Ch 13 ✔

1.7K 55 14
                                    

ألقت نظرة أخيرة على الرسالة التي أرسلتها لريان "سنذهب للوطن في عطلة عيد الميلاد هذه. سأحجز التذاكر، سالي أختي ستتزوج" تنهدت مغلقةً هاتفها وبحزم التفتت لصديقتها القادمة بابتسامة مشرقة، تنهدت مرة أخرى وباشرت بالحديث الجاد "علي التحدث معك في شيءٍ مهم ياسمين"

لم تكن تدرك أنها ستكون بتلك الصعوبة، استنفذت حقًا كل ما تملكه من قوة وتحامل. لم تكن تعي مقدار قربها من ياسمين إلا عندما رأت كم ابتعدت عنها الآن. دخلت إلى المنزل فقابلته متكئًا على الأريكة المقابلة للباب كأنه ينتظرها، تجاهلته تمامًا وأرادت الخلود في غرفتها لتستعيد نشاطها، ممسكًا بيدها أرجعها لتقف أمامه.

بهمس قال "ما الأمر نالين!" أرادت الصمت، أرادت التعالي عليه ولكنها ضعيفة الآن، هشة حقًا جراء ما تلقته اليوم فقط "أختي ستتزوج قبل حتى أن تتم دراستها، أعرف أنها ستندم ولكني لا أستطيع نهرها. صديقتي بحالة يرثى لها بسببي أنا.. ولَدَيَّ أنت"

"أنا الذي أصبحت تنفرين من لمسته"

"أصبحت! أنا أكرهك منذ البداية، أكرهك وأكرهك لمستك" دافعت عن نفسها وصرخت في وجه بروده الصامت إلا أنه ابتسم، بخبث ابتسم "هل أنت متأكدة!"

وقبل حتى أن تجد الفرصة لتستنكر ضغط على يدها التي يحتويها من البداية، نظرت لكفها المرتاح هناك وغضبت، غضبت لأن كفها خانها أيضًا كما فعل قلبها الذي يرتجف ضعفًا، عقلها الذي يتوارى وهنًا، قدرها الذي يرميها دائمًا تحت أقدام ريان

نفضت يدها عنه وقالت منهية الحوار "حجزت لطائرة الغد يفضل أن تبدأ بتجهيز نفسك" بغطرستها المعتادة تمخترت باتجاه غرفتها حتى لا تريه أنه أصابها، انتصر في هذه الجولة. حتى لا تريه تأثيره عليها.

أغلقت على نفسها الباب وكل ما تفكر فيه هو سالم أعمار الذي أبدع في استغلالها. زوَّجها ليكسر أنفها المتعالي، وصل لسلطته عبرها، تحكم بأخوتها عبرها، تستطيع أن تتخيله وهو يحدث سالي المعارضة عن الزواج بقوله أن نالين رأت أن هذا هو الخير، هذا هو الأفضل. نالين التي قضت لياليها تحدثكم عن تسلط الرجال، عن قوة المرأة، عن إرادتها بالإستقلالية، أدركت أخيرًا أن مرجوعها هو الزواج. تزوجت ورمت بمبادئها عرض الحائط. نالين لم تهزم. نالين أيقنت أن قوتها تكمن بالإستناد لعمادة رجل استغلها واستغل اسمها ليجر أختها لهذه النهاية، يعلم الله من يكون هذا الزوج المقرر، ما الذي سيستفيد منه سالم منه!

بكت بملئ صوتها، نحبت وتناست وجود ريان الذي أقسمت على أن لا تريه ضعفها، وما سيهمها الآن! أختها تقع في الفخ مجددًا أمام ناظري والدتها. والدتها التي لم تخبرها بالأمر إلّا عند حفل الزفاف، عندما وقع الفأس على رأس الضحية وأصبح من المستحيل إلغاء حدوثه، كفكفت دموعها وهي تراضي نفسها.. على الأقل ستكون سالي سعيدة في حفل زفافها. كل ما تستطيع فعله هو أن تدعو الله لأن تدوم تلك السعادة. ومرة أخرى ترميها الحياة لقعر الواقع، واقع يذكرها بأنها مازالت ضعيفة.

عشق في حضرة الكبرياءDonde viven las historias. Descúbrelo ahora