Ch 17 ✔

1.4K 49 17
                                    


ابتسمت بِودٍّ للسيدة البشوشة التي فتحت لها الباب ودعتها للدخول ، استأذنت وصعدت الدرج لتتجه نحو غرفة صديقتها التي ترفض التحدث معها ، طرقت الباب عدة طرقات خفيفة ثم دخلت.. التفتت إليها صديقتها التي كانت تصفف شعرها مستعدة للذهاب إلى الجامعة.. استنكرت وجودها وتملكها الغضب
" يبدو أنكِ لا تريدين أن يبقى بيننا شيء حتى الاحترام نالين "
نالين.. التي قَدِمَت لصديقتها لم تكن كنالين المنهارة التي رأتها البارحة.. لم تكن كنالين الباسمة كما عهدتها.. كانت باردة، جامدة وكأن الأمر لا يعنيها.. وكأن ما قدمت لتقوله هو نشرة أحوال الطقس لا تبريرات كذبها
" أتيتُ لأقول ما علي قوله حتى لا أندم في ما بعد.. سواء رغبتِ بتصديقه أم لَمْ تفعلِ "
تجاهلت استنكار ياسمين لنبرتها اللاذعة وتنهدت بعمق تُردد
" أخبرتكِ أن لي عند زوج أمي طلب لا يمكنني ردعه.. كان ذلك الطلب هو زواجي "
قاطعتها هاتفة " لا يهمني.. لايهمني إن كان متزوجًا ، ومنكِ أنتِ.. تقتلني نفسي نالين.. تلك التي انهانت وهي.. "
قاطعتها نالين وصوتها يهتز.. بدأ جدار ثباتها يتصدع.. قالت بتذمر :
" لم أخبركِ لأنّي لا أَعُدُّه كذلك.. ليس صديقاً ، ليس عدواً ، وليس زوجاً .. نعم نعيش سوياً لكني أخرج قبل أن يستيقظ ، ويعود هو ليدلف لغرفته قبل أن أصل.. ليس هناك داع لإخباركِ وجرحكِ لأنه لا شيء "
قابلتها ياسمين بالصمت مشيحةً نظرها عنها.. التقطت نالين حقيبتها واستدارت خارجة.. عندما وصلت أعلى الدرج سمعت صوت انصفاق الباب، أدركت أنها قد فعلت المستطاع وأن الأمر قد انتهى .
لَمْ تقوَ على الذهاب إلى الجامعة.. عادت أدراجها إلى المنزل وهي تفكر به.. تتمنى بإكراهٍ تام أن يحتوى كسرتها ويجبر حزنها.. تمنت ولو أنكرت أن يكون موجوداً .
عندما دخلت الساحة المحاطة بعدة بنايات رأته ينزل من بناية شقته.. تأففت بغضب.. لا تريد مواجهة هذا خصوصاً وهي تدرك ماهية الزوبعة التي ستليها ،
كانت ترتدي خاتم زينة نزعته وارتدته في بنصر يُسراها.. أدارت الجوهرة التي تعلوه لداخل راحتها ليظهر على أنه دبلة زواج.. ناداها فورما رآها تماما كما توقعت..

********

لا تنكر أنها بحثت عنه وعنها.. كانت تتمنى أن تراهما معهاً مجدداً ..تراهما بطريقة تؤلمها علها تنساه وتسامحه.. كان غاضباً كعادته ، لم ترسل له برسالة أو ما شابه أو بالإحرى ليس بعد فلِمَ هو غاضب ! هربت لرواقٍ آخر عندما التفت لجهتها، هل علم يا ترى؟ هل أخبرته نالين أنها صاحبة الرسائل الغرامية ! رباه كيف سأواجهه الآن !
نظرت للمغلف الذي تحمله بين يديها ، لا ليست رسالة غرامية بل رسالة تنتقم بها لجرحها العميق.. ستخبره ، ستخبره أن نالين ليست من تدعي ، هي نالين مطر لا نالين أعمار ...
رجعت خطوتين للوراء وهي تتخيل موقفها أمامه اصطدمت بشيء خلفها فاستدارت فزعة.. هتفت مستنكرة " عمر !"
ابتسم عمر " صباح الخير ياسمينتي "
اعتدلت في وقفتها " صباح الخير.. ماذا تفعل هنا !"
" أقف بجانبك.. "
رفعت حاجبيها مستنكرة.. يقف بجانبها ! هل يدرك معاناتها ليفعل ! بادلته الابتسامة وهي مطمئنة ، لا تدري لماذا لكنها ستشفى.. ستشفى من حب آلمها قبل أن يرى النور .

عشق في حضرة الكبرياءWhere stories live. Discover now