-١١-

42.9K 821 127
                                    

-الفصل الحادي عشر-

متنسوش التصويت☆

تحذير هام : الفصل يحتوى على مشاهد خاصة للبالغين فقط - برجاء عدم القراءة إن كنت لا تتقبلها.

❈-❈-❈

شُل "جواد" بمكانه مصدومًا مم فعلته "ديانة" غير مُستوعبًا لما حدث، هل حقًا صفعت "هناء"! تلك المرأة التي تُجسد له المعنى الحقيقي لكلمة الوحش، تلك المرأة القاسية المُتجبرة التي يخشاها الجميع من كثرة جفائها وحدتها، ها هي تُصفع الأن على يد تلك الفتاة.

لماذا لم يكن معها مثل تلك الفتاة؟ لماذا لم يستطع فى أحد الأيام أن يقف فى وجهها ويمنعها من التحكم فيه ومُعاملته بتلك القسوة والجفاء؟ لماذا لم يصفعها هو الأخر فى كل مرة كانت تُقلل منه وتُشعره وكانه أضعف شخصًا على وجهة الأرض؟ لماذا سمح لها أن تجعل طفولته قاسية ومريرة إلى هذا الحد؟

عاد من تفكيره على صوت صراخ "هناء" الغاضبة مما فعلته "ديانة" وهي تتوعد لها وتقسم أن تجعلها تندم على ما فعلته، تلك المرأة المغرورة لن تتهاون مع تلك الفتاة وبالطبع ستُستخدمه هو كأحد جنودها لتفعل بها ما تشاء، لتصيح فيها بغضب:

- أنتي بتمدي إيدك عليا يا تربية الشوار يا بنت الواطية.

لم تستطع "ديانة" أن تتحكم فى غضبها أكثر من ذلك، فتلك المرأة لم تكتفي بسب عرضها وتجريحها فقط بل تتجرأء الأن وتنعت والدتها الميتة بتلك الشتائم بعد أن سبتها هي الأخرى، لتندفع يد "ديانة" جاذبة أحد أذرع "هناء" مُعقبة بين أسنانها الملتحمة:

- والله العظيم يا ست أنتي كلمة كمان عليا أو على أمي هأنسى فرق السن اللي بينى وبينك ومش هطلعك من هنا غير على المستشفى.

نظرت "هناء" نحو "جواد" الذي يقف كالمشلول مصدومًا مم يحدث، ومُعجبًا أيضا بما تفعله الفتاة، لتبتسم "هناء" بسخرية وهي ما زالت تنظر إليه موجهة حديثها نحو "ديانة" هاتفة بسخرية:

- ليكي حق تعملي كل اللي فى نفسك، مادام الراجل بتاعنا معرفش يكسر شوكتك وطلع خيخا، وبعدين مستبعدش عنك حاجه يا بنت لبنى، أمك عملتها فى أختي تهاني قبلك زمان.

يا لها من صعقة قوية ضُرب بها "جواد" عندما نعتته بتلك الكلمة وأنهتها بذكر والدته وما حدث لها، ليتذكر هيئتها وهى واقعة أسفل الدرج والدماء تسيل منها، ليشعر بغصة تكونت فى حلقه وسريعًا ما أستعاد ثباته وقوته وفاق من صدمته وذلك التشتت الذي كان يُربكه.

شعر بالغضب الشديد مما تفعله "ديانة" مُحاولًا إقناع نفسه أن ما تفعله إهانة له قبل "هناء"، فتلك المرأة بالنهاية هي شقيقة والدته وزوجة أبيه ومُربيته منذ وفات والدته، حتى ولو كانت تربيتها له قاسية إلى أبعد حد، حتى ولو لم يشعر منها بذرة من الحب أوالحنان، حتى ولو كانت دائما ما تجرحه وتُقلل منه.

ظلمات حصونه "الجزء الأول" (النسخة قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن