الفصل الرابع والثلاثون

26.4K 830 108
                                    

متنسوش التصويت ☆

أستمتعوا بالفصل🌺🌺
___________

ذهبت "ديانة" إلى المشفى كى تطمئن على طفلها الذى لايزال بتلك العناية الخاصة بالأطفال الرضع التى تمت والدهم مبكرا ، هى بالفعل تاتى للإطمئنان عليه كل يوم مُنتظرة ذلك اليوم التى ستحمله فيه بين ذراعها ضاممة إياه إلى صدرها

ما إن وقعت أعين "ديانة" على مكان طفلها حتى صُدمت مما رأته ، هل هذا هو "جواد"!! هى بالفعل لم تراه منذ أخر مرة طلبت منه الطلاق بها ، لماذا يبدوا حزينا ومكسور!! لماذا أصبحت لحيته كبيرة إلى هذا الحد!! ، كيف يمكن لذلك الشخص القاسى والمغرور أن يبدو منكسرا بتلك الطريقة؟!

حاولت "ديانة" أن تقترب منه ولكن دون أن يراها لكى تسمع ما يتفوه به إلى طفلهم ، وبالفعل أقتربت "ديانة" منه لتزداد صدمتها عندما تستمع إلى صوت بكاء "جواد" موجها حديثه نحو طفله رادفا بنحب :

_ شوف أنا مريت بأيه!! شوفت أنا كنت خايف أخلف ليه!! شوفت ليه أنا معرفتش أفرح أول ما سمعت إنك ولد وإنى هبقى أب!! هناء كسرت فيا كل حاجه حتى إحساسى بإنى أكون أب وقدوة لولادى ، كنت خايف أخليك تطلع زيى ، كنت خايف أأسئ عليك وأربى جواك الخوف والرعب اللى هى ربتهم جوايا ، كنت خايف أطلعك إنسان مريض وجبان ومعندكش ثقة فى نفسك زى أبوك

شهق "جواد" بصعوبة من وسط بكائها مُستنشقا بعض الهواء ليُكمل حديثه رادفا بنحيب :

_ بس أنا مردش بكده ، كنت عايز أربيك صح ، كنت عايز أديك كل حاجه أنا أتحرمت منها ، كنت عايز أخليك أحسن إنسان فى الدنيا ، عشان كده كان لازم أعمل الخطوة دى ، روحت لدكتور نفسى عشان يعلمنى أزاى أبقى إنسان بجد وأكون ليك أب بجد ، كنت عارف إنى شخص مريض وعديم الثقة بنفسى بس كنت برفض أتقبل الموضوع ده لحد ما عرفت إن هيبقى عندى أبن ، وقتها بس قررت إنى لازم أتعالج عشانك وعشان ديانة

شهقت "ديانة" بصدمة بمجرد أن أستمعت لذكر أسمها على لسان "جواد" ولكنها سريعا ما وضعت يدها فوق فمها كى لا يستمع إليها ، بينما "جواد" لم يستمع إليها وأكمل حديثه موجها إياه نحو طفله رادفا بصدق :

_ أيوه عشان ديانة لانى حبتها بجد ، عارف إنى جيت عليها ووجعتها وظلمتها ، بس كل ده كان غصب عنى ، مش أنا اللى كنت بعمل فيها كده ، الشخص المريض والضعيف اللى جوايا هو اللى عمل كده ، الوحش اللى ربته هناء جوايا هو اللى خلانى أخسر البنت الوحيدة اللى حبتها بجد وحسيت إنى إنسان بجد معاها

نفسى تسامحنى ، نفسى تنسى اللى فات وتدينى فرصه تانية وتسبنى أعوضها عن كل اللى عملته ، خايف أطلب منها ابطلب ده تفكر إنى مستهون باللى عملته فيها وتفكر إنى إنسان أنانى وطماع ، أيوه أنا طماع ، طمعان فى وجودها جمبى ، طمعان فى إحساس الراحه اللى بحسه وأنا معاها ، طمعان إنى أبص فى عسونها الحادة وأشوف فيهم القوة اللى عمرى ما شوفتها فى عينى ، طمعان تدينى الحنان اللى عشت عمرى كله محروم منه ، أنا بحب ديانة أوى ومش عايز أخسرها

ظلمات حصونه "الجزء الأول" (النسخة قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن