Ch 12 ✔

1.7K 48 4
                                    

وقفت تراقبه من بعيد على عتبة باب الغرفة خائفة لا تقوى حتى على الإقتراب منه، لأول مرة تراه على وهنٍ هكذا، يئن ويتألم بشدة، ريان الذي اعتبرته حائطًا منيعًا؛ كالحطام مبعثر ضعيف على سريره، رن الجرس فأسرعت خطاها لتفتح الباب

هدرت "رباه مالك ألَمْ تحضر الطبيب!" دخل مالك مُسرعًا إلى غرفة صديقه فمظهرها لا يوحي أنه شخص محموم فقط "أنا طبيبٌ نالين" أسرع إليه وانحنى لمستواه، تطمأن قلبه وقد ارتاح ببساطة حالة صديقه "إنه محمومٌ فقط.. من المطر ربما"

"لا.. كان في المنزل حينها"

"غير مهم.. اتصلي بالصيدلية أريد طلب دواء وأحضري لي الكمادات" استدارت لتتجه لهاتفها فلمحت ساعته الموضوعة فوق المنضدة بجانب الباب. تأملتها وغاصت في تفكيرها "نالين!" حثّها مالك على الإستيقاظ من شرودها لتلبي طلبه

عندما استيقظ كان مالك قد غطاه بالكمادات الباردة. جال ببصره على المكان فرآها تقف مرتجفة على الباب بلهفة تترقب نهوضه، ساعده مالك على الاعتدال حينما رن الجرس، متلبكةً قالت "وصل الدواء" أسرعت في خطاها لتفتح الباب

"لقد قلقتْ عليك كثيرًا" التزم الصمت على تعليق صديقه وقد غاب في دوامةٍ طويلة، دخلتْ الغرفة تفتح الكيس. تحت تعليمات مالك أخذت الدواء السائل لتعطيه إياه "لن أشرب هذا.. دعاني وشأني" هدر بهم بغضب ليتراجعا بدهشة

"ما بك تتصرف كالأطفال" استنكر مالك ردة فعله فرفض بعنادٍ أكثر. تبادلت نظراتها مع مالك لينهض هذا الأخير مُمسكًا بريان من الخلف. ثبّته تمامًا مانعًا إياه من الحركة، قاوم ريان بوهنٍ ولم يستطع الخلاص. استنكر فقالت تصب الدواء بالملعقة "ألا تعلم.."

اقتربت منه كثيرًا وهي تتابع باستمتاع "على المريض أن يكون مطيعًا زوجي العزيز" تأمل نظراتها ومنصاعًا فتح فمه يستقبل الدواء، أربكتها نظراته. ضعيفةٌ ولكنها عميقة، تفصلها تمامًا ولكن بنحو غير مزعج. تلك السمرة القهوية التي في عينيه ساحرة، منطفئة بوهنٍ ولكنها ساحرة. ابتعدت تحضر الدواء الآخر فقال مالك "هذا بعد الطعام ويفضل أن يكون حساءً"

التفتت لمريضها قائلةً بسخرية "هل ستأكل بإرادتكَ أم علي تكبيلكَ مجددًا!" نطق بصوت مبحوح "لا نريد إزعاج حارسكِ الشخصي" تمتم مالك وقد بانت جديته "صدقني.. أنا مستمتع بما أحصل عليه الآن" التفت له مستفسرًا بنظراته المتسائلة فبتدله مالك بنظراتٍ ماكرة. أحست بالجو المشحون بينهما فاستأذنت خارجة.

تركه مالك منتصرًا وقال بانبهار "رباه أنتَ تعشقها" التفت إليه بحدة وهدر به "توقف عن هذيانك"

"اعترف ريان.. منذ ثوانٍ كنتُ شاهدًا على هدير نبضكَ لقربها. أنتَ تحبها وهي تحبك" شخر بسخرية حادة "نالين تحبني!" تملّكت مالك البرودة فجأة وبات شبيهًا بصديقه العنيد "لَمْ ترَ لهفتها عليك لذا فلتصمت؛ ستعترف في يومٍ ما ريان.. ستعترف"

عشق في حضرة الكبرياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن