Ch 5 ✔

1.9K 44 5
                                    

كانت تحتسي قهوتها كعادتها عندما تفكّر، تجلس في مكانٍ منعزلٍ وتبدأ بالغرق في سوادها الحالك ومرارتها، وبينما هي في الحديقة الخلفية للمنزل أتت والدتها مبتسمة.

"أنظري ماذا أحضرتُ لكِ."

التفتت لها ببرودها وكأنها قد تركت كلّ مشاعرها على شط أفكارها، رأت بين أنامل والدتها ورقة، أو بالأحرى صورة لكنها لم تسأل ولم تكلّف نفسها حتى بالتحدّث فقالت والدتها عابثة.

"كم تعطيني لأُريكِ صورة عريسكِ؟"

أغلقت عينيها كأن كلمة أمّها قد أصابتها في صميم جرحها، وبين ضحكات والدتها هتفت.

"توقّفي أمي!"

قطعت ضحكتها وكم كانت مستغربةً من ردّة فعل ابنتها.

"نالين عزيزتي، ما بكِ؟"

أشاحت بوجهها بعيدًا، لا تريد الخوض في نقاشٍ يجعل بحر أفكارها يهيج على الشاطئ حيث تركت مشاعرها فتستنجد خوفًا من الغرق فاضحةً نفسها وضعفها .. لا تريد، لا تريد!

قلقت والدتها أكثر وهي ترى تقطيبةً على وجه ابنتها فسألت.

"لِمَ لا ترغبين برؤيته؟ هل هذا التوتر لأنه سيزورنا اليوم أم أنتِ خجلةٌ فقط وأنا–"

هبّت واقفةً عاصفةً بها ولم تنتبه على نبرة صوتها الغير لائقة.

"توقّفي عن التصرّف كأنني موافقةٌ وأريد هذا!"

هدّأت من روعها، أو حاولت ذلك وهي ترى والدتها تتصلّب أمامها وعيناها تتسع بصدمة، التفتت تذهب، تهرب كي لا يسمع نحيبها أحد، استوقفتها أمها بسؤال.

"ألا تريدين هذا الزواج؟"

استدارت لها ساخرة.

"هل عليّ أن أجيب حقًا أمي! ما الفائدة؟ لا تقولي لي أنكِ ستردعين هذا الزواج من أجلي؟"

وقفت والدتها ببطءٍ وهي تتمتم.

"سالم فقط–"

قاطعتها وقد فقدت السيطرة تمامًا.

"يريد مصلحتي ها!"

أشاحت بنظرها عن ابنتها تبحث عن طريقة تُفهِمها مَن هو سالم لكنها تأخّرت، بدأت نالين تلوّح بيدها غضبًا وهي تصرخ.

"كان يريد مصلحتي عندما منعني من اختيار التخصص الذي أريد دراسته، صحيح؟ كان يريد مصلحتي عندما حوّلني لنفوذه، صحيح؟ ها أنا أرى مصلحتي الذي أرادها حقًا .. لم تقفي في صفّي قط، أمي. لم تدافعي عن أحلامي ورغباتي قط لذا لا تأتي الآن وتتصرّفي كأنكِ قد تفعلين!"

ذهبت للمنزل تاركةً والدتها متصلّبةً لا تنبس ببنت شفةٍ كما كانت طوال الوقت، تنسحب في هذه المعارك خلف الصمت.

دخلت للمنزل غاضبة، غاضبة جدًا، تكره ضعف والدتها ولكنها تكره سالم أعمار أكثر. تكرهه وتتمنّى أن تمحيه من حياتها.

عشق في حضرة الكبرياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن