Ch 23

1.4K 47 5
                                    

انتظرته عند بوابة مدينة اللعاب.. كانت متحمسة لقضاء اليوم معه.. معه هو فقط قبل أن يغيب عنها ويرحل لمكان بعيد فتقل مقابلاتهم
سارعت تقول عندما رأته " أهلا اهلا "
ابتسم لحلتها العملية ، ألقى عليها التحية وهو يدعو في قرارة نفسه أن تبقى هذه الابتسامة على محياها طوال الوقت تداعب اوتار قلبه.. رأته يتأمل العجلة الدوارة الضخمة فتسآئلت " ألم تزر مدينة الألعاب من قبل ؟"
وضع يديه في جيبه بوقفته المعتادة وابتسم " بلا لكن في كل مرة يحدث شيء ما يمنعني من ركوب العجلة الدوارة.. "
شدته من معصمه " هيا لنركبها اذاً "
قهقه ضاحكاً " لا لا.. فلنستمتع أولاً "
لعبت معه ، ولهت معه دون أن تنسى للحظة أن فؤادها مهدد بالخطر وسعادتها ستبتعد عنها..
لاحظت سرحه فابتسمت مازحة " لن يحدث شيء وستركب العجلة الدوارة "
بادلها الابتسامة وتأملها .. لو تعلم فقط أنه يركب تلك العجلة الآن.. يدور ويدور دون أي بداية ونهاية ، لا يستطيع أن يندم على تهوره في التحدث معها بل ما يندم عليه هو جبنه.. جبنه الذي يمنعه من المواجهة سيجعله حقاً يندم
كانا يقفان في صف طويل لانتظار دورهم للدخول في احدى مركبات العجلة الدوارة عندما ردد رجل ضخم " سيد عمر.. هل لنا بكلمة "
التفتت هي فزعة من ذلك الرجل الذي ينطوي في السواد ببذلته ونظارته ويقف خلفه عدد من الرجال المتشابهين بينما ابتسم عمر مردداً " انتهيتم من المراقبة!! "

كانت تحرص على الخروج في كل مرة يكون فيها ريان غير موجود في المنزل.. لا تريد أن تكون معه في مكان واحد.. لا تريد أن يستفرد بها، أن تتنفس هواءه حتى
كانت تعبة جداً و متضايقة بسبب ضغوط الدراسة فأرادت أن تلجأ لغرفتها.. غرفتها التي أصبحت تحتلها رائحته وكيانه، تستيقظ على صوته يحدثها وهو يعدل من ياقة قميصه وتنام على نسيم أنفاسه ، قاطع ذهابها " ستخلدين للنوم "
من فرط انزعاجها هتفت " أجل، هل لديك مانع! "
كان يعلم أنها ليست في مزاج جيد فتلاعب الشيطان في عقله ليشاكسها مستمتعاً " ما رأيك بأن تخرجي معي! "
" لا وألف لا! "
قهقه ضاحكاً " دون أن تعرفي حتى المكان "
تجاوزته معلنةً رفضها التام للخروج واتجهت لغرفتها في لحظة خروج سالم من المطبخ ليردد مقهقهاً " دعها يا بني سأبقى أنا معها لا تقلق "
" لا " .. هتفت فجأة فالتفت لها ريان مستنكراً .. أسرعت تمسك حقيبتها التي رمتها بطيش على الكنبة وقالت " علي طباعة بعض الأوراق للجامعة "
لبست حذاءها على عجل في حين أن سالم علق " دائماً ما تنسى مهامها "
همهم له ريان وخرج محياً اياها وهو يشك بتصرفات زوجته.. أوقفها عن المسير عندما وصلت لساحة البناية " دعيني أوصلك "
ظهر جلياً التوتر عليها وهي ترفض عرضه لكنه أصر على ايصالها.. يعلم أنها تكذب ويريد أن يعرف لماذا
ركبت معه السيارة وطلبت منه أن يوصلها للمكتبة العامة.. ستقضي بعض الوقت الممل هناك ثم تعود حينما تتأكد أنها لن تكون وحدها مع ذلك الشيطان ، انعطف عن الطريق العمومي فتسآئلت " لما غيرت الطريق! "
أوقف السيارة جانباً وقال مشيراً الى بناية صغيرة " أنا أعمل حالياً في هذه الورشة "
أطلت برأسها وقالت مستنكرة " أليس مكتبك في الحي السادس !"
ابتسم لها ورد " نقلت هنا هذه الفترة لاصلاح الوضع فالقسم جديد نوعاً ما.. أبعد عن البيت دقيقتين بالضبط لذا.. عندما تحتاجين لي سأكون عندك فوراً "
تأملت وجهه لثوانً ثم تمتمت " ان كنت تلمح عن ذلك اليوم الذي،.. "
قاطعها متابعاً " الذي كنت خائفة فيه ظناً منك أن لصاً دخل الى المنزل متناسيةً أن والدك لم يسافر.. لا أنا أتحدث بصفة عامة "
كان قد تعمد أن يذكر حجة خوفها ذلك اليوم ليجعلها تفهم أنه لم يصدقها.. ليجعلها تفهم أنه يدرك الخلاف الذي بينها وبين سالم أعمار.. ليتمنى أن تفهم أنه سيقف معها مهما كان ذلك الخلاف..

عشق في حضرة الكبرياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن