Ch 21

1.3K 41 3
                                    

لم تشعر بالحنين لهذه الدرجة لكيان روح لم تفارقها سوى لأسبوع .. كانت تنتظر نهاية هذا اليوم بفارغ الصبر لتراه.. لتذهب اليه، لكن أي صبر هذا الذي تسميه وهي تنظر لهفةً لبوابة المقهى في كل مرة تسمع صوت الأجراس المعلقة عله يكون هو.. لم يأتي، اعتاد أن يأتي فلما لم يحضر اليوم؟ لما وهي في أمس الحاجة لرؤيته!!
" ليهنأ ذاك الذي تفكرين به "
التفتت مجفلة لآدم الذي اقتحم حبل حنينها عنوةً ابتسمت له بخفوت وتمتمت " لا أحد "
ردد ليطيل الحديث معها " لم يأتي عمر اليوم "
تنهدت دون أن تقصد فتأملها آدم صامتاً .. ربما أدرك وربما دقت أجراس الانذار تنبئه .. أو ربما هو حزين فقط لحزنها..
ابتسم وهو يتسآئل " هل لديك خطط لليلة اليوم "
فأجابت منتعشة " أجل "
" أظن أننا لن نخرج سوياً أبداً "
" أوه نستطيع الخروج غداً "
استكانت نبرته وهو يتمعن النظر في عينيها ويردد " قد أسافر غداً ياسمين "
هتفت مجفلة " ألم تقل أنك ستبقى لشهر!! "
هز كتفيه بقلة حيلة " علي الذهاب، هناك أمر ينبغي علي متابعته "
" أممم نستطيع الخروج اليوم بعد العمل "
قال مستنكراً " ألست على موعد مع أحدهم للخروج! "
" حسبك ساعتين ومن ثم سأتوجه إلى موعدي ذاك "رددت مازحة لكنه قال بكل عاطفة " تكفيني دقيقة معك "
ابتسمت خجلة وهي تدرك ما تقوله نظراته كما تدرك أنه لن يجرؤ على مصارحتها بما علمته.. أجل تعلم، تعلم أنه معجب بها فنظراته، ابتساماته.. تأملاته لا يمكن أن تفسر الا بهذا وهي الآن تدعو من قلبها أن لا يجرؤ ويصارحها...

تفاجئ عندما عبم بوجودها في المنزل، نعم اليوم عطلة الأحد لكنها ولكبريائها ذاك تعمل في العطل لتحصل على دفعة للمنزل كل شهر.. وقف يتكئ على خدية الباب يتأملها وهي تعمل في المطبخ وتعد الطعام
أدرك من المرة الماضية أنه كلما ابتعد أكثر يزداد حباً لها.. شاكسها وأعلن لها دون أن يخجل عن غيرته عليها.. أصبح متهرواً مؤخراً حتى أنه لم يلقي بالاً لما قد يخطط له حسام الذي يسعى للانتقام منه.. هل أصبح ضعيفاً !!
" لما لست في عملك! "
استدارت مجفلة له ثم تمتمت ساخرة " وعليكم السلام "
" عفواً " لم يسمعها فاستنكر
تجاهلته " اليوم المطعم مغلق بسبب حفلة زفاف ابن صاحب المطعم وقد تلقينا دعوة للذهاب "
كتف يديه وهو يردد " وأنت لن تذهبي "
عادت لعملها تقطع الخضار للسلطة " لا "
دخل الى المطبخ ووقف بجانبها ليأخذ كأساً " خسارة "
التفتت له وعادت تستنكر مهمهمة.. عبئ الكأس بالماء ثم ردد ساخراً " كان سيكون سبباً مناسباً للتجديد وانزياح الملل.. أعني..."
رمقها من رأسها حتى أخفض قدميها عمداً أن تراه ثم تابع " قد ترتدين فستاناً لمرة وقد تضعين بعض مساحيق التجميل لتعود الحياة لوجهك أو قد ترفعين شعرك وتضميه.. كنا تعلمين، كنوع من التغيير "
شرب ذلك الماء ثم اتجه لغرفته خارجاً .. بقيت تنظر في أثره وهي تفكر في ما قاله للتو.. نظرت الى نفسها هامسة " ملل!! "
حملت ما كانت قد أعدته لنفسها واتجهت لغرفتها تتناوله.. هل هي حقاً مملة! مابه السروال الذي ترتديه! ومساحيق التجميل اليست كذبة ،غباء.. أعني تضع بعضها لتخفي حمرة وجهها ثم تضع نوعاً آخر يضيف الى خديها القليل من الاحمرار كالذي غطته أوليس غباءً !!
هزت رأسها بعنف لتطرده عن تفكيرها وكيانها وحياتها و.. نبضها ، أمسكت هاتفها وهي تقضم اللقيمات لترى الكثير من المكالمات الفائتة من والدتها.. والدتها التي منذ زفاف أختها، أي منذ شهرين وهي تحادثها بودية حتى مضى الشهر الأول لتنقطع عنها فجأةً .. لم تعد تتصل بها أو حتى ترد على مكالماتها لتأتي اليوم وتتصل بها هكذا فاشتعلت نار القلق في قلبها.. اتصلت بها وبفارغ الصبر انتظرت أن ترد
" نالين "
هتفت بسرعة " أمي.. ماذا هناك! "
دخلت في صلب الموضوع " أريدك أن تستفسري لي عن أمر ما بخصوص الحمل لدى الأطباء! "
أرادت أن تشخر ساخرةً وأنا أيضاً بأحسن حال أمي .. أرادت أن تحاسبها على الأيام التي مرت دون أن تسألها عما يحصل معها، لكنها بردت كل ذرة قد ثارت في كيانها وتمتمت " لمن؟ من هي الحامل! "
" سالي " رددت والدتها بقلة اهتمام.. أختها حامل وهي لا تدري حتى، أجل الآن تعي لما قاطعتها والدتها ،لأنها متزوجة منذ ما يقارب السنة ولم تزف نبأ الحمل لها بينما أختها قد فعلت
أفاقت على صوت والدتها التي بدأت تنحب " مازالت في الشهر الأول وقد بدأت تصاب بالجفاف.. قال الأطباء قد نستطيع معالجتها في أمريكا لذا... "
لم تخف قط كما خافت الآن.. أختها مريضة ولا تستطيع أن تداوي نفسها، أغلقت الخط واتجهت اليه.. لم تطرق الباب ودخلت عنوة، وجدته نائماً بسلام فاقتربت منه وقد بدأت عيناها تغرورقان بالدموع.. لمست كتفه لتهم بايقاظه لكنه أفاق سريعاً ليلتفت اليها ، اعتدل فزعاً يمسك بذراعها ليجبرها على الدنو منه والجلوس بمحاذاته.. قلقاً همس " ماذا حصل!! "
" ايمكنك الاتصال بمالك حالاً !"
زاد قلقه أكثر " سأفعل لكن أخبريني! "
اتصل بمالك وتركها تتحدث معه بعد أن أخبرته ما حصل.. طلبت من مالك أن يسأل بعض الأطباء في المشفى فهو يقضي جل وقته هناك يتدرب وبعد أن طمأنها بأنهم قادرون على علاجها قفزت تزف الخبر الى والدتها وهو يقف بجانبها.. يخاف أن تبكي مجدداً ، قلبه ينبض بألم لأنها حزينة، لبؤته، أميرته، مشاكسته حزينة ولا يقوى على مساعدتها أبداً

عشق في حضرة الكبرياءWhere stories live. Discover now