إمرأة الأوركا

By Ash_voice

813K 40.3K 16.3K

كانت مجرد إمرأة عادية لا تملك أي شيء بهذه الحياة غير حب عائلتها لها ،، بينما كان هو أميرا يملك كل شيء إلا حب... More

خيانة : Part 1
100 يوم : Part 2
عندما تعتقد أنها النهاية : Part 3
ذئب الجليد : Part 4
رجل من الظلام : Part 5
ملكية الورق : Part 6
أنا لست سندريلا : Part 7
صفحات من الماضي : Part 9
أوراق عالم المافيا : Part 10
رصاصة كاذبة : Part 11
قنبلة الغيرة : Part 12
لقاء غير منتظر : Part 13
الوجه الآخر : Part 14
غير عقلاني : Part 15
رصاص طائش : Part 16
الصديق وقت الضيق : Part 17
حذاء جميل : Part 18
اللغة الفرنسية : Part 19
معركة لا تنسى : Part 20
ثعبان السيدة البيضاء : Part 21
القَسم الدموي : Part 22
الخوف من الحب : Part 23
إعتراف الأحياء : Part 24
مرحبا بالعائلة : Part 25
المرمون العظيمة : Part 26
أنا ملكة : Part 27
العيش في الظلام : Part 28
قلوب مجنونة : Part 29
الوشم : Part 30
وكر الحمقى : Part 31
برويان والحب : Part 32
ماضيّ أمام حاضري : Part 33
إعتراف الزعيم : Part 34
سيف التقطيع : Part 35
أطراف الأخطوبوط : Part 36
الهوس عادة : Part 37
كوردج الجبان : Part 38
الجحيم خلف قناع النعيم : Part 39
اول خصلة من الحقيقة : Part 40
لقد عدت : Part 41
حقائق متضاربة : Part 42
القربان وسيدة المقصلة : Part 43
عملة واحدة : Part 44
المعرفة والموت : Part 45
عائلة كارلوسيا : Part 46
قطعة منا : Part 47

دماء نبيلة : Part 8

21.5K 1K 564
By Ash_voice

**Не вытаскивай меня из снега, а то на тебя польет дождь из пуль»**

لا تخرجني من الجليد لأنها ستمطر عليك رصاصا

....................................................................................................................................................................

كيف إنتهت الأيام الماضية ؟ لا أحد يعلم ،، فكل ما كانت تراه هو الاتصالات الكثيرة لمارتينوز ،، و غضبه العارم وبرودة ملامحه التي لا تتغير ،، هي ليس غبية حتى لا تعلم أن الجميع يحتاجون تبريرا لزواجه منها او ربما يرغبون بشيء أكبر من التبرير

لكن هذا لم يمحي حقيقة أنه لم يرضخ لأي مطلب من مطالبهم ،، فدائما تنتهي حروفه بالأوامر ولا أحد يناقشه بعدها

لقد جعلها تشعر بأنها الشيء الأكثر قيمة بحياته ،، والذي لن يتخلى عنه

الإتصالات كانت تأتي لإلينا أيضا ،، وستقسم أنه لو لم يأخد هاتفها منها عنوة ،، لكان قد إنفجر من الرسائل والإتصالات ،، فأصلي وحدها كارثة

تخيلت لو وصل الأمر لعائلتها ايضا ،، هل ستكون في موقفه ؟

بالتأكيد فأمها ستعاتبها كثيرا لأنها لم تخبرها و تزوجت من دون علم اي أحد

أما هتان سيحاول إختبار الأبله ،، لكن حين يعلم أنه تزوجها عنوة سيحاول كسر فكه ،، لكنه لا يعرف ان عريس الغفلة هو زعيم مافيا قاتل من الدرجة الأولى ،، لا يعرف الرحمة وليس أبله من أحد العصابات

فعلى كل حال ربما أخوها سيفقد ذراعه او قدمه لا يهم ،، او سيكتفي بإبراحه ضربا على أقل تقدير ،، لأنها تعلم كيف أخوها الأحمق مستفز و يخرجك عن هدوئك ؟

أما أليس ستقلب العالم من السعادة ،، صراخها سيصل من المكسيك ،، وفمها المفتوح من الدهشة وكل ما تردده ،،

" تزوجتي أمير ،، إنه أمييرررر"

أما صبا فقد تحرق القصر كتغيير ،، ستحب إستعمال الذهب الذي على الحائط من أجل تجاربها المختلة التي تطلق عليها إسم تجارب علمية ،، لا يعلمون لماذا تظن أنها ستنفع العالم بها ؟

أجل ،، أجل ،، قد نفعتها جيدا ،، فهي تكسر رأسها وتجعل هتان يرمم البيت كل مرة وهو يشتمها جهرة وعلانية 

توقفوا عن عد المرات التي  قاموا فيها بالطلاء او تغير الشراشف او الكنبة أو شيء إحترق ،، فقط الحمد لله أنهم دائما يكتشفون الحريق سريعا ،، وهذا بفضلها طبعا ،، بعد إضرامه اولا ،، فهي قد ركبت جهاز إنذار للحرائق الذي لا أحد يعلم من أين أحضرته ،، لكن المهم أنه نافع

اما والدها سيكتشف ذلك إن عاد حيا للبيت مرة أخرى.

نيلا ،، اوووففف ،، ستتحطم أحلامها ،، كانت تريد أن تكون وصيفة الشرف ،، تلبس ثوبا زهري ،، تجهز الحفل وتختار معها ثوبها وأمور تافهة أخرى ،، لكن ماذا سيكون رد فعلها حين تخبرها أنها تزوجت بفستان أسود ؟ ،، ربما تجهز الهاتف لتتصل بالطوارئ ،، سيغمى عليها من الصدمة

هذا كل ما ستفعله عائلتها ،، كل واحد منهم لديه طريقته الخاصة في تلقي الخبر ،، لكن لا أحد منهم سيترك جانبها ،، بل ستجدهم يقفون كالدرع من اجلها ،، فحتى أمها المريضة التي لم تتصل بها منذ أيام ستقف في وجه أخطر عصابة من المافيا بلا  تفكير  ،،فقط من أجلها ،، فهي ليست وحيدة ،، دائما كانت تعرف هذا ،، لكن الذي يزفر أمامها في كل مرة يتلقى إتصالا من أحدهم يبدوا وحيدا ،، لا أحد من عائلته يقف خلفه

صحيح أنها لاحظت كيف يدافع الرباعي عنه وكثيرا ما بدا واضحا خلال اللقاءات التي كانت تحضرها والإجتماعات التي أصبحت تقام في المنزل حاليا ،، أنهم سيموتون من أجله بلا تردد

لكن الأمر هنا أن الإنسان دائما أناني بطبعه ،، وكل شخص في هذا العالم يريد أن يرى أفراد عائلته يصطفون أمامه عند الخطر ،، الألم ،، الخوف ،، الفرح ،، لكن مارتينوز لا احد يقف بجواره

صحيح أن إلينا دائما ما تساعده وتريح قلبه بكلماتها الحنونة ،، لكنها جزء من الكل ولا تستطيع ملئ صورة العائلة وحدها.

لا أحد قادر على دخول القصر الغربي إلا هاري الذي يبتلع حروف مارتينوز كأنها خناجر غير مبالي به بذلك القناع البارد الذي يضعه ،، فـإلينا كانت ورقة رابحة في جعبته

تكلم هاري مع ماريتنوز بكل هدوء وأمام الجميع

_ لا أرى مانع أن تتزوج إمرأة ثانية ،، فأنت أمير ولست من عامة الشعب

ردت عليه إلينا بوجه ممتعض لكنه تجاهلها

_ احيانا تبدأ بقول اشياء غبية ،، اتعلم هذا ؟

_ ابنة الكونتيسة هي من عائلة إيطالية نبيلة ،، إنها سياسة دبلوماسية اساسها الزواج هنا ،، والذي ليس إختيار ،، تعلم ان الحرب ستقام بحركتك هذه ،، ولا تنسى أنها زعيمة عشيرة ،، حتى لو كانت تحت سلطتك إلا انها ستتمرد عليك ،، وتعتبر ما فعلته إهانة في حقها

عادت إلينا لطرح الأسئلة مرة أخرى

_لماذا الكل مرعبون منها لهذه الدرجة ؟

جاء صوت ليندا ليمنحها أجوبة على ما تريد معرفته

_تمتد جذورهم داخل عالم الإجرام منذ عقود من الزمن ،، هم أقوياء أيضا ،، وليس من الهين أن تهان الكونتيسة بهذه الطريقة وتصمت

_ حلك الوحيد هو اتخادها زوجة وانجاب وريث منها في أسرع وقت

تقدمت ريناد على إثر كلمات الزواج وهي تبتسم بكل هدوء تنظر للذي لم يتكلم لحد الآن ،، كل ما يفعله هو إستهلاك التبغ و نفت الدخان بشراهة

كانت بينهما نظرات عميقة وغير مفسرة هناك نوع آخر من الحديث يدور خلالهما

تكلمت لتكسر الصمت وهي تمشي صوب الأريكة لتجلس

_ لديك خيارين ،، اولا يمكنك الزواج من تلك العاهرة الصغيرة لكن بشرط

ظل صامتا يستمع للهراء الذي لن يقوم بفعله ،، فهو بكل بساطة لم يختر الزواج من مارلين من الأساس ،، بل دبره والده وكان راضيا بالأمر ،، ربما لا وجود للحب لكنه جعل إلينا في أمان ،، كان هذا إتفاقه مع الكونتيسة ،، حماية أخته اذا اصابه مكروه

لكن كل هذا إرتطم على الأرض وإنكسر بفعل اسم واحد ،، ريناد كاتا ،، إمرأة أحرقت كل خططه وإتفاقته اللعينة

تكلم هاري عندما أزعجه سكوت أخيه

_  ما هو شرطك ؟

_ يطلقني طبعا

ابتسم بسخرية من أحلام اليقضة التي تعاني منها وقال

_ الخيار الثاني ؟

_ حسنا بما أنني لا أستطيع التخلص منك يمكنني على الأقل اللعب معك ومعهم

ضحك هذه المرة فهي منذ ان عرفها تمنحك خيارين ،، واحد ممل بشكل فظيع كما تصفه هي ،، وواحد ممتع ،، وهذا يعني فقط إحلال الكوارث على الجميع

أصبح الكل مدهوشين لرؤية ذلك القوس على ثغره وبذلك الشكل المغري ،، كانت إبتسامته رسالة واضحة ولشيء واحد

تنهدت ليندا وقد لمعت عينيها من الحماس

_ حسنا لنذهب للإجتماع ،، ونقدم لهم نار الجحيم على الطاولة

جاء صوت كاي سعيدا

_ وأخيرا بعد الحماس يا سادة

بينما خاطب أرون ريناد

_ اصبحت أحبك حقا

نظر مارتينوز له بتحذير ،، مما جعل أرون يعدل جملته حتى يهرب من مخالب ذئب الجليد ،، فهو لا يريد الموت بسبب فمه الثرثار

_ زوجتك فعلا رائعة يا زعيم

وقف الأمير هاري بهيبته المعتادة و قال

_ حاولوا ان تجعلوا عدد القتل صفر ،، فهم من العائلة

قلب عينيه بملل فهو لا يعترف بأحد منهم ولا يهمه غير أخته وزوجته

صعدت لغرفتها لتغير ثيابها وهي تتمايل بإستمتاع ،، إنها تريد اللعب ،، لقد شعرت بملل فظيع داخل هذا القصر الذي ان تجولت فيه ستضيع

هي ليست الزوجة النموذجيه التي شعرت بالغيرة على زوجها ،، لكن ورغم هذا هناك حقيقة واحدة تعرفها إنها مرتبطة به ،، ولن تسمح لأحد بالتقليل من شأنها ،، كما أنها فرصة الإنتقام من زوجها ،، سيدفع ثمن إرغامها على هذا الزواج ،، تريده أن يندم حتى على التفكير بالإرتباط بها.

ألقى أوامره للإستعداد على اكمل وجه ،، سيحضر كل شخص مستعدا وخصوصا أعضاء المافيا الإيطاليه تحت قيادة الكونتيسة ،، فهذا مجرد لقب يخفي اعمالها الغير القانونية تحته لكنه الزعيم هنا

..............................................

كان هاري غاضبا مما وصلت إليه الأمور حاليا ،، فهذه الزوجة تعرض حياة أخوه للخطر وهذا ما لن يقبله

_ لا اعلم ما يوجد بهذه الفتاة وما الذي يحدث لأخي بحق الجحيم

أجابته إلينا بسعادة ورضا يكسوا ملامح وجهها

_ ههه ،، انها فقط جيدة

_ إلينا ،، إنها طائشة وغبية ،، ونحن لا نتكلم عن شخص عادي هنا ،، فمارلين تريد مارتينوز ،، مغرمة ومهووسة به ،، لن تتركه ببساطة

_ يبدوا انك لم تفهم صحيح ،، إنه يحبها

_اعلم ،، الوغد صنع لنفسه نقطة ضعف ،، سيتم قتلها في النهاية ويحترق ندما عليها

_انها ليست بسيطة كما توحي ملامحها ،، كما أننا مستعدون لنقتل عشائر من أجله وهي مهمة له ،، لن نسمح لا للمارلين ولا غيرها بالإقتراب خطوة واحدة صوبها ،، وعلى كل حال إحمي ظهره كما تفعل دائما

كان هاري لا يتدخل في عمل مارتينوز لأنه ولي العهد العرش الملكي ،، إلا أنه في الخفاء يطلع على كل أمور أخيه ،، ويحرص على حمايته رغم عدم إحتياجه لهذا الحرص

إنهما مرتبطان بدم واحد وعلاقتهم كانت وطيدة قبل سنوات ،، وليتها تعود ويسامحه أخوه في النهاية فهو يحبه حقا

..............................................

في غرفة مظلمة كانت في حالة فوضى كل شيء محطم بها ،، كأنه وقعت معركة ضارية هناك

إمرأة جالسة بثيابها الغير مرتبة وهي في حالة سكر من الخمر ،، عينيها منتفخة من البكاء والغضب بادي على وجهها

دخلت إمرأة طاعنة في السن لكن ملامحها لازلت شابة ،، رشيقة القوام ،، كل إنش من وجهها يحمل القسوة والظلام ،، إنحنت صوب من كانت تمسك زجاجة الخمر وهي تلقي جسدها على الأرض

_ مارلين هيا إنهضي ،، لقد قبل مارتينوز عقد الإجتماع

_ حقا يا أمي

_ أجل و سنجبره على ان يتزوجك او سنقتل عاهرته إن رفض

_ الحقيرة كيف قامت بإغواءه

_ لن يطول ذلك يا حبيبتي لا تقلقي

_اريده يا امي ،، انه ملك لي انا وحدي ،، فقط لي

_ سايمون يريدها قال أنه يريدها خية

_ العاهرة ،، ماذا فعلت بآل برويان ؟ سأقتلها

_ انهضي و رتبي حالتك بعد ساعة سننطلق

_ حسنا

...........................................

دخل غرفته بهدوء ،، وجدها ترفع شعرها على شكل ذيل حصان ولأنه كثيف جدا أتعبها ،، تحاول بجهد لف الربطة عليه وهي تشتمه

كانت ترتدي جينز بلون اسود كثير الجيوب وقميص عريض بالهودي بلون الأسود مرسوم عليه نصف جمجمة تخرج من عينها وردة والنصف الآخر يوجد وجه ربوت او شكل حديدي ،، هو حتى لا يستطيع الجزم ماهو من كثرة الخربشات والألوان

اللعنة هل هي مجنونة ؟ ،، هل تظن أنها ستذهب لإجتماع العصابات ام ماذا ؟ ،، لكنه لا يخفي عليكم أنه أحبها بشكل مثير ،، تمردها ،، شخصيتها كل ما فيها يجعله يفقد حواسه ،، مختلفة عن كل إمرأة قابلها وسيقسم ايضا أنه لن يقابل من تشبهها حتى ولو فتش كل بقعة على الأرض ،، ولا أربعيني من أشباهها قادر على أن يكون مثلها

_ لباسك لا يليق بالإجتماع

_ حقا

تكلمت ببراءة كأنها لا تعرف

أومأ برأسه كإشارة لنعم

_اذا هذا جيد ،، فأنا سأفعل كل شيء سيجعلك في موقف محرج ،، كل شيء يزعجك ،، كل شيء يجعلك تندم لأنك اجبرتني على زواج منك ،، هو جيد لي

إرتسمت على وجهه إبتسامة ساخرة ،، لقد أصبح مولع بعنادها ،، الذي ربما سيكسر رأسها يوما ما من أجله ،، لكن سيتغاضى عن الأمر هذه المرة

إقترب منها وأمسك بالربطة ولفها بخفة ،، لم تتحرك إنشا واحدا ،، ولم تحاول الإبتعاد عنه ،، تركته يساعدها وهذا ما جعله يرفع حاجبه بإستغراب ،، فعلى طول الايام الماضية لم تترك أي شيء لم تلقي به عليه ،، كسرت نصف المزهريات والتحف في الغرفة ،، حتى أنها في أحد المرات ألقت عليه زجاجة عطرها التي إنكسرت على صدره العاري مسببة له بعد الجروح الخفيفه

الرائحة مازلت عالقة على جسده حتى بعد أن إستحم عدة مرات ،، لم تختفي

وما زاد الأمر سوءا أن أتباعه أصبحوا يبتسمون في الخفاء يهمسون خلف ظهره ،، عطر نسائي ،، ضاعت الهيبة.

حتى الرباعي لم يفلت منهم ،، لقد ظل كالعلكة بين أفواههم ،، فكر لو يقتلهم و يرتاح لكنه أعاد الفكرة لرأسه ،، سينفذها في ما بعد.

وبعد كل هذا لم ترجع لسانها لحلقها ،، فلم يرتاح من تذمرها اللعين ،، وذلك من أجل تلك زجاجة الألعن منها ،، والتي كسرتها هي ،، لكن تلومه بكل غطرسة ،، تتحجج بأنه خطئه لأنه يملك عضلات صدر قاسية

ماذا كانت تتوقع من رجل مافيا ،، جسم ناعم مثلا ؟

لكن الآن لم تتحرك

_ هل تعودتي على قربي حبيبتي؟

_ هههه ،، ربما نحصل على بعض المتعة قبل أن أقتلك ،، ما رأيك

نظر لها بغير تصديق ،، مالذي تقوله بحق الجحيم ؟

نظرت إليه لتضع يديها خلف عنقه تحاوطه ،، وهي ترفع عينيها نحوه بكل مكر

_ ألا تريد ؟

_ اه

أجاب ببلاهه و انفاسه الحارقة تصل لوجهها وهي تبلل شفتيها بلسانها

_"تبا ،، تبا ،، لماذا فعلت هذا الآن ؟ "

هذا كان الصوت الذي يدور في رأسه ،، ضربات قلبه تصدح في الأرجاء ،، إنه يحاول الخروج من جسده الآن

انحنى قليلا ليخطف قبلة عميقة من شفتيها ،، لكن قبل أن يصل إليها وجد خنجرها متبثا على صدره ،، ابتسمت بكل سعادة جمعت بها خبث العالم كله

_ هل تلعبين مجددا ؟

_ امممم ،، اجل عزيزي هذا ممتع للغاية

_ تعلمين أنني أستطيع اخد ما اريده منك و حالا

_ هل الأموات قادرون على المضاجعة ؟ لم اكن أعلم هذا !

ابتسم على سخافتها ،، تهدده أنها ستقتله إن إقترب منها

_ أجل عزيزتي يستطيعون ،، وخصوصا ان تعلق الأمر بك

_ لن اقوم بإذائك الآن ،، فإن خسرنا ستلقي باللوم علي

_ تظنين انك ذاهبة للعب كرة السلة ؟!

_ لنلعبها في وقت ما مارأيك ؟

_ حسنا لكن الآن لنلعب قليلا هناك

اشار لسرير بكل إغراء هز اوصالها لكنها ماكرة كالعادة

_ يجب أن تستحق ذلك عزيزي

إنحنى إليها اكثر لينغرز خنجرها في صدره ،، كان يبعد عن شفتيها انشا واحدا وهي تنظر للقميص الذي تلطخ دما ،، إحساس غريب إعتلى قلبها ،، اي رجل هذا ،، في كل مرة تحاول ان تعبث به ينقلب كل شيء عليها ،، فتصبح هي من تم بعثرتها وليس هو

لقد تأكدت أنه يريد قربها ،، فرغبته الجسدية واضحة كالشمس ،، لهذا حاولت اللهو قليلا ،، لكن هذا لم يكن في الحسبان ،، ضربات قلبها العاصفة الآن لم تكن ضمن مخطاطتها ،، تبا كيف تنسى أنها إمرأة

_اه ،، مجرد خنجر صغير أريدك أن تعرفي....

_حتى الرصاص لا يستطيع إبعادي عنك

_ إجعل ليلتي مميزة ومثيرة وسأقبلك كما لم تفعل إمرأة قبلي

مسحت على شفتيها ومررت أصابعها على شفتيه ،، أناملها إرتجفت رجفة خفيفة بفعل الإثارة الجسدية التي إعتلتها

اما هو فقد إسودت عينيه بقوة ،، شعر بأن العالم يحترق حوله ،، قلبه أصبح يضرب الجليد حوله بقوة حتى يكسره ويخرج من بينه

_ فقط قبلة

_ إجعلني افقد صوابي من الجنون وسأفقدك حواسك ،، اليست صفقة عادلة

_ لو كنت عاقلة ستكون كذلك

_ هههه ،، فقط تصورني اكثر جنونا ،، سيكون العالم رائعا

_ إن لم تحرقيه اولا

اخرجت لسانها بحركة طفولية وهي تبتعد عنه تمسح خنجرها من قطرات دمائه بعدما سحبته من صدره ،، وثواني وها هي تضعه في جيب سروالها وتنظر للمرآة تنظم شعرها ،، لا تندهشوا مما قالته فلم تكن جادة أبدا ،، كانت فقط تريده أن يعاني ،، وجدت نقطة ضعفه ،، لهذا قررت إستغلالها ببراعة

دخل غرفة الملابس وأحضر مسدسا يحمل نقشا روسيا ومنحه لها ،، قلبته بين أناملها وإنتبهت للكلمات هناك

_ لماذا انت مولع بالروسية ؟

_ امي روسية وانا ايضا ولدت هناك

_ اه

نظر لها يتأمل دهشتها ،، فهو لم يبح بأي شيء عن نفسه لحد الآن ،، لكن هاهو يرمي اول حجر من ذلك الحائط المتين الذي يحاوطه به نفسه

_ اتقصد ان........

_ ماتت

فهم أنها تريد ان تعرف مكان وجودها فأخبرها وعلامة الألم واضحة على وجهه ،، عينيه اصبحت محمرة كأنه وحش كاسر ،، رق قلبها لحاله ،، فالأم نقطة ضعفها هنا

حاولت تغير الحديث بسرعة وقالت

_ ايها المترجم ماذا تعني الكلمات

_لا تخرجني من الجليد لأنها ستمطر عليك رصاصا

اندهشت لكلماته ،، حروف عميقة تحمل معاني اعمق ،، رسالة واضحة لكل من يقتحم عزلته ،، فالجليد ما هو إلا رداء يلبسه لتنطفئ النار التي داخله ،، فإن ذاب الجليد وظهرت النار ستبتلع كل شيء أمامها لهذا يتم دفنها بالهدوء ،، لا احد يرغب ان يغضب مارتينوز لأن كلمة الغضب لا يجب أن تجتمع مع اسمه ،، فلن يحدث بعدها سوى الإبادة

_ إن إقترب منك أحد إحملي المسدس لإخفاته

_ اه ! ألن اطلق النار به ؟

حاول إستفزازها قليلا فهو يعلم انها تعرف استخدامه لقد أكدت له ليندا ذلك حين بحثت عن معلومات حول فتاته

_ لا أظن أنك تجدين إطلاق النار

زمت شفتيها بطفولة وبكل براءة

_ ما رأيك أن اتعلم وتكون الهدف الخاصة بي

_ موافق حبيبتي

.............................................

الكل في أماكنهم يقفون في بهو القصر ،، أرون يراجع الخطة مع أرثر

كاي يطلع على تفاصيل المقر الذي سيعقد به الإجتماع ،،  يخترق الكاميرات ،، ويعرف عدد الحراس ،، اسمائهم ،، عائلاتهم ،، حالاتهم الإجتماعية ،، يجمع كل ورقة رابحة له وكل نقطة ضعف لخصمه

ليندا تعدل مكياجها للمرة المئة ربما

_" اللعينة هذا ما تجيده "

هذا ما همس هاري به لنفسه

انتبهت ليندا له ولعينيه المثبة عليها ،، كأنه صقر جارح يريد نهش لحمها عن عظمها

_سموك هل مراقبتي مفيدة لك ؟

الجميع إلتفت نحوها حين تكلمت ،، وهي لاتزال بتلك الجلسة الغريبة ،، فقد كانت تجلس على حافة الأريكة وبشكل طولي ،، ترفع رجليها للأعلى على نهايتها وتتكئ على جسد كاي الذي لازال ينظر لحاسوبه فجسدها الخفيف جعله لا يشعر بوجودها حتى

تمسك المرآة بيد وأحمر شفاه بلون الدم  باليد الأخرى ،، ترتدي ملابس كلاسيكيه تليق بقائدة قوات الشرطة ،، إسمها وحده يرعب كل من يسمعه ،، لكن جمالها الخلاب يجعل حتى ضحيتها تهتز إعجابا لها ،، إنها الموت الجميل الذي يتم التوقيع  عليه بقبلة

خرجت حروف هاري ببحة رجولية ثقيلة وهادئة على عكس النار التي تشتعل حاليا داخل جسده

_لا داعي لوضع أحمر الشفاه بهذه الطريقة ،، فلن تكون هناك لوحات لتوقيعها

ابتسمت بمكر تريد إزعاجه قليلا ،، فهو يقصد أن لا قتل الليلة ،، او هذا ما فهمته هي فهو لا يريد أن تلامس تلك الشفاه أي أحد

_ سموك لن أخرج الليلة بلا ضحية

_ رفعك السلاح في وجه أحد الأسرة الحاكمة هو خيانة

_ من أجل مارت قد أقتلك أيضا أيها الأمير وأموت فداءا للخيانة

كانت صادقة ستقتل اي احد يتجرأ و يقف في وجه صديقها ،، زعيمها ،، حتى لو كانت ستموت بعد إطلاق النار ،، ستفعل ،، وكل من في القاعة سيفعلون من أجله لا محالة

تخيل القبلة التي ستطبع على وجهه وهو جثة هامدة ،، تخيل تلك الشفاه المكتنزة الحمراء على بشرته ،، فإبتسم كالمخبول ،، سرت في جسده نوع جديد من النشوة التي جعلته يريد الموت في الحال

عائلة برويان كلهم مجانين ،، هناك ضرب من الإختلال داخل رؤسهم ،، لا أحد يتوقع الخطوة التالية لأي احد ،، وكل وجه يمنحونه للعالم هو مجرد قناع ليس إلا

هاري يخفي خلف لامبالاة وجه شيطاني يجعله يتمنى لو يقتل كل من يشعره بالملل ،، فقط ليحصل على بعض الأكشن ،، فحياته مملة وسيقف بين مجموعة من الأوغاد يدعون بالأستقراطيون و البرلمانيون

إلينا اللطيفة الحنونة ذات النظرة الملائكية لديها أجمل هواية في العالم ،، تحب اطلاق النار على التفاح الذي تضعه على الرؤوس البشرية ،، وتعشق الأصوات الصارخة الناجمة عن التألم ،، إنه يروق قلبها

أما مارتينوز الهادئ البارد كالجليد ،، فهو سيد الجحيم ،، الذي تلتهمه النار فيدخل هو بجليده و يحرق النار بنفسها ببرودته ،، الشيطان الذي يحب ان يصنع إيقاع موسيقى من خلال الرصاص،،  الأولى في القلب الثانية داخل الرأس تفتت الدماغ

لا شيء يجعلهم طبيعين ،، أمراء ضربهم الجنون ولعنهم الموت بحد ذاته فأصبحواا اسياده

تكلم هاري وهو ينظر لتلك المثيرة أمامه

_ سأفكر في الوقوف في وجهه من الآن

لم تفهم ماذا يقصد ولم تعره اي إنتباه ؟ ،، ظلت تلهو بخصلات شعرها وهو لازال يحدق بها كأنه سيخلع ملابسها في أي لحظة

تكلم أرون بنفاذ صبر واضح

_ اشعر بالملل متى سيأتي الزعيم

طمأنته إلينا التي لم تختفي الحماسة من وجهها أبدا لحد هذه اللحظة

_سيأتي قريبا لا تقلق

دخلت ريناد البهو تتبختر بملابسها الغريبة مما دفع الجميع لنظر إليها ،، وأول من بادر في الكلام كان آرثر

_هذا ما كان ينقصنا ،، مهرجة !!!

نظرت إليه بكل تحدي ترفع حاجبا واحدا وهي تقضم قطعة البكسويت المفضل لديها بالنكهة الشوكلاته

لكن صوت صارخ صرفها عنه والذي لم يكن سوى صوت ليندا

_ إنها جريمة بحق الموضة ريناد

لم يفسح لها هاري المجال لترد حتى

_ملابسك غير لائقة لمثل هذه المناسبة

_أعلم هذا

_عليك تغيرها بسرعة إذا

حدقت به ريناد بطريقة غريبة ،، صحيح أنه كان دائما يعاملها بحيادية ،، لم يظهر السوء لها ولا الخير ،، لكنه الآن يأمرها وهذا ليس بالأمر الجيد بالنسبة لها ،، لا تحب أن يخبرها أي كائن على وجه الأرض بي فعل شيء ،، وخصوصا بهذه الطريقة ،، نظرت التحدي تشكلت على وجهها وقبل أن تتكلم سمعت صوته الذي أصبح مألوفا لأذنها بشدة

_ليس هناك داعي ،، فزوجتي تبدوا جميله

أرون يمثل كأنه سيتقيأ بغرض السخرية وأرثر رفع حاجبه وأصبح يتمتم تحت أنفاسه

_"أي جمال بحق الجحيم"

عاد هاري لنظرته الباردة ،، فليس هناك ما يقوله ،، فل يتحمل سخط العائلة حين يرونها بهذه الثياب

إنطلقت السيارات السوداء بخط مستقيم وصمت غريب يسود المكان ،، كانت الوحيدة التي لم يسمح لها بالحضور هي إلينا ،، فحالتها الصحية لا تسمح لها بتحرك ،، كما أنه لا يعرف ما ستفعله تلك العجوز السوداء ولن يخاطر بحياتها في ظل ظروف كهذه

قطعت السكون تلك المرأة التي تهز أوتاره وقد تمنى لو بقيت صامتة ،، فحتى حين تتكلم بطريقة رزينة وهادئة تكون كلماتها حارقة ،، تحول أي مكان لجحيم يصهر قلبه البارد

_ أنت تعلم أنه لا فائدة من الدفاع عن زواج لا أساس له من الاول

_ من قال ذلك ؟

_ كلانا ندرك أن زواجنا ليس حقيقيا ،، إنه فقط مجرد خطوة حمقاء إرتكبتها في حالة غضب ليس إلا

يحاول جاهدا أن يتحكم في نفسه ،، كلماتها تؤذيه لما لا ترى أنه إختارها لتكون بجانبه ،، إختارها عقله وقلبه معا فالشيء الذي كان مجرد مضخة لدماء أصبح العضو أكثر تمردا في جسده ،، وهاهي تطلق سهامها النارية عليه وتقول مجرد غلطة "

_ سئلتك من قال ذلك ؟

_ هل أنت ببغاء تعيد نفس الكلام ؟

كثلة الجليد التي تحيط به تأبى الإنكسار ،، صحيح أن النار داخله تفوق النار التي توجد بالجحيم ،، لكنه كان دائما الرجل الذي يتحكم في مشاعره حتى في أحلك الاوقات ،، لكن الآن هناك شيء تغير ،، إنه يجاهد أن يبقى داخل شرنقته حد الإمكان

_ ماريتنوز عمليا أنا لا أليق بك ،، ومعنويا أنا لا أحبك

_ لا تقلقي عزيزتي الوقت كفيل بتعلميك أشياء كثيرة

_ اوووففف ،، لماذا لا تفهم أنني حين أكون بقربك كل ما أرغب به هو جعلك تنزف وتموت

_ هذا جيد هناك مشاعر على الاقل

_ انت حقا يائس لعين

أمسك معصمها بقوة كأنه سيكسر كل عظامها واحدا تلو الأخر ،، وعينيه تنفث النار لكن ملامحه تابثة ،، متزنة على حالها

_ أحيانا أريد قطع لسانك ،، فعلى كل حال إنه عضو غير نافع بجسدك

_ إفعلها وسأقطع شيئا آخر لتصبح عاجزا طول حياتك اللعينة

_ أنت الخاسرة عزيزتي

تركها ليستقيم مرة أخرى وهي تزفر وتفرك معصمها الذي أصبح أحمر بفعل قوة قبضته

أجل لقد أصبح كاذبا لعينا ،، لن يقطع ذلك اللسان الذي ينفث النار ،، لأن بعقله الكثير من الأمور التي سيحتاج وجوده ،، لكن الآن لن يعترف بهذا لهذا الوجه الكاره

وكيف لا ؟ ،، لقد أرغمها على زواج منه ،، جعلها عاجزة لتتوسل إليه ،، هدد بقتل كل من تحب ،، حبسها بعالم لا تعرف عنه اي شيء ،، لكن هذا فقط لأنه أغرم بها من البدايه ،، بأول مرة حطت قدميها على أرضه ،، لكنها حتى لا تعلم هذا.....

قطع تفكيره توقف السيارات ،، نزل بكل هيبة ،، الحراس ينتشرون في كل مكان ،، وقف يمد يده لريناد

_ إكسر يدي وبعدها ضمدها ماذا اتوقع من.....

إبتلعت حروفها وهو يشابك أصابعه مع أصابعها بكل قوة ،، لماذا لا تفاجأه مرة واحدة فقط ،، مرة واحدة لعينة بالهدوء ،، فحتى في أسوء الظروف لا تصمت

تمشي معه بكل أناقة ،، عارضة أزياء العالم هو مسرحها ،، الثقة المرتسمة على وجهها لا يمكن لأحد أن يحطمها  جعلت من الثياب الغريبة تبدواا رائعة على جسدها

         ***

طاولة مستديرة تضم العديد من الأشخاص على رأسها الملك الذي إمتعض وجهه وهو ينظر للتلك الازواج من الأيادي المتشابكة

تقدم ماريتنوز نحو مقعده يجرها بكل لطف حتى لا تقع وتبدأ بالشتم

جلس الجميع ،، كانت القاعة تضم الكونتيسة و إبنتها ،، الملك وزوجته وهاري طبعا ،، سايمون وأمه ، جودي وسامنتا ووالديهما ،، وهناك مراهق يضع سماعات الأذن لم يأبه لأحد وبقيت نظراته مركزة على مارتينوز بشكل خاص ،، لم تكن تلك النظرة تحمل الكراهية او النفور بل كانت نظرة إحترام كما يفعل التلميذ تجاه معلمه

أما الرباعي فقد وقفوا أمام باب القاعة مستعدون لأبسط حركة لجعل كل شخص خلفها جثث هامدة ،، فلا يهمهم غير رجل واحد ،، زعيم واحد ،، لا يأبهون لا للعائلة الحاكمة ولا لأقوى زعيمة مافيا بعدهم ،، ولا لأي أحد آخر ،، سيحمونه ويحمون المرأة التي تربعت على عرشه ولو على حساب حياتهم

قطع الملك صمت الجميع

_ إجتماعنا واضح سببه ،، كما تعلمون هناك مشكله حقيقيه يجب حلها

إمتعضت عيون ريناد ،، يدعوها بالمشكلة ،، كأنها هي من إختارت الزواج بإبنه الوغد

تكلمت زوجة الملك أبلين

_ الحل واضح

رفع مارتينوز حاجبه بإستنكار وملامح ملك الموت إرتفعت على وجهه ،، كان ملك الجحيم الصامت ،، بينما تابعت تلك الشمطاء كلامها 

_ يجب عليك تطليق هذه الفتاة وزواج من الفتاة الموعودة لك

الصمت الرهيب عاد مرة أخرى لكنه كان الصمت المرعب ،، خصوصا وأن إبتسامة ساخرة ظهرت على وجهه ،، كيف يكون شعورك ولوسيفر يبستم لك ؟ ،، تشعر أنك تريد التقيء من هول الصدمة والخوف

_ أصبح من الممل تذكيرك دائما بمكانتك زوجة أبي

جاء صوت الملك حتى يصرف إبنه عن زوجته التي إن تابعت الحديث معه بهذه النبرة سيقتلها حتى لو ركع هاري تحت قدميه هذه المرة

_ مارتينوز ،، فكر بالمنطق ،، هل تترك خطيبتك منذ سنين لأجل إمرأة غريبة ؟

_ لا

نظر إليه والده بقليل من الراحة ،، لم يتوقع أن يتراجع إبنه بكل هذه السهولة ،، وتعود المياه إلى مجاريها لكن هذا لم يدوم طويلا

_ حتى إنني أترك الجميع من أجلها

إمتعض وجه الملك الذي نظر لإبنه بطريقة غريبة ،، يعلم أن النقاش إنتهي عند هذه النقطة ،، فلا أحد يعلم مثله أن خلف برودة الشتاء يوجد وحش يخضع لسباته الشتوي إن إستيقظ إنتهى كل شيء ،، ولن يدخل معركة يعلم أنه الخاسر بها ،، لن يجرأ على تحدي إبنه القادر على إبادته ،، والذي لن يعترف بلقبه كأب ،، لأنه يكرهه في المقام الأول و ينتظر زلة منه والتي لن يمنحه إياها الآن من أجل كونتيسة بائسة ،، يفضل الوقوف في وجهها ولا يقف أمامه صلبه ،، ليس حبا بل خوفا منه

ليس الملك فقط من تغيرت ملامحه بل الجميع صدموا من هول التصريح الذي أصبح يتردد في القاعة والكل فقط يتسألون عن أمر واحد

من تكون هذه المرأة ؟ ولماذا هي بكل هذه الأهمية بالنسبة له ؟

أما تلك الغريبة بينهم فقد إرتجفت أوصالها ،،  أدارت رأسها إليه بسرعة ،، تلك الكلمات صفعتها بقوة ،، قلبها ينبض كأنه سيخرج من مكانه ،، هل معقول ما يقول ؟ هل هي بكل تلك الأهمية له ؟

تكلمت الكونتيسة بهدوء مرعب

_ سموك لا أريد أن نكون أعداء ،، فكلانا سنخسر داخل هذه الحرب

_ أعلم أنك منزعجة وتشعرين بأن كبريائك مجروح ،، لكن صدقيني إن تابعت عنادك سيكون هناك الكثير من الأشياء المجروحة غيره

_ هل تريد أن أتغاضى عن شرف إبنتي الملطخ ؟

_ لك الإختيار

توهجت عينيها شرا والغضب أصبح يطغى على وجهها

أما ريناد فقد إقتربت تهمس في أذنه على مرآى كل تلك الأزواج من العيون الحارقة بلامبالاة او الإهتمام

_ قالت شرف ،، هل نمت مع إبنتها ؟

إبتسم بسخرية ،، لماذا بحق الجحيم يذهب عقلها دائما في الإتجاه المعاكس وتفكر في كل شيء قذر ؟ ،، هو وسط إجتماع ربما ستكون نهايته الحرب بين العالم السفلي وسيذهب ضحاياها الكثيرون ،، وسيختل أيضا إستقرار حكم الملك و أمانه وهي تفكر فقط في الأمور الجنسيه

لاحظ الجميع ذلك الشق الذي رسم على وجه كثلة الصقيع الذي لم تتحرك ملامحه أبدا و لأي سبب كان ،، لكن الآن يستجيب لإمرأة بحجم حفنة اليد ويبستم لها

هذا جعل مارلين تتكلم بحنق

_  ما الذي تملكه هي وأنا لا

كانت كلماتها تمتزج بالغضب والألم ،، فصوتها لم يكن هادئا ولا عاليا ايضا ،، لكن عينيها المثبة على ريناد كانت قاتلة ،، فلو كانت العيون تقتل لماتت على الفور

_مارلين إهدئي

حاول  سايمون تهدئتها ،، لقد بدت مثيرة لشفقة بشكل لا يمكن وصفه

أجاب مارتينوز بكلمات معدودة

_ لا مجال للمقارنة بينكما

_ أجل لا مجال للمقارنة ،، لا تنسى أن كلانا من عشائر حملت دماء نبيلة من القدم ،، سلالات عريقة لم تلطخ أبدا

لوهلة لاحظت ريناد أن الجميع قد نظروا لذلك الفتى صاحب تصفيفة الكيرلي والذي لم يبالي بهم ،، كان شخصا غير مرئي حتى بوجوده الصارخ ،، هناك هالة من الظلام تجعله يختفي تحتها

تابعت مارلين كلامها بطريقة هستيرية و مريضة ،، تحاول بكل قوة أن تجعل الهدوء يتخلل صوتها لكن دون جدوى

_ انا لا يهمني حقا وجودها في حياتك ،، حتى أنه يمكن أن تكون عشيقتك ،، سأتغضى عن الأ....

قاطعتها ريناد بحدة

_ عزيزتي ،، لقد نسيت شيئا مهما ،، أنا هي الزوجة هنا...... ،، لكنني لن أستطيع قول نفس الشيء عنك ،، فأنا لن اقبل وجود عشيقة لزوجي ،، فهو ملكي

تكلمت أخيرا تلك الصامتة تجلدهم بصوتها ،، كل مرة تزيد دهشتهم ،، فهي إمرأة تكاد تكون غير مرئية نظرا لحجمها الصغير ،، لكن شيء ما في عينيها السوداوتين يجعلك تعرف أنها أخطر من الرصاص بحد ذاته

اما مارتينوز فهو سعيد بصكوك الملكية التي ألقت بها في وجهوهم

صحيح انه كان في البداية يكره هذا ،، ورفض ان يتم تقيده بأي رابطة وبأي علاقة كانت ،، لكن كلمة زوجي ،، لي ،، ملكي ،، تبا ،، يود إبتلاع تلك الشفاه التي نطقت بذلك 

_  ملككك ؟؟ ،، تعلمين أننا كنا سنتزوج

_ لم تفعلوا عزيزتي ،، بينما نحن فعلنا

صرخت مارلين في وجهها بقوة وقد تداعت كل حواجزها ،، سقط قناع لابقة والهدوء ،، وطريقة الكلام المهذبة إختفت ،، فظهرت تلك المريضة النفسيه

_ قذرة مثلك لا تليق بسموه ،، هناك قواعد و مراعات للأنساب والعوائل والمكانة ،، حتى دمائك ليست نبيلة ،، ولا أحد يعرف من اللقطاء الذين أنجبوك

نهضت ريناد من مكانها تحرك لسانها على شفاهها بطريقة مختلة ،، أجل كانت هادئة منذ دخولها ،، غير مهتمة بما يجري ،، لا لقب العشيقة ولا نظراتهم لها ولا أي شيء جعلها تهتم أو تبالي ،، فحتى لو تقاتلوا أمامها لن تهتم ،، لأنها وبكل بساطة لم تجعل مارتينوز في خانة إهتمامتها ،، بل كانت ستوقع أوراق الطلاق معه بكل سرور وفي أي وقت كان ،، لكن لقطاء

لقد نعتت أمها بلقيطة ،، سبب تمسكها بالحياة ،، أغلى ما تملك ،، لم تنتبه أن الكلمة ضمت والدها أيضا ،، فهو وغد وكلمة لقيط قليلة ،، لكن جانيت تحرق العالم من أجلها

نهض الجميع فور أن أخرجت سكينا صغيرا من أحد الجيوب

أمسك مارتينوز بمعصمها الآخرى يحذرها حتى لا تقوم برمي الخنجر في جمجمة اللعينة  ،، إنه يعرف أن الكلمات وقعت على وتر حساس ،، وهو عائلتها ،، لهذا بات يعرف أنها لن تتردد بإسقاط السقف على رؤوسهم

_ دماء نبيلة ،، اه ه ،، اللعنة عليك أنت ودمائك النبيلة أيتها ******* ح******* تتكلم عن ********

لقد سئمت من سماع نفس المصطلح ومن يوم الحفل أيضا

لقد فتحت أفواه الجميع ،، إنها بين الملك والأمراء و تشتم بكل راحة وغضب كأنها في أحد أحياء العصابات وليس قاعة ملكية

هاري يلعن اخوه في سره أي بلوة هذه التي رمى بها إليهم ،، الفتى المراهق يبتسم بإشراقة كأن الشمس ظهرت فجأة في حياته ،، سايمون لا يفهم ماذا يحدث معه ،، والأميرات والملكة يضعن أيديهم على أفواهم

صرخ الملك بغضب عارم

_ اإحترمي نفسك ،، وتجرؤين على التهديد بالسلاح بوجودي

ضرب على الطاولة بقوة ،، فأبعدت نظرها عن العاهرة المتجمدة من هول الصدمة

كان قد بدأ الدم يفور في رأسه ،، فنادى أحد الحراس ،، أراد معاقبتها لتقليل من شأنه وعدم إحترامه وهو ملك البلاد

وعلى أثر دخول الحراس دخل الرباعي أيضا ،، يظنون أن الحرب قد قامت في الداخل ،، تابع الملك إلقاء أوامره للحراس

_ خدوها من وجهي وإحبسوها حتى أنظر في أمرها

كان مارتينوز باردا كالثلج ،، لم تتحرك ملامحه ولو لثانية ،، نظر بقلة إهتمام ،، هذا ما رأته ريناد على وجهه ،، كانت واثقة أنه لن يسمح بأخدها لكن ملامحه كانت تخبرها أنه تخلى عنها

كاذب لعين من وهلة تحدى الجميع من أجلها و الوهلة الثانية تركها ،، ماذا تتوقع من الرجال كلهم أوغاد و حتالة ؟

حاولت ليندا أن تتحرك وهي ترى الحارس يتقدم نحوى ريناد ،، لكن أرثر اوقفها محذرا فتجمدت مكانها

_توقفي

أجل هي تعلم أنها ما كان عليها التحرك تلك الخطوتين بالأساس من دون أمر من الزعيم ،، فالوضع الوحيد المسموح لهم بالتحرك من دون كلماته حين يتعلق الأمر بحياته لا غير ،، كان هذا وعدهم ،، ميثاقهم وقانونهم في عالم لم يعترف بالقانون

لم يكد الحارس يلمس يد ريناد إلا وقد كان جثة هامدة على الأرض ،، صوت الرصاصة التي مرت بجانب أذنها جعلت صوتا خفيفا يتردد في رأسها ،، حتى إنها شعرت بالتخذير في قدميها ،، فلولا اليد التي كانت لازالت تمسك معصمها بقوة لكانت قد ضربت رأسها بقوة حتى يختفي ذلك الطنين

لقد قتله ببساطة وعلى مرأى عيون الجميع ،، حتى هالته الباردة لازالت تحيط به ،، وبكلمات هادئة ومرعبة قال

_  من التالي ؟

كان الملك غير مصدق لما حدث حين قال

_ هل أصابك ضرب من الجنون ،، إنها مجرد إمرأة

_ إنها إمرأتي

حدقت بالجثة الهامدة لثواني معدودة قبل أن تدير رأسها له وقلبها يصبح أكثر عنفا وأكثر ضجيجا عن دي قبل ،، حتى سمعت الملكة تتكلم بالهراء الذي هي مستعدة لتصديقه

_ أظن أنه تحت تأتير سحر أسود

قلب هاري عينيه بملل ،، ها قد بدأت أمه مرة أخرى ،، بينما وافقتها مارلين

_ اتوقع كل شيء من هذه الشيطانة ،، فالدماء النبيلة لا.......

سحر ،، دماء نبيلة ،، عاهرة ،، عشيقة ،، لقيطة ،، حقا لقد طفح الكيل ولن تتحمل أكثر

_ تبا لك ،، صرعتنا بدمائك النبيلة ولعنتك التي لن تنتهي

وللمرة الألف العيون تتسع من الصدمة والشهقات تتعلى ،، لكن الأمر هذه المرة كان كبيرا جدا ،، حتى هاري الغير مبالي تفاجئ

توجه الحراس والرباعي نحو من حملت السكين على مرأهم والمتوجه نحو زعيمهم

أمسكت ريناد بيد مارتينوز التي كانت تمسك بمعصمها وبسطت كفه تمرر السكين عليه بجرح على شكل عمودي ،، نزفت يده وظهرت الدماء تغطي جلده ،، وبنفس الحركة بسطت كفها و جرحته أيضا ثم قامت بتشابك يدها داخل يده ،، لتختلط دمائهم مع بعض وقالت

_  هل رأيتي حصلت على الدماء اللعينة ،، اوبس ،، أقصد النبيلة

نظرة السخرية علت وجهها وهي ترى أن العاهرة التي أزعجتها بصوتها الملعون قد صمتت

لم يكن أحد يتوقع أنها بكل هذا الجنون ،، حتى مارتينوز لم يكن يعرف ماهي حركتها التالية ومالذي ستفعله ،، هو فقط ينظر ليدها التي تشابك يده بقوة كبيرة ،، رغم أن كفه مقارنة بكفها كان صغيرا جدا ،، إلا أنها تمسك به بإحكام كعاشقة خائفة من تركه

قطرات الدماء بدأت تسقط على الطاولة والأرض ،، وهي لازالت ترفعها حتى يراها الجميع ويفهموا أنه ملك لها وحدها ،، عكس كل رغباتها في الهرب منه أتبتث على تلك الطاولة أنها لن تتخلى عنه ،، كما هو لم يتخلى عنها ،، كان الغضب يعمي عينيها حاليا ،، وبعد ان تهدأ ستلعن نفسها على هذه الحركة الغبية ،، لكن الآن في رأسها هناك فقط حريق

_ إجلسوواا

جاءت كلمات مارتينوز كأمرا واضح ،، فأخيرا سيتوقف عن اللعب معهم ويضع النقط على الحروف

إمتثل الجميع له ،، إلا ريناد ،، أجلسها ببطئ ،، لم يغضب منها لأنها لم تستمع لكلامه ،، فهو سيخرج سريعا من هذا المكان ليعالج جرح يدها الذي لا يبدوا أنه سطحي ،، تلك الغبية لا تفكر بالمنطق أبدا ،، إنه لا يهتم أن كفه مجروح بنفس الطريقه ،، هو متعود على الإصابات ،، لكن بالنسبه له هي خط أحمر لن يقبل أن تلمس ولو شعرة من رأسها وكل من يؤذيها سيصعد لسماء السابعة في نفس اللحظة

لكن ماذا يفعل حين تقوم هي بأذية نفسها ؟ ،، كيف يمكنه أن يحميها من نفسها ؟ ،، إنه عاجز وهذه الكلمة لم يعرفها قط ،، فمنذ سنوات أصبح العجز والمستحيل غير موجود داخل عقله وحياته

_ طال الإجتماع كثيرا  ،، وكما تعلمون أنا عريس جديد ياسادة وأنتم تعكرون صفوي ،، وهذا لا يعجبني

ابتسم الشيطان قليلا ،، ليظهر الرعب في وجوه من حوله ،، فعدم إعجابه بشيء يعني إبادته من الوجود ،، وهنا هم الأشياء التي لا تعجبه

_ الزواج من مارلين لن يتم ،، خطوة واحدة والعشيرة ستختفي ،، إنه أمر عادي لعالمنا كونتيسة

_ ريناد مارتينوز برويان سأعلنها زوجة لي أمام العامة في الوقت المناسب لنا ،، سيتم تتويجها كأميرة هذا إن لم تصبح ملكة في النهاية ،،

_خدش صغير ،، شعرة مقطوعة من رأسها ،، تعثر بسيط ،، محاولة إغتيال ،، إعتراض طريق ،، إساءة ،، تقليل إحترام ،، نظرة خاطئة  ،، وسأبيدكم جميعا ،، سأقتلكم واحدا تلوى الآخر وهذا بعد أن أعذبكم بأبشع الطرق الممكنة ،، فلن تشفع لأحد صلة القرابة ولا حتى دمائه النبيلة ،، لا الصداقة ،، ولا الولاء ،، لا التضحيات ،، ولا الوعود الزائفة ،، ولا اي شيء آخر يهمني ،، إنها الخط الأحمر لي و لهدوئي

نهض يخرج من القاعة بعد أن نظر لهم مليا يتأكد أنهم فهموا كل حرف من كلماتهم وخضعوا له ،، وكما هو متوقع لا أحد تجرأ أن ينبس بحرف واحد أمامه ،، فلم تكن كلماته مجرد تهديد فارغ بل كانت الشيء الذي سيقوم به بلا تردد

فمن سنوات كان نفس الشاب الذي قتل عشائر كاملة وجميع أفراد عائلة زوجة أبيه وبعض أقربائه من طرف والدته وكل شخص كان متصلا بتلك المؤامرة حتى ولو بشكل بعيد ،، تم محوه عن الوجود وذلك فقط من أجل إمرأة واحدة ،، فلا مجال لشك أنه قادر على فعلها مرة أخرى ومن أجل إمرأة أخرى ،، لكن هذه المرة أصبح رجلا أكثر رعبا مما كان عليه ،، حتى تخيلهم لما سيحدث كان مرعبا بشكل لا يصدق

تهديد واضح ،، جمل تحمل أكثر مما تبدوا ،، فإن تجرأت الكونتيسة على المساس بزوجته حتى ولو بشكل بسيط سيقتل عشيرتها كاملة ،، إنتقاما لها غير مهتم بمكانتها في العالم السفلي ،، ولن يعارضه أحد على ذلك

ومنح الملك إختيار الصمت أو الموت فإن رفض الأول يقتله وكل فرد آخر ،، فيستولي على عرشه لتصبح زوجته ملكة بدل أميرة

إساءة الأشخاص إليها تعني الموت ،، فقط الموت

جرها ببطئ ودمائهم تتقاطر في كل مكان ،، أيديهم لازالت متلاحمة مع بعض ،، تنظر لظهره العريض و لثبات خطواته كان هذا الرجل الذي سيقتل عائلته من أجلها ،، الرجل الذي سيحرق العالم لأنها تريد اللعب قليلا ،، ماذا يحدث بحق الجحيم ؟ ،، ولماذا يفعل كل هذا ؟ ،، قلبها يضرب بقوة ،، لم تعرف من قبل أنه قادر على الضخ بكل هذا الجنون حتى الآن

الرباعي خلفهم بخطوات ،، يلحقون بهم وقد فهموا جيدا أن هذه المرأة لم تكن مجرد نزوة ستمر أو إمرأة إختارها شريكة لحياته المظلمة ،، لقد كانت هوسه اللعين ،، عشقه الغير محدود ،، كانت خطوطه الحمراء ونقطة لتحول الجليد إلى نار

جلس في السيارة ينظر لوجهها الغير مفسر ،، كان يعلم أنه غير قادر على قرائتها فقد كانت غير متوقعة

_ إلى المستشفى

قابلت عينيها ملامح باردة ،، هدوء أشبه بالسقيع لكن عينيه تنفث النار ،، أجل هو غاضب لكنها لا تعرف لماذا هو كذلك ؟

_ لنذهب للبيت سأعالج جرحك بنفسي

_ المرة الأخيرة ،، أفهمتي

ظنت أنه غاضب لأنها أقدمت على جرحه والذي لا فائدة منه ،، حركة غبية منها ،، فهل إختلاط دمائهم بتلك الطريقة ستغير أنه أمير الأوغاد وهي من عامة الشعب ؟ ،، لكن ماذا تتوقع من نفسها حين تغضب ومن رأسها الذي يصبح فارغا غير هذا ؟

حاولت إبعاد يدها المصابة عنه فقد بدأت تؤلمها لكنه ضغط بشكل أقوى وقالت

_ حسنا ،، حسنا ،، لن اقوم بإذائك مرة أخرى

إقترب من جسدها حتى أنها قد إلتصقت بالنافذة ،، تحاول الإبتعاد عنه لكن دون جدوى ،، بعيدة عنه بإنش واحد ،، يضرب تنفسه الساخن وجهها ،، وقال

_ إجرحي ،، إكسري ،، حطمي كل شخص تردين لن أمانع ،، لكن خدش واحد في جسدك وسأحرقك حية

نظرت إليه ببلاهة ،، لا يريدها ان تؤذي نفسها ،، لكن إن فعلت سيؤذيها

_ ههههههه ،، أخبرني،،  هههههههه كم هو معدل ذكائك ،، ههههههه

إختفى غضبه قليلا عندما سمع صوتها الذي يشبه الموسيقى ،، كانت تضحك بكل براءة كأنها سمعت نكتة ،، لكن مقاله كان سوى الحقيقة

_ أنا جاد

نظرت له وهي ترمش ببراءة تستوعب ماذا يقول وماذا يحدث مع هذا الرجل؟

_ أنت ملكي

_ أخبرتك أنني لست حيوانك الأليف ولن أكون

_ أجل ،، فأنت زوجتي

_ هل صدقت المسرحية التي كانت في داخل ؟

_ مسرحيه ؟!

_ حبك الغير مشروط وتهديد عائلتك المختلة وإعلان زواجنا واميرة ملكة وبلا بلا بلا

_ كنت جادا ،، سأقتلهم وأحرقهم ،، وفوق رمادهم ستقفين إلى جانبي

لم تنبس بحرف واحد ،، لم تستطع تحريك شفاهها ،، فجأة أصبحت الحروف ثقيلة عليها ،، صمتت أمام الرجل الذي لا يتكلم كثيرا ،، لقد ظنت أنه كان فقط يهددهم ،، لكن الآن هو يعترف أمامها وبكل بساطة أنه كان جادا ولا يمزح ،، حتى ثبات وجهه ونظراته تحمل الصدق فقط ،، الصدق

لماذا هي مهمة لهذه الدرجة ؟ ، ألم يكن يرغب في جسدها فقط ،، لكنه أيضا لم يطالب به أبدا ،، لا يمكن أن تخطئ فهي تعرف أن نظراته تحمل الكثير من الشهوة ومع هذا  لم يجبرها على شيء ،، ربما هي قوية وستحاول أذيته لكن كل ما ستفعله به هو وخزة إبرة صغيرة ،، سيحطمها وينهش جسدها كما يريد ،، لكن لم يفعل قط ،، فقد عاد للوراء في كل مرة كاد يفقد السيطرة على نفسه

_ لماذ؟

_ تتكلمين عن الغباء وانت أسوء من كلبي جاك

_ انت ايها..........

وقبل أن تبدأ في الشتم سحبها لتنزل ،، دخل المستشفى الخاص بهم فهنا يعالج كل أعضاء المافيا تابعة له والعائلة المالكة

لا يريد أن يسمعها تنفث النار ولا يريد أن تقوم بإزعاجه أكثر بغبائها فأليست مشاعره واضحة بما يكفي ،، لماذا تريد منه نطق حروف لم يسبق وأن كانت مدرجة داخل قاموسه اللغوي ؟ ،، كل ما تفكر فيه هو الأفكار القذرة كأنها تعيش في عالم الحيوانات الغبية ؟

لن ينكر أن نظراته كانت تنهش جسدها في كل مرة يقترب منها ،، لكن هو لا يستطيع التحكم في مشاعره ،، البرود يختفي أمامها ،، يتبخر في السماء ،، يحبها لدرجة الهوس ،، لا يدرك متى دخلت أعمق مكان في قلبه وإختفى غطاء الإنتقام ومعاقبتها ،، كان هدفه جعلها لعبته الخاصة ومن تشاركه عرشه ،، يشد اوتارها متى يريد ،، لكن كل هذا كان فقط لأنه رفض الإعتراف أنه وقع في حبها وأصبحت كل شيء جميل بالنسبة له ،، فرغم كونها مزعجة إلا انه مغرم بكل شيء موجود بها ،، متى؟ وكيف؟ ولماذا؟ ،، أسئلة لا يجد أجوبتها

يمشي في الأروقة يشد اليد التي تمسكت به أولا ولأول مرة والتي لن يتركها حتى ولو كان على شفير الموت

الجميع ينحنون له وهو يكتفي بالإماءة ،، دخل غرفة كبيرة و أجلسها على السرير وسرعان ما دخل طاقم كبير من الممرضات و الأطباء

ورباعي فن الموت دخلواا واحدا تلوى الآخر ،، جلسوا على الأريكة إلا ليندا التي إقتربت من سرير تمريض

_ عالجواا يدها بسرعة

صوته بقدر الهدوء الذي به ،، بقدر ما كان أمرا يحمل التهديد المطلق

امسكت الممرضة يدها والتي كان الجرح بها سيئا

جاء صوت ليندا صاخبا كالعادة

_ ريد جرحـــكـ سيء

لم تفهمها ريناد ،، لهذا قالت

_  ماذا تقصدين بأحمر ؟

_ ههههه ،، المقصود ليس أحمر بل إسم دلع إختصار لإسمك

تكلم كاي السعيد كأنه حصل على جائزة دولية 

_  أنت محظوظة ،، ليندا أصبحت تحبك

نظرت ببلاهة له ليشرح لها أكثر

_ إنها تطلق الألقاب فقط على الناس الذين يمكنها التضحية بحياتها من أجلهم ،، وتعتبرهم جزءا من عائلتها

نظرت ريناد للعيون الخضراء التي كانت تحمل رسالة واحدة سأقتل وأقتل من أجلك وقالت

_ شكرا لك

إحمر وجهها خجلا و أشاحت نظرها بعيدا وهي تنطق الشكر ،، صحيح أنها كانت قوية للغاية ويطلق لسانها أسوء الشتائم ،، لكن كان لها قلب طفلة صغيرة تبحت عن من يضمها بقوة

ولأن ليندا شعرت بخجل ريناد إبتسمت تغير الموضوع

_لقد جرحت نفسك بشكل عميق سيترك نذبة

همس مارتينوز

_غبية

أطلقت عليه الشرار من عينيها ،، فلاحظ أن بعض الممرضات ينظرن له كأنه قديس ويتأملونه بكل هيام

كانت حروفها أشبه بالهمس فلم يستطع احد سماعها

_ "اللعنة على العاهر اللعين ،، يجذب كل عاهرة لعينة إليه كأنه مغناطيس لعين ،،، تبا للوغد العاهر وتبا للوغادات العمياوات"

تكلم أرون بصوت جذب إهتمام الجميع

_ أراهنكم اليوم على 2000 دولار أن ريناد إستعملت 4 مصطلحات شتيمة عندما همست الآن

كاي........

_ اقول 3

ليندا.........

_ ربما 5

ارثر......

_ إنهم 10

بحلقت فيهم هي غير مصدقة ،، إن الأوغاد يراهنون علي شتائمها ،، وماذا قال 10 ؟

كان مارتينوز ينظر بنفاذ صبر للممرضة التي لازالت تنظف جرحها ولم تبدأ بالتقطيب بعد ،، بينما بدأت هي الشجار مع آرثر

_ عشرة شتائم ،، هل انت وغد مخبول ،، لتظن أنني لعينة لا تجيد سوى شتم ؟

_ لا أصدق الزعيم حقا ،، ماذا يرى في إمرأة مثلك ؟

أطلقت النار عليه بعينيها وكانت ستبدأ في الشتم للمرة الألف هذا اليوم لكن كاي صرف تركيزها

_ ريناد ،، فقط أخبرينا من فاز

_ اه ،، حسنا

بدأت تتذكر جملتها وتعد على أصابعها الشتائم ،، حتى أنها أنهت أصابع يدها السليمة وأكملت بالمصابة وقبل أن تقول العدد كان صوت كاي الصارخ يصم أذنيها

_ عشرة !

لقد فتح فمه بذهول وآرثر يبتسم بنصر وقال

_من المخبول الآن ؟

زمت ريناد شفتيها معا كطفلة خسرت لعبة الغميضة ،، وفجأة ضحكوا بصوت عالي ،، إلا مارتينوز الذي إكتفى بالإبتسام فقط وينظر للممرضة بتهديد واضح لتقوم بعملها جيدا

خرج أفراد العصابة من الغرفة وكل واحد منهم يحمل أفكاره الخاصة ،، مشاعر مبعثرة ،، قد كان اليوم مرهقا للغاية ،، يفضلون الدخول في حرب من رصاص ومهمة خطيره للإغتيال على الدخول ضمن هذه الاجتماعات المتوترة ،، فلا أحد يعرف متى سيرفع السلاح ومتى تخرج الرصاصة الأولى على رؤوسهم

  تشعرت ريناد بحركة الإبرة داخل كفها فلقد رفضت أن يتم تخديرها ،، أمسكت الملائة بقوة حتى إبيضت مفاصل أصابعها ومع هذا ترفض الصراخ أو النحيب

أمسك مارتينوز بيدها وربت عليها بحنان ،، نظرت إلى قزحيتيه المظلمتان باللون الأسود ،، لكنها رأت دفئا غريبا هناك

إبستمت له بشكل لطيف ،، كانت المرة الأولى التي تظهر له ذلك القوس المرتفع على شفتيها بلا أي مكر أو حقد وحتى الغضب كان غير موجود

لم يمسكها أحد كما فعل هو ،، فدائما ما أصيبت بجروح خطيرة لكنها عالجتها بنفسها أو ذهبت للمستشفى وكل ما سمعته هو محاضرة نيلا التي لا تنتهي ،، او سخرية أخوها الوغد ،، لكن أن يربت أحد على قلبها كما فعل هو هذا لم تعرفه مع اي احد ،، لأنها ظلت دائما المرأة القوية في عيون الآخرين  ،، وهي كانت في الحقيقة الأضعف بينهم جميعا

ما إن إنتهت الممرضة حتى أمسك يدها ليهم بالخروج إلا أنها شدته إليها بشكل ضعيف ليلتفت إليها

_ ش،،شكرا ،،لك

حروف مهزوزة قابلها بنفس الوجه البارد ،، لكن إبتسامته شقت وجهه

حاول سحبها ليخرج ،، لكن هذه المرة قاطع خطواته صوت أنثوي آخر والذي كان لطبيبة

_  سموك لم نقم بعلاج جرحك بعد

نظرت ريناد ليده وتذكرت أنه لم يعالج جرحه بعد ،، فقد قدمها على نفسه وجعلها أولويته

_ لا بأس زوجتي ستفعل

إرتفعت الهمسات في الغرفة ،، فقد بدا الإندهاش على وجه الأطباء و الممرضات ،، لقد أحضر المخبول فرقة كاملة من الطاقم الطبي من أجل جرح صغير في يدها

_زوجته

_متى تزوج

_من هي

_هل هي أميرة؟

_من اين هي ؟

خرجواا من الغرفة وقلبها بدأ في الأنين مرة أخرى ،، تبا المزعج ستخرجه من صدرها على هذا المنوال

لكنه صرح بها كأنها كنز وطني ،، زوجتي ،، كم وقع الحروف جميل ،، أصبحت تعتاده

تكلمت تنفض عن رأسها كل الأفكار الغبية

_ بما أننا أتينا للمستشفى دعنا نعالج جرحك

_ لنفعل في القصر

_ ما الفرق ؟

_ سأخبرك لاحقا

🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂🍂

لا يمكننا دائما إيجاد تفسير منطقي للحب ،، فالأسئلة التي نحاول نطرحها لإيجاد أجوبة لسبب تلك المشاعر التي تبتلعنا غير حقيقية ،، فالحب في النهاية أسمى من أن نحصل على جواب له

" لماذا أحبه ؟ هل لإنه لطيف معي؟ ،، لكن هناك الكثيرون كانوا لطفاء ولم أحبهم ،، هل لأنه جميل المظهر ؟ ،، لكنني أعرف الأجمل ولم أقع في حبه أيضا........"

" متى أحببته ؟ ،، هل عندما أحظر لي هدية ؟ ،، لكنها ليست أول هدية أتلقاها ،، هل لأن يتصل بي دائما ويرسل لي الكثير ؟ ،، لكن هاتفي لا يصمت أبدا حتى عندما لم يكن موجود ؟  ،،ربما عندما إعترف لي بإعجابه ؟ ،، لم يكن الاول ولا الأخير.......... "

هناك الكثير غيرها كيف ومتى وأين ولماذا إن لم تسئل لن تعرف وحتى لو سئلت لن تعرف ،، لا جواب واحد يجعلك تعرف لماذا وقع قلبك على بنود إختياره ،، كل ما تعرفه أنك واقع في ذلك الحب عتيق الطراز ،، عشق يخطف أنفاسك وانت سعيد بالغرق داخله

لا تسألوا لماذا لا تستطيع الأسماك العيش على اليابسة ؟ إنها لا تستطيع وكفى ،، وأنت كذلك تحب وكفى

Continue Reading

You'll Also Like

954 180 8
هي سلسلة من قاع الجحيم .. تلتف بتفاصيلها داخل الوهم العميق في أدمغة أبطالها.. شخصياتها تنافس إبليس في الخداع والمكر في الوقت الذي تتربع فيه على عرش ا...
88.5K 4.1K 31
تدور الاحداث حول جيون جونكوك المعروف بكونه رجل مافيا لا يعرف معني الرحمه وقلبه المظلم وجيمين طبيب يعمل بالمشفي الذي اقسم بانه سيكرس حياته لشفاء الناس...
144K 5K 53
اول رواياتي"معذورة لو تكبرت مغرورة يا بخت الغرور" أُفضل عدم التصريح عن اسمي الحقيقي"الاسم مُستعار" الانستا:p12t.s الكاتبة:الشيهان العُمر✍️
5.3K 1K 50
أشعر كأني كتبت خطابات مغلفة باللهفة لشخص أحبه ، كتبت فيها كل الأشياء والمشاعر.. تخلصت من كل ما بداخلي ، وارسلتها لعنوانٍ خاطئ .. هكذا كانت كل جهودي...