Ch 10 ✔

1.8K 51 7
                                    

كان يهرب من تحقيقات صديقه اللحوح وقد تملّكه الضجر، تبًا مالك لا ينفك عن ملاحقته بترّهاته، استدار إليه هادرًا "توقف عن هذا حالًا أخبرتكَ أنني لا أفعل" توقف مالك عن اللحاق به وكتّف يديه رافعًا إحدى حاجبيه باستفزاز "أحقًا؟ لقد رأيتكَ ريان، كنتَ تقارن تصرف نالين بتصرفات أمآل، اعترف"

زفر بضجر وقد طفح كيله "اسمع لقد قلتُ لكَ مرارًا، الأمر أنني لم أعد أحتمل دلعها الزائد وغنجها المتخلف، كنت أتحمل بسبب خجلها الذي اكتشفت الآن أنه زائف" واجهه مالك بنظرة تحدٍّ "حسنًا ولكن لِمَ الآن حتى أدركت هذا؟" تأفف ريان فتابع مالك بعناد "لأنكَ وجدتَ ما تهوى بحق، اعترف ريان أنتَ تحب مشاحناتكَ مع نالين، ليس استمتاعًا بسيطًا والدليل أنكَ تقارن الجميع بها"

هدر ريان دون أن يقصد "الأمر أنني اعتدت على تصرفاتها فنحن نمضي وقتًا طويلًا معًا" فتح مالك عينيه بتفاجؤ، أعاد رأسه إلى الخلف من صدمته، صدرت منه ضحكةٌ خفيفة "حسنًا إن كنت تريد أن تثبت أن وجهة نظري خاطئة فأنتَ في المسار المعاكس"

مسح بكفيه وجهه. يحاول بشدة أن لا يتهور في حديثه حتى لا يخسر صديقه المعتوه، لا يعلم ما الذي كان يفكر فيه عندما اتخذه صديقًا، يخالفه في كل شيء، مثير للمتاعب، مرح، لاهٍ وأحمق "تبًا مالك نحن نعيش سويًا وحسب" انفجرت مقلتا مالك عن صدمةٍ وذهول، تمتم عاجزًا عن الحديث "ماذا تعني بسويًا؟"

ابتلع ريان ريقه بصعوبة، رباه ما الذي أقحم نفسه به، لم يعتد أن يهرب ولكنه أراد، تبًا "نعيش في نفس المنزل"

"هل جننت!! معيشتكَ في أمريكا منذ سنين لا تعني أن تنسى أصلكَ ريان" لاحظ تصلب فك صديقه، يعلم أنه سينفجر في أي لحظة. هكذا هو ريان، شخص عصبي لا يحتمل أن يدلي عليه أحد بما يفعل أو ينتقده، شخص استقلالي استطاع أن يكون نفسه من الصفر في بلد أجنبي، ولكن فلينزعج كما يشاء. لقد أخطأ وتمادى وعليه أن يريه خطأه.

بقي يثرثر عن تعاليم الدينية والعادات التي تربيا عليها، ذم نالين على قبولها بهكذا حياة، ثرثر وثرثر حتى انفجر صديقه "نحن متزوجان مالك لا تظلم الفتاة" رباه.. هل ينوي هذا الأحمق على إصابتي بسكتة قلبيه ليقذفني بالمفاجئات واحدة تلو الاخرى! أخذ شهيقًا يتلو زفيرًا مرارًا ليستوعب ما قاله هذا العصبي صعب المراس

عجز عن ترتيب أسئلته المتزاحمة في عقله فقالها دفعة واحدة "منذ متى؟ ولِمَ لم تخبرني؟ ولِمَ نالين بالتحديد؟"

تنهد ريان بعمق، أحكم إمساك سترته الرياضية وقد اكتفى من هذه المهزلة "حكاية طويلة مالك وأنا علي الذهاب إلى المنزل لأعد نفسي للعمل"

"ستخبرني على الطريق، سآتي ريان ولا تناقش" تأفف بقوة وهو يرى مالك يتجه نحو سيارته ليركب بها، على الطريق أخبره ما حدث، توقف أمام بوابة عريضة لساحة شاسعة. أطل مالك برأسه لينظر إلى الداخل بينما قال ريان "سأنزل أنا لأخبرها بقدومك ريثما تركن السيارة وإلا لن أستطيع إغلاق باب غضبها"

عشق في حضرة الكبرياءWhere stories live. Discover now