Ch 19

1.5K 49 11
                                    

في الآونة الأخيرة لم تكن تعرف ما يحصل لزوجها المتنمر، فجأة أصبح بارداً ، بعيداً ..يكتفي فقط بالسلام والاختفاء، حباً بالله هل ينقصني هذا!
اغتسلت وخرجت تجفف شعرها متجهةً الى المطبخ تعد شيئاً لتأكله فمعدتها قد أعلنت حرب الجوع عليها.. رمت المنشفة على الكرسي وراحت تفتح الثلاجة تفكر فيما ستصنع، دخل ورائها فرمقها من بعيد.. كان سيرحل الا أنها رأته فحيته.. رد عليها التحية باختصار فأردفت " هل تريد شيئاً "
اقتربت منه خطوتين ففعل المثل.. كانت تريده أن يبقى، تريده أن يتحدث اليها كما السابق، لن تفضفض له أجل لكن.. ولو أنكرت لأعوام ستبقى حقيقة أنه يطويها بدفئ الأمان
" لا بأس، سأعود عندما تنتهين "
كان يريد أن يقول ، عندما تخرجين، ترحلين، تبعدين خطر تواجدك حولي فأنا الآن في حالة الطوارئ، ومنبهات الانذار تدوي في أرجاء قلبي فحبك يا سيدة بدأ باستعمار خلاياي واحدة تلو الأخرى كسرطان حب لا يمكن مداواته.. علي أن أبتعد عنك فكبرياء رجولتي لا يسمح.. لا يسمح لي بالانكسار أمام عزتك والأهم.. لا يسمح لي بخيانة وعدي لك
استدار خارجاً فاقتربت منه صارخةً باعتراض مفاجئ " لا تفعل هذا "
استدار اليها مستنكراً فاستندت على الكرسي بارتباك.. كان قريباً يستطيع أن يرى ارتجاف جسدها.. حافظ على هدوءه وتمتم ببرود " أفعل ماذا! "
" تهرب "
" أنا لا أهرب "
قابلته بتحدٍ فطري في نظراتها " حقاً ! وماذا تسمي ما تفعله الآن! "
اقترب منها أكثر فاسندت نفسها بالكرسي خلفها.. همس لها " لا تنظري الي هكذا "
ارتبكت فجأة لما رأت من وميض في عينيه فتشيح بعينيها تارة للأرض وتارة تعيدها لعينيه غير مستوعبة لما يجري في نفسها من تلبك من مشاعر
زاد همسه انخفاضاً " ولا تنظري الي هكذا أيضاً "
أغمضت عينيها لترى الظلام ، فنور تأثيره عليها ساطع جداً أعماها.. تلك النبضات لا تعلم ما يثيرها وشعر بدنها لا تعلم ما يوقفه مقشعراً هكذا ولا تفهم. حتى لما هي ترتجف في هذا الجو الحار الذي يسيل عرقها.. كيف بحق الله يجعلها تشعر بالحر وهي ترتجف هكذا
تمتمت له " ما الذي حصل لكل هذا البرود ؟"
تأمل حالتها.. رباه توقفي رجاءً، يحب ردات فعلها التي تفاجئه في كل مرة، في كل مرة تجعل نبضه يجن.. تفاجئه ضحكتها الخفيفة، تفاجئه ابتسامتها، ارتباكها، توترها.. كما تبدو الآن مبعثرة الكيان وكم يتوق لتصديق ما يصرخ به قلبه.. أنت السبب، أنت من تفعل هذا بها
تنهد عندما سمع سؤالها المعترض فقال " جعلتيني أثرثر، وان ثرثرت مرة أخرى لن تحمدي العاقبة صدقيني "
رفعت رأسها له فجأة.. كانت عيناه تبرقات بوميض لم تفهم معناه، لم تفهم قط لغة العيون فكيف ستفهم صندوق الألغاز هذا! أي ثرثرة هذه بحق الله، منذ أن غابت عن الوعي وهو صامت.. أجل معه حق فهو في النهاية مسؤول عنها سواء أحب ذلك أم لا، سيقع اللوم عليه ان حصل لها شيء لكن ليس لهذا الحد، لم تره منذ أيام، يجلس في غرفته ثم يخرج متسللاً ..توقف عن تنمره وتوقف عن العيش معها .. وما يغضبها بحق هو أنها تكره هذا الوضع مع أنها كانت تريده

عشق في حضرة الكبرياءWhere stories live. Discover now