أسطورة الجبل الميت !

De s_rx1900

614K 11.6K 5K

هنا ، او هناك ، او هاهنا .. رملاً ، وصخور ، زهراً ، وحقول أُغنية مسير ، تخبط غريق ، ندأ بوسط الحريق ، حُلم زم... Mais

1
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٥
٣٦
٣٧
٣٨
٣٩
٤٠
٤١
٤٢
٤٤
٤٥
٤٦

٤٣

13.5K 272 79
De s_rx1900

نرجع عدة ايام للورى
العراق - بغداد

العودة للوطن ، لتراب الديار ، للمكان الذي هربت منه ومن ذكرياته فعدت له من جديد لانك كل ما تكبر ستدرك ان لا ارض مثل اراضي الوطن ..
استقرت خطواتهم في العراق تحديدًا بغداد دخلها ويده بيدها يباهي العراق بان له بغداد ، كانت تمشي معه شكلهم مختلف كليًا عن الناس بحيث انه كان يلبس ثوب وهي عبايتها ، كانت تتأمل اختلاف الثقافات بانبهار لا يوصف ، الشوارع المزدحمه بالرجال واللي كان زيهم الشهير بنطلون و بلوزة و سيعه باستايل مذهل وانيق ، بينما النساء منهم من كانت محجبه بالوان زاهيه واخرى من كانت ترتدي تنوره قصيره تظهر القليل من ساقها مع بلوزه قصيرة وجميعهم ذوات شعر قصير ، كل شيء كان في نظرها مذهل ، مبهر بعد ان طلعت من قرية الى مدينه شهيرة مثل العراق ، كان شكلهم مختلف لاجل ذا جذبوا الانظار نحوهم ، صور المتنبي في كل مكان ذاك الشاعر العتيق المحبوب بين اهالي العراق ، نزار قباني واشعاره، صوت العندليب ينبعث من احد تلك المحلات ، البيوت كانت مليئة بالحنية ، هناك بيوت لها حوش يملأه الاشجار من فواكه برتقال و موز و من ياسمين بلدي ذات لون زهري مبهر وحيل وبيوت اخرى في درابين صغيره وقريبه من بعض حييل ، كانت تتأمل لدرجة ما نطقت بشيء لين ماهز اكتافها هجان بضحكه : تسمعيني !
التفتت له وضحكت مردفه : مو قادره اشيل عيني كل شي يبهرني هجان
تراكمت ضحكاته وهو يتنهد براحة الارض اللي عاش فيها وحيد وغادر منها رأس ماله احزانه رجع لها يمسك بين اصابعه حب عمره وبغداده ووجهته الاولى والاخيرة ، نطق بعدها : بعرفك على الشخص اللي رباني يالله انه ماغير مكانه وبعده هنا
اشارت بالايجاب وهي تمشي معه بين الاسواق الشعبيه العتيقة وتسمع اللهجة اللي تحبها وحيييل ، لين وصل لمكان شاي بالخارج كراسي كثار يجلسون فيها شياب غزاهم الشيب ويتبادلون اطراف الحديث والضحك مع اكواب الشاي اثناء انتشار صوت عبدالحليم ، وقف هجان بينهم وهو يعرف كل واحد منهم كانوا يراقبون ثيابه وشكله مع زوجته ، نطق واحد منهم باتساع بعراقيته العتيقه : جاي من الخليج ؟



ليردف واحد اخر باتساع : وجهك مو خليجي اعتقد اني اعرفك
في اللحظة اللي جاء صبي صغير طالع من المكان بيده صحن فيها اكواب شاي يوزعها سأله وقلبه يتدفق دعاوي رجاء : العم عمر بعده مالك هالمكان ؟

اشار الصبي رأسه بالايجاب مردف : اي تلكاه جوه
ابتسم باتساع وهو يشد على يد حور ناوي يدخل لكن صادفه خروج عمر ، وقف مكانه يناظر لرجل اللي غزاه الشيب وكبر بالعمر بوجهه ومبسمه العذب وعيناه وتجاعيده تأمله عمر مطولاً لين مانطق بعد ان بانت عليه معالم الصدمه : هجان !
تراكمت ضحكات هجان باتساع وهو يفلت يد حور ويركض له يحتضنه بشدة تحت دموع عمر وشوقه له وتقبيله له وهو يبتعد عنه يتأمله لين نطق باللهجة العتيقة : كبرت يا ابني كبرت هواية ومو انت هذاك الولد الي تركته جاهل كدامي
اتسعت ابتسامة هجان اللي رفع يده يمسك حور وهو يردف باتساع ؛ ما اجيت ابو عمر بس اجيت ويا بغدادي ام عمر
اجحظت اعين عمر بصدمه فرح : تزوجت !
اشار راسه بالايجاب مردف : حور اخر عناقيد بنات ابو العز اذا تذكره
تقدمت حور تسلم على راسه مردفه ؛ كيفك عمي؟
ليردف عمر بعدها ؛ من سنين ما صرت زين نفس هسة نورتي البيت واهل البيت انتِ نفس بنتي يا حور تفضلي تفضلي ..

دخلت بضحكة وهي تجلس معه في الطاولات اللي بداخل اتسع مبسم هجان وجلس معها يهمس : كل طفولتي كضيتها اهنا اشتغل ويا عمي عمر وراها صرت رحال ،
وقف وهو ينطق باتساع : وهسة يجيج احلى استكان چاي من يد زوجج
تراكمت ضحكاتها وهي تشوفه يتقدم مع عمر يسولف معه وجلست تتأمل المكان الخشبي العتيق كل شيء يبهرها كل شيء يجذبها الناس الاماكن الصور الضحكات الحنّية ماتحس بالغربة ابدًا كانها بين اهلها وناسها ..


اخذهم عمر لبيته عند زوجته وبناته بعد ما اعطاهم غرفه لهم ، دخلت الحوش بانبهار من البرتقال و الموز و فواكه مذهله و ورد عتيق ، كانت مستحيه وحييل وهي تشوف رقية زوجة عمر ترحب فيها باللهجة العتيقة : اهلًا وسهلًا اهلا بزوجة الغالي نورتي البيت تفضلي البيت بيتج لا تستحين بنيتي
كيف ضحكت بحياء وهي تردف : تسلمين خالة
كان هجان يتأملها ويضحك لاول مره تكون مستحيه لدرجة ذي دخلت الغرفه اللي جهزتها لهم مجرد ما اغلقت الباب التفتت له تردف : مبسوطه مره هجان !
اتسع مبسم هجان واللي كل غايته من السفره تكون مبسوطه ماتوقع تنبسط لهدرجه واكملت : كنت احسب انه محد مثلي بالعراقي طلعت ماعرف شي
ضحك وهو يمرر يده على خصلات شعره الطويلة ويبعثره مردف : انتِ تقلبي حرف القاف لكاف وبس عديتي اللهجة
ضحكت باتساع وهي تتقدم معه ترتاح ..

في الظهيرة
صحيت قبله وكانت تسمع صوت رقية وبناتها لاجل ذا قررت تطلع لهم ، كانت رائحة الأكل تفوح بكل مكان وقت طلعت تتأمل الزرع والياسمين والبيوت البسيطه حييل كانت جدار الحوش قصير اي حد يمر يشوفهم ويلقي تحيته عليهم ، كانت تشوف كيف الجيران يسيرون على بعض ويسولفون ويسألون رقية عن حور لترد رقية بكل اتساع : هاي حور زوجة الغالي هجان اعتبرها نفس بناتي واعز
تقدمت تشوف الاطباق اللي كانت غريبة عليها ومجرد ماشافت رقية نظراتها نطقت : هاي يابنيتي دولمة
وبدأت تشرح طريقة طبخها : نخلي الها خضروات مثل طماطة بصل كرفس ونثرمهن سوة وبعدين نجيب تمن يكون مغسول ونخلي ويا الخضروات الي ثرمناهن ونخلي بهارات عليهن ملح وليمون ودبس الرمان ولمن نخلص من الحشوة نجيب سلك وبيتنجان وشجر وطماطة وبصل ونحشيهن بالحشوة مالتنا
وكانت حور مركزه معها حتى خلصت ونطقت تشير على الثانيه : وهاي خاله ؟
لتردف رقية باتساع : هاي دليمية واللي يمها طرشانة وهاي باكلة دهن
كانت تسمع شرحها لكل شي باتساع وبهجة لين جهز الاكل اللي كان بمناسبه عودة هجان ..

في اليوم الثاني على قرب المغيب
تجهزت وطلعت برا بالحوش تنتظر هجان يجهز ومشغوله تتأمل الاشجار وتسمع الجيران يلقون التحية ويجلبون صحون من الاكل يطعمون بعض ، التفتت لخروج هجان وللمرة الاولى تشوفه لابس شي غير الثوب ، كيف كان مرتدي بنطلون اسود وسيع وقميص ابيض مفتوحه ازراره العلويه وواسع ماكانوا يلبسون ضيق ابدًا ، كان انيق وحييل ولايق عليه الزي ذا اتسعت ابتسامتها بانذهال حبت شكله وحييل وقت نطق بضحكة : عراقي ولا مو عراقي ؟
نطقت باتساع : عراقي وزين العراقيين كلهم
مسك يدها يقبلها مردف :



مسك يدها يقبلها مردف :
يقول المتنبي :
"عدوية بدوية من دونها
سلب النفوس ونار حرب توقد
هام الفؤاد بإعرابية سكنت
بيتًا من القلب لم تمدد له طُنبا "
اتسعت ابتسامتها وهي تمشي معه للخارج وقت شافت بنات متجمعين يلعبون و اولاد بعد ولكن لعبه مختلفه ونطقت : ايش الالعاب ذي ؟
ابتسم بتذكر لطفولته ونطق : البنات يلعبون شدة يا ورد وعندكم اسمها فتاحية وردة ، والولد يلعبون كرة واحنا نسميها طوبة
كانت تستمع له بكل حب وانصات وكانه يتكلم عن اهم قضايا العالم لين وصلت خطاويهم جسر طويل ممتد يمر من تحته نهر دجلة العتيق، طيور النورس تحلق من فوقهم يرمي عليهم الناس الاكل، اشكال النساء الفاتن و اشكال الرجال الوسيمين، كان منظر غروب الشمس شي لا يصدق من جماله، شد على يدينها وهو يردف بلهجته العراقيه : عشت هالدیار وحید ما املك شيء فيها و طلعت منها بعد وحيد وهذا انا راجع اغنى رجل بالعالم راجع اباهي بغداد انه انا بعد عندي بغداد ، بغدادي التي اری من عيناها دجلة والفرات وبلاد الرافدين و الياسمين البلدي ..
عشت بهل بلد وحيد ماعندي شي بيها واليوم رجعت واني اغنى واحد بالعالم راجع اتباهى كدام العراق  اني هم عندي بغداد مو بس هية ، بغداد الي اشوف من عينها دجلة والفرات وبلاد الرافدين والياسمين البلدي ..
حاوط بوجهها يدينه وقت نطقت : هجان الناس تشوف اتسع مبسمه مردف : خل يباوعون (يشوفون) على اساس يهمني الناس ؟
ابتسمت وقت انحنى يقبل جبينها امام المنظر العتيق ويتباهى فيها بين الملأ..

الوقت الحالي
المملكة - الجنوب

دخل غرفته وهو يغلق الباب من خلفه ، وقف يتأملها ، يتذكر اللحظة اللي كانت بين يدينه و ارتوى من ضماه ربعه ، يخيل له طيفها حولها بين يدينه واحضانه ، رفع يدينه لعقاله وشماغه يبعده ويسقط يدينه ، كيف كان يشّد على عقاله بقوة وطيفها قدامه يخاف يمشي خطوه ويختفي يبي يتأمله حتى لو كان مجرد سراب ، يدينه اللي حاوطت عقاله يظنه خصرها ، وغصة عمره الواقفه بنص حنجرته ، ولهفة العاشق الضايع بدربه ، محروم من كل شيء ومنها هي بذات ، تنهد يحسّ بداخله اكبر قدر ممكن من الاهات والتنهيدات اللي عيّت لا تطلع ، الغرفه اللي كان بيوم يهرب منها صار يهرب لها لانها ضمّت عبقها لو ليلة ، ارتمى على السرير ومازالت يدينه تشّد على عقاله نطق بعدها بشاعرية صارت متمكنه منه بلا ادراك :
" من لياليّ احاوط طرف عقالي
واتخيله خصرك الرويان المنحني
ويراودني سؤال ليه انا محروم منك؟
ليه المسافة عيّت لا تنقص ولا تنثني
عطرك العالق في ثيابي و في حنايا
روحي وبقايا ايامي هلّك و بعثر اضلاعي
تعالي مابقى من رأس مالي سوا ظلك
واخر قيظ احلامي و اوراقي و اشعاري "



بعد ثلاث اسابيع..
كان واقف بكل سّعه ينتظرهم لين شاف زول هجان مع حور جايين ومقبلين لديار الجنوب ماقدر يمنع ابتسامته من اتساع واللي بانت من شدتها نواجذه و يسمع فواز المردف : يامرحبا بحوري
تقدمت بسّعه لحضن فواز وتقدم وضاح يحضن هجان باتساع ماله مثيل يردف : يامرحبا بريحة العراق
كيف نطق هجان وهو يشّد عليه ويربت على اكتافه بشوق كبيير : اهخخ اشتقنا ياحلو والله اشتقنا
ابتسم وقت شاف حور اللي ابتعدت عن فواز وتقدمت تضرب هجان بمزاح : وخر جيب اخوي
ابتعد عنه وهو يحضنها مردف باتساع : يامرحبا باخر عناقيد البنات
وتقدم هجان لفواز يحضنه تحت ضحكات هجان اللي نطق : تو نورت القريه بوجودي
ماكان من فواز اللي نطق بضحكه : ياشين الثقه
تقدمت حور لبيت ابوها تسلم عليه وعلى خواتها اللي كانوا موجودين عنده
ومشى هجان معهم للخيمه وقت نطق وضاح : اذا تعبان من السفر روح نام والليل تعال سلم عليهم
ليردف هجان برفض مردف : لا مرتتتتاح الحمدلله علمتهم اني جاي؟
اشار راسه برفض وتقدم هجان بحماس تحت ضحكات وضاح ، دخل الخيمه وشاف راجد و ركود منهمرين بسوالف ونطق بضحكه : السلام عليكم
رفع راجد نظره بصدمه بعد ما تاخر هجان اسبوع زياده توقع انه ماراح يجي الا بعد شهر واكثر ووقف بصدمه مردف : يالخسيسس
تراكمت ضحكات هجان بضحكه وهو يستقبله باتساع في احضانه بشووق لا يوصف وحضن بعدها ركود اللي نطق : والله انك فقيد راجد سخن من كثر الفقد
كيف رفع هجان يدينه لجبين راجد ونطق : تو دفيناه الحمدلله
ضربه راجد بضحكه وقت جاء صوت من الخارج بحماس : هججججان !!
التفت هجان بضحكه للورى ونطق : مؤييييد !!
كيف تقدموا لبعض تحت ضحكات كل من يشوفهم ودخلوا لداخل وقف هجان بيدينه شنطه وهو يجلسهم بعد ما اجتمعوا كلهم عيال ابو النوارس والعز ونطق : بسم الله الرحمن الرحيم نوزع هدايا
كيف كل شوي يطلع هدايا ويعطي حد حاسب حسابهم كلهم



لدرجه بنهايه مسك مجموعه بيده ونطق : هذي عيّاش و ذي لابو سّلمة وهذي للخاله ام بهجة باقي حد ؟
كيف كان الضحك متمكن منهم لان شكله وهو يوزع عليهم كانه يعطي اولاده ليردف مؤيد : والله لو انك حاج
التفت ركود باستغراب نطق : كانك نسيت اثنين ؟
وفعليًا كان يشير لوضاح و راجد لانه اعطاهم كلهم الا هم ونطق بعدها : من ذول ما اعرفهم معليش ما اضيع فلوسي على ناس مايقدرون معنى الصحبه
التفت وضاح لراجد ونطق : انا اقوم له ولا انت ؟
اتسع مبسم هجان وقت سحبه راجد بقوة وبغى يطيح ونطق : امزح حسبي الله عليكم
وطلع الهديتين واللي كانت من العم عمر ونطق : هذي مب مني بس هذي من العم عمر
وقبل مايرد بشيء جاء صوت ابو العز باتساع : فواز وضاح
التفتوا وهم يقفون باستغراب نطقوا مع بعض : سّم يبه ؟
ماكان من ابو العز واللي الفرحه سكنته وهو ينطق : تعالوا يبّه شوفوا من جاء يالله انك تحييهم يالله انك تبقيهم
وقفوا باستغراب يلتفتون لبعض وطلعوا اجمعين وطاحت انظارهم على القافلة اللي جت بكبرها و رجالها وخيولها و جمالها على مد البصر ، التفت فواز لوضاح لين مانطقوا بنفس اللحظة : عمي سالم !!
ماخابت هقاويهم وقت اقبل هذاك الرجل اللي يشبه من ابوهم كثييير على خيله وبجنبه ولده الوحيد اللي ما اعطاه الله الا هو وبنّية وحده رغم زواجه من ثلاث بس ماكتب الله له الذريه غير هالاثنين واللي كانوا مثل عينين برأس ، لاول مره تنزرع سعادة بقلوبهم لدرجه ذي خصوصًا وقت شاف صديق طفولتهم و صديق فيصل الغالي ولد عمهم دواسّ !
" سالم كان ولد عم ابو العز لكنه رضع معه واخوان برضاعه وماعمرهم اعتبروه الا عمهم بمقام ابوهم "
نزل دواسّ بطوله الفارق وعرض منكبيه بشبهه الواضح منهم وكانه اخوهم برزانته و وسامته تقدم له وضاح باتساع نطق : يا مرحبا ويامسهلا بالغالي ولد الغالي انا اشهد ما وطى هالارض بعدك رحابّة
اخذه دواسّ بالاحضان بشوق كبييير لا يوصف مردف : ردينا الروح بهالشوفة يا ولد العم
والتفت لفواز اللي يرحب فيه تقدموا لعمهم سالم واللي واقف مع ابو العز ونطق وقت شافهم : حيّ الله اسياد الرجال حيّ الله اولادي
سلم عليهم وهو يتأملهم كيف كبروا من وقت ما اختار انه يعيش في نجد رغم انه ابن الجنوب وسافر و مر الزمن والان رجع لداره ودياره بعد ما شاب وكبر وماوده يموت بغيرها كان السرور متمكن منهم وهو يمشون معهم للخيمه ويرحبون فيهم ويذبحوا الذبايح على شرف جيتهم الكرم طبعهم فكيف لو كان للغالي سالم!



- ليّلة الأساطير..!

يا رحلة العُمر العتيق ، يا شمس عيّت لا تغيب ، يافرحة عين الحزين ، يا مُنوة القلب الشجاع ..
كل العناوين انتِ ، كل الدروب انتِ ، كل الطرق انتِ ، انتِ وحدك كل الحكايات والأساطير ، انتِ لأجلك وجدت المعجزات ، انتِ قمر وما خلق الله للارض الا قمر واحد وانا من كسبه ، ليلة بعنوان :
« انتصاريّ بأسطورة الجبل الميت ..! »

كان يدور لكذا غرض ولا لقيه تنهد بتعب مردف : يالليل مالقيت الا اليوم تضيع !
طلع بعجلة من الباب الخارجي لغرفته وقت سمع صوت فواز يتكلم مع رجال في الجدار اللي جنبه تقدم باستغراب يسمعه يردف : حاصروا كل القرية احموها من كل صوب والله لو يصيب وضاح شيء ما احطها الا فيكم
جاءه صوت وضاح المستغرب من الخلف : فواز ؟
التفت له تنهد وقد عرف انه سمعه تقدم وضاح يمسك باكتافه مردف : فواز ! لين متى يسكن الخوف قلبك ؟ اخذنا اللي كان سبب هالخوف وهذا عند ربه يحاسبه معاد في دروبنا الا الامان مب صاير شي ارتاح
تنهد فواز اللي شّد عليه مردف بعدها : اتركني اسوي اللي ابيه انا كذا ارتاح
تنهد وضاح بقلة حيلة وقت التفت لدواسّ الجايّ بيده بشت اسود مردف وقت شاف وجه الاعتراض في وضاح : والله انك لابسه
نطق وضاح بعدها : والله انه عندي ليه تعب نفس..
قاطعه دواسّ برفض : وش تعب ماتعب ! هذا بشّت من نجد ماخذه خصيصًا لك والله مايلبسه غير ولد عمي
ابتسم وضاح بقلة حيلة وقت شاف صفوان وحمزة نطق بعدها ؛ تكفون الدولاب مليّان بشت
تراكمت ضحكاتهم باتساع ونطق صفوان : العرب جو من كل صوب وحدب معارفك كثير وجينا نقولك نبي نزود ذبايح
اشار وضاح برأسه مردف : روح عند الحلال ونقى المناسب
نطق حمزة بعدها : من زين اختياره مايعرف الا السمان كلها شحم انا بختار
ابتسم وضاح وهو يشير بالإيجاب ويمشي بعجلة للغرفة اللي يجتمع فيها مع اصحابه لانه متاكد انهم فيها ومجرد مادخل وقف راجد : احسبك هجيت وينك انت
نطق وضاح بعدها بعجله : جوا اللي عزمناهم واللي ماعزمناهم عليهم الله نصهم ماعرفتهم هذول من !
تراكمت ضحكات هجان مردف : نسيت اننا رحالة وكل قافلة بهالبراري والصحاري قابلناها






نطق بعدها بعجلة : وينه التعيس ؟
جاء صوت ركود من خلفه داخل بثوبه وشماغه : جاء التعيس جاء
علقهم وهو يلتفت له بضحكه : عريس مرتين من قدك !
اتسعت ضحكته وهو يحضنه ويسمع التباريك منه واخذ بعدها راجد باحضانه يردد " ياخوي انت " ليأتي صوت هجان اللي يضرب كتف راجد : وخر دوري
ابتسم وضاح يحضنه ونطق هجان بهمس : قولي اخوي زيه
تراكمت ضحكاتهم لانهم كلهم سمعوه ونطق وضاح : يافضل اخواني
ابتعد عنه هجان يلتفت لراجد يرفع حاجبه مردف : قال لي الافضل موت حره
تراكمت ضحكاتهم ونطق وضاح : تجهزوا واطلعوا ساعدو ابوي و فواز لين ايجي
اشارو رأسهم بالايجاب وطلعوا بعجلة من المكان تنهد وضاح وهو يحسّ يحتاج قلب ثاني يستحمل الليلة ذي ويردد بهدوء : يارب تكمل يارب ..

في الجانب الاخر

بيت ابو العز ..
تقدمت حسناء وهي ترتب اغراض الحَمل من ذهب و مهر و خضار و فواكه وعطور وكاذي وفل جاب لها مهر مرتين وذهب مرتين كل شي يرخص لها كل شيء بنسبه له مايسوا عندها ، التفتت لثنوى اللي ترتدي فستان اصفر عتيق نفس فستان خواتها لانهم قرروا يلبسوا سوا زي شعبي عتيق ولايق عليهم حييل ممسك بجسدهم مظهر تفاصيل الرويان فيهم ونطقت ثنوى : كيف شكلي ؟؟
ابتسمت باتساع مردفه : تهبلين مره
انتشر صراخ حور مردفه : قممر !!
التفتوا كلهم لقمر الصغيره واللي سحبت سلسال حور من عنقها وقت شالتها وانكسر ، تراكمت ضحكاتهم وقت نطقت حسناء : اجيب لك بدله اثنين امسكيها شوي بس
دخلت نجد باتساع بيدها البخور مردفه : تبخروا تبخروا
ابتسمت حسناء وهي تاخذه منها مردفه : ياني احبك يا نجد حب ماتعرفه نجد العذية
اتسع مبسم حور اللي نطقت : الحمدلله وعمي سالم جابكم كانه عارف كثر ايش اشتقنا لك
نجد كانت فتاة خجولة وحلوه حييل كل براءة العالم في وجهها تختلف وحييل عن امها اللي كانت مغرورة وتحب المظاهر والمال والغناء ، وقت دخلت ام دواسّ "فاطمة" ونطقت تناظر ذهب ثنوى نطقت : كانه ذهبك خفيف ثنوى ؟ قولي لزوجك يشتري لك غيره
ماردت ثنوى وهي واثقه ان الذهب اللي لابسته ضعف ذهبها التفتت لها نجد بنظرات كانها تقول " لا تزعلين تكفين " ابتسمت ثنوى لها تطمنها وتقدموا لخالتهم نجوى اللي نطقت : امشوا يبنات تأخرنا
وفعلاً تقدموا بحماس تحت صوت حور : اف كنت بشوف وضاح بالبشت اول
لتنطق نجوى برفض : امشي الحين نشوفه هناك


في بيت العم ابو النوارس

كانت رائحة البخور في كل مكان تفوح ، والانوار منتشره بكل حدب وصوب ، كانت ليلة قمرية القمر مكتمل في السماء وفي ذاك المنزل العتيق ، في تلك الغرفة الصغيرة كانت توجد مذهلة عصرها ، سابقت كل الازمان ، سكن فيها كل الحسنّ المخفي المهيب ، اميرة عصرها ، سندريلا زمانها ، أسطورة الجبل ، ترتدي البياض ولاول مره منذ سنين عديدة هي الآن ترتدي الابيض ! ماتقدر تنسى ابدًا ، وقت دخل عندها ابوها من اسبوع وبيده فستان ابيض عتيق مردف : شفت هالفستان مره كان على امك كانت امنيتها تشوف بنتها لابسه نفس فستانها راحت هي وبقيت ذيك الأمنية لي ، طول السنين الفايته محتفظ فيه واتأمله على امل اني اعطيك بيوم من الايام ،
ماتنسى دموعه وهو يتكلم اخذته في الأحضان وهي تردد : كنت احسب اني اكرهك بس من أول لحظه رجعت وانا ماقدرت احس الا اني احبك اكثر من اي حد يبّه رغم كل شيء ماقدرت اكرهك ولا اقدر استمر بالكذب اني زعلانه منكم وانا رضيت عليكم كلكم ولا بقاء من الماضي شيء ..
استفاقت من تذكرها وهي تتأمل فستان امها اللي يضمها وفعليًا كان عليها بضبط بالملي ولا احتاج اي تعديل كانه امس خذته ، ممسك من اعلاها حتى خصرها ونفشه خفيفه حلوه حيل من بعدها كان سابق عصره ، بشعرها الطويل وحيل تركته من حولها وهي تثبت طرحة امها من فوق برقة ، ما احتاجت شيء مذهلة بحد ذاتها ماغير الحُمرة والكحل اللي زينتها بسبب اصرار عناق ، وضعت من عطرها وهي تتذكر انه الشيء اللي بيهزمه فوق هزيمته ، هزيمه ، التفتت لعناق و ربى اللي يتأملونها ونطقت عناق : حظيظ حظيظ من كسبك
ونطقت ربى باتساع : إنا شخصيًا احسده لو ماني حامل كنت طلعت اهاوشه
تراكمت ضحكات قمر وهي تلبس الخاتم اللي جابه لها ايام الغأر ، سمعت ندأ عمتها بالخارج ومسكت الفستان وهي تطلع مبتسمه مردفه : هلا عمتي
مجرد ماطلعت رفعت انظارها لنوارس السّتة اللي واقفين بثيابهم اللي تضمّ عرض مناكبهم وشماغهم بجانبهم ابوهم واللي مرتدي بشته وماسك عصاه ، ابتسمت باتساع وعيونها تلمع وهي تشوفهم معها بيزفونها لفارسها ،طول الشهور اللي مرت يحاولون يعدلون اغلاطهم وهذي هي الان رضت اتم الرضا ،





بينما عند ابو النوارس اللي مسح دمعته بطرف شماغه ماكان يشوف قمر فقط كان يشوف آسيا نسخ لصق ورجعت له ذكريات ايام زواجه الشبه الفضيع منها ، تقدمت له وهي تحضنه وتقبل جبينه وتسمع نطقه : مبروك يالبنت الوحيدة يالدرة العتيقة يا غزالة بين كل هالنوارس ..!
ابتسمت وهي تلتف لاخوانها نطقت بعدها باتساع : مابقى بالقلب عتب وطاح الحطب يامرحبا بالنوارس
تراكمت ضحكاتهم بفرحة مالها مثيل وهم ينهمرون عليها بالاحضان والتباريك حولها كلهم بثيابهم وشماغهم قدام فستانها وشعرها كانت فرحة لا توصف ومنظر مذهل وصورة التقطتهم مخيلتهم لن تنسى ابدًا ..

عند الرجال بخيمة ابو النوارس
كان الضيوف على مد البصر كثار وحييل معارفه ، نطق هجان بضحكة : عرس فيه اهل الجنوب والشمال والشرق والغرب
نطق مؤيد بضحكة : انت خلك من البشر انت شايف الذئاب ! هذول من عزمهم يخوفي يتعشون بواحد من الحضور
ابتسم راجد بضحكة : عازمهم وضاح ولا تشيل هم ربطهم للحيطه
التفتوا على دخول وضاح البهيّ ، ثوبه الضيق من جهة اكتافه موضح عرضه وبروز عضلاته ، شماغه المرتب بإتقان ، وبشته الاسود بخطوطه الذهبية العريضة متقدم مع ابو العز واللي كان لابس بشت مثله والصبي الصغير اللي ماسك بيد وضاح ماكان الا فيصل اللي ضمّه بشت صغير نفس ما وعده وضاح ، تقدم له دواسّ مردف : حي الله عريسنا امش نكتب الكتاب نبقي وقت نسمر ونتعشى
ابتسم وضاح وهمس لركود بضحكة : تبوني اكتب كتاب مرتين صاحين انتو؟
ضحك ركود بهمس مردف : يومين اقنع ابوي ولا رضى امش وقع ولحدن درى
تقدموا لداخل وقت قابله كبار التجار والشيوخ اللي يعرفهم من ابو متعب و ابو دواسّ و العديد منهم ابتسم يسلم عليهم والتفت لعبدالعزيز اللي جالس بجنب ابو النوارس ، تقدم بجنب الشيخ مصطفى اللي كان وسطه هو وابو النوارس وبعد القهوة والسوالف بدأ كتب الكتاب وهو يمسك بأيديهم تحت اتساع مبسم وضاح اللي تفجرت كل شرايين قلبه يخيل له ان روحه راحت له تركض تسبق الميعاد بساعة ، تسبق اقدامه ، يردد صدى صوته " انا راجع اشوفك سيرني حنيني اليك " " محبوبتي معزومة من ضمن المعازيم " كان متلهف بعد ماوقع ينتظر ركود يرجع بدفتر من عندها ماكانه متزوجها ! مجرد ما اقبل ركود انتشرت التباريك من حوله ، رفع بشته يعكفه بين يدينه وهو يستقبل التباريك بسّعة ،



مختلف زواجه هالمرة وحييل ماكان بين جبال بسر ، بين الملأ والعلن حضر له حتى ذئاب اللي واقفه في مدخل الخيمة كل من بالعرب هز له وتعنى وجاء ، وقف طالع على صوت الرصاص من فواز بعد ماطلع رشاشه يضرب بسماء تراكمت ضحكاته وهو يسمع الطبول والغناء الشعبي والرقصات اللي اجتمعت من عرضة واختلاف الثقافات عندهم لين مالتفت الاعناق لوضاح اتسع مبسمه وقت فهم مقصدهم وبدأت الطبول تقرع له هو خصيصًا كرقصة معروفه في قبيلتهم تكون الخطوات فيها وسيعه يكون بشته سلاحه وقت يحركه يمين وشمال ، بدأ يرقص باتساع تحت صراخ اصحابه وتعزيزهم لين مانزل دواسّ وفواز معه يليّها كل اصحابه وعيال ابو النوارس ..

بيت ابو العز ..

هي الان تحس انها متزوجه فعليًا توقيعها الاول كان مجرد خرابيش من طفله هي الان تحس انها بنت فعلاً فاهمه وعارفه وجايته بكل حسنها وجمالها ورقتها وانوثتها ، كان توقيعها وقلبها يرفرف وهي تشوف فرحة ركود وحضنه لها بارتياح لا يوصف ، طلعت لهم تنزف بين التهاني والتبريكات والأغاني وجلست جنب بنت عماتها وباقيهم وقت نطقت عناق : متاكدين نجد ماغيرها بنت فاطمة ! سبحان اللي خلق وفرق يساتر
نطقت بعدها ربى : معليش يبنات ابو العز لكنها غثيثه ياربي تقههر تنقص من كل حد شايفه نفسها مدري على وش
قاطعتهم حور : اسكتي انتِ وهي الحين نتأمل قمرنا بعدين نتفاهم
لتردف حسناء بمزاح : قمر لو سمحتي يوم عندنا ويوم عند وضاح
تراكمت ضحكات قمر تحت قول ثنوى : بروح اجيب بنت واتوحم عليك
ضحكت ربى وهي ماسكه ظهرها مردفه : بتروح تجيب بنت تحسبه من بقالة ابو سّلمة حبيبتي انا اعرف شي انتِ ماتعرفينه
تراكمت ضحكاتهم وهم يلتفتون لصالحة و نبيلة اللي يحيطهم الفل ويرقصون مع وردة ونوال ويغنون ببهجة ، تقدمت نجد لهم بحياء نطقت عناق : ياقلبي عسسل ويننا عنك انتِ تعالي اجلسي


ابتسمت نجد بحياء مردفه : انتِ والله العسل بعدين اخذوكم كلكم حسافه مابقيت وحده اخذها لاخوي
ضحكت ربى وهي تنطق : تراهم يسموني الخطابة ربى المساعدة الاولى لام بهجة انتِ بس اعطينا شروطك واجيب لك باضا شعرها طويل
كيف تراكمت ضحكات عناق وهي تردف : باضا شعرها طويل ياربي من ربى
بين نطقت حور وهي تضحك بشده : ولا تنسين نحيفه بس اردافها وساع
كيف انتشر الضحك بينهم تحت نطق حسناء : بنتك بتطلع مشوهه ربى
ضحكت ربى وهي تمسك بطنها : يارب سامحني بسم الله على بنتي
التفتتوا على دخول اليمامة اللي راحت لبنتها ونطقت باتساع : علامها عروستنا ساكته ؟
ابتسمت قمر وهي تنطق بضحكه : اسمعكم
ابتسمت ثنوى وهي تنطق بحماس : امانه اذا قال لك قصيدة احفظيها وعلميني مغرمه بقصايده
ضحكت قمر وهي تشير رأسها بالإيجاب..

عند الرجال
كانوا يتعشون وقت نطق مؤيد : ها يا هجان المفطح تلقاه بالعراق ؟
نطق هجان بضحكه : مارجعت الا علشانه تحسب علشان عيونك ذي
واكمل كلامه بتلذذ : الله منظر اشهى من فاتنة في الاسواق
نطق قصي بضحكة : ومن هذي الفاضيه تتمشى بالاسواق
التفتوا كلهم لبعض وقت نطقوا مؤيد و هجان بضحكه : شهلاء
ليردف راجد : هذيك فاتنة ؟ والله فاجعة وانت الصادق
التفت هجان لوضاح يناوله لحم مردف بهمس: تعشى ياعريس وراك ردح
كيف التفت له وضاح يضحك ونطق ركود : الضيوف قاموا وعادكم يا كبرها عند العرب قموا
نطق هجان وهو يتلذذ : الحمدلله وانا عراقي عاداتكم ماتشملني والله ماقوم
ليردف مؤيد : اي الحمدلله معنا عراقي مانقدر نقوم
وقف قصي مردف بعدها : مؤيد كان عنده شوية عقل جاء هجان وطار
ماكان من هجان اللي اردف : من كثر الحب
وسرعان مانطق ركود بضحكه : وينه مروان ماشوفه عند زهير وعيد ؟


تراكمت ضحكات مؤيد مردف : يدور زيت يطول الشنب
وبدأ يسرد اللي صار لهجان بحماس تارك الضحك بينهم التفت دواسّ الضاحك لوضاح مردف : علامه عريسنا ساكت ؟
ابتسم وضاح بضحكه مردفه : اسمعكم
،
عد الزواج على اتم وجه ، زواج يحكيّ عنه الحاضر والغايب من كرم وضيوف وكل شيّم العرب ..
كيف كان شّاد على يدينه رغم انه وصل لها خلاص ومازال الخوف ساكن قلبه ، التفت لخروجها على يمينها ثلاث ويسارها ثلاث من اخوانها ، ابتسم وكل مافيه يرتعش ، مشى معهم وقلبه يحسه يستمع ، كل خطوه يردد فيها "يارب" كانه خايف يصير شيء ، كان يتبادل اطراف الحديث مع اخوانها بهدوء ماكان اللي داخله قلب وده يطلع من ضلوعه ويتحرر في احضانها ، مجرد ماوصل البيت دخلت هي و التفت لزهير اللي نطق : مايحتاج نقول شيء اظنها واضحه
تراكمت ضحكاته وهو يردف باتساع : واضحه واضحه
التفت لركود اللي نطق يلتفت حوله : وين الباب اللي قال فواز بيعلقني فيه ؟ بعلقك فيه
ضحك بشّدة وهو يسمع كلامهم لين نطق : ياخي خلاص حلّوا عني كانها داخله حرب هج انت واياه بس
كيف تراكمت ضحكاتهم لانهم من اول يبون يقهرونه واستمروا بالكلام وقت نطق مؤيد : وحط ببالك انه لو ص.
قاطعه وضاح وهو يدخل باب بيته وينطق بعدها : اي اي فهمت صح لسانك في امان الله
تراكمت ضحكاتهم وهم يشوفونه دخل وقفل الباب مجرد ماوقف انتشر صوت طرقات الباب تنهد يلتف يفتحه شاف ركود اللي نطق : نسيت اقولها مع السلامة
ورفع صوته بعلو ؛ مع السلامة قمر
طلع وقفل الباب وقفل مايلتفت حتى وصله طرقات الباب فتحه وهو ينطق : ركود قسم بال
قاطعه ركود مردف ؛ ماقلت لك مع السلامة ، مع السلامة وضاح
اغلق الباب وبسرعه فتحه قبل مايدق ركود وشافه فعلاً بيدقه ونطق : والله يا ركود لاخذ ثنوى ثلاث شهور اعلمك ان الله حق
تراكمت ضحكات ركود وهو يودعه فعليًا واغلق الباب من بعده وهو يتقدم بخطواته ، كل خطوة يخطيها تنبعث فيها رائحة عطرها اللي تهلك كل خلية فيه وتبعثره وتشتته وانهلك وهو يمشي لين وصل باب غرفتهم وانتهت اخر ذرة صبر فيه وتبخرت ، رفع نظرة لتلك الملاك الذي تجسد على هيئة بشر ، تضم البيّاض اول مره يشوفها بالأبيض ،

توقع ماراح تلبسه لكنها كسرت كل شيء لاجله ، تقدم ونسى الكلام والاشعار والابيات والقصايد نسى كل شيء قدام حضرتها ، اقترب لين شاف الوجه المقمر ، جمالها العظيم العتيق المذهل ، حسنها وبريقها ، عيناها و جنتها ثغرها خصلاتها المهملة على وجهها ، طرحتها وفستانها الضيق وخصرها النحيل ونفشته الهادئة ، وقت عجز عن الكلام رفع يدينه الممسكه ببشته الاسود وهو يحضنها !
يشّدها من خصرها لاعماقه ويحيط بها ببشته ، ماكانت الحروف قادره تعبر وصار يردد بهمس " يامرحبا" ماكانه يعرف كلمه غيرها ، حضنها يداوي جروحه وبعدها يفرح بالدواء ، رفعها لروحه وتنهيداته تنسمع واكتظ قلبه بريحة عطرها واللي كان سبايب هلاكه ، ميل رأسه لكتفها بتعب من الطريق العثر اللي مشاه كل هالوقت ، من الانتظار ومن الحزن والهلاك ، من انه اخيرًا ضحكت له الدنيا بعد ماضحكت عليه سنين طويلة ، اليوم ممكن تقولي يا نفسي انك سعيدة ! يشهد على صدق قولي دقات قلبي الجديدة ، هو فعليًا كان في درب الهلاك وهي الملاك اللي ظهر له ، ابتعد عنها بمسافة بسيطه يترك النفس يحتويها ، تأملها عن قرب مهلك وردد بشاعرية صارت متمكنه منه :
" جت تداوي بالهدب جرح البارحة
جت وانا مابقى فيني صبر من البارحة
انثريني ، شتتيني ، اقلبي موازيني
انشلي و هدي الضلوع المتعرجة
اخلطي البياض بالبياض وناوليني
من الثغر العتيق نبيذ واروي روحي اليابسة !"

ضحك من القصيدة اللي طلعت منه بلا حساب وردد بعدها : يا مرحبا بلهفة الخاطر ومسراته ! خذيتك مرتين ، مرتين ولا يصعب عليّ اخذك ثلاثة واربعة وعشرة ، وابارك لك في كل مرة ، مبارك لليّل قمره ..!
ماكان عندها اي رد ولا كلمة خطرت ببالها الحين غير انها تحقق اخر بيت في قصيدته وتقدمت برقة العالمين اجمعين تقبل الثغر العتيق بثواني قصيرة وتبتعد عنه بهدوء ، ماكان هدوء على قلبه اللي اكتظ بشّدة وتفجرت شرايينه ، ماكان هدوء على قلبه ابدًا ، رمش بصدمه من الشيء اللي ماتوقع تبادر فيه ابدًا ، كان يتأملها ويراقب صمتها لين نطق : عيديها !







ابتسمت بحياء وهي تتمنى مخرج بس وين وهو محاوطها لهدرجة ونطقت : وضاح !
الكلمة الاولى اللي قالتها له وكررتها له شهور عديدة وعمره ماسمع شخص يقولها بنفس هالرقة ، تأمل حياءها اللي ساكنها من اول ما عرفها ويحبه حيل فيها كيف جمعت جراءتها بحياء ، الضد بالضد لا يجتمع الا عندها ابتسم وقت سمع صوتها ونطق : عيونه ؟
ضحكت وهي تردف بمزاح : ليّل ؟
ابتسم من ضحكتها الشجيّة واكمل : روحه ؟
ضحكت زيادة ونطق بعدها مكرر : مانسيت ترى عيديها
كانت تدور اقرب مخرج لاجل ذا قالت : قول قصيدة ثانيه واعيدها
على ظنها ماراح يقدر يعيدها ، لكنه سكت ثواني يحاول يتذكر القصيدة اللي كتبها امس ونيته يقولها لها وفعلاً نطق بعدها :
" كنتِ حلم واقف في حضن السراب
وانـا واهـم ما أدل درب الا الـسـراب
انتظرتك عمري كله انتظرت دكة خطاك
التمست بقربك فرحة ما عرفتها الاحزاب
ليه تأخرتي على الميعاد ؟ ليه تركتي قلب
بين ضلوعه يحترق مايطفي نيرانه اعراب
ردي الأمان لي ! ردي اخر مواعيد الغرام
اخر هدب غفا في حضنك ساعه ولا شّاب
ردي لهفة العمر العتيق ودمع عيّا لا يطيح
ورعشة هدب انقضت بين همس و اقتراب
تعالي بازدياد ، تعالي بغلوّ اغلي فيني وافرطي
لا تقلي مواعيد الهوى وانشري عبقك الغلّاب "

كانت تناظر له بصدمه ماتوقعت ولا واحد بالمئة يكون مجهز قصيدة ، بينما هو ابتسم بانتصار وهو يحاوط خصرها بيدينه ، ويستنشق اكبر قدر ممكن من رائحتها، تقدمت له تلبيّ طلبه مثل ما وعدته ، هالمرة ما سّمح تكون ثواني بسيطة هل المرة اخذ الكمّ الهائل من شوقه طول المدة اللي راحت وطاح عقاله وشماغه مثل ما طاح قلبه بحبها، هالمرة جته بكثرة وحييل ، كثرة مايستحملها قلبه ، اهلكت كل مافي وانهلك ، جتّه هي برضاها وارضته بعد ماتعطش عمر كامل من الجفاف ارتوى لين نبتت بساتينه ، ورضى عن الدنيا ومآسيها واحزانها ، رضى عن كل شيء وتهنى ليلة فيها وبحضنها ، بعبقها ولذة العسل في الثغر العتيق ، وانتصر بأسطورة الجبل الميت ..!
وليه عمره مالقى لبرده دفى الا دفاكِ ؟
وليه انا عينّي تشوف وما تشوف الا بهاكِ ؟



- انبسطوا ببارتات اليوم ، وهدو عليّ شوي يجماعه ماقدر اكتب يوميًا الواتباد يحتاج حدث كامل من ١٥ بارت اصبروا ولا تخافوا ماراح انساكم ❤️

Continue lendo

Você também vai gostar

1.1M 20.9K 54
الرواااايه منقوووووله اتمنى تعجبكم 💚. الكاتبه: أديم الراشد💛💛.
748K 15.4K 74
رسائل مهمله تحت وسائد سُرر السجون .. لِهيَب ، انا عود كبريت وحاوية بنزين.! انا لِهيب اقدار وطلقات شاردة انا بوابة جحيم ورأس افعى قاتلة أنا مُنهك...
5.7M 45.3K 83
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي .. تروي الحكايات ان الثغر معصية ( للكاتبه : طيش )
569K 33.2K 40
قصه حقيقيه لثلاثه ريحانات لكل ريحانه قصه مختلفه تأخذنا لنغوص في عالم مختلف