-٢٦-

29.8K 847 134
                                    

-الفصل السادس والعشرون-

متنسوش التصويت☆

❈-❈-❈

- بتولد إزاي يعني دى لسه فى السابع؟

رمشت "ملك" بأهدابها بقلق وارتباك وهي لا تعلم ماذا يعني ما ستقوله لها مُردفة بتوضيح:

- مش عارفه يا ماما! إياد بيقولي إن جالها حاجة إسمها إنفصال مشيمة.

وضعت "منال" يدها على صدرها بفزع ورعب ممً استمعت إليه من ابنتها، هي تعرف ماذا يعنى جيدًا إنفصال المشيمة ومدى خطورته على الأم والجنين لتصيح بهلع:

- بنتي! ودونى عند بنتي، يا حبيبتي يا بنتي.

نهض "محمود" من مكانه وهو لا يقل فزعًا ورعبًا عن زوجته ولكنه أصطنع القوة والثبات حتى لا يزداد هلع الأخرين، حاول "محمود" أن يُهدئ زوجته:

- أهدي يا منال إن شاء الله خير، روحي ألبسي وأنا كمان هاجى ألبس عشان نروح للبنت.

أسرعت "منال" فى الذهاب وهي غير مُتزنه، ولكنها عزمت على الثبات لتغير ملابسها وتذهب لأبنتها، بينما التفت "محمود" موجها حديثه نحو "ملك" قائلًا:

- خلى إياد يبعتلك العنوان وغيري هدومك أنتي كمان بسرعة.

أومأت له برأسها موافقة على حديث والدها مُردفة:

- حاضر يا بابا.

❈-❈-❈

ركض كالطفل الذي يهرب من شبح ما يلاحقه ويريد إنهاء حياته، خرج من المشفى والدموع تتسارع فى الهبوط من زرقاوتيه ويشعر بصعوبة التنفس بسبب كثرة شهقاته، سريعا ما وصل إلى سيارته ودلف بها وانطلق بأقصى سرعة لديه وهو بالكاد يستطيع الرؤية مُشوشة أمامه.

ظل يبكى بضعفًا وقهر وشهقاته تتعالى وتزداد صعوبة تنفسه، أصبحت الرؤية شبه معدومة بالنسبة له بسبب تلك الدموع التي تملأ مقلتيه، شهقة تتابعها الأخرى وهذا كل ما يصدر منه بالأضافة لدموعه التى لا تتوقف عن الأنسدال.

توقف بسيارته فى مكان خالي من الحياة لا يوجد به سوى تلك الأسوار العالية والأبواب السوداء الذى تفصل بين من فارقوا الحياة ومن لايزالوا يُعانون بها، ترجل من سيارته أمام أحد المدافن الخاصة بعائلة "الدمنهوري"، تقدم ناحية الباب بخطوات مُتهالكة ودموعها مُصاحبة لشهقات لا تتوقف.

دفع باب المدفن ودخل ليقف أمام ذلك القبر الذى يفصل بينه وبين أحب البشر على قلبه، سقط على ركبتيه أمام ذلك اللوح المحفور عليه أكثر الجُمل التى يكرهها جميع البشر "هنا ترقض المرحومة تهاني جابر الدمنهورى"

أمتدت يده للمس حروف إسم والدته وما هي إلا لحظة حتى القى بنفسه على ذلك القبر مُحتضنًا إياه وعينيه لا يتوقفان عن ذرف الدموع وأزداد نحيبه بالأضافة إلى تلك الشهقات التي كادت أن تمنع أنفاسه من الصعود، هتف بصعوبه وهو لايزال مُحتضنا القبر مُتمتمًا بتلعثم:

ظلمات حصونه "الجزء الأول" (النسخة قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن