رغبة

By HaboOoshy

4.1K 140 9

رواية سودانية بقلم ريل حمزة أحياناً يقتلاننا الألم والرغبة لدرجةِ اننا لا نستطيع النجاة منهما وبالكاد نستطيع... More

1- لقاء
2- لقاء 2
توضيح
4- جزء من سر
5- رجوع للماضي 🚫
6- مجرم
7- رجوع للماضي 2
8- و كشف الجاني
9- ضياع ثم حقيقة
10- مواجهة
11- زائر
12- معاناة قاتل
13- كنت حاسي
14- خيانة
15- حياة
نبذة عن ابطال الرواية
16- كابوس
17
18
19
20
21- مجهول الهوية
22
٢٣
24
25
26
27
28
الجزء الثاني 1
الجزء الثاني 2 الحافة
الجزء الثاني 3 - الملاذ الاخير
نبذة عن بعض الأمراض النفسية/العقلية
الجزء الثاني 4 - فرضة اخيرة
الجزء الثاني 5 - انهيار
الجزء الثاني 6- انهيار 2
الجزء الثاني 7- الاخيرة

3- ضربة حظ

139 7 0
By HaboOoshy

صرخت.. لكن دون جدوى.. وضع يده على فمها فحاولت ابعاده عنها

قال: انتي قايلة يعني حيسمعوكي؟؟! ولو سمعوكي حيقولو بيعتدي عليها.. عشان كده اسكتي يا بت الناس عشان ما تجيبي المصائب ليكي ولي عليك الله

قال في سره: خليني افتح النور عشان اشوف كويس

لمار: امممممممم اعععععععع

انهالت على صدره بالضربات الخفيفة كي يفلتها

لمار: عضت يده بشدة ف ابعد يده عن فمها لكنه لم يفلتها فقالت: خليني اتكلم ياخي فكني ما حلم عليك الناس

ذهبت لفتح الضوء

شهقا بصوت مسموع في آن واحد عندما رأى كل واحد منهما الآخر

نطقا في آن واحد

وسيم! جميلة!

جلست على الفراش بعد ان خارت قواها.. طأطأت رأسها.. وضعت كلتا يديها على رأسها.. جلس بجانب قدميها.. لكي يفهما ما الخطب ولما ينعت كل منهما الآخر باسم مختلف عن اسمه الحقيقي.. ظهرت لمعة في عينيه.. وبدأت هي بزرف الدموع.. لم تكن دموعهما دموع قهر وحزن فقط! بل كانت دموع سعادة ايضاً!!

بدأت هي التحدث بصعوبة.. بشهقات تملأ صوتها.. تحدثت بصوت ضعيف وغير مفهوم: كيف وسيم واسمك ادهم.. كيف جميلة واسمي لمار كدي قول لي؟؟ فهمني؟؟ فهمني حاجة؟؟

ادهم: حاول احتضانها لكنها ابعدته.. كانت تحتاج لهذا العناق جداً!! وبالخصوص منه هو!! .. لكنها خافت!! ارعبتها جداً فكرة ان يكونَ يشبهُهُم ويفهمها بطريقة خاطئة.. كما فعلو.. كانت منفعلة جداً.. هي بحد ذاتها لم تفهم ما خطبها

وقف وذهب ليغلق باب الغرفة والشرفة خوفاً عليها هي الأخرى

ابتسم ابتسامة خفيفة من بين دموعه التي بدأت بالنزول ثم قال: مضطر اقفلهم ما تخافي مني تمام؟!

لمار ب نظرات مُطمئِّنة: طيب.. لم تسأله عن سبب اغلاقه للباب لاطمئنانها الذي أحياناً ما يكون في غير محله!! لكنها كانت واثقة.. واثقة تماماً من أنه لن يؤذيها

ادهم: ممكن اقول

ضعف امامها.. مع قوته الهائلة وعدم ضعفه امام احد.. حتى والدته!!

كان ينظر داخل عينيها.. ثم اصبحت عينيه تتجول على جميع أنحاء وجهها

لمار: اا

قبل ان تنطق ب كلمة واحدة سمع صوت باب جناحه الخاص يفتح.. علم بأنه لم يكن زائراً عادياً.. سمع صوت حذاء انثوي

ادهم: لمار ما تفتحي خشمك ب كلمة فاهمة تعالي معاي سريع ماف وقت للتفسير.. داس على الأرض ب سبابته ف انفتحت بوابة تحت الارض

ادخلي هنا سريع

لمار بخوف: بس لييي؟؟

ادهم: ما بتثقي فيني؟؟ لو قعدتي معاي هنا حياتك حتكون في خطر.. حيقتلوكي.. يمكن يستضعفوني بيكي!!

لمار: وانت لو مرقت برضو حتموت.. حمرق معاك

تحدث بالانجليزية قائلاً: بربك يا فتاة

اردف بعصبية: لمااررر اسمعي الكلام

لمار: كويس حخش حخش خلاص.. قبل ان يذهب نادته: ادهم..

ادهم: احكي

لمار: خايفه عليك.. اقتربت منه واحتضنته بكل قوتها.. ما تمشي وتخليني هنا براي

وانا ما حخليك براك.. ما دام انت حاسي انو انا في خطر ف انا حاسه برضو انك برضو في خطر.. بادلها العناق لم يود ابعادها عنه ولو ثانية لكنه كان مضطراً

نظر لها داخل عينيها: انتي ما عارفه شي عني وعن حياتي لسه.. متخافي علي حكون كويس

حاول الزائر فتح الباب ولكن وجده مغلق

فتح عينيه على اتساعهما: يلا ادسي ادسي سريع يا لمار.. سرعان ما سمعت كلامه.. كانت خائفة عليه بشدة وقلبها ينبض بسرعة.. لم تتطمن لهذا الشخص الذي يقبع وراء الباب.. نظر ادهم ب فتحة الباب ليعرف من هذا او هذه

فتحه

ادهم: انتي؟؟ كيف عرفتي مكان بيتي وكمان جناحي بالتحديد؟؟ نظر اليها نظرة استفزازية.. بتراقبيني ولا شنو؟

بدأت بالبكاء واقتربت منه

ده شنو البتسوي فيهو ده.. ابعدها عنها ف قاربت على السقوط

جورج: سيدي ابتعد هذه الفتاة ربطت قنبلة على بطنها

كانت ستلمس القنبلة

تحدث بنبرة تحذيرية: اوعكك اوعك تعمليها.. بديكي العايزاهو.. بدفع ليكي العايزاهو.. لو دهب لو الماس بدفعو ليكي.. بس انتي ما تعمليها يا دينا

دينا بصوت هادئ: اسفة لكن..

ادهم بحذر وترقب: لكن شنو؟!

دينا: انا مجبورة.. قالو حيقتلو اهلي

ادهم: دينا.. انا قاعد وبحميكي وبحمي اهلك

حاول جورج التحرك

دينا بنظرة تحذيرية: اياك والاقتراب يا جورج والا سأفجر القنبلة.. جميعنا سيموت انا وانت وسيدك والجميع.. لن ينجو احد منا ههههه

ادهم: يا غبيه عايزة تموتي وتخلي اهلك انتي مجنونة؟!

لم تستيقظ الا على ألم شديد برأسها

دينا: انا وين

احدهم: في المستشفى.. قبضنا عليك بتهمة انك عايزة تفجري بيت استاذ ادهم.. كده انتي غلطي وغلطة كبيرة شديد

اخر: انتي عارفة ادهم عبد الله ده منو

اسكت ما يسمعك بتقول ادهم عبد الله سادة لأنو انا وانت حنتعلق يا بليييددد

منو الحيوريهو يعني

سمع صوت ادهم: براي بعرف ماف زول بيوريني

كان صوته متجرداً من اي مشاعر وبارداً لأبعد الحدود

اتكأ برأسه على الباب ربع يديه ووجه نظرات خالية من المشاعر وباردة ل دينا: خلوها خلاص اطلقو سراحها هي ما كان عندها ذنب.. كانت مغصوبة زي ما بتقول

دينا بسعادة لدرجة انها صفقت بيديها: احلف يا ادهم

ادهم بابتسامة: والله

بس يا استاذذ

ادهم: كم تكاليف الكفالة طيب؟؟

٤٩ مليون

بنبرة تهديدية: هسه حتستلموها وما تفتحو خشومكم دي مفهوم؟!

الشرطيان بصوت منخفض قليلاً: مفهوم

.

.

.

.

ظلام حالك.. رائحة نتنة جداً.. وأيضاً صوت عزف على البيانو.. لم يكن عزفاً عادياً كان عزف شخص محترف.. الشيء الذي لم يكن مطمئناً ألا وهو المعزوفة، وحشة المكان وصوت نباح الكلاب.. توقف من كان يعزف عن العزف ثم بدأ بالتحدث: لي عملتي كده؟

انتي عارفة لو كنتي سمعتي كلامي كنتي انتي واهلك هسه عايشين في اوربا وفي احسن اماكن فيها.. كنت حأأذيكي لكن شوية وهسه ضاعفتي عقابك بنفسك استحملي الراجيكي بس

شنوو انا ما سامعك.. هههههه ااااااءء انا ما قافل ليكي خشمك حتتكلمي كيف؟!

ضحك بصوت عالٍ جداً وكان صوت ضحكته يعلو كل حين وآخر.. لم تتناسب هذه الضحكة مع وجهه الملائكي والذي يراه بعض الناس لطيفاً والبعض الآخر يراه صارماً وخالياً من التعابير..

.

.

.

.

ادهم بابتسامة: اهدي يا امي انا كويس والله حشدد الحراسة بس

فريدة: والله ما شفت لمن سمعت صوت الانفجار ده انا قلبي وقف عديل الحمد لله انك كويس بس

ادهم: هششش اهدي يا ست الكل ما تبكي عشاني

فريدة ب ابتسامة: كويس يا ولدي

ادهم: انا طالع يلا

فريدة: خلي بالك من نفسك يا وليدي

ادهم بابتسامة: حاضر ونتي خلي بالك من نفسك

سمعا صوتاً من ورائهم: ادهم انا عايزك في موضوع

ادهم باستفزاز: الحاج اول مره اشوفك في البيت تصدق نورت ياخ

عبد الله: ده ما وقت كلامك وتريقتك دي

ادهم: اها انجز داير تقول شنو

فريدة: يا ولدي ده ابوك ما صح تتكلم معاهو كده

ادهم: ابوي؟ والله اول مره اعرف انو ابوي تصدقي

تنهدت: الله يهديك يا ولدي

عبد الله بهدوء: تعال لاحقني في المكتب

فريدة: الله يستر بس، الحقو قوام

ادهم: تمام

اها داير تقول شنو انا عندي مواعيد ومستعجل

عبد الله: ما ناوي تعرس تفرحني واشوف احفادي قبل ما اموت

ادهم: ما كنت ناوي اوريك لكن احساسي بيقول لي انو لازم اقول ليك

يشبك يديه ويضع حنكه عليهما: اها قول

ادهم: عندي واحدة حعرسها بعد كم يوم

عبد الله: لكن يا ولدي..

ادهم: لكن شنو؟!

عبد الله: انا اديت صحبي كلمة

ادهم مندهشاً من حديث والده: كيف يعني اديتو كلمة؟!

عبد الله بتوتر: عندو بتو الكبيرة ما شاء الله عليها خلقه واخلاق اتفقنا انو نزوجكم ل بعض

ادهم: خلاص عرسها انت.. انصرف بهدوء وعندما وصل إلى باب المكتب سمع والده يقول: ما حتعرس غيرها اسمع الكلام ده فاهمني؟! دي البت الصح ليك بلا عندي وحدة بلا عرسها انت بعدين اللي اخترتها انت احسن؟ بتعرفها من وين أصلاً؟! انا ابوك وداير مصلحتك يا ولدي اسمع كلامي ولو لمره واحدة

ادهم: التفت اليه.. مصلحتي ما بتعرفها انت بعرفها انا ده وقع ليك؟

سحب هواءً إلى رئتيه وزفره ببطئ: ربنا يهديك زي ما قالت امك

ادهم: امين ويهديك

خرج بسرعة قبل ان يتفوه والده بكلمة أخرى

.

.

.

.

لمار: لي علا ومناف ديل ما جو لسه

خرجت من كافتيريا الجامعة

سمعت صوتاً آت من خلفها: يا مز انت يا عسل يا سكر

لمار: انت تاني.. داير مني شنو.. قلت ليك انا ما عايزاك انا ما لي في الكلامات دي تمام.. انت ما عايش في اوربا عشان تجي تعمل لينا الحركات الغبية دي هنا.. مره مخدرات مره زنا وكلام فاضي

تأفأفت: ربنا يهديك

امسكها من يدها: لكن انا بحبك وعاوزك

غمز لها وتابع حديثه: نعملها وحعرسك بوعدك حبيبتي اديني فرصة اثبت ليكي حبي + عاوزك تجربي العصير ده عملتو الحجة.. طبعاً حكيت ليها عنك وحبتك وسوتو ليكي مخصوص

لمار: اول حاجة فك يدي وخلي بيناتنا في حدود فاهم؟؟ عشان ما ابلعك كف لمن تعرف الله كم + مستحيل اشرب حاجة منك ما مضمون انت أصلاً قايلني غبية يعني + اسمك ذاتو انا ما عارفاهو دايرني اشرب عصير ما معروف انت خاتي لي فيهو ياتو مصيبة؟ بليد انت يا ولد ولا شنو؟

اول حاجة اسمي ايمن

لمار: بتوريني ليهو ع اساس مهتمة انا أصلاً

امسك شعرها من الخلف بقوة بين يديه ثم ضحك ضحكة تدل على قلة حيلته، ضعف شخصيته وشره: حتشربي يا بت ولا اشربك بالقوة

لمار بصوت عالي: ايمن فكني فكككنننييييي.. ما تخليني اعمل حاجة اندم عليها طول عمري

شهقت علا بصوت عالي: مناف مناف شوف لمار ارح نلحقها سريع شوف ده بيعمل ليها في شنو

شهق ثم فتح عينيه على اتساعهما ثم قال: علا اجري.. ركضا إليها بسرعة كي يبعدانه عنها

وقبل ان يصلا لها تلقى هو لكمة قوية على وجهه نزف من انفه وفمه لشدة اللكمة

وعندما رأى ضخامة الذي أمامه فر هارباً

ادهم: انتي كويسة؟!

بدأت بالبكاء تعالت شهقاتها بينما اكتفى هو بأن يقربها إلا صدره وان يمرر يده على شعرها وظهرها

لمار: راسي واجعني شديد

علا ومناف: لمار انتي كويسة؟

ابتعد عنها عندما سمع أصواتهم.. شعر بالحرج وبالخجل قليلاً..

ضحكت من بين دموعها: انتو كنتو وين؟!

واحتضنت علا: اي كويسة يا شباب بس مصدعة

مناف: كنا ماشين ولقينا الصعلو**ق ده ماسكك بالطريقة دي الليلة لو كنت لحقتو بس

اصبري ليهو والله ادشرو الدم

ضحكت بسبب كلام رفيقها.. شعرت بسعادة عارمة تعتريها لاهتمامهم بها

علا: ادهم انت الجابك هنا شنو يادوب ركزت انا

مناف: آي بالجد

ادهم: شوية شغل..

علا: آها تمام

ادهم بهدوء: تعالي معاي يا لمار

لمار: وين؟

ابتسم: ممكن يا لمار تجي معاي من دون ما تسأليني؟

لمار: لمن اعرف الحته اللي هنمشيها حتكون وين اول

علا: هييي لمار كنا هسه هنجيها في الكافتريا

مناف: عايزنها نحن من قبليك بعدين المحاضرات لسه ما انتهت

ادهم: عايز اوديها المستشفى

علا: مستشفى لشنو؟

ادهم بحدة: ما شفتوهو كان ماسكها كيف؟

اكيد حتكون اسرت عليها المسكة دي..عايز اوديها يعملو ليها فحوصات عشان اطمن

مناف: كويس سوقها للضمان.. الضمان امان

علا: نحن ذاتنا جايين معاك

لمار: انتو منو القال ليكم انا موافقة أصلاً لمن قاعدين تقررو عني؟

ادهم بعصبية: لمااررر!!

حتمشي من دون كلام كتير وماف زول حيمشي معانا حوديها المستشفى وحرجعها ليكم ما حآكلها أنا

علا بإستغراب : طيب تمام

مناف: رجعها سريع لكن

ادهم: يلا يا لمار

لمار: انا تعبانة يا جماعة راجعة البيت يلا مع السلامة

لم يتفوه ادهم ب بكلمة وذهب قبل ان تذهب هي.. ودعت علا ومناف ثم ذهبت..

لمار: هو ما مهتم بي يعني يمشي من دون ما يقول لي حاجة او يغصبني امشي المستشفى.. لكن هو ما بيحبني أصلاً عشان يعمل كده.. بالغصب هو؟ لكن لو ما بيحبني لي أصر علي في الأول إنو امشي معاهو المستشفى اهههخخخ مخي حيطرشق من التفكير الكتير

فتحت باب سيارتها وقبل ان تصعد إليها سمعت صوته المألوف الهادئ الذي لم ولن تنساه ولا يغرب عن رأسها أبداً

ادهم: ما اصريت عليكي عشان علا ومناف ما يتشاكلو معاي او يوقفوني وانا بغصبك تمشي معاي ولو ما هم كان حصل شي ما حيعجبك ويمكن يعجبك

شهقت ثم قالت: انت سمعتني يعني؟!

ارتبكت عندما بدأ بالإقتراب منها

انا ما قصدي انت لكن

لم يتحدث وظل يقترب إلى أن اختلطت انفاسهم

لمار: خلي في حدود بينا وبعد من جنبي انت مقرب مني شديد وانا ما بحب زول يقرب مني بالطريقة دي حتى لو بت

كان ساكناً جداً ينظر لها لدرجة أنه لم يرمش بعينيه قط ولم يبعدها عنها

لمار: ادهم بعد مني الناس وما صح كده ما تخليني ابعدك بطريقتي

احاط خصرها بيد و باليد الأخرى اغلق فمها !

ادهم: هششششش اسكتي شوية وما تعارضيني.. انا بحب كلامك لكن لو فيهو معارضة لي أبداً ما حتقبلو وهو في حدود بينا أصلاً؟!

كانت نبضات قلبها تتسارع وأنفاسها تتباطأ وهو الآخر كذلك..

ابتعد عنها بسرعة عندما لاحظ لنفسه ولقربه الشديد منها

أردف قائلاً: اسف اسف ما كنت ملاحظ ل نفسي ما كان قصدي يا لمار

لمار بحدة وتوتر: ما كان قصدك؟! اها عندك شي تاني تقولو

ادهم: ارح المستشفى

لمار: لأ، تحركت هي ولكنه سرعان ما امسك بمعصمها

ادهم باهتمام وجدية: زعلتي يعني؟

لمار: لو شافونا الناس حيقولو علينا شنو ونحن ما متزوجين أصلاً لأ وكمان لو واحد من أهلي شافنا بالمنظر ده

انت عارف لي انا ما ضربتك؟

ادهم: لي؟

لمار: انسى خلاص

وجدت نفسها في الهواء من دون مقدمات ومن ثم داخل سيارته

أجل.. حملها وادخلها سيارته بسرعة البرق دون أن تستطيع الرد عليه حتى من هول الصدمة

تحدثت بعصبية: نزلني انا ما في بيتك عشان فجأة القى نفسي فوق في الهوا ومن ثم جوا عربيتك انت شخصياً يا محترم !! انا ما عندي اعتراض انو اسمع كلامك لو اتكلمت معاي براحة وسقتني لكن ما تخلعني كده بالطريقة دي

ادهم بحدة: يعني دايراني اسوي شنو غير كده اضطريت اعمل كده لأنك ما سمعتي كلامي وانا ما بحب اتجادل كتير في حاجة وما بحب زول بيهمني يعارضني في حاجة انا عايز ملصحتو فيها

عندما وجد عينيها ممتلئة بالدموع.. حاول تهدئة نفسه ثم اردف قائلاً بعد ان مسح دموعها ووضع يديه خلف رأسها: بعدين يا ليلي انتي قلتي انك ما عندك إعتراض في انو تسمعي كلامي وانو لو اتكلمت معاكي براحة حتجي معاي طيب انا ما من قبيل بكلمك براحة وابيتي تسمعيهو وما نفعت الا الطريقة دي

ناداها باللقب الذي يناديه به والديها لأنه الأقرب لقلبها.. بعد أن سأل والدتها عن لقبها المعتاد

كان يدري أنه بهذه الطريقة سيأثر قلبها ويهدئها ان حدثت مشكلة بينهما.. وهو لا يدري انها من الأساس مغرمة به

تثاؤبت واغمضت عينيها: وسيم ممكن توديني البيت انا نعسانة شديد.. نزل الكرسي مسافة ما نصل

لعن نفسه ألف مره عندما نادته ب اسم وسيم مرة أخرى.. لكنه تحكم بنفسه من أجلها.. لم يرد اذيتها لهذا..

ادهم: حاضر يحبيب وسيم

لمار: ممممممم هههههههه

تفوتهت بهذه الهمهمات والضحكات بصوت هادئ جداً

كانت كأنها ثملة

ادهم: ههههههه

ضحك ثم نظر إليها.. ابعد عينيه بسرعة كي لا يفعل بها مكروهاً أو يخرج عن طوره..

.

.

.

.

علا: يا مناف لكن في حاجة غريبة ما حاسي إنو في حاجة بيناتهم؟!

مناف: لو كان في لمار كان ورتك

تضحك علا: ما شفتو كان حاضنها كيف.. أخونا وقع شكلو

مناف: كلامك منطقي يا لولو.. ان شاء الله يكون وقع حقيقة.. عشان تطلعو من اللي هو فيهو

علا: ان شاء الله يااخخخ

مناف: لكن انتي اسألي لمار عشان نتأكد وكده بما انك قريبة ليها

علا: ما بسألها خليها تجي توريني براها

مناف: يمكن يكونو ما مرتبطين

علا: برضو يعني هي لو عايزة توريني انهم مرتبطين وكده هتقول يا مناف ف هخليها ع راحتها

يزفر الهواء من رئتيه: كويس انتي ذاتك ب راحتك لحدي ما ترضي تقولي ليها

علا: تمام

ابتسمت: لو ما براحتي حيكون ب راحة منو تاني؟!

كانا يجلسان على كافي.. كل منهما وجهه وجسده يطل على الآخر وضع يديه على الطاولة التي يجلسان عليها تحرك للأمام قليلاً ونظر لها في عينيها ثم تحدث بصوته المبحوح والهادئ: راحتك انتي.. انتي وبس يا لولتي..

ارتبكت وسرعان ما أبعدت عينيها عن خاصتيه.. وما زاد ارتباكها كلامه التالي: بالمناسبة انتي قلتي اخونا

علا: كيف ما فهمت قصدك شنو؟

مناف: قصدي انو قلتي شكلو وقع أخونا.. هو اخوي وممكن يكون أخوك لكن أنا ما اخوكي

بللت شفتيها وارجعت خصل شعرها إلى الخلف: اممم وضح أكتر

ارتشفت قليلاً من قهوتها الباردة

مناف: علا انا بحبك

لم تنطق بشيء البته.. نظرت له نظرات غير مفهومة.. لم تعلم ماذا تفعل، ارتبكت تمنت لو أن الأرض تنشق وتبتلعها قبل أن يعترف لها بحبه

علا: مناف.. شوف هو يعني.. لم تعلم ما الذي عليها قوله

مناف: شوفي انا عارف انو ما حتقبلي لأنو انتي لسه صغيرة لكن انا ما صغير وواعي تماماً في المواضيع دي صدقيني انا بحبك وعايزك.. عايزك بالحلال

صمتت لبرهة

عندما لم يتلقى رداً منها

اردف قائلاً: حديك مهلة اسبوع تحددي فيها عايزاني ولا لأ

لو عايزاني ف حنكون مع بعض لنهاية عمرنا ولو لأ حنفترق من بعض نهائي وما حيكون بينا إلا سلام الله

صدقيني لو قلتي لأ انا ما عايز أبعد عنك لكن ما بقدر تكوني قريبة مني وما تكوني لي أو تكوني مع واحد تاني قدام عيوني.. ع كلٍ لو جاوبتي الخطوبة هتكون بعد ما اخلص السمستر ده

والزواج بعد سنة من الخطوبة.. ده لو وافقتي طبعاً

كان طيلة الوقت ينظر لعينيها ولم يزح عينيه عنها ولو لوهلة

علا: لو ماما وافقت بابا ما حيوافق يا مناف حيقول صغيرة وكده بعدين هو ما ناوي يعرس لي الا لما انتهي من الجامعة.. لكن انا موافقة وبكل صراحة

ما مشكلة لو قلت البت دي خفيفة بس ما بحب اجرجر الناس انا

يضحك برزانة: خجلانة؟

علا: م.. منو؟ انا؟ لا لا أبداً

مناف: طيب لي منزلة عيونك؟

علا: عشان.. عشان يعني.. اوفف ياخخ مناف متحكها

مناف: ولو حكيتها؟

رفعت عينيها ووجدته ينظر لها.. غمز

ضحكت وبصوت عالٍ: حاسي بشنو انت يا مناف

ضحك: الحمد لله انك فرديتها شوية + حاسي بحب تجاهك

علا: ونا

مناف: ونتي شنو

تضحك بشدة: ونا برضو حاسة بحب تجاه نفسي

تخرج له لسانها مثل الأطفال

مناف: ما معانا غش يا غشاشة.. ها يا الشافعة دخلي لسانك ده

علا: ابيت عجبك عجبك ما عجبك متقل ادبك

يضحك: شكلك يادوب اتعلمتي الردود دي جديد ومن النت ولا شنو

علا: حرقتك ولا شنو

مناف: أبداً

ضحكا على حديثهما عندما تداركا الموقف

.

.

.

.

لم يرد أن يجعلها تستيقظ.. فاضطر لحملها

داس على الجرس

ندى: وبعلي بتي مالها

ادهم: ما عندها حاجة حصلت مشكلة وحليتها وهي هسه نايمة.. ممكن ادخل

ندى: هي اتفضل البيت بيتك

ادهم: وصفي لي غرفتها يا خالتي

ندى: اول وحدة عاليمين

ادهم: وضعها على سريرها

لمار: ما تمشيي وتخليني انا خايفة حيكتلني

جثا على ركبتيه واقترب منها امام والدتها.. مسح على شعرها.. قال لها بحنان: ما تخافي انا هنا موجود وماما برضو موجودة ما حنسمح ل حاجة تقرب منك او تأذيكي يا ليلي حاضر؟

ابتسمت

نهض بهدوء

خرج خارج الغرفة كي لا يتحدث وتستيقظ هي

ندى: حصل ليها شنو يا ادهم

سرد لها ما حدث

ندى: شكراً يا ولدي وكويس حخلي ابوها يفحص ليها.. غايتو بس شكيتو على الله الولد الفقر ده

ادهم: الواجب يا خالتي

ندى: ما تشرب معانا الشاي جاهز هو أصلاً ومعاهو كيك كده ظريف

ادهم: مستعجل والله يا خالتي المره الجاية إن شاء الله

تضحك: طيب المره الجاية كمان ما تغير رايك وجيب معاك فريدة

ادهم: حاضر.. يلا مع السلامة.. خلي بالك من نفسك ومنها

ندى: الله يسلمك يا ولدي + ونت كمان يا ادهم خلي بالك من الشارع والزحمة سوق براحة عشان ما تعمل حادث وسلم لي على فريدة عليك الله

ادهم في سره: امي شكلها فتتني ما كده لكن

قال لها: كويس.. يلا في امان الله

.

.

.

.

الساعة الواحدة صباحاً

بدأ يدندن ويعزف وبعدها فجأة توقف عن العزف

اقترب منهما بعد أن سحب كرسي ليجلس عليه

تحدث بهدوءه المعتاد: ما عايزين تعلقو يا حلوين على عزفي

دقيقة ازح الأشرطة دي من شفايفكم

بدأ يبعد في شريط الفتاة لكن سرعان ما ارجعه مثلما كان.. هههههههههه يعني انتو قايلني عبيط عشان ازح الأشرطة دي من شفايفكم.. ضحك ولم يستطع كبح ضحكته البته..

هدأ بعد حالة ضحكه الهستيرية ثم قال:  اههه انا مفروض احاول اتحكم في ضحكي..

صمت لبرهة ثم تحدث مرةً أخرى: طبعاً المعزوفة اللي كنت بعزف فيها قبلي شوية دي وحدة من معزوفات بيتهوفن.. حلوة شديد صح.. اسمها ضوء القمر طبعاً

رفع يده ثم ضربها كفاً أعتقد من قوته أن العالم بأكمله قد سمعه

حار ولا لأ.. اوبس أعتقد إنو حار لأنو يدي وجعتني شويتين يا دندون

ضحك: حفتح خشمك عشان اشوف رايك انتي

ابعد اللاصق من فمها بشدة لدرجة انها صرخت صرخة مدوية

فكني عليك الله خليني انا ما كنت قاصدة اخون ثقتك يا استاذ ادهم آسفة عليك فكني وخليني بوعدك تاني ما تشوفني في حياتك

ادهم: دينا يا دينا.. يعني انتي مفتكرة الموضوع بالسهولة دي.. وجعك الكف حق قبلي شوية ولا لأ؟

دينا: آي وجعني شديد

ادهم: اول ما تقولي استاذ ادهم بس قولي سيد ادهم انا كلبتك وانت سيدي عايز اسمعها يلا بسرعة تانياً ما وجعني ليك أصلو

دينا بدلع محاولةً اغراءه: متأكد حبيبي.. ادهم انا عايزاك حعمل ليك العايزو.. حديك نفسي وحبسطك.. حنعيش أحلى أيامنا انت بس اوثق فيني تاني اديني فرصة وحدة بس ونا حصلح كلو حاجة نسيت حبي ليك وعشرة السنين دي كلها؟

ادهم: لا لا يا دينا انا اسف ما نسيتها بس عايز اديك هدية واعوضك عن الكف والعذاب العذبتو ليكي الأيام الفاتت دي كلها.. ونا برضو عاوزك وموافق عليكي.. جاهزة للهدية حبيبتي؟!

دينا: اكيييدد

امسك سكيناً ثم ولع البوتجاز ووضعه على النار.. اغلق البوتجاز ثم اخذ السكين من عليه

عندما رأته شهقت وفتحت عينيها على اتساعهما

ثم قالت: د دد ده شنو

ادهم: متخافي يا دينا عايز افكك بس

امسك بحنكها ثم قرب وجهه من وجهها.. ظنت أنه يريد تقبيلها فأغمضت عينيها

دب الرعب في اوصالها عندما سمعته يقول:

اتشهدي

Continue Reading

You'll Also Like

30.3K 672 20
رواية سودانية بقلم تيسير عيد
336K 46.6K 61
أسير في حلقة مفرغة , في قبر الأخطاء القديمة، العميق والمؤلم. بدأت من نقطة مظلمة هي الرحم، وأسير نحو نقطة مظلمة أخرى هي القبر، إحدى القوتين تقذفني من...
17.8K 328 20
📝 بقلم: إسراء عبد المطلب
130K 2.2K 58
رواية سودانية بقلم سحر سمير و فاطمة قسم الله رابط الجزء الاول https://my.w.tt/MbsAAtdcgZ