Ch 15 ✔

1.7K 50 4
                                    


طرق الباب عدة مرات قبل أن يطل برأسه على الغرفة.. ابتسم عندما استقبلته بابتسامتها الرقيقة.. تجلس على سريرها الذهبي فهو لونها المفضل، دعته للدخول فجلس بمحاذاتها، وضعت هاتفها جانباً وبدأت بالحديث " هل قابلتها !" تمتم هو ويتأملها " أجل، لكني لم أحادثها " رأى علامات الاستنكار تعلو وجهها فقال بحذر " تبدو كمن يملك حياة خاصة " انفجرت ضاحكة على سذاجته " ومن قال أن الفتاة تبدأ مشوار حياتها عندما ترتبط بقران الزواج "

" لِمَ هل تملكين أنتِ حياة خاصة أيضاً !" شدت حزام فستانها الطويل وقالت بابتسامتها " طبعاً.. في النهاية أنا إنسان " تجرأ أكثر وقد لمعت في عينيه نظرة الحنكة " ماهيتها !" قرأت عيناه ثم ابتسمت بتكلف ونهضت متمتمة " هناك سبب بتسميتها خاصة كما تعلم " أمسك يدها ورفع نظره إليها وقال بانتصار " تعلمين ما السؤال التالي لهذا تهربين "

" بل لأنكَ تعلم أنها من المحرمات علي "

ابتسم وهو يطمأنها " لست إحدى إخوتك ثم أنا لم أسألكِ عن ما إن كنتِ تخرجين معه.. أسأل إن كان قلبك قد مال لأحدهم " حبست أنفاسها داخل رئتيها وبلعت ريقها تخفف حدة تصلبها.. اصطنعت الإبتسامة وهي تهرب " أصبحت جريئاً آدم "

أفلت يدها ورمقها بنظرات فاحصة " أنا دائماً هكذا" تمتمت قبل أن تغادر مكانها لتتفحص الدرج الخاص بمكتبها " ليس معي " خرج آدم تاركاً ابنة خالته في غرفتها.. أصابت كبد الحقيقة.. لطالما برع في حصار منافسه بأسئلته الجريئة والقوية.. شخصيته تلك التي خولته أن يصبح محامٍ ماهر تذهب أدراج الرياح أمامها.. أمام عينيها.. راح يفكر فيما قاله.. تجاوز حده هذه المرة، ولكن أليس من حقه أن يعرف ! يريد أن يعرف قبل أن ينفِّذ ما عزم عليه عندما قرر المجيء إلى هنا.. فكر في إجابة لسؤاله.. ربما زميلها ذاك ، عمر.. لا لا أظن.. لم تكلّف نفسها أن تلحق به ذلك اليوم، حتى أنها لم تغضب من قلة ذوقه ولم تتصل به فلا أظن أنها قد تملك رقمه.. تباً ، لِمَ الفتيات هكذا ! غامضات لا نستطيع فهم ألغازهن.. من حقه أن يعرف ، أجل من حقه أن تخبره هو.. فهو الذي كان لها الصديق الأمين والجدار الحامي من إخوتها.. أليس هو أول من رآها.. لحمة حمراء باكية ! ..أليس هو من سماها ! ياسمين.. داعبت قلبه كأوراق الياسمين.. أسكرت عقله كرائحة الياسمين.. هو.. هو الأحق بها، فبعد كل عذاب الشوق والحب ، له عليها أن تكون له.. لذا وقبل كل شيء عليه أن يعرف.. هل قلبها له أم ماذا...

*******

تصلبت تماماً عندما أحست بيدٍ تتحسس ظهرها ثم انتقلت لبطنها.. التفتت إلى الوراء فلم تجد سوى الظلام. التفتت لليد فرأتها سوداء معتمة.. صرخت نافضةً إيّاها عنها فتحولت تلك اللمسات لضرب وتعنيف.. تحسست اليد الندب الذي يقبع أسفل أذنها فصرخت أكثر وهي تسمع ضجيج الضحكات في كل مكان .

فتحت عينيها مفزوعة تتنفس بسرعة.. متعرقة جداً وترتجف جداً، رأته فوقها يناديها والقلق قد بان عليه.. استجمعت قواها تحاول أن تهدئ نبض قلبها وهدرت " ماذا تفعل ؟" اقترب منها أكثر فزاد نبضها أكثر.. لِمَ هو قلق هكذا ! بالأحرى كيف يستطيع أن يظهر زيفه بهذه البراعة " كنت تأنين بشدة أردت إيقاظك "

عشق في حضرة الكبرياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن