-٣-

37.9K 1.1K 139
                                    

-الفصل الثالث-

متنسوش التصويت☆

❈-❈-❈

ينظر إليه "إياد" بعدم رضا مُعترضا على ما ينوي "جواد" أن يفعله مُتحدثا بإعتراض:

- لا طبعا يا جواد حرام عليك كده، دي مجرد غلطة صغيرة فى شغل الإدارة وتكاد تكون لا تذكر أصلا، تقوم أنت محول الولد لتحقيق مره واحدة

غضب "جواد" كثير من إعتراض "إياد" على تصرفه ذلك ومن أعتقادة بأن تلك الغلطة صغيرة كما يدعي ليصيح به فى حدة وغضب شديد:

- الغلطة دي مش صغيرة يا بشمهندس إياد، وحتى لو صغيرة اللى غلط لازم يتحاسب على غلطه ده، وإلا هيتمادى فى غلطة واللى حوليه كمان هيعملوا زيه ومش هيخافوا من رد الفعل و...

قاطع حديثه صوت طرقات مساعدته على باب مكتبه، سمح لها بالدخول لتهتف مُعلنة إياه عما جأت من أجله:

- محمد من قسم المراجعة عايز يقابل حضرتك يا مستر جواد

رفع أحد حاجباه بتعجب من جرأة ذلك الشاب، لينهض من مقعده وتوجه ناحية النافذة الخاصه بمكتبه مردفا بجمود وكبرياء:

- خليه يدخل

بعد مرور لحظات دلف ذلك الشاب مكتب "جواد" بتوتر وإرتياب من ردة فعله، ولكن ليس أمامه خيار تخر!! إما أن يطلب منه السماح والغفران على غلطته أو سيضيع مستقبله ويدخل السجن، تقدم "محمد" إليه بتحفظ وإرتباك مُعقبا بأسف:

- أنا أسف جدا يا بشمهندس جواد، والله أنا مش عارفة أزاى غلطت الغلطة دي، والله دى أول وأخر مرة تحصل بس بلاش السجن، أعمل اللى يعجب حضرتك بس أرجوك بلاش السجن

أستدار له "جواد" رامقا إياه بنظرة بارد لم يستطيع الأخر تفسيرها أو الأستنتاج منها ما هى ردة فعله، بينما أدرك جيدا ما يفكر فيه "جواد" من تلقين ذلك الشاب درسا قاسيا سينتج عنه ضياع مستقبله، ليتدخل "إياد" بسرعة قبل أن يلقى صديقه يما فى رأسه مُحاولا إنقاذ الموقف موجها حديثه نحو "محمد" مُعقبا بعتاب شديد الحدة:

- أنت عارف إنك غلطان وتستاهل أكتر من كده ولا لا!!

ابتلع "محمد" بمزيد من التوتر والقلق مرادفا بكثير من الحرج والخزي موضحا سبب ما فعله:

- عارف والله ومعترف بغلطتي بس والله ما كان قصدى، كل اللى حصل إن وأنا براجع على عدد الشحنات اللى أستلمناه جالي تليفون إن والدتي تعبت جدا ونقلوها المستشفى، مضيت على الملفات وقفلتهم بسرعة وأستأذنت ورحتلها على طول ومجاش فى دماغي خالص إني أرجع أبص فيها تانى وأتاكد منها، هو ده كل اللى حصل

شعر "جواد" بالانزعاج الشديد مما تفوه به "محمد" فقد ذكر ذلك الشيء بكثير من الأشياء المؤلمة التى لم تفارقه ولو ليوم واحد، تلك الكلمات فتحت تلك الجروح القديمة التى لم تُداوى بعد، لاحظ "إياد" ما يمر به "جواد" وتغير ملامحه، ليتنهد بشفقة متفهما ما يشعر به صديقه، ولكن حاول أستغلال ذلك الشيء فى أستعطافه تجاه ذلك الشاب، ليتحدث باهتمام موجها حديثه نحو "محمد":

ظلمات حصونه "الجزء الأول" (النسخة قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن