Ch 9 ✔

1.8K 52 13
                                    

كان يصارع نفسه الملحة على خنقها لتصمت وتتوقف عن التذمر، فتح عينيه وقد قدح منهما الشر فأرعبها. هدر بهمس "توقفي عن شكواك أمال، توقفي عن هذا الدلع المبالغ"

ذهبت وقد ضايقها، أو بالأحرى هربت فزعة من الشيطان المخيف، تنهد يخرج الغضب الكامن بداخله عندما حضر صديقه مالك ضاحكًا "على رسلك يا صديقي" صفق باب خزانته وهمس "تبًا أكره غنجها" استرخى مالك في وقفته ورد "كل الفتيات هكذا" ردد الآخر مدافعًا "نالين ليست هكذا!"

انتظر قليلًا ليستوعب ما سمعه من صديقه لتنفجر عيناه متسعتين بصدمة لم تُخوِّله أن ينطق بحرف. تأتأ بحديثه "نالين! أنتَ تقصد نالين أعمار!! تلك التي تتنازع معها في كل مرة تراها!'' اكتفى ريان بأن أومئ له ببرود ليضحك الآخر وقد تملكته المفاجأة "ومنذ متى تحب صفاتها وتقارن آمال بها ريان فاضل؟"

"لا أملك الوقت لتفكيرك الأحمق مالك لدي بحث علي إنجازه" غادر هاربًا كما اعتقد مالك الذي توعد له أنه لن يسلم منه وسيصل للأجوبة التي يريدها من ريان

بين رائحة دهان وصمغ كانوا يتجولون بسرعة مستمتعين بما تم إنجازه، آخر يوم لهم في هذا العمل اللعين، صرخ سام بسعادة "حرية، انتهيت من كل هذا الهراء" بينما تمتمت أمال بغنج "وأنا أيضًا.. رباه كان عملًا شاقًا" تبادلتا الصديقتان النظرات لينفجرا ضحكا حينما قالت نالين مستهزئة "أي عمل شاق هذا تبًا لدلالها"

بعد وقت ليس بطويل وفي تمام الساعة الثانية بعد الظهر كان ريان يقف وسط المسرح يقول جهرًا للجميع "شكرًا لتعبكم هذا، أعلم أنه كان كابوسًا للجميع ولكنه انتهى فهنيئًا، كملخص للعمل ستكتبون تقريرًا نهائي عما أنجزتموه، وبما أن نالين لم تنهي عملها متأخرة كالعادة عنكم ستسلموه بعدما تنتهي هي، عندما تسلمني تقريرها ليلاً سأعلمكم لتسلموه صباح اليوم التالي"

اعترضت أمال وقد حاولت السيطرة على صوتها حتى لا تخرج منها زمجرة غيرة تفضحها "لِمَ عليها تسليمه في الليل؟" تلبك لخطأه اللفظي، هما فعلًا لا يتقابلان سوى ليلًا فهو يتوجه لعمله المكتبي ويعود عشية اليوم حينما تكون هي في عملها، صحيح، في نزعة منه عليه الذهاب لرؤية ذلك المطعم الذي تعمل فيه. صحح خطأه محافظًا على هدوءه "أعني أنني سأخبركم في مساء ذلك اليوم"

عندما كان الجميع ينصرف نظر إليها فرفعت يديها مستسلمة "سأبقى لأنتهي من هذا، أعلم" قاوم ابتسامة مستمتعة لهدوئها المريب، تلك الهدنة أسرت مفعولًا غريبا عليها، كانت أمال تهم بالخروج فوقفت بجانبه تتمتم له "أريد التحدث معك" استغرب فعلتها فهي قلما تتحدث معه أمام الطلاب. استدار لها هامسًا "الآن!"

"أجل، سأحضر أمتعتي من الخزانة وأعود، بهذا سيكون عدد الطلاب قد قل" لوى فمه يومئ لها لموافقته بلا مبالاة، كادت أن تغادر فقال متذكرًا "أحضري لي سترتي من خزانتي" أومأت له من مكانها وذهبت مارة بجانب نالين لترمقها بنظرات استغربتها الأخيرة كثيرًا، خرجت من المسرح ليعود ريان و يقف بجوار نالين فالتفتت له

عشق في حضرة الكبرياءDonde viven las historias. Descúbrelo ahora