-١٢-

39.2K 1K 217
                                    

-الفصل الثاني عشر-

متنسوش التصويت☆

❈-❈-❈

أرتخى جسده تحت تدفق المياه الباردة التي منحته الإنتعاش بعد تلك المعركة بينهما، وقف يُفكر فيما فعله منذ قليل وسبب فعلته تلك؟ أحقا كان يُريد فعلها وأستغل الوضع! أم كان يُفرغ بها ما يحمله منذ عشرون عاما؟ لماذا إذًا تعامل معها بهذا اللطف واللين؟ لماذا كان يُضاجعها وكأنهما يُمارسان الحب؟

لماذا لم يفتك بها ويجعلها تصرخ ألمًا وليست متعة؟ لماذا صرخ معاها وهو لم يعتاد أن يصرخ أمام هؤلاء العاهرات التي يُضاجعهم؟ لما شعر بكل تلك النشوة والاستمتاع عندما أستمع إلى صرخات المتعة خاصتها وهو لم يكترث لأستمتاع أية إمرأة من قبل؟

حرك رأسه أسفل المياه مُحاولا طرد تلك الأفكار من مُخيلته، ثم قام بغلق صنبور المياه وألتقط إحدى المناشف القطنية ولفها حول خصره وألتقط أخرى واضعًا إيها حول عنقه وشرع فى الخروج من المرحاض مُتجها نحو غرفة تبديل الملابس، ليوقفه صوت بكائها المرير.

شعر بالدهشة من هذه الوضعية التي رآها بها، إنها تجلس على الفراش عارية تمامًا كما تركها، ولكنها أعتدلت فى جلستها وضامت ساقيها إلى صدرها وذراعيها ملفوفان حولهما مُحضتنة إياهما وتدفن وجهها فى ركبتيها، وصوت بكائها ونحيبها يملأن المكان.

أندهش لكونها تبكي ولأول مرة يرأها منهارة هكذا، لم يسبق له أن يرآها بهذا الضعف من قبل، حتى عندما قام بأخذ عُذريتها لم يراها تبكي حينها! لماذا إذا تبكي الأن؟

بينما كانت هي تبكي قهرًا وألمًا على ما حدث بينهما، تشعر بكثير من الإهانة التي لم تتعرض لها من قبل، لم تكن تتوقع أن يأتي عليها يومًا وتطلب بل وتُلح على رجُلًا أن يمارس الجنس معها، وليس أي رجل بل ذلك الحقير الذي تتمنى قتله، والذي يفعل أية شيئًا ليُشعرها بالذلة والمهانة.

إنه يريد تعذيبها والأن نجح فى تجريدها من كبريائها بجعلها تترجاه أن يفعل ذلك معها ليزداد بكائها ونحيبها، تريد أن تقتل نفسها فضلًا عن أن تتواجد معه مرة أخرى تحت سقف واحد، رفعت راسها مُحاولة التوقف عن البكاء وتنظيم أنفاسها، للتفاجئ به يقف أمامها، لتسحب الأغطية عليها بسرعة مُحاولة إخفاء جسدها عنه رامقة إياه بنظرات الكراهية.

أدرك هو سبب بكائها عندما رأى فعلتها تلك ليُخمن أن هذا هو سبب بكائها، إنها تشعر بالإهانة والذل بسبب ما حدث بينهم، ليشعر بطيف من الإنتصار والفخر على ما فعله بها، وعزم على أن يُزيد من إشعارها بالإهانة ليزداد شعوره باللذة والمتعة من ضعفها أمامه، ولأول مرة يشعر بهذا الكم من القوة وهو يرى ضعف إمرأة أمامه، ليهتف بإبتسامة مُستهزئة:

- كلهم فى البداية بيعملوا زيك كده، بس لما بيجربوا ويعجبهم هما اللي بيجوا لحد عندي ويترجوني عشان أنام معاهم تاني.

ظلمات حصونه "الجزء الأول" (النسخة قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن