-١٥-

33.1K 839 117
                                    

-الفصل الخامس عشر-

متنسوش التصويت☆

❈-❈-❈

أعتلت وجهها ملامح الصدمة وعدم التصديق لما تستمع إليه، أهو يكذب حتى يُخفى حقيقة ما فعلته تلك الفتاة الساقطة! أم إنه ولأول مرة يعصى أوامرها ولم يستمع إلى تحذيراتها؟

ضيفت "هناء" ما بين حاجبها مسنكرة بصدمة مُستفسرة بإبتسامة ساخرة:

- حامل من مين يا جواد!

أغمض عينيه بحنق وإنزعاج من طريقتها الباردة التي تقوده إلى قمة غضبة، ليُحاول تهدئة وتيرة أنفاسة مُردفًا بأسنان مُلتحمة:

- ديانة حامل مني.

أقتربت منه كثيرًا حتى أصبح لا يفرق بينهما سوا بعض السنتيمترات ولا تزال تعبيراتها تحمل تلك البسمة الساخرة مُضيفة بإستفسار:

- وحاملت إزاي بقى مش فاهمة! باللاسيلكي؟ ولا أنت نمت معاها؟ وحتى لو نمت معاها حصل أمتى وإزاي؟

أشاح بنظره إلى الفراغ حتى لا تتقابل أعينهم، إنه لا يزال يخشى النظر إليها، خصيصا عندما يفعل شيء هي تراه خاطئًا، ليشعر بالتوتر ولكنه نجح فى إخفائة مُجيبًا بهدوء:

- نمت معاها، قبل ما أسافر بعشر أيام.

صفعة قوية تهاوت على وجهه لتُحي بداخله ذلك الألم الذي ظل أسيره لسنوات طوال، ليغمض عينيه بقهر وحسرة على تلك الذكريات المليئة بالقسوة والأهانة والذُل والضعف الذي كان يشعر بهم فى كل مرة تقوم بصفعه أمام الجميع، حتى وهو بعمر المراهقة لم ترأف به، وحتى اليوم وقد أصبح رجلًا ينتظر إبنه الأول لم تكف عن إهانتة وإذلاله، بينما صاحت هي مُضيفة بتسلط:

- الطفل ده لازم ينزل.

صُعق من طلبها ولاول مرة تحجرت الدموع فى عينيه مُحاولا منع إياها عن الهبوط، لقد عاش طوال عمره هي من تتحكم به وقد جعلت منه كائن يُمثل القسوة حتى يُخفى كل ذلك الضعف الذي بداخله، والآن تحاول التحكم بمصير طفله الذي لم يأتى على الدنيا بعد، كاد أن يتحدث ليوقفة صوت والده مُستفسرا:

- طفل مين اللي ينزل يا هناء؟

شعرت "هناء" أن هذه فرصتها لضم "هاشم" إلى صفها ظنًا منها إنه سيُؤيدها الرأي لكي ينتقم من تلك الفتاة، وستكون هذه فرصته لإطفاء نار قلبه، ويضغطان معا على "جواد" حتى يقتلها هي والطفل معا، لتجيبه بحدة:

- البيه اللي كان المفروض يجيب بنت لبنى ويقتلها وياخد بتار أمه واللي كان فى بطنها، راح ينام معاها وخلاها تحمل منه.

صُدم "هاشم" ممَ تفوهت به "هناء"، لا يعلم أيشعر بالغضب لما فعله ابنه وأنه أقترب من ابنة "لبنى"، أم يشعر بالفرحة والسعادة لرزقه بذلك الطفل الذي شعر وكأنه تعويض عن طفله الذي مات قبل أن يولد، إنه سيكون أول حفيد له أيضًا، ليفيق من شروده على صوت "هناء" مُضيفة بإصرار:

ظلمات حصونه "الجزء الأول" (النسخة قيد التعديل)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن