي من ورايا وحط حاجة على وشى، بعدها محستش بنفسى غير وأنا بصحى من النوم ولاقتني أنا وزينة بالوضع اللي شفتنا فيه ده، وكانت زينة فى حاله صدمة.

كان غير ُمستوعبًا ما يقوله "إياد" وتذكر تلك الدماء التي رأها على تلك الشراشف، لينظر نحوه بشك ُمستفسرًا عن تلك الدماء:

- والدم اللي كان على الملاية ده إيه؟

فطن "إياد" الغرض من سؤاله وإنه لم يصدقه كليا بعد، ليصر على تبرئتهما أمامه:

- والله العظيم يا مالك ما لمستها ولا جيت جمبها، أنا بمجرد ما شوفتها أتخضيت ولبست بسرعة وأنت دخلت علينا فى نفس اللحظة.

شعر "مالك" بأنه يقول الحقيقة ولكن إذا كان فعلا "إياد" لم يلمسها فما هذه الدماء إذًا؟ أزدادت ضربات قلب "مالك" وأخذ عقله يصور له بعض الأشياء البشعة، ليصيح مرة أخرى مستفسرًا بذعر:

- أومال الدم ده من إيه؟

هز "إياد" راسه بغير إستعاب مُجيبًا عليه:

- مش عارف وده اللي هيجنني، خايف يكون حد من الكلاب دول يكون عمل فيها حاجة أو....

قاطعه "مالك" بفزع مما يقول رافضًا تصديق تلك الفكرة:

- لا يا إياد أكيد محدش عمل حاجة، أنا هروح معاها لدكتور ونتطمن وإن شاء الله مفيش حاجة تكون حصلت.

تنهد "إياد" براحة من إنه صدق حديثه، ولكنه سريعًا ما تذكر إنه لا يستطيع التواصل مع "زينة" منذ أكثر من شهر، ليردف بيأس:

- المهم تعرف توصلها عشان تليفونها مقفول من بعد اللي حصل.

أومأ "مالك" برأسه بالموافقة مؤكدا على حديثه مُردفًا بثقة:

- هوصلها، وهصلح كل حاجة، وأكيد هي هتكون كويسة.

شعر "إياد" بالراحة ظنًا منه أن الأمور عادت لطبيعتها وأن تلك المشكلة أنتهت بمجرد معرفة "مالك" الحقيقة، ليُضيف بتحذير:

- أسمعني يا مالك، زينة مش زي أي واحدة ممكن تكون شوفتها أو عرفتها فى يوم، زينة دي جوهرة لو ضاعت من إيدك صدقني هتندم طول عمرك على ضياعها منك.

خرج من منزل "مالك" وتركه يُفكر فيما حدث ويُعاتب نفسه على قلة ثقته بها، بينما أسرع "مالك" فى محاولة الاتصال عليها أو على "ديانة"، ولكن دون فائدة، هي الأخر لا تُجيب، جلس يُعتاب نفسه ويتذكر ما الذي حدث فى هذا اليوم عندما كان ثملًا.

❈-❈-❈

صعدت "ديانة" إلى غرفة "زينة" بعد أن أوصلت الطبيب إلى السُلم وأمرت العاملة أن تقوم بتوصيله للخارج، دلفت الغرفة مرة أخرى لتجدها جالسه على الأرض وتضم ساقيها إلى صدها وتضع يدها الأثنان فوق فمها وتبكي بكل ما بها من قوة.

ظلمات حصونه "الجزء الأول" (النسخة قيد التعديل)Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora