Ch 24

1.4K 40 0
                                    

كعادته دائماً ، بعد كل مرة تشتد الأمور بينهما يبعتد.. يختفي في عالمه واللعنة على عالمه المظلمه.. كانت تعلم، تعلم أنه وكما قال سالم أعمار ينفر منها.. قل احترامه لها وبدأ ينبذها بعيداً عنه.. تراه يهرب حتى في نظراته اتجاهها، لا ليس هروباً بل اشمئزازاً منها.. لكن لما الآن وليس اي وقت آخر، رفعت نفسها الراية البيضاء.. أحبته.. أحبته بكل استسلام.. احبته في حين بدأ هو بالفرار..
مشت في الجامعة مستنكرة.. الجميع يتهامس ويختلس النظر اليها.. ما الذي يحصل!
سمعت صوتاً من مكبر الصوت يصدع في اروقة الجامعة " يرجى من الآنسة نالين التوجه نحو مكتب شؤون الطلبة "
تكرر النداء مرة واثنتين وهي تتوجه الى هناك مستغربة هذا الاستدعاء المفاجئ.. طرقت الباب ودخلت بوقار عندما اذن لها بالدخول.. جلست امام مكتب الرجل الاربعيني صارم الوجه ليقول برسمية بالغة " سيدة أعمار، بلغتنا بعض الأخبار التي لم نتمكن من ادارك صحتها فنرجوا تعاونك معنا "
ردت هي برسمية وهدوء " بالتأكيد "
شبك اصابع يديه ببعضها فوق مكتبه وقال " تعلمين أن من شروط المنحة أن تكوني مغتربة حتى يتم الانفاق على دراستك من قبلها "
قالت مستنكرة " أعلم ولهذا أنا لم أقدم على طلب الجنسية بعد "
" لكن وردنا خبر أنك تزوجت، هنا في أميركا.. هذا يمنحك الجنسية "
" متزوجة! " هتفت منصدمة.. ماذا يعني بمتزوجة! من أخبرهم! سرها.. حلمها.. حياتها حتى طموحها سيدمر
ارتجفت وهو يزمجر بهدوء " ارجو أن لا تنفعلي! "
ذكرها بواجب احترامه فاستكانت.. استكانت مخبئة بركاناً من القهر داخل جوفها.. سمعته يردد " نحن نقر بحسن تعاملك.. معدلاتك العالية و انضباطك داخل الحرم الجامعي لذا سنأخذ بعين الاعتبار تكذيب الخبر شريطةَ أن تحضري اوراقاً ثبوتية تؤكد أنك عزباء "
" لكن.. "
قاطع صوتها المرتجف بثبوت " نعلم أن الاوراق الرسمية تحتاج وقتاً لاحضارها وتصديقها من قبل الوزارة المعنية لذا سنمنحك اسبوعين لهذا والا.. ونأسف لقول هذا، لكن ستسحب منك المنحة "
اعترضت راجية " تبقى لدي فصل اخير "
عدل من نظارته ليردد " أخشى أنه سيتوجب عليك دفعه بنفسك بالاضافة لدفع تكاليف هذا الفصل ايضاً "
تصلبت في مكانها.. فصلين! عليها دفع فصلين، وهي تخطو آخر خطواتها نحو هدفها، أنهم رسم اللوحات وجمعت المال لشراء المخزن المحروق، ستعمل في قسم الادارة لدى عائلة كنعان، أفضل محامين في البلد وستطلب من احداهم استرجاع حق وسمعة والدها وستغير كنيتها لنالين مطر واضعةً عمرها الحقيقي.. كانت ستنتقم من سالم أعمار أشد انتقام ولكن.. الآن !
لماذا؟ ..لماذا يقف القدر دائماً في صفه؟ لماذا دائماً تتلقى الصفعات في كل مرة تلتفت فيها الى النجاح؟
هل عليها تحمل المزيد! المزيد من سالم اعمار والمزيد من ريان فاضل،!!
كانت ترتجف وهي تمشي نحو الخارج.. لا تقوى على متابعة الوقوف، تريد أن ترتاح، ترتاح من همسات ونظرات الجميع.. من يستنكر زواجها في سن مبكر ، ومن ينعتها بالمتعالية المنافقة فالأمس فقط كانت ترفض فكرة الخضوع تحت امرة رجل واليوم هي بكل بساطة.. متزوجة
اصطدمت بمالك الذي حاول ايفاقها من انثناء روحها.. سمع الهمسات عنها وركض مسرعاً اليها.. سألته فوراً " أين ريان! "
" قبل أمس كان آخر يوم له هنا.. أنهى كل متطلبات دراسته العليا، ينتظر فقط أن تصله شهادة الماجستير "
سخرت من نفسها.. هذا الزوج، هذا الذي سيسبب لها خسارة روحها وحلمها لا تعرف عنه شيئاً.. كيف يحتسب زوجاً ها! هو ليس زوجها.. هو لا شيء
" لا تخبره أرجوك "
أجفل لمطلبها فاستنكر لتتابع وهي تتخطاه " لا اريده أن يتدخل، لو سمحت "
كاذبة نالين.. انت لا تريدينه أن يرى ضعفك.. لا تريدين أن يشفق عليك ولا تريدين أن يشمئز منك.. انت حقاً لا ترغبين بأن يعتصر قلبك ألماً لانه يتجاهلك، ينبذك، يقلل من مشاعرك.. مشاعرك التي فاضت تفضحك.. احبتته وانت الآن نادمة، نادمة لتماديك معه لكن.. فآت الأوان، أحببته وانتهى الأمر
دخلت للمنزل الفارغ وكما توقعت ، لم يكن في المنزل لكنه موجود، برائحة عطره الخفيفة و رائحة قهوته.. بكيانه الذي يسيطر عليها، على نبضها.. لو أنه هنا لاختبأت في حضنه، اليس هو من قال أنه سيحتويها! شخرت ساخرة هذا قبل أن تخبره بالحقيقة.. قبل أن تفقد احترامها عنده، قبل أن يشمئز منها
رن هاتفها بنغمة قصيرة معلناً عن وصول رسالةٍ ما.. فتحته لتجد رسالة الكترونية من مجهول، بعث لها : اللوحة الأخيرة ليست صورة، انها بحوزتي.. وستدفعين ثمنها "
رمت بالهاتف على الكنبة بغضب، تكاد تختنق، هل يراقبها! ليتعمد أن يصفعها عندما ترميها الحياة ارضاً ! حباً بالله لا تستطيع التنفس
استلقت على سريرها منكمشة تكاد تغيب عن الوعي.. هواء، تحتاج هواءاً

عشق في حضرة الكبرياءWhere stories live. Discover now