عشق في حضرة الكبرياء

By le_yona

54.7K 1.4K 270

[مكتملة] ارتبكت في وقفتها. "أريدُ أن أسألكَ سؤالًا." رفع رأسه نحوها يتأمّل ارتباكها فاسترخى في وقفته ليتّكأ... More

Ch 1 ✔
Ch 2 ✔
Ch 3 ✔
Ch 4 ✔
Ch 5 ✔
Ch 6 ✔
Ch 7 ✔
Ch 8 ✔
Ch 9 ✔
Ch 10 ✔
Ch 11 ✔
Ch 12 ✔
Ch 13 ✔
Ch 14 ✔
Ch 15 ✔
Ch 17 ✔
Ch 18
Ch 19
Ch 20
Ch 21
Ch 22
Ch 23
Ch 24
Ch 25
End

Ch 16 ✔

1.5K 53 9
By le_yona

عندما قررت أن تزور عائلتها للمرة الأخيرة.. زيارة الوداع ، تفاجأت لقدومه معها.. حمدت ربها أن سالم لم يكن موجوداً حينها، فلتنعم بكوب قهوةٍ هادئ مع عائلتها إذاً
" اختي.. دعيني أستغل وجودك هنا " قالت أختها وهي تلوح بورقة بيضاء وأقلام.. قهقهت نالين واستأذنت تلحق بأختها
" ألاحظ عليك الاستغراب يا بني "
تنحنح ريان في جلسته إزاء تعليق والدتها وقال بلباقة " تعرفين كيف تم ارتباطنا.. لا أعرف عن نالين الكثير "

أعادت خصلة من شعرها القصير المصفف برزانة تناسب عمرها المتقدم ورددت على مسمعه
" لطالما أحبت الرسم تيمُّناً بشخص عزيز عليها.. أحبت أن تتبع خطاه حتى أتقنته وبرعت فيه "
" شخص عزيز !"
" توفي رحمه الله.. "
صمتت منهية الكلام فهي لا تجرؤ حتى على ذكر اسمه أو تعريفه.. آدم مطر ، ذلك الرجل الذي خلف وراءه صبية في أول عمرها.. لامته كثيراً لأنه تركها وحيدة وطفلتها بين أحضانها.. عَشِقَ الرسم حد الجنون فعشقته هي حد الموت.. الموت الذي كان يلوح لها إثر وفاته.. في كل مرة تخطو نحو الغرفة التي تجمعها بسالم ترى خياله يعذبها ويؤرقها.. لكن كيف كانت ستعيش وسط المجتمع الظالم الكاتم للمرأة !
كانت تعيش في العاصمة مع آدم وعندما علموا أهلها بخبر وفاته أجبروها على الرجوع مرددين حامدين أنها لم تلد منه خوفاً من الحمل والثقل.. فالمرأة المطلقة والأرملة هي جبل غمٍ يقع على صدر العائلة.. عندما قابلت سالم أعمار.. أعطاها الأمان وقبل بها وبابنتها.. قرر أن ينسبها له بكذبة صغيرة بين الناس . رعاها عنده ريثما تعود والدتها لقريتها ويستطيع أن يطلبها ويتزوجها مدعيين بأن نالين هي ابنتهما .. بعدها عندما بلغت الخامسة، اضطر لتوثيق نسبها قانونياً لدخولها المدرسة بمعارفه وسلطاته ، واحتراماً لما قدمه لا تجرؤ حتى على أن تجعل قلبها يسمع اسم آدم فيخون ويخفق، يبكي ويشتاق... ممنوع عليها هذا
" أرجو أن لا يزعجك طبيعة علاقتنا الفاترة "
ردد عندما لاحظ صمتها، ارتبكت هي لقطعه أفكارها ، مسحت بكفها على المخدة الخاصة بالكنبة وقالت
" أتعرف حكاية نالين مع الخزانة !"
قطب حاجبيه مستغرباً " لا "
ابتسمت له بطيبة خاطر وتمتمت " يكفيني هذا ليجعلني مطمئنة "
" عفواً ".. استفسر وهو لا يفهم ما تقوله فاردفت
" لنالين عادة.. كلما قلقت أو ارتعبت خوفاً كانت تختبئ في خزانتها "
ابتسمت للذكرى التي وردتها في مخيلتها " عندما ترى كابوساً مخيفاً تختبئ.. كنا نبحث عنها في الصباح لنجدها نائمة في الخزانة ، إن لم تفعل هذا معك يعني أنها بخير صحيح !"
نهضت ببطء وتمتمت " اعتنِ بها يا بني، فهي تحتاجك.. سأعد الغداء "
راح يسرح لبعيد وهو يتخيلها طفلة صغيرة نائمة في الخزانة.. ابتسم مستمتعاً وقد نسي تماماً ما كان يفكر به حول ذلك الشخص العزيز .
عندما اجتمعت به على الغداء كانت تأكل لقيمات صغيرة تدحشها بين ازدحام أفكارها.. بدى غريباً إلى حد ما منذ حفل الزفاف.. قليل الكلام كثير الغياب، حتى تنمره عليها أصبح شبه معدوم.. ليست تتذمر البتة ولكنها ترفض الهزيمة، فإن كان حقاً قد فهمها فهي لن تقف هكذا عاجزةً عن قراءة ظلامه ، فلِمَ ؟ لِمَ عندما قررت أن تشعل الضوء على كيانه ازداد عتمةً فجأة ؟

بعد وداعٍ مكللٍ بالدموع غادرا أرض الوطن عائدين إلى البيت البارد.. ستبتعد عنه في غرفة منعزلة.. سترتاح أخيراً من نبضات قلبها السريعة وستعود لثباتها وفي عتمة الليل ستعيد بناء أسوار نفسها قطعةً قطعة..

جلست على الطاولة المستديرة القابعة في ساحة الجامعة برفقة سام وجاك ، آمال وريان بالاضافة الى مالك بعد أن طلب منهم سام الحضور بغية لقائهم بعد غياب طويل .. كانت تبادلهم الحديث متحاشية النظر اليه عندما قفزت تحتضنها من الخلف صديقتها صارخة .. استدارت لها ضاحكة تحتضنها بشوق أكثر
" ألم تلتقيا خلال العطلة !"
علق سام على شوقهما فقالت ياسمين بعد أن جلست بجانب صديقتها " لا كانت مسافرة لحضور حفل زفاف أختها "
هتف جاك " أووه ، أحسدكِ فلم تقضي العطلة مع جدة عجوز تروي لكِ حكايات خرفة "

*********

كانت تجلس صامتة متصنعة الحياء فلم يخفى عنها تلك النظرات المتسرسبة بين حبيبها ونالين.. البرودة التي قابلها بها ليس لها مثيل.. ريان متغير.. كان بارداً أجل لكنه لم يخطئ في حقها يوماً .. ومن دون شك تلك التي تجلس في آخر الطاولة.. تلك التي يتحاشاها كأنه يهرب منها هي السبب .. ريان يهجم لا يهرب

" نالين لِمَ لا تدعيننا لقضاء فترة المساء عندك "
رددت آمال فجأة وهي تبتسم .. التفتت لها نالين وهي تستنكر اقتراحها وربما وجودها فهي لم تنتبه لها ، ومن قد ينتبه لفتاة الصمت !
تنحنحت آمال والأنظار تتجه حولها مستغربة لفتتها فقالت " بما أن الجميع يريد أن يجتمع وياسمين مشتاقة لكِ .."
ابتسمت بتكلف والتوتر يجتاحها رويداً رويدا " أنا لا أستطيع أن أقيم حفلةً في منزلي "
نست نفسها وهي تضع قدماً على الأخرى متحديةً نالين بكل ما أوتيت " كلنا نعيش مع أهلينا ما عداكِ.. أعني كلنا لدينا رقيب سواكِ"
تأملتها نالين وهي تحكم قبضة يدها مانعةً نفسها من الصراخ في وجهها، ابتلعت ريقها تزدرئ غضبها معها
" لدي نفسي التي هي خير رقيب لي.. تمنعني من أن أخطئ كغيري "
ابتسمت بتكلف وتابعت " لا تقلقي علي عزيزتي، أستطيع تدبر نفسي "
لملمت آمال نفسها وهي تدرك ما تلمح إليه نالين وساد التوتر في المكان.. كانت تلقي عليه نظرة بين الفنية والأخرى ، علّه يغضب ، يضحك ، يساندها في الرفض ولكن عبثًا .. صنم لا يتحرك
قال جاك ليزيح ذلك التوتر " فكرة رائعة نالين ولا أحد معارض صحيح !"
لا إرادياً التفتت إليه.. تناجده متوقعةً منه أن يرفض.. سيرفض ، أكيدٌ سيرفض فسرّهم يقع قاب قوسين الآن.. عليه أن يرفض
صمت وخذلها.. خذل نظراتها وتأملاتها فأصبح قدومهم أمر مؤكد عليها ، اضطرت أن تعود للمنزل مبكرة تجهز نفسها.. لتخفي سرّها قبل وصولهم، لملمت كتبه المصطفة على طاولة الصالة الركنية، أمسكت كوبه الخاص المحفور عليه عبارته المفضلة واتجهت لغرفته ، دخلتها مقتحمة فأفزعت لوجوده.. كاد الكوب أن يسقط منها فاتجه مسرعاً إليها يمسكه
" لا تكسري هذا أيضاً "
" مازال لسانكَ في مكانه إذاً " قالت محتجة وهي تضع أغراضه على سريره ، استدارت خارجة فقابلت وجهه المستنكر، تجاهلته تماماً ودفعته ليخرج من الغرفة معها ، بعد أن حملت هاتفه ومفتاح سيارته أغلقت الباب بالمفتاح.. سلمته إياهم وقالت " مع السلامة "
تمتم بتكهن " هل تطردينني ؟"
هزت كتفها بلا مبالاة وتمتمت " أنتَ من وافق على هذه الدعوة.. هيا هيا.. ثم لا تنسَ أن تتصل بمالك لتسأله عن العنوان فيفترض أنني لن أراسلك "
ارتدى سترته وهو يتمتم " هو يعلم بحكايتنا "
كتفت يدها وقالت مستهزئة " أمام آمال فقط.. أعلم أنكَ لن تدعها تأتي لوحدها "
فتح الباب وذهب خارجاً .. أغلقت الباب وبالها مشغول.. لم يعد على حالها، لم يتنمر عليها.. لم يتهمها بالغيرة.. مختلف تماماً ، هناك شيء يدور في خلده يبعثره لكن ما هو !
في تمام الساعة الخامسة كان الجميع يجلسون في الصالة يتناولون أطراف الحديث.. قال سام معرّفاً الشاب الذي رافقه
" يدعى جورج ، عربي الأصل ومن دفعتنا لذا ارتأيت أن أحضره ليتعرف عليكم "
أدت دورها كمضيفة على أكمل وجه ، تبادلت معهم الحوار تارة وقدمت لهم الضيافة تارة أخرى ، أما هو فقد بقي صامتاً ، لم يشارك أحداً الحديث.. لم يسخر كعادته ، لم ولم ولم.. كان جامداً بارداً مصيباً إياها بالجنون
دخلت المطبخ تعد مشروباً ساخناً للجميع عندما دخل ريان خلفها.. تمتم " أريد كأس ماء "
تأملته للحظات متفحصة ومستنكرة تجرأت وسألته " تبدو على غير عادتك ، ما الأمر !"
تناول منها كأس الماء وتمتم " ذلك الجورج سأقتله "

لم تفهم تمتماته كل ما رأته أنه كان غاضباً .. غاضباً جداً .. انسحبت من جرأتها فوراً واستدارت تواريه ظهرها .. شعرت به خلفها يتحسس خصلات شعرها المنسدل كالعادة فالتفتت له مفزوعة " ما الذي تفعله !"
ببرودة قال " أفعل ما أشاء فأنتِ.. "
قاطعته فوراً " اتفقنا أن لا نفعل شيئاً قد يؤدي إلى كشف هذا السر "
ازداد برودة وهو يحاول اخماد نار غضبه المتأجج من دون أن تفهم السبب " اتفاقنا يتم تنفيذه خارج هذا البيت صحيح "
" ابتعد عني " .. هددته وقد بدأ الغضب يتملكها هي الأخرى .. كشر فجأة عن غضبه وأوقدت النار في عينيه.. هدر بهمس " ضُميه إذا.. ضُميه وإلا قتلته "

" ماذا !" استغربت فعله.. استغربت غضبه.. استغربت كلامه..
هدأ من روعه وتابع " لأتوقف.. ضُمّي شعركِ نالين "
استدار خارجاً تاركاً إياها في حيرة .. لم تفهم ما فعله الآن.. لم تفهمه ولن تفهمه .. معه الضوء ظلام والمعرفة وهم.. هو بحد ذاته تركيبة لا نهاية لها.. تماماً كأحجية الفرعون ، متاهة لا بداية لها ولا نهاية .. تجد فقط الثنايا والظلام

**********

كانت قد قررت أن تراقبه .. لم تنسَ إلى الآن ما حدثها به في السيارة.. اتصل بها يخبرها أنه سيأتي ليصطحبها لمنزل نالين.. ركبت سيارته وانطلق بعدما حدث مالك مستفسراً عن العنوان وعندما وصل ركن قرب المدخل والتفت لها .. تصنعت الرزانة والتفتت له هي الأخرى بحياء.. بادلها بالبرود وتمتم
" أريد أن أحدثك بأمر ما "
كانت تريد أن تهرب ، شيء ما في عينيه يحذرها إن سمعت ما سيقوله ستخسر.. ستخسر كل شيء .. ابتلعت ريقها وهي تدعو في سرها أن تؤول الأمور إلى الخير .. سمعته يقول " أنا لا أحبكِ أمال وأنتِ تعلمين "
أصابها بسهم الحقيقة التي توارت عنها وببرود تام كأنه لا شيء.. أشاح بصره نحو البناية التي أمامه وعاد يقول " أخطأت نعم عندما سايرتك في غزلكِ وغنجكِ وربما أكون قد أعجبتُ بكِ .. لكن الآن على كل شيء أن يتوقف ، أصبح الأمر مهزلة "
قاطعاً أي أمل لها في حبه أمرها أن تتوقف عن تجاوز الحدود ومن دون أن يعيرها حتى الوقت لتحزن.. لتلملم جرح كرامتها أو حتى لتستوعب موقفها أمامه نزل من السيارة منهياً كل ما بينهما هذا إن كان هنالك شيء أصلاً ..
أرادت أن تعرف ما غيره أو من غيره.. في تلك الجلسات التي قضتها مع الفتيات من سنها تعلمت الكثير ومنها أن الرجل لا يطرد امرأة إلّا إذا حصل على أخرى .. أجل تعلم وسخرت من نفسها أيضاً ، لم تكن في قلبه حتى يحتاج لامرأة ليطرها من حياته.. هي كانت على الهامش لكنها لن تسمح أن تكون احداهن في الوسط..

راقبته منذ دخولهم.. رأته كيف يرمق الشاب العربي الجديد بنظرات قاتلة.. رأته يتصلب عندما قام ذلك الشاب بتأمل شعر نالين الطويل ، لمسه مرة .. بدى معجباً بها وربما لهذا أتى.. لكن لطالما كان ريان يكره هذا النوع من الناس.. المتحملق التافه ، ساورها الشك هل يعقل أن تكون هي !
في خوض تفكيرها العميق أسقطت الكوب المليء بالشراب الساخن عليها.. صرخت محترقة .. أسرعت إليها نالين بمنديل من القماش واصطحبتها إلى الحمام
" هل أنتِ بخير ! إن كنتِ تريدين يمكنكِ نزع سروالكِ في غرفتي لتبردي نفسك "
همهمت لها وهي تتألم واضعةً المنديل المبلل على قدمها.. أرتها نالين الغرفة وانصرفت تتركها بحرية... عادت لتجد ياسمين قد لملمت الفوضى وساعدتها في المطبخ .. حضرتا الحلوى وهي منزعجة من شعرها الملموم على شكل ذيل الحصان
" هذه أول مرة أراكِ تربطين شعركِ "
علقت لها ياسمين وهي ترتب الصحون في حين قالت نالين شاردة وهي تسكب الحلوى " إرادة ملكية "
" ها !" هتفت ياسمين بغير استيعاب فابتسمت نالين متكلفة ..
اتجهت لغرفتها وطرقت الباب ففتحت لها آمال.. كانت مختلفة نوعاً ما.. " هل أصبحتِ بخير !"
بابتسامة أومأت آمال وخرجت متجهة إلى الصالة ، قبض قلبها فجأة ولم تعرف لِمَ.. تنهدت لترتاح لكن تلك الغصة لم تزل
بعد أن تجولت مع ياسمين وأرتها البيت عادت تجلس مع الجميع.. لم تكد ترتاح في جلستها حتى خاطبتها آمال " نالين نحن حقاً لا نعرف شيئاً عنكِ رغم أننا أصدقاء "
نطق الحجر الصامت.. يا ربي ، هذا مافكرت به نالين والغصة تزداد في قلبها، ابتسمت بتكلف " أنا لا أخفي شيئاً "
تجرأت في بسمتها وهي تردد " هل أنت متزوجة !"
التفت الجميع نحو آمال تارة ونحو نالين تارة.. تلك التي صرعتها الصعقة تماماً .. تسارعت نبضات قلبها وهي ترى سرّها.. صداقتها ، حلمها كله على المحك ، التفتت له.. لزوجها.. كان هادئاً يرمق محبوبته ببرود.. هل أخبرها ! لكنه.. رباه لا تنظري إليّ.. ليس أنتِ أيضاً
تماسكت قليلاً وتصنعت الابتسامة
" ما الذي تقولينه !"
تصنعت آمال الطيبة وهي تردد " رأيت في غرفتكِ صف من مساحيق التجميل المتناسقة.. تماماً كجهاز العروس، رغم أنكِ لا تضعينها.. "
تنهدت تستجمع ما فلت منها من أعصاب وراحت ترد على آمال " هدية فقط "
فتحت آمال كفها تكشف عما فيه بثقة ابتسمت وقالت " ماذا عن هذا.. أظن أنها دبلة عروس "
التفتت إليها ياسمين غير مصدقة والكل صامت.. يذكرون تماماً كم كانت فخورة برفضها الزواج المبكر.. ذلك الشاب المسكين ، جورج ، كان ينظر إليها مخيب الآمال
أخذت نفساً عميقاً ، رفعت رأسها بشموخ وكبرياء وقد عادت نالين القوية التي شهدتها نفسها.. بتعالٍ قالت " لم أرَ هذا الخاتم من قبل "
استنكرت آمال وهتفت " وجدته في غرفتكِ "
بذات التعالي تمتمت " لا، لم أره من قبل "
استفزتها كثيراً فهتفت آمال بغضب " كيف ! لقد وجدته.. في غرفتكِ.. تحت سريرك "
رفعت نالين إحدى حاجبيها بانتصار وابتسامة جانبية شقت شفتيها ، ابتسم مالك أيضاً وقد فهم اللعبة ، تدخل مستفسراً " وأنتِ ما الذي أدّى بكِ للتفتيش تحت سريرها ؟"
عرفت نفسها أنها قد وقعت في الفخ وضحكة نالين تزيّن وقوعها ذاك.. تلبكت محاولة الفرار
" سقط قرط أذني "
وضعت نالين قدماً فوق أخرى وهي تقول منتصرة
" يبدو أن الخاتم جعلكِ تنسين كلا الفردتين "
لم تستطع آمال الرد ولو ببنت شفة حيث أنها تقع في الفخ أكثر فأكثر ، بحماقة نسيت أنها لا ترتدي أقراط من الأصل
" ربما كان لنزيلة قبلي ولم تطأها يد.. سواكِ " بررت نالين لتبعد تلك العينين التي تقتلانها.. صديقتي، أرجوكِ لا ترمقيني هكذا
تحججت آمال بتأخر الوقت هرباً فاستأذن الجميع بعد أن ردّد مالك " فلندع مضيفتنا ترتاح "
ودعت الجميع أمام الباب ، التفتت إليها ياسمين " ما رأيكِ أن أبقى لأساعدك "
أمام مرح ياسمين تواجه توتر نالين.. كيف تبقى! ماذا إن عاد ريان !.. كيف ستخبره !
" لا.. لا داعي"
انطفأت شعلة الحماس لدى ياسمين وهي تردد " أردتُ أن نتسلى سوياً ، سأحكي لكِ عن نفسي وأنا أراه بعد.. "
قاطعتها نالين بحدة رافضةً سماع التتمة " لنؤجل هذا، أشعر بالتعب حقاً "
لملمت ياسمين خيبتها واستغرابها لتغادر.. ودعتها بسلام وخرجت تاركة وراءها كتلة متحركة من جبل منهار خائر القوى..
في ظهر اليوم التالي كانت لا تشعر نالين أنها بخير.. صدرها مقبوض ولا تقوى على التنفس مطلقاً .. بصعوبة تأخذ شهيقها لترده زفيراً بسرعة قبل أن تأخذ حاجتها منه.. رافضة حضور آخر محاضرة قالت لياسمين
" سأذهب لأجلس على شرفة الصالة الرياضية في الطابق العلوي علّي أرتاح "
" هل آتي معكِ ؟"
ابتسمت تطمئن صديقتها " لا بأس.. أنا بخير "
وقفت على الشرفة تحاول أن تتنفس بقدر حاجتها.. تنتابها هذه الحالة في كل مرة تتضايق، في كل مرة تكتم في نفسها هماً وضيقاً .. تشعر بغصة وهي ترى ابتسامة صديقتها الحانية إزاء كذبها.. تدرك كم هو سيء موقفها.. تدرك ما ستؤول اليه الحقيقة..
" هل أنتِ بخير !"
استدارت فزعة نحوه.. تباً سيصيبها بداء الصرع من تسرسبه هذا.. رمقته بلوم لكنه بدى مستنكراً فزعتها.. قالت وقد تملكها التعب " لن أعلق.. سئمتُ حقاً من عتابك على تسللكَ هذا "
على الأقل هناك شيء لم يتغير فيه.. بدأت تشعر بالدوار وتنفسها يتسارع.. لِمَ أتى الآن.. إنه لا يفعل شيئاً سوى أنه يزيد الطين بلة..
" هل تريدين أن أصطحبك إلى الطبيب !"
" لا داعي، سينتهي الدوام عما قريب وسأعود لأرتاح "
" انتهى الدوام منذ نصف ساعة "
وضعت كفها على جبهتها ..يا إلهي كم لبثت تفكر !!
" هل يزعجك لهذا الحد أنكِ تكذبين على صديقتك !"
تنهدت وقد بدأت قوتها تنهار.. حاولت التنفس مرة أخرة ثم التفتت له تهمس " لِمَ أصبحت مبتعداً هكذا.. مظلماً بشكل غريب "
عادت تخرج رأسها من الشرفة أكثر وهي تكاد تسقط.. تريد أن تلتقط الهواء.. يحتاج جسدها للتنفس..
احتضنها مانعاً إياها من السقوط أرضاً .. تمتم لها
" اهدأي.. سيكون كل شيء بخير.. تنفسي بعمق.. لا تفكري بشيء "
تمالكت نفسها .. سيطرت على اتزانها.. التفتت له وقد بدى قريباً منها.. رجف قلبها خائناً ، لكن هذه المرة لم يخنها هي وحسب..
همست له " أنا بخير.. يمكنكَ أن تبتعد "
ظهرت ابتسامة جانبية خفيفة على شفتيه.. عاد لاستمتاعه بتنمره عليها.. للحظة أنار لها ظلمته " ألم تتذمري منذ قليل من بُعدي "
تأملت ابتسامته بضعف.. ليس عليها أن تكون هكذا..
" ليس هذا ما قصدته.. ابتعد "
ازداد استمتاعه وهو يتمتم " دعيني أستمتع بحقوقي "
ابتسمت وهي تبتعد عنه.. عاد كما كان ولسبب ما هذا يطمئنها.. اعتدلت وياليتها لم تفعل.. اختفت الابتسامة من محياها لتتصلب فجأة ، تنفرج عيناها مجسدة الصدمة الذي احتارتها وهي ترى صديقتها تقف أمامها تناظرها بعينين غير مصدقتين..
ارتجفت وصالها حد النخاع.. ولم تستطع أن تتفوه سوى باسمها " ياسمين.. أنا.. "
أرادت ياسمين قول شيء ما إلّا أنّ شفتاها تحركتا من دون صوت.. تمتمت من دون أن تتفوه بشيء.. تنهدت واستطاعت أن تتمالك نفسها وهي تهتف " أنا حقاً لا أصدق "
ترنحت نالين وقد أصبحت هشةً تماماً ، أمسكها من كفها بقوة وهو صامت.. ارتأى على أن لا يتدخل بين الصديقتين.. همست ياسمين وهي ترمق يديهما المتشابكة تفسرها كما تشاء نفسها
" هل هذا ما عنيته بحقوقك !"
التفتت لنالين تواجهها باتهام " أأنتما حبيبان !"
ازدادت سرعة تنفسها وهي تنهار.. بسرعة نفت الاتهام " لا أبداً "
هزت ياسمين رأسها بأسى واستدارت شاتمة " تباً "
همّت خارجة فاعترض ريان طريقها يمنعها من العبور.. هاجمته قائلة " ماذا تفعل ! لا تخف لن أفشي سر حبكما.. لن أذهب لأعلن عن حماقتي "
قالت نالين مدافعةً بيأس " لسنا حبيبين أقسم... "
قاطعتها ياسمين صارخة وقد طفح كيلها " توقفي عن الكذب.. ماذا تسمي ما رأيته.. إن لِمَ تكونا كذلك لما كنتِ مرتاحة بين ذراعيه.. لِمَ لم تصديه بعيداً ؟"
أغمضت عينيها وهي تتلقى هجوم صديقتها المجروحة .. تمتمت بحروف صامتة فشعرت بمرارتها.. أحكمت اغلاق عينيها وهي تمتم " إنه زوجي "
لم تقوَ حتى على النظر إليها.. النظر إلى زوجها الذي خانت عهدها معه.. سمعتها تهمس بصوت مبحوح
" زو.. زوجك !!"
بدأت تبكي وهي تدرك أنها ستخسر صديقتها إن لم تتصرف.. " ليس الزواج الذي تتخيلينه "
تمتمت ياسمين بشرود وهي تبدو كأنها لم تسمع آخر ما قيل " ما قالته آمال صحيح.. تلك الدبلة لكِ.. ذلك البيت هو بيتكما "
اقتربت منها تترجى " ياسمين اسمعيني "
" تباً .. تباً "
خرجت منهيةً المواجهة.. أسرعت نالين مترنحةً تلتحق بها فاعترض ريان طريقها مجدداً " لِمَ قلتِ لها ؟"
حاولت تجاوزه " ابتعد عن طريقي "
" عليكِ تكذيب ما قلتيه وإلّا ... "
بدأ الغضب يتنابها ودموعها تتساقط " لن أُكذِّب ما قلته.. لا يمكنني فعلها "
اعترض طريق هروبها " ولِمَ .. لمرة واحدة تخلي عن كبريائك..."
صرخت به تضربه على صدره " سحقاً لأنها تعشقك "
تجمد في أرضه وسرت برودة سببت رعشة في ظهره.. " ماذا ؟"
نفّست عن غضبها " هي من تبعثُ لكَ تلك الرسائل اللعينة "
تجاوزته تلحق بصديقتها ركضاً .. وصلت لعندها فنادتها تستوقفها.. استدارت ياسمين مواجهةً إياها غير سامحة لها بالدفاع
" لا أصدق هذا حقاً ..أتيتي إليّ قبل أن تسافري تسألينني عن الحقيقة ، حقيقة كوني من تُراسل ريان.. اكتشفتي الأمر بسبب الزركشات التي أزين بها الحروف الأخيرة من نهاية كل سطر، لم أكذب بل استرسلت في إخباركِ عن حبي له.. عن ماهية شعوري اتجاه حضوره ووجوده.. سمحتي لي بالتّغزّل برجل متزوج نالين.. متزوج منكِ "
شهقت نالين بالبكاء وهي ترتجف وتذعن لهجومها..
تابعت " رباه.. لقد أخبرتك عن المدى الذي سيكون عليه شوقي له عندما يرحل في عطلته .. عطلته التي لم تتنازلي لتخبريني أنه سيقضيها معكِ "
قالت تدافع عن نفسها " ليس الزواج الذي تعتقدينه.. "
مسحت ياسمين دموعها بخشونة وقالت عازمة " لقد استصغرتني وجعلتني أخسر احترامي لنفسي.. لا تجعليني أرى وجهكِ بعد الآن وإن بقي لدي القليل من الاحترام اتجاهكِ فبحقه لا تأتي إليّ بالتبريرات "
استدارت راحلة تاركةً ورائها كتلة من الدمار.. شهقت مراراً وتكراراً وهي تكاد تسقط أرضاً جراء هشاشتها.. وقف بجانبها وهمس باسمها، لم تعرف من أين استخلصت تلك القوة.. ربما من الألم.. ربما من الغضب، التفتت له وقالت بحقد " إلى أي مدى ! .. إلى أي حد تنويان تدمير حياتي ها ! .. من كل قلبي ، فلتذهب إلى الجحيم أنتَ وسالم أعمار "
رحلت تاركة إياه.. لم يردّ عليها ولم يمنعها من المغادرة.. تلك الدموع المتنازلة من عينيها أسكتته وارتجاف جسدها أوداه بكماً ..
انعطفت في الرواق تريد الرحيل إلى اللا مكان واللا زمان.. بعيداً عن الواقع.. بعيداً عن ظلم حياتها
" ما الذي قلتِه للتو ! الجحيم !"
استدارت لآمال الواقفة تتصنت خلف الجدار.. بازدراء قالت " لا أملك الطاقة لرؤيتكِ حتى لذا فلتدعيني وشأني "
عادت تهم بالرحيل وعادت آمال لإيقافها " لا أدري ما الذي جعلكِ هكذا لكن يبدو أنه قد نال منكِ أيضاً "
اتجهت إليها بغضب عارم.. تريد أن تسكب الزيت على النار ! حسنًا فلتتحمل إذًا الرذاذ المتطاير منه ، لوّحت بسبابتها في وجه آمال وهدرت بغضب
" اسمعيني يا هذه.. إياك وأن تجمعيني معك في كلمة أيضاً تلك فأنا لن أسمح لأحد بأن يستغلني ليجعلني أبكبك في حمامات المطاعم كما فعلتِ أنتِ .. وحكاية أنكِ المسكينة التي تخلى عنها ريان بعد أن أخذ منها ما يريد كما أخبرتني ذلك اليوم في مطعم عائلة ياسمين لم ولن أصدقها.. وإن كنتِ رخيصة لدرجة أن تفتري على نفسك هكذا افتراء فقط لتجعليني أبتعد عنه ظناً منكِ أنني قريبة فأنا لا أملكُ من رخصكِ ذرة واحدة.. لذا إياكِ .. إياكِ أن تشبهيني بكِ "
ابتعدت عنها وهي تتنفس بسرعة.. ستنفجر حقاً
" أنتِ حقاً وقحة.. بالأصل كيف تجرؤين على قول ذلك لي .. ليذهب ريان إلى الجحيم ها ! كيف تجرؤين !!"
أغلقت نالين عينيها وتنفست بعمق تهدئ روحها الهائجة .. تمنع نفسها من خنق هذه الفتاة.. بهدوء قالت " هل يزعجكِ أن يذهبا إلى الجحيم !"
فتحت عينيها وهدرت بها بصراخ غاضب " إذًا فلتذهبي للجحيم معهما أيضاً "
رحلت مسرعة.. لا تتحمل أي شيء آخر ، تريد أن تتوارى في عتمة نفسها، أن تختبئ في خزانتها وتحتضن روحها تربت عنها.. خسرت اليوم آخر ما سُعِدَت بامتلاكه ، والله وحده من يعلم إن كانت ستعود لها أم لا

*********

خرجت من الجامعة متجهة إلى الحديقة حيث متأكدة أنه سيكون.. صرخت منادية باسمه.. التفت إليها ليراها تغرق عينيها ووجنتيها بالدموع.. ركضت باتجاهه وارتمت في حضنه مجفلةً إياه..
لم يدري ماذا عليه أن يفعل وهو يسمعها تبكي وتنحب.. تصلب تماماً فلم يكن قط بهذا القرب منها.. ربت على رأسها فسمعها تقول " لا أصدق ما فعلته عمر.. لا أصدق "
هدأها فحكت له ما حصل، عاد يربت عليها وهي مستقرة في حضنه " ربما لم تجد الوقت المناسب لإخبارك "
بغضب قالت " بل كان هناك الكثير منه "
بهدوء أجاب " بالنسبة لكِ لا بالنسبة لها "
أحكمت قبضتها على قميصه وهي تقول بغضب أكبر " حتى بعدما أخبرتها عن حبي له "
هل نبض قلبه بسرعة أم أنه توقف !.. تحبه ! هل هي تحب.. تحب شخصاً غيره ! ألم تكن تخاف الحب ! ألم يكن بالنسبة لها خطيئة !!
تمتم رغماً عنه بضحة ساخرة " هذا كثير علي يا أميرتي "
ابتعدت عنه مجفلة.. قالت وهي تمسح دموعها مرتبكة " أنا آسفة.. لم أقصد سوءاً باقترابي منكَ هكذا "
ابتلع ريقه ، غصته ، ألمه وبعطف ابتسم لها " لم أفكر بكِ سوءاً "
تناسى جرحه لهذه اللحظة فحبيبته تحتاجه ، رمى كل تفكيره ذاك خلف ظهره معتبراً إياها أنانيةً إن انطوى على نزيفه متناسياً إياها... استطاع أن يجعلها تبتسم وسط الدموع التي تقتله.. فحبيبته تبكي حباً لشخص آخر.. هل عليه أن ينسحب !

*********

عاد إلى المنزل والقلق يتملكه.. لم يسمعها تبكي أو تفرغ غضبها ، منذ ساعة تقريباً تحبس نفسها في الحمام دون أن تصدر صوتاً .. منع نفسه مراراً من الذهاب إليها والتخفيف عنها.. ففي آخر مرة أرسلته إلى الجحيم..
أغلق الكتاب الذي قرر أن يبدأ بقراءته.. يعجز حتى عن ذكر اسمه ، باله مشغول بها.. بها هي فقط ، نهض واتجه لباب الحمام ، طرقه بخفة ليسمع بعدها صوت خرير الماء ، عاد يطرق من جديد دون أن تجيب.. ناداها وطرق مرة أخرى فهتفت من الداخل
" ألا يمكنني أن آخذ حماماً مريحاً !"
انزعج أكثر ففتح الباب عنوة.. شهقت تقف مفزوعة.. هتفت به من جديد " كيف تجرؤ على الدخول !"
أمسكها من معصمها يريد إخراجها مردداً
" أولاً يحق لي ، ثانياً أنتِ لا تستحمين حتى بل تجلسين بثيابك كاملةً هنا "
نفضت يدها عنه وصرخت " ما شأنكَ أنت ؟"
" شأني أنكِ تعيشين معي.. وأنا أكره دلع الأطفال هذا "
رفعت حاجبيها باستنكار.. غضبها تأجج من جديد.. انحنت تلتقط آنية عميقة صغيرة، غطستها في الدلو المليء بالماء.. التفتت إليه لترشفه بها مبللةً وجهه وقميصه
" هكذا يتصرف الأطفال "
رددت بينما وجهه يحمر غضباً .. سحقاً له هو لقلقه عليها ، فتح عينيه وبسرعة وقبل حتى أن تدرك ، كان قد حملها ليوقفها في حوض الاستحمام وهو أمامها ، ثبتها على جدار وهمس بفحيح " سأريكِ كيف يتصرف الكبار إذًا "
تحت وطأت خوفها فتح صنبور المياه لتتساقط من الأعلى عبر المرش المعلق في الحائط عليها.. مياه باردة جعلتها تشهق عدة مرات.. أوقف المياه فصرخت تضربه على صدره " كيف تجرؤ .. ابتعد عني "
أعاد فتح صنبور المياه وعادت هي لتشهق.. دفنت وجهها في ثنايا قميصه وراحت تشهق أكثر.. ببكاء وغيض ، أوقف سيل المياه وتركها تبكي كما تشاء مبللة الشعر والثياب
تمتمت " خسرت.. مجدداً أنا خسرت "
شدت قبضتها على قميصه الأسود وراحت تنحب " خسرت حياتي ومعها حلمي.. خسرت صديقتي.. خسرت كل شيء "
أمسك برأسها ليجعل وجهها المليء بالدموع يقابله.. تمتم لها بحنية " وعدتكِ أنني لن أقف أمام حلمك ، وأعدكِ أن ياسمين ستعود لكِ ، أنتِ لم تخسري نالين "
تأملت سمرة عينيه وهمست له " وماذا تسمي خسارتي أمامك !"
أركى جبهته على جبينها مغمض العينين وهمس بأسى " رباه نالين.. صدقيني ليس أنتِ من خسر.. ليس أنتِ "
في دوامة مظلمة تركها تغوص.. في مشاعرها.. في كلماته.. في ظلامه ، من دون مرساة أو شط أمان ألقاها تعوم في البحر الهائج بنبضها لقربه ، لم تكن على استعداد لتلقي الضعف الذي انبثق من عينيه، لم تكن مستعدة لترى هذا الجانب من ريان.. ليته يبتعد لتستطيع أن تتنفس وليته يبقى.. وفي قرارتها لا تريده أن يبتعد ، تشعر بالدفء فليبقى قليلاً حبا بالله فليبقى...

جميع حقوق الرواية تعود للكاتبة هبة سليمان

Continue Reading

You'll Also Like

339K 27.2K 55
من رحم الطفوله والصراعات خرجت امراءة غامضة هل سيوقفها الماضي الذي جعلها بهذة الشخصيه ام ستختار المستقبل المجهول؟ معا لنرى ماذا ينتضرنا في رواية...
1.2M 95.9K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
322K 5.9K 57
ملك ليس كباقي الملوك عرف بالقسوة والدهاء يمتلك الوسامة والثراء والسلطة ترتمي النساء عند أقدامه يحرك خيوطهن كما يشاء هي أميرة ليست كباقي النساء كجوه...
5.3K 58 2
الوريث المهيمن القاسي للعائلة الارستقراطية والفتاة الجريئة والبريئة. القطبان المعاكسان، يُجبران على زواج مصلحة مدبر، فيجبر رائف عروسه المستقبلية على...