عشق في حضرة الكبرياء

By le_yona

54.7K 1.4K 270

[مكتملة] ارتبكت في وقفتها. "أريدُ أن أسألكَ سؤالًا." رفع رأسه نحوها يتأمّل ارتباكها فاسترخى في وقفته ليتّكأ... More

Ch 1 ✔
Ch 2 ✔
Ch 3 ✔
Ch 5 ✔
Ch 6 ✔
Ch 7 ✔
Ch 8 ✔
Ch 9 ✔
Ch 10 ✔
Ch 11 ✔
Ch 12 ✔
Ch 13 ✔
Ch 14 ✔
Ch 15 ✔
Ch 16 ✔
Ch 17 ✔
Ch 18
Ch 19
Ch 20
Ch 21
Ch 22
Ch 23
Ch 24
Ch 25
End

Ch 4 ✔

2.1K 52 6
By le_yona

في كلّ خطوةٍ كانت تخطوها لبوابة الخروج تزداد وتيرة نبضها شيئًا فشيئًا، حبست أنفاسها حينما رأتهم بانتظارها، لا تريد المجيء، كم ترغب في العودة ..

جاهدت صباحًا لتنهض وتُعِدَّ نفسها للسفر، انقبضت روحها حين إعلان الطيّار أنهم قد دخلوا الحدود، حدود الوطن .. ليس الوطن ما يخيفها .. العاقبة واللعبة التي سيلعبها السيد سالم أعمار زوج والدتها ..

بحركةٍ آلية تلقَّت ترحيبهم، صعدت للسيارة وهي تردّد في نفسها.

'أنتِ قويةٌ نالين، عاهدتِ نفسكِ على ألَّا تستسلمي لهذا المجتمع وأقسمتِ بروحكِ أنكِ لن تكوني ضحيةً لضُعف المرأة، لذا ولو قُطِعَ رأسُكِ لن تُظهِري لحظة ضُعف ولن ترمشي برجاءٍ صامت، ستُرِيه .. ستُرِيهم جميعًا أن نالين مطر لن ترضخ لكم وإن جعلتموها نالين أعمار .. لن تجعلوها ذليلةً لكم.'

ترجّلت من السيارة لتراه، ذلك الذي احتلّ مكان والدها، لم تحبّذه قط.

لكم تكرهه وتبغضه، ابتسامته الصفراء الشنيعة تكرهها، استيلائه عليها وتحكّمه فيها كأنها ابنته فعلًا تكرهها، سالم أعمار، أنتَ لن ترى مني أيّ رايةٍ بيضاء.

بعد الغداء المخصّص لها، وبعد حديث الفتيات الذي دار بينها وبين إخوتها الثلاثة المتعطّشات لحكاياها ومغامراتها .. نادتها والدتها، كانت تسير وإيّاها في الممر المؤدي لمكتب زوجها.

سألتها بجفاء.

"هل تعلمين بما سيأمُرُني بفعله، أمي؟"

توقّفت والدتها عن السير، أجابت متلعثمة.

"سالم يريد الخير لابنته فقط، ثقي بهذا."

وقفت أمام الباب وسخرت.

"ابنته ها!"

استنكرت والدتها.

"لقد ربّاكِ مُذ كنتِ في الخامسة من عمركِ، بالطبع إنتِ ابنته!"

اتسعت ابتسامتها المُرَّة وهي تقول.

"أنتِ لن تدخلي معي أيضًا صحيح؟"

تمنّعت والدتها عن الكلام أكثر وهي قد اكتفت بالرسالة الصامتة التي ترسلها أمها في كلّ مرّةٍ تحتاجها.

دخلت المكتب دون حتى أن تطرق، جلست فوق الأريكة بجانب المكتبة الصغيرة.

انتظر أن تتحدّث لكنها كانت كالصخر الصامت فتمتم.

"ألن تغلقي الباب؟"

رفعت رأسها بجمودٍ وكأنها تتحدّاه بقولها.

"وكأن أمي لا تعرف مسبقًا بالأمر، أم أن هنالك شيءٌ آخر؟"

ضحك ضحكته الكريها فاقشعرّ بدنها، كانت ترتجف في كلّ مرّةٍ يضحك فيها.

حافظت بصعوبةٍ على رباطة جأشها، حاولت جاهدةً أن تُخفي انكماشها حينما غيّر مكانه من خلف مكتبه إلى الأريكة الفردية أمامها، لم تنظر إليه. لا تريد أن تتسلّل الرجفة التي تشعر بها إليه معلنةً خوفها الآن.

أشعل غليونه بأرستقراطية، نفث دخانها ووضع قدمه على الأخرى ثم قال.

"كيف حال أمريكا، نالين؟"

كتّفت يديها على صدرها لتُحكِم زِمام أعصابها.

"لِمَ لا تدخل في صُلب الموضوع لتختصر الأمر عليّ وعليك!"

انفجر ضاحكًا وهو ينفث الدخان من فمه وقال.

"فضّلتُكِ عن أخواتكِ بسبب هذا، تفهمين الأمور من بدايتها."

حرّكَ بعودٍ صغيرٍ التبغ في الغليون وهو يقول لها كأنّه خبرٌ قد قرأه في الصحيفة.

"ستتزوّجين في هذا الأسبوع، نالين."

تركت العِنان لحَدقة عينها لتتّسع وضربات قلبها التي جاهدت على كتمان صوتها المرتجف، لم تستطع أن تُسيطر عليها .. ارتخت تكتيفة يديها وشعرت بالدوّار .. لا تدري أهو دخان الغليون أم أن ما قاله كان أقوى رائحةً ونتانة!

–––


كان قد تناول كأس القهوة الساخنة من البائع قبل أن يلتفت ويراها، تجلس القرفصاء تبحث عن فردة الحلق.

تحسّس جيبه ليتأكد أنها معه وكأنه يخاف أن تنطق وتخبرها أنه مَن أخذها. ابتسم وقد أدرك أنها عادت فعلًا.

تقدّم منها ووقف أمامها فأجفلت لوجوده .. اتسعت ابتسامته وهو يقول.

"أتبحثين عن شيءٍ ما؟"

اعتدلت في وقفتها وتراجعت غريزيًا للوراء، لا لم يكن على تلك المقربة منها إلّا أنها فتاةٌ مقيّدة اعتادت أن تبالغ في أمورها، تلعثمت ولم تُجِب بل أخذت تلتفت حولها بقلق، أطلَّ على وجهها باستغراب فقال.

"عن اعتذارٍ ربما!"

استدارت إليه مستنكرةً فتابع.

"تَركتِني ورحلتِ دون سابق إنذار."

كان يبتسم حينها لكنها أخذت الأمر بجديةٍ كُبرى فقالت معتذرةً.

"أوه أنا آسفةٌ حقًا .. لقد انتبهتُ فجأةً أنني متأخّرةٌ جدًا فذهبتُ مسرعة، كنتُ قد نسيت .."

ابتلعت كلماتها حينما أدركت أنها تهينُه أكثر فخجلت من نفسها أكثر إلّا أنه أكمل.

"نسيتي أمري تمامًا فقد شَغَلَكِ التفكير في ما كُنتِ حزينةً من أجله، صحيح؟"

تأمّلت ابتسامته الهادئة وكأنه لم يُصِب الآن كَبِدَ الحقيقة، تنغمسُ كعادتِها في تفكيرها ولا تَخرجُ أبدًا منه إلّا بِكارثة. صراخٌ أو بوق سيارةٍ تدنو نحوها، انتشلها من صمتها عندما قال.

"أتبحثين عن شيء؟ هل أساعدكِ؟"

تذكَّرت سبب مجيئها فعادت تنحني للأرض تُمعِنُ النظر بين الأعشاب والحشائش الصغيرة.

"فردة حلقي .. لابد أنها هنا، لم يبقَ سوى هذا المكان ولكني لَم أجدها!"

احتسى بعضًا من قهوته وكأنه لم يَعرِض عليها المساعدة منذ قليل.

"هل هو مهمٌّ لهذه الدرجة؟"

عادت تَقِفُ من جديدٍ تَنفِضُ بِنطَالها من بعض الحشائش العالقة وقالت.

"إنّه أول شيءٍ اشتريتُه هنا. بذوقي الخاص، لم أفكّر برأي أمي أو تعليقات صديقتي أو ما قد يقوله إخوتي، اشتريتُه بحرية .. اشتريتُه لأنه وببساطة أعجبني."

انتفضت وقد أدركت أنها تثرثر كثيرًا عن أمورٍ لا يجب قولها لكنه طمأنها حينما ابتسم وتمتم.

"إذًا هذا الحلق هو نَفسُكِ الحُرَّة!"

رنّ هاتفها لتلتقطه، رأت اسم المتصل فانتفضت فزعة .. مرتجفةً لا تقوَ على الرّد حتى فانقطع الاتصال، حثّها حينما قال.

"هل هناك خطبٌ ما؟"

نظرت إليه وقد ابتلعت غصّتها ثم استدارت راحلةً وهي تقول.

"لا أستطيع البقاء هنا أكثر .. عليّ الذهاب."

استوقفها.

"لم تخبريني باسمكِ حتى!"

التفتت له وأجابت.

"ليس هناك داعٍ، لن نتقابل مجدّدًا"

رحلت وتركته مُحبَط، يريد أن يعرف اسمها فقط، ربّاه لما هو مهتمٌّ أصلًا؟ ستثير جنونه يومًا ما، تلك الرغبة المُلِحَّة حين تنتابه لفعل أيّ شيءٍ لن تتوقّف أبدًا!

أما هي فقد أخذت نَفَسًا عميقًا عندما ابتعدت كفايةً قبل أن تعيد الاتصال بأخيها جاسم الذي سأل مباشرةً.

"أين أنتِ الآن؟ اتصلتُ بخالتي أخبرتني أنكِ قد خرجتِ مُبكِّرة. لِمَ؟"

ابتلعت غصّة قلبها وهي تجيب بآلية.

"أبحثُ لخالتي عن فردة حلقها."

تكذب .. نعم فهو باردٌ لن يقدّر قيمة الحلق بالنسبة لها، وربما يظنّه أمرًا مخالفًا للأعراف تستحق العقاب عليه، لن يفهمها أبدًا!

––

حاولت السيطرة على الرجفة في كلماتها عندما قالت.

"مالذي–"

قاطعها بإشارةٍ من يده بكلّ برودٍ وقال.

"تذكّري .. لا نقاش، لا جدال، ولا رفض!"

اندفعت في كلامها.

"لكن يحقّ لي أن أفهم الأمر!!"

وضع غليونه جانباً وأطرأ يقول.

"آل بني صخر، ستتزوّجين أحد أفرادها."

ارتجفت أوصالها أكثر، تلك العائلة المتشدّدة والمتحيّزة لنفسها، ستردِمُ أحلامها وتتوسَدُ حطامها باكيةً.

سمعته يتابع.

"قبل أيامٍ معدودة أُمسِكَ بابنهم الأوسط زياد في حديقة آل كيلاني لتنتشر فضيحةٌ كادت أن تؤول بسفك دمائه ودماء إحدى بناتهم ولكني تدخّلتُ في الوقت المناسب عزيزتي."

ازدادت نبضات قلبها سرعةً وهي تستهلك كلّ طاقتها للحفاظ على رباطة جأشها.

تقدّم منها وقد نهض من مكانه واقفًا فانكمشت على نفسها حتى لا يرى من خلالها ضعفها وهزيمتها. أكمل باستمتاع.

"أخبرتُهم أن زياد قد أتى إلى منزلنا مُتّخِذاً طريقاً ملتويًا ليَصِلَ إليكِ."

التفتت له بحدّةٍ مستنكرةً فقاطع ما كانت ستقوله.

"طبعًا لم أُسِئ لسمعتكِ لهذه الدرجة عزيزتي .. أخبرتُهم أنكِ قد رفضتِ أن تحدث الأمور هكذا .. لهذا بقيتِ محبوسةً في المنزل لشهرٍ كامل."

وقفت وقد تملّكها الغضب، صرخت في وجهه.

"هل جُننت؟ كيف تتفوّه بأمورٍ قد تُسيءُ لسُمعَتي! حتى لو لَمْ أكُن ابنتك، في النهاية أنا على اسمكَ وما يمُسُّني يمسُّك!!"

ظنّته غافلًا أحمق، وقفت بجمودٍ تُرسل إليه نظرة النصر فقابلها بضحكةٍ أشدَّ مكرًا من نظرته.

"لهذا أخبرتُهم أنه .. وكما كان مُخطّطاً له .. سيتمُّ عقد قِرانكِ في هذا الأسبوع."

في محاولةٍ أخيرةٍ منها لإرجاع الكُرة لِملعبها هتفت.

"كيف قَبِلَ زياد بهذا؟"

اتّكأ على يد الأريكة التي كانت تجلس عليها حينما تابع.

"أوه لا، ليس زياد مَن ستتزوّجين به، في النهاية أنا أريدُ مصلحتكِ أيضاً يا ابنتي، ستتزوّجين أخاه الأكبر، يعيش في أمريكا أيضًا لذا يمكنكِ البقاء في جامعتكِ كما تريدين."

كان يبتسم بهدوءٍ وكأنه لا يُلقي بالقنابل عليها. تنفجر واحدةً تلو الأخرى لتهدم جدار الصلابة فوق هشاشة روحها.

استفزتها تلك الابتسامة وذلك الحنان الزائف فصرخت.

"ما شأنكَ أنتَ بعائلة بني صخر؟"

أجاب بهدوءٍ وبراءة

"أستسمحين بسفكِ دماءِ فتاةٍ بريئةٍ بسبب طيش الشباب؟"

"حبًّا بالله!!"

استدارت خارجةً وقد طفح كيلها ولم تعد تتحمّل. تريد الخروج لتنفرد بنفسها المحطمة، تلك التي خبّأتها في خزانة نفسها ووارتها عن الأنظار حتى لا يراها أحد.

أمسك بيدها قبل أن تتخطى عتبة الباب وأدارها إليه لتواجه جديّته وحزمه. نارٌ من الغضب يعاكس هدوئه الصامت منذ لحظات. هدر يهمس لها.

"اسمعي يا ابنة آدم، ستتزوّجين به ولن يعلم أحدٌ أنكِ مُجبَرة، ستُنقذين عائلة بني صخر وترحلين من هنا، سأكتسحُ الانتخابات هذا العام لذا أنتِ لن تقومي بأيّ عملٍ أحمقّ قد يفسد عليّ الأمر .. هل فهمتِ؟"

هزّها بقوّةٍ لتستفيق من صدمتها وتحجّرها ثم أكمل مُنهيًا أوامره.

"سيستقلُّ ليلًا الطائرة ويصل بعد ظهيرة يوم غد، ستقابلينه عندها وبعدها ستتزوّجان. إيّاكِ أن يعلم أحدٌ أنكِ كنتِ في أمريكا وإيّاكِ ثم إيّاكِ أن يعلم أحدُ أفراد بني صخر أنكِ لستِ ابنتي. مفهوم نالين أعمار؟"

نفضت يدها عنه بقوّةٍ وخرجت صافِعةً الباب ورائها مُحدِثةً زعزعةً لصمتِ المكان.

دخلت لغرفتها وأغلقت الباب بإحكام، جلست فوق سريرها وملامح وجهها لا تُفسَّر، جامدةٌ وهادئة، متحجّرة المشاعر ودمعةٌ تقاوم النزول لكنها لا تحتمل أكثر، سلكت تلك الدمعة طريقها على خدها لتنهار أخيرًا في بكاءٍ عارم.

----

استيقظت على طقطقات أختها على الباب. فتحت عينيها وقد فاجئها الظلام السائد. فتحت الباب وهي تحجب وجهها عن الضوء فهتفت أختها.

"لقد نمتِ كثيرًا، هيّا لنتناول العشاء."

وضعت يدها على رأسها وقد اعتادت على حدّة الضوء.

"رأسي يؤلمني جدًا، لا أريد .. ثم إنني لستُ معتادةً على تناول العشاء، شكرًا سالي"

أغلقت الباب عند انصراف أختها لتعود لعتمتها .. لظلام أيامها المُقبلة.

في اليوم التالي كانت قد استرجعت القليل من قوّتها.

ستحارب، لتعود لأمريكا أولاً ثم ستُنهي هذه المهزلة، جلست فوق الكرسي الخشبي الموضوع في الحديقة واستنشقت بعض الهواء .. لم تلحظ تلك التي اقتربت منها متردّدةً إلّا عندما وقفت أمامها تحجب شمس الصباح ..

التفتت لها لترحّب بها.

"أوه أهلًا نسرين، تفضلي بالجلوس."

جلست تلك الأخيرة بجانبها وهي لا تقوَ حتى على الكلام. جاهدت لتقول.

"كيف حالكِ نالين؟ وكيف حال أمريكا؟"

التفتت بحدّة. لا يمكن لأحدٍ من عائلة كيلاني أن يعرف أنها لم تكن هنا طيلة هذه المدّة، نسرين من عائلة كيلاني، صديقتها لكنها أيضًا من تلك العائلة.

لاحظت نسرين التوتر في عينيها فارتخت في جلستها وهمّت تقول.

"أعلم، أعلم ولن أخبر أحدًا، ففي النهاية أنتِ .."

صمتت للحظة، حاولت الهرب من عيني نالين المستفسرة لصمتها، أغلقت عينيها لِتَتِمّ.

"في النهاية أنتِ تنقذين حياتي الآن."

بين صدمة نالين وبكاء نسرين الصامت ثارت ضجّةٌ من مكانٍ بعيد .. ترحيبٌ وتهليل، تمتماتٌ لم تفهمها، تحدّثت نسرين.

"إنها من منزل بني صخر .. يبدو أنه قد وصل!"

تصلّبت أطرافها بعد أن شعرت ببرودتها قليلًا.

كالأضحية التي سمعت صوت لحام السكين، وصل مَن سيهدم طموحها .. وصل.

التفتت لنسرين عندما شعرت بيدها تربّت عليها، فقالت هذه الأخيرة.

"أنا آسفةٌ حقًا، أخبرتُه أن يتوقّف عن تهوّره ولكنه .."

شهقاتها منعتها من أن تكمل فتابعت عنها نالين.

"ستتصلّح الأمور، لا أُمجِّدُ الحب ولكن .. ستجتمعان معاً دون خوفٍ أو تسلّل عندها ستتصلّح الأمور وكأن ما يحصل الآن لم يكن قط."

كفكفت دموعها ونهضت شاكرة.

"سأدعكِ الآن لتستقبليه، ربما سيأتي ريان اليوم ليزوركِ."

استدارت ذاهبة ولم ترى تصلّب صديقتها.

"ريان!"

تمتمت. ربّاه! خفق قلبها عندما تذكّرت سؤاله للزواج منها، لِمَ قد تتذكّر السيد المغرور الآن!

ليس هو .. مستحيلٌ أن يكون هو .. العالم صغيرٌ ولكن ليس لهذا الحد .. سيكون قريةً صغيرةً لا غرفةً صغيرة حبًّا بالله!!

التقطت هاتفها لتتصل بياسمين التي أجابت بسرعة.

"نالين.. كيف حالكِ؟ لم تطمئنيني عنكِ، كيف جرت الأمور؟"

ابتسمت وأجابت.

"بخير، بخير ماذا تفعلين؟"

سمعتها تقول.

"نحن الآن في المسرح نكمل العمل .. بالمناسبة نالين، ريان غاضبٌ جدًا، هو يظنّكِ تتهرّبين من العمل .. لا يقتنع بفكرة أنكِ سافرتِ."

توتّرت وارتبكت قبل أن تسأل.

"هل هو موجودٌ الآن؟"

"أجل، إنه يجلس على الكرسي يقرأ كتابه كالعادة .. هل تريدين التحدّث معه علّه يصدّق أنكِ سافرتِ؟"

زفرت الهواء المتحجّر في رئتيها بقوّةٍ ثم قالت ببرود.

"وكأن أمره يهمّني، فليحترق غضبًا!"

سمعت صديقتها تضحك بعفويةٍ ثم تجيب بارتباك.

"سأحادثك لاحقًا نالين، إنه يرمقني بنظراتٍ مخيفة."

سخرت من موقفها.

ليس هو بالتأكيد، كنتيه كانت .. نسيتها، ليست بني صخر. تذكر أنها كتبتها في التقرير الغبي لأعمال المسرح، تبًّا إنها تقف على شرفة لسانها .. تنتهي بحرف الياء، متأكّدة .. آه تبًّا!

لكن .. هل حقًا كانت تأمل أن يكون هو .. حسنًا  على الأقل تعرفه، ريان السيد المغرور .. تستطيع مواجهته، التغلّب عليه، تستطيع أن تُريه حدّه، يربكها ويخيفها أحيانًا لكنه يُوقد فيها عزيمة الثبات أكثر أمّا هذا المتحجّر .. ريان الزوج المستقبلي .. فالله وحده يعلم كيف سيكون ..








جميع حقوق الرواية تعود للـكاتبة هبـة سليمـان

Continue Reading

You'll Also Like

5.4M 157K 105
في قلب كلًا منا غرفه مغلقه نحاول عدم طرق بابها حتي لا نبكي ... نورهان العشري ✍️ في قبضة الأقدار ج١ بين غياهب الأقدار ج٢ أنشودة الأقدار ج٣
5.1K 221 25
لم تكمل قصتي معك و لكن اقسم انني لم أكمل قصتي الا معك I Didn't complete my story with you, but I swear that I Didn't complete my story without you
145K 3.1K 12
لن ترحل الشمس للكاتبة سارة كريفن الملخص ان لم تتزوجي قبل حلول عيد مولدك الخامس والعشرين ، لن ترثي غرايس ميد. لم يكن أمام هارييت فلينت خيار إلا الرض...
532K 23.8K 35
احبك مو محبه ناس للناس ❤ ولا عشگي مثل باقي اليعشگون✋ احبك من ضمير وگلب واحساس👈💞 واليوم الما اشوفك تعمه العيون👀 وحق من كفل زينب ذاك عباس ✌ اخذ روحي...