End

3K 84 49
                                    


طرقت الباب ودخلت بعد أن أذن لها بالدخول.. استنشقت الهواء بقدر ما تستطيع وجلست على الكنبة المجاورة للمكتب.. حيت مدير البعثات الدراسية في الجامعة بكل رسمية ولباقة " سيدي، طلبت مني أوراقاً تثبت أحقيتي في البعثة بعد أن انتشرت شائعة مفادها أنني متزوجة من رجل أمريكي "
أومأ لها باختصار فتابعت تقدم له ورقة ما " أعتذر.. لم أستطع الحصول على ورقة تثبت أنني عزباء في هذه المدة التي منحتموني اياها، لكني تحصلت على هذه التي تثبت وأنني الى الآن لم أنل الجنسية الأمريكية مما يخولني أن أستحق أن تدفع لي تكاليف هذا الفصل على الأقل "
تنفست الصعداء وهو يوقع على تكذيب الخبر وعدم الزامها بأي رسوم لهذا الفصل.. تمتم بجدية وهو يعدل من موضع نظاراته حينما رأى ابتسامتها " أظن أن العطلة بين الفصلين ستكون كفيلة بأن تمنحك الوقت الكافي لإحضار الأوراق المتبقية "
أومأت له وخرجت.. ستحل من هنا لوقتها كما حلتها الآن.. قابلتها ياسمين فأنبأتها بخبر سعادتها " وريان هنا أيضاً .. أتسمعين المباركات الصاخبة "
قهقهت وهي تشير لصوت الصفير والهتاف وفكرت نالين، لابد أنه أتى لاستلام شهادته.. كيف عليها أن تقابله الآن بعدما حصل البارحة.. كيف!
غابت عن حاضرها في رؤيا لها.. غاضبة وتغلي، رمت القلم على الطاولة وهدرت " لن أوقع، لن أطلق.. لن أخرج من حياتك بهذه البساطة لتنعم أنت بعدما رميتي في الجحيم "
تحركت تهرب لغرفتها فأمسك بها يوقفها.. حاول أن تفلت لكن ارادته بأن يفهم ما بها كانت أقوى منها، حثها على الحديث مراراً وتكراراً ...
" يبدو سعيداً حقاً " .. أيقظتها ياسمين من تلك الرؤيا موقفةً تسلسل الأحداث.. كانت تطوق لرؤيته مجدداً ، بالبذلة الرسمية السوداء التي لاءمت سمرته، لحيته النابتة، وقاره وشموخه.. كانت تطوق لشعورها به، ذلك النبض وتلك الرجفة.. كانت تخافها لكنها الآن تحبها، تشتاقها وتريدها.. تنتشي برائحته كمدمن الممنوعات.. هو بالنسبة لكبريائها ممنوعات، ابتسامته عادتها فابتسمت، تحب ابتسامته ،تحب تقطيبه حاجبيه ، تحب مشاكساته معها.. بالأحرى هي تحبه هو.. هي تعشق ريان فاضل..
كان قد أحس بوجودها حوله، ومتى لم يفعل! لها هالة لا يمكن أن ينكرها، رغم انكسارها تسير بجبروت، رغم حزنها ترفع أنفها بشموخ لذا لا يمكن لأحد أن يتجاهل نالين.. نالين مطر
رآها ليتذكر البارحة وما حصل.. هو حقاً لا يصدق ما حصل، فكر في باله مبتعداً عن كل تلك الضوضاء، أخرس الأصوات عدا صوتها، صوتها وهي تهدر به باكية، تعترف له بأنها تحبه هو ولا تريد هذا الطلاق.. بصورتها تلك وهو ممسك بيدها يمنعها من الهروب منها كما اعتادت أن تفعل.. أخبرته أنها تحبه، رغم أنفها، رغم كبريائها اعترفت له أنها قد وقعت في حبه
عادت الأصوات لتتكلم بصفير ومباركات وأمنيته هو أن لا يكون هذا حلماً
غادرت المكان فوراً وهي لا تقوى على رؤيته حتى.. ليس بعد ما حصل، لحقتها ياسمين تجلس بجوارها منتظرة قدوم البروفيسور فالتفتت لها نالين " حدثيني عن آدم "
أجفلت ياسمين من السؤال المفاجئ وقالت مستغربة " آدم ابن خالتي "
أرجعت شعرها خلف أذنيها وقالت " أعلم هذا.. أخبريني عنه، أعني هل هو معتاد على المزاح الثقيل! "
" آدم! .. لا هو أصلاً يتعامل برسمية مطلقة مع الجميع عاداي أنا وخالتي وأهله " .. ردت ياسمين باستنكار فغاصت نالين في بحر بعيد

عشق في حضرة الكبرياءWhere stories live. Discover now