Ch 7 ✔

1.9K 53 7
                                    

طوال فترة تحليقهم في السماء كان يقرأُ كتابًا ما .. فلسفيًّا ربما .. لنيتشه.

كانت ترمقه من لحظةٍ لأخرى، لطالما ظنّت أن شابًا يقرأ هو ملاكٌ يسكن الأرض، عقلٌ متفهّمٌ ناضج .. عقلٌ أربعينيٌّ في جسد شابٍّ في أواخر العشرين ولكن الآن تُدرِكُ تمامًا أنَّ لِكُلِّ قاعدةٍ شواذّ ..

فريان فاضل هو آخر شخصٍ يمكن أن يكون ملاكاً .. هو شيطانٌ ستتعوَّذُ منه حتى تتخلّص منه وترتاح.

عندما أجروا معاملات الجمارك وخرجوا من المطار أصرّت على إيقاف سيارة أُجرةٍ وحدها بينما شدّها هو بنفاذ صبرٍ من يدها يُركِبُها سيارة الأجرة التي استوقفها، فور أن أغلق الباب حتى هتفت به مستنكرةً فردَّ مُسكِتًا إيّاها.

"حسام كيلاني كان هنا فتوقّفي عن حماقاتكِ."

التفت إلى السائق يأمره بالإنطلاق بعد أن أعطاه العنوان .. كتّفت يديها والغضب يتملّكُها بينما تُسلِّطُ نظرها على شوارع أمريكا.

كانت تتحدّث في الهاتف تُطَمئِنُ والدتها بوصولهم بالسلامة عندما توقّفت السيارة، نزل واتجه إلى الباب المجاور حيث تجلس، فتحه وأمسك ذراعها يحثّها على النزول فأذعنت مستغربة، أنهت اتصالها لتجد سيارة الأجرة قد غادرت، التفتت له تهدر به.

"لِمَ لَم تدعه ينتظر لإيصالي إلى المسكن!"

نظر إليها بسخرية.

"أين كُنتِ عندما أتاه اتصالٌ هاتفيٌّ طارئ؟"

نظرت له ببرودٍ تريد إهانته.

"أحاول إشغال عقلي بشيءٍ ما لينسى القرف الذي هو واقعٌ فيه."

كاد أن يردَّ عليها وقد أصبحت ترى تشدّد عروق رقبته جيدًا، سمعت من وراءها صوتًا رجوليًّا غليظًا يتحدّث بالعربية.

"أهلًا بالعِرسان!"

التفتت له تنظر إليه من فوق كتفها فيردُّ ريان.

"أهلًا بك، حسام."

عدّلت من وقفتها وقد أحسّت بالتوتر المفاجئ الذي ساد جوّ المكان.

حسام كيلاني من جبهة العدو .. من الأشخاص الذين لا يجب أن يعرفوا حقيقة زواجهم المزيّف، وقفت بجانب ريان وقد أصبح ينتمي إلى نفس جبهتها الآن .. فقط للآن.

ألقى بنظره عليها متمتمًا باستمتاع.

"يبدو أنكَ استفدتَ أخيرًا من أخيكَ الأحمق."

تأمُّله لها من رأسها حتى أخمض قدميها جعلها ترتجف، لم ترتح لنظراته، كانت ترتدي بنطالًا من الجينز يعلوه قميصٌ فضفاضٌ مريحٌ وطويل. لم تكن مغريةً إلّا أنّ نظراته كانت حقيرة.

بينما تحرّك ريان بضع إنشاتٍ ليردّ ببرود.

"أخي لم يُفِدني بشيء. في النهاية هذا ما كان سيحصل، ثم إنه ليس بتلك الحماقة التي تصِفه بها، صحيح؟ على الأقل ليس هو."

عشق في حضرة الكبرياءWhere stories live. Discover now