Ch 14 ✔

1.6K 52 1
                                    


استنشقتْ الهواء العليل وهي تطأ أرض حديقة منزلها الواسعة.. مر بخاطرها نفسُها البريئة قبل أن تتلوث وتصبح نالين أعمار التي أقسمت على دفن البراءة واللين .. تحن لها كثيراً وتناشد عاطفتها لتعود كما كانت.. توقفت تستوعب البهجة التي تحملها نسمات الهواء متناسية رفيق سيرها..

التفت لها مستنكراً.. تأملها.. تأمل سكينتها على غير عادة .. لم يحثها على السير ولم يحاول أن يقطع عليها سكينتها بل استمتع بالظاهرة الغربية التي تحدث مرة في السنة.. بل في القرن الواحد فتحت عينيها تكمل طريقها بمحاذات زوجها لترى أختها الصغيرة التي لم تعلم كيف انتقلت لهذه المرحلة.. متى كبرت صغيرتها لتصبح عروساً ! جلست معه على نفس الأريكة الثلاثية تقابل أمها وأختاها ، تناولت أطراف الحديث وهو يوترها بنظراته ، عندما نهضت والدتها لتحضر دلة القهوة العربية همست له " ابتعد عني، أنت وعيناك "

" تكادين تلتحمين مع يد الأريكة " همس لها أيضاً .. قاوم ضحكته فلملم ابتسامةً قد ظهرت على شفتيه ، يزعجها ، يربكها ، يوترها وهو يستمتع بكل ذرة تغير فيها تجاهلته تماماً وعادت تتحدث باهتمام مع والدتها " ستخرجين بعد قليل !"

" أجل.. علي إحضار الفستان سأعود قبل حضور عائلة زوجك ، أرجو أن لا تؤآخذني يا ولدي "

" لا، لا أبداً " رد عليها ريان بطيبة خاطر ولم يشعر بزوجته وهي تتصلب من جانبه ، التفت لسالم أعمار.. رب هذا المنزل الذي دخل تواً ، وقف يحيه بوقار وهدوء بينما اتجه الأخير ليجلس بجانب ابنته.. ابنته التي لم تقربه بالدم قط.. حياها فصمتت ، ربت على كتفها مصطنعاً الحنية فاقتربت من ريان أكثر لتبتعد عنه.. لا تفضل ريان، بل هي عادتها في كل مرة يقترب منها.. يلمسها بزيفه ونفاقه .. أنزل يدها على كتفها وهو يتناول أطراف الحديث الودي مع زوجته وريان الذي شعر بتصلبها واستغرب قربها منه .

أمسكت بطرف سترته السفلي تشد عليه كأنها تنفر غضبها أو خوفها فيه.. شعر بها وهاجه منظرها المتماسك بصعوبة فتمتم لها بوقار " نالين، أيمكنك الجلوس بمحاذاة والدتك أنت تحجبين بيني وبين والدك.. أريد التحدث معه إن سمحتِ " بحركة آلية نفذت أمره ، جلست وتنفست الصعداء كمعارض خرج أخيراً من كمين أمني بسلام .. تركت حديث النساء وتصنتت على حديث الرجال.. " أريد أخذ رأيك بمشروع ما " هل يهيأ لها أم أن هذا الموضوع ملفق ! هل حقاً ريان ينوي الحديث أم أنه شعر بها ، قلبها نبض بشدة لمجرد التفكير أنه قد يكون فهمها.. عرف ما بها كيف يفكر بها إن عرف.. كيف سيتصرف إن عرف والأهم .. كيف ستواجهه .

********

نفثَ الدخان من فهمه بارستقراطية عالية ، أطفأ سيجارته الباهظة ونهض ملتفاً حول مكتبه الفخم.. تحرك واقفاً أمام النافذة الطويلة المطلة على حديقة قصره وقال بسخط " إنه ابني يا سهام وعلي أن أحرص على أن يكون له سليل يحمل اسمه، اسمي واسم عائلتي " نهضت بوهن تدافع بحنان عن ابنها " لكنك تعرف ريان ، ثم إنه أكد لي أنه لولا خطأه لكانا الآن يداعبان حفيدك "

عشق في حضرة الكبرياءWhere stories live. Discover now