أسطورة الجبل الميت !

By s_rx1900

761K 15.6K 6.6K

هنا ، او هناك ، او هاهنا .. رملاً ، وصخور ، زهراً ، وحقول أُغنية مسير ، تخبط غريق ، ندأ بوسط الحريق ، حُلم زم... More

1
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٦
٣٧
٣٨
٣٩
٤٠
٤١
٤٢
٤٣
٤٤
٤٥
٤٦

٣٥

15.7K 313 112
By s_rx1900

نرجع للورى
عند ليل و قمره ..

مجرد ماودع راجد دخل بهدوء يقودّ اقدامه نحو غرفتهم متجنب الطريق الرئيسي لاجل مايصادف اليمامة ، فتح الباب بهدوء وقت التفت لتلك التي تمشط شعرها الطويل جدًا وتقريبًا الان اصبح كطولها ! ابتسم وهو يدخل بهدوء وقت التفتت نحوه باتساع اردفت : جابك الله ، تعرف تظفر ؟
عقد حواجبه باستغراب بعدم فهم تقدمت وهي تاخذ خصله من شعرها وتقسمها ثلات وتردف : اقسمها كذا وبعدها كذا وكذا نفس الموال حتى تخلص كل الشعر
اشار رأسه وهو يكمل : ماهقيت بيضبط بس تعالي
اعطته ظهرها ليحاول يجمع خصلات شعرها الكثيفه بيده ، حاولت تساعده لين قدر يبدأ بالبداية وحبة حبة لين ماصار الموضوع سهل ومجرد ما انهى شعر بالم بيدينه وهو يردف : وش قدرك عليه كل هالسنين ؟
تقدمت بهدوء وهي تاخذ شيء ثم ترجع له ويدها بظهرها ، عقد حواجبه باستغراب وسرعان ماظهرت المقص امامه مكمله : قصه لي !
كيف اجحظت عيناه بصدمه مشير برفض : مستحييل !






سكتت بهدوء وسرعان مابلعت ريقها مكمله : عهدت نفسي اني اقصه بيوم واتركه بنفس المكان اللي علق فيه ركود رأس الذئب ! ولانك قلت لي مره انك تحبه ابيك تقصه بالقدر اللي تبيه ، اساسًا بدأ يتعبني ومرده يطول ..
تنهد ومابيده حيله ودام هو بيختار لاي طول راضي اتم الرضى ، مسك ظفيرتها بيدينه تقريبًا الى تحت خصرها بمسافه ماكان هين عليه يقصه بس لانه صار لطولها وزياده صار متعب وحييل ، سمى بالله وهو يبدأ بقصه بسرعه وسرعان ماسقطت بيده الظفيره ، ابتعدت عنه ولأول مره تقصه بعد اللي صار ، فتحت شعرها ورغم انه طويل بنسبه للكل حتى انها تعتبر صاحبه اطول شعر بالقريتين لكنها تحسه قصيير حيل ، تعودت عليه يسابق بطولها شعور غريب وهو كذا ، لينطق باتساع وقت شافها تضحك وتدور : ماهان علي اقصه اكثر خليّه كذا
كانت الظفيره اللي بيده تعتبر طويلة حييل ، تقدمت بحماس مكمله : نرجع الاسطورة ونروح نخوفهم ؟
التفت لها وبجدية كرر : لا تهقي انه مسموح لك تروحي هناك فوق الخيل تخوفيهم محد يضمن هالمره مايشوفك حد ، سويتيها وانتِ قمر بس الحين انتِ زوجة وضاح عمري ما اسمح بشيء كذا ..!
كيف عقدت حواجبها برفض تام : وضاح لا ! انا برجع الأسطورة !
ليكرر من بعدها : ترجعيها معي نروح سوا اما لوحدك والله مايصير خير !
تنهدت وهي تاخذ الرداء الاسود اللي كانت تلبسه بايامها واخذت واحد ثاني مكمله : اجل امش ..!
وفعلاً من غير تفكير تقدموا للغيهب ركبوا مع بعض بعد ان غطا نفسه معهم ضرب الخيل وركض بعجلة تلحقه الذئاب غايتهم ومقصدهم قرية المسارح ، لأول مره تروح مبسوطه لان وضاح معها ، رجعت كل اللحظات ، الصوت والصراخ وعواء الذئاب والطرق على الحديد ، وهالمرة الصوت كان اشّد بوجود وضاح ، نشروا الخوف بكل شخص لمح او سمع ، انتشر صراخ كل من كان صاحي ، لين وصلوا للخشبة بوسط القرية واللي علق عليها ركود قلب الذئب ، اقتربت وهي تثبت الظفيرة بوحده من المسامير وسرعان مارحلوا بعجلة ..
مجرد ماوصلوا لدرب امان تراكمت ضحكاتهم بجنون ، وقت ابعد وضاح الرداء مردف : باخر عمري شغلتيني جني والعياذ بالله!







كيف كانت تضحك بشّدة من شكله وغضبه مستحيل يرضى تروح وحدها وانجبر يروح معها ، تقدموا لداخل بسرعه قبل مايشوفهم حد ، رمت جسدها على السرير بضحكه وهي تتأمل السقف ، استلقى بجانبها ويده على خلف رأسه ، داهمته بزيادة عطرها اللي اهلكه وحييل  ، كيف استلقت على جنبها الايمن ويدها بخدها ، التفت لها يستلقي على جنبه الايسر ليصبحا مقابل بعضهم البعض ، كيف كانت عيونه تتأمل عيونها ، وش له اساسًا غير التأمل ؟ غير سيل النظرات ؟ ماله شيء الا هي ولا قدر يكسب شيء غير العذاب اللي داخله من المسافه اللي يحسها حيييل رغم انها قليله ، نطق بهدوء وقتها : حسناء ولدت ..
كيف اجحظت عيناها بصدمه وهي ترفع جسدها العلوي مردفه : اسألك بالله !
اشار رأسه بالايجاب مردف ومازال على هدوءه : وجابت بنت سّماها قصي قمر الزمان على اسمك ..
كيف سكن الهدوء ملامحها ، واحد من اخوانها بعده يذكرها ! بعده يجدد ذكراها ، ما نسيت بقى من يردد اسمها ، ماتقدر توصف البهجة اللي سكنتها ، وسرعان ما استلقت نفس اول باتسّاع ، رفع يدينه لخصلات شعرها اللي داهمت طهر وجهها ، كيف كان يمرر يدينه على وجهها ، باللحظة اللي مسكت يده تتأمل عروقها نطقت : يدك شكلها حلو !
لأول مره يحب جزء من جسده اكثر من الثاني ، يده ! اللي عمره ما انتبه لها ولعروقها الشديدة الواضحه كوضوح الشمس ، ياحظ يديّ ، ليتني يديّ ! اغرب تمني تمناه ،
وقت نطق بهدوء : ليت لي قدرة اظهر عروق غير يديني ، كنت اظهرت كل عرق فيني عساه يكسب لمسّة يدينك ..!
ماكنت ترد على غزله الا بنظرات ونظرات ، الخوف يقف بينهم ، الرعشة والرجفة ، اغمضت عيناها بهدوء ومازالت على قرب مهلك منه ، استنشق اكبر قدر من رائحتها ، كيف مره تيجيه عطيّه تعطيّه لو حضن ومره تكون بخيله تبخل عليه حتى بنظرة واقفلت جفونها ..!
استمر يتأملها لين ماغفى بلا انتباه ..!

مع صلاة الفجر ..
انتشرت الشائعة كما البرق ، بث الخوف في قلوب كل من صحى لصلاة لان الحديث يتهاتف من حولهم ..
" حجمه صار كبير اختفى كل هالمدة ورجع اكبر ! "
" الراعي شافه وانهبل هج ولا رجع الا من ساعه "
" يقولوا في ضحايا ماتوا والله اعلم "
" رجعت الاسطورة وهالمرة ما اظن ناوية خيير "
" تهقون انها جن والعياذ بالله تعادينا ؟ "
لينتشر صوت ذاك الصبي بعجلة : ياشيخ ابو النوارس ياشيخ الحق شوف هالشوفه
كيف خرجوا كل الشباب والشياب وابو النوارس و اولاده باستغراب لين وصلوا لمكان الخشبة وتجمعوا كل اهالي القرية ، كيف كانت معالم الصدمه تتمكن منهم يتلفتون لبعض لظفيره الطويلة المعلقة ، كيف نطق واحد من الحضور : اظن انها روح بنتك ياشيخ ..!






الحديث يتهاتف من كل صوب ومن كل درب ، خوف ورعب انتشر حولهم لين تقدموا عيال ابو النوارس مع ابوهم للخيمه بعد ماداهم ابوهم تعب ، جلسوا حوله تتمكن منهم معالم الرعب لو يزداد الامر ومعالم الندم والحسرة ، وقت نطق ركود بعدم مبالاة وكانه غير مهتم : يا عيسى صب الشاي وجيبه
التفتوا له باستغراب غير مبالي ولا فيه اي ذرة ندم على الرغم انه هو اللي قتلها ! لينطق مروان يتأمله : شايف الوقت مناسب تشرب به شاي !!
رفع نظراته له ركود باستغراب نطق : ليه به وقت محدد نشرب فيه شاي وانا مدري !
ليكمل مروان بحده وغضب : اندم لو شوي حس بتأنيب ضميير جماد انت جممادد !!
كيف تراكمت ضحكات ركود وهو يقف ويناظر فيهم بحده مكمل : ليه اندم ! لييه قولي لييه ؟؟
اشار بيدينه عليهم كلهم مكمل بغضب : مين اللي عبأ رأس طفل على اختته !! مين اللي ناوله السلاح يقتتتلهها ميين ! والحين ندمتوا ؟ توه يصحى ضميركم ؟ من كثر ضعفكم محدن منكم قدر يقتلها ! انا اننا وحدي اللي رميتوا عليه الامر اننا وتبوني اندم ؟ انتوا اللي وجب عليكم النددم عن انفسكم الضعيفه وعني ما اعلنتوا موتها بس انتوا قتلتوني معهها !!
لينتشر صوت ابو النوارس بغضب وحده : خلاصص ! رخمه انا عندكم ترفعون اصواتكم بحضوري !!
باللحظة اللي طلع ركود بعجله وغضب تاركهم في نيران ندمهم الحارق ..

اثناء طلوعه وهو رايح للاسطبل قابل وضاح اللي كان جايّ يبيه ، تأمل وضاح غضبه ونطق باستغراب : علامك ؟
تنهد ركود وهو يمسح وجهه مردف : الظاهر قمر رجعت لاسطورتها وقومت القرية
اتسعت ابتسامة وضاح اللي نطق بضحكه : صارت أسطورتين الناس رقاد وحنا سرينا نخوفهم
كيف تأمله ركود بضحكه وصدمه : كنت معها !!
ابتسم وضاح مشير بالايجاب باللحظة اللي طلع ركود الظفيره مردف : قصت شعرها ؟





ليأخذها وضاح بقوله : اي انا جيت اقولك تجيبها لي زين وانت خذيتها ..
دخلها في جيب ثوبه وهو يكمل حديثه : المهم انا جيت اعلمك تراني طالع مع ابو متعب لتجارة وعلى هقويتي بطول اسبوع ولا اسبوعين بالكثير ، قمر واهلي بامانتك لا تنساهم وانا نبهت على قمر وانبه عليك ياويلك تروح بالليل تخوفهم من غير وجودي والله مايصير خيير ..
اشار ركود رأسه بالايجاب مكمل : تبشر ولا تبطي علينا
احتضنه وضاح يربت على اكتافه : سلم لي على راجد و هجان مالقيتهم تزوجوا ولا عاد خرجوا من ديارهم
مشى بعدها رايح لقمر يبي يودعها قبل يروح ..

عند بيت العمه نبيلة ..
كانت بالخارج بعيده عن البيت بشوي راحت للاشجار والغابات هناك تدور على الورود المناسبه لصنع العطور وخصوصًا نوع مايوجد الا بجبل الاموات ، كان معها الغيهب و الكائد بينما البارقة بقيت بالبيت ، كانت تتمشي بالوادي لين لقيت غزالتها واخذتها باحضانها ومن حولها الورد تفصل كل نوع بقماش ابيض وتغطيه لوحده ، لابسه فستان أسود يرسم جسدها العذب ، ناثره شعرها من حولها باتساع على وجهها طيف ابتسامه ، هبوب الرياح تداعب شعرها وكانها تتعمد لمس وجهها الطاهر ..
عند وضاح اللي مالقيها بالبيت تقدم للبارقة مردف : امشي وديني لقمر
وكان واثق انها بتفهمه وقت بدأ يمشي باتجاه الغابه ركضت البارقة ليضرب خيله بعجله راكضًا وراها لين وصل للوادي وعند قمر تحديدًا ، تلك الملاك الجالس على الارض وشعرها يسابق الريح ومن حولها نور لا يوجد الا بحضوره ، نزل وهو يربط خيله عند الغيهب وتقدم بهدوء متذكر بداياتهم اللي كانت هنا وهناك ، ذكرى و ذكريات لا ينساها قلبه ابدًا ..
كانت أندر ان تكون شيء ملموسًا ، كان محكوم عليه بتأملها فقط وحرمت على يديه لمسّها ، كان هذا عقابه بهذي الحياة ، ان يحرم من حرير جسدها ..
كانت ملفته وحييل للحد الذي يجعله بدلاً من ان يلقي التحية يتنهد ..!
التفتت للكائد اللي عواء وهو يركض ليحتضنه وضاح ، وقفت ببهجة لا توصف وقت شافته ، تقدم لها باتساع مردف : تبيني امنع زرع الورد لانه شغلك عن وجودي ولا انتبهتي لي ..!
ابتسمت بمرح يحبه حييل وهي تنطق بضحكه وهي تعلمه انها منتبه له من اول : شفتك من اول عكس الوادي ظلك ..'
ابتسم وهو يتقدم لها مردف بجدية لانه تاخر عن ابو متعب : جيّت اعلمك عندي تجارة ومضطر اسافر كذا اسبوع لا تشيلي هم ركود بيجيك بغيابي ..



كيف اختفت ابتسامتها تدريجيًا ، ترفض غيابه ترفضه وحيل ، البعد هذا يرهقها وحيل بعد ماتعودت عليه صار يخوفها ترجع بدونه ومن غيره ، كيف مد يدينه لشعرها يقربه لانفه يستنشق عبق رائحته المذهلة التي تحيطه ، همس بهدوء وممكن هدوء مرعب : ابدًا لا تفكري تطلعي تخوفيهم بغيابي يا قمر ، لو دريت ان ادمي لمح ظلك احرق الاخضر واليابس فهمتي !
كان ينبه عليها اكثر من مره لانه مدرك الغضب اللي راح يعيشه لو سوت شي بلا اذنه ، اشارت رأسها بايجاب مردفه : بتتأخر ؟
ليشير برفض بتأكيد مكمل : مب واجد ايام ان شاء الله وانا عندك ، توصيّ شيء ؟ تبي شيء ؟
اشارت رأسها برفض بهدوء مردفه : سلامتك
كان يتمنى لو الوداع ارقى ، كانت الاحضان تتواسع ، والاهداب تلتقي ، والايدي تتحاوط ، والخصر يضيق ، والقلب يتسّع ، لكن القدر حار بين رعشتها ..
تركها ومشى رايح لخيله لانه تأخر حيل على ابو متعب ، باللحظه اللي جاءه صوتها بعلو تناديه : ليّل !
التفت وقت شافها تركض له ، قبل مايستوعب اساسًا فتح يدينه حتى ارتمت تعانق نحره ، رفع جسدها بسبب فارق الطول الشاسع ، ماكان في لحظه ادراك ابدًا ، ماكان قادر حتى يستوعب اي شيء ، هالمره هو اللي ارتعش مب هي ، رفع يدينه يضيق على خصرها ويضيق على روحه يحضن روحه ، تمنى لو هاللحظة توقف فيها الزمن ولا يعديّ ،
حسّ روحه تطلع لسماء ، كانت أعبق رائحة سكنت جوفه ، استنشق كل نسمه تحمل عطرها ، قبلها بتكرار بعشوائية ، استغل كل ثانيه اللي كانت تنحسب من عمره سنه ، انهلك وتشتت ، جته بكثره مايستحملها ابدًا ، كثره هزت ضلوع الشجاع ، ذاك الجبل اللي عجز الريح عن هزه ، وينحسب له الف حساب بالعرب ، هز قلبه بنّيه ! وهزمت جنوده ، وكانت هذي الخسارة الوحيدة اللي خسرها برضى تام وراح لها بحدفه ، ورغم انها ثواني قليله الا انه منها انحسب عمره ، ابتعدت عنه بهدوء بسبب رعشتها  وقت ادركت فعلتها واللي سببها انها حسّت بفراق ، حسّته وداع غريب ماكانت تبيه يروح خايب الامال ، الحضن ذا كانها تذكره ترى باقي وعد هنا ارجع له ،











بقى شيء هنا لا تخليه ، تأملها مطولاً لحظتها لين مضى لخيله يركبه ، بعث نظره اخيرة نحوها حتى ضرب قدمه لينتشر صهيل الرماح راكضًا تارك ذاك القلب النديّ ، راح بعجل لانه يدري لو بقى مايقدر قلبه الرهيف يستحمل ، ممكن تقوده يدينه للهلاك ، واذا تمادى بتنتكس حالتها من الخوف، راح مثل المطر ومابقى الا البلل بثياب ، البلل اللي ماراح يجف ابدًا الا بعودتّه ..!

عند فواز ..
درى من وضاح تعب غدي وبلا تفكير راح عند ام بهجة اخذ منها كم دواء شعبي يعرفونه بايامها واخذ فيصل ومشى رايح لبيت العمة صالحه ، مجرد ماوصل رفع نظره للبنت اللي جالسه على الارض تلعب مع بنتها ،
ابتسم بهدوء ، اذا كانت هذي هي الأنثى ورقتها اللي كان عايش معها طول هالسنين مين ؟ كيف الله خلق وفرق ! اللي قدامه مايصنفها من البشر ابدًا هذي شيء خارج الطبيعة ، كان يتأملها بكثف لين ماقطع تأمله فيصل اللي ركض ينادي: غدي !!
كيف ابعد عينه ووده يقول تكفى يابني اتركني اتأمل ، رفعت على رأسها خمارها وقت انتبهت لوجوده ، تنحنح وهو يتقدم مردف : صبحك الله بالخير ام غدي
شبكت كفوفها بهدوء ورعشة مردفه : وصباحك ابو فيصل
التفتت بصدمه لغدي اللي ركضت لحضن فواز تردف : عمي فواز ..!
هذي اول مره تشوف بنتها بحضن رجل حتى ابوها ماحضنها ! كيف رفعها فواز باتساع لاحضانه يقبلها مكمل : هلا يبّه هلا !
قبلها وكيف انها تحبه من حنّيته عليها يوم الزواج ولطفه معها ، تقدم لليمامة وغدي بحضنه وناولها الكيس مردف : علمنا الطير ان بنتنا تعبانه هذا دواء من ام بهجة حطيه بكوب مع شوية مويا وشربيها على الريق تنور بكرا غزالة
ابتسمت بهدوء وهي ترد : كلفت على نفسك كثر الله خيرك ..
اشار برأسه وهو يردف : مابه كلافه واجبنا
نزل غدي ورغم رغبته بالبقاء بس ماعنده عذر ممكن يخليه يبقى ونطق : يالله يبه فيصل مشينا
كيف ناظر له فيصل ببراءة وطفولة اردف : يبّه بقعد مع غدي العب شوي
ليردف فواز برفض : لا يبه تعبانه ترتاح نيجيهم مره ثانيه
كيف سكن الحزن وجهه لتكمل اليمامة : اتركه يجلس انا عنده تنبسط غدي معه
تنهد ولا قدر يرفض اول طلب تطلبه ليشير باستسلام: امري لله اجل بيجي له المغرب





اشارت رأسها بالايجاب ليركض فيصل بفرح مع غدي ومشى فواز بعدها والحقيقة انه احلى عذر سكن قلبه لاجل يعوّد الزيارة ويردها ، مجرد ما انصرف التفتت لفيصل باتساع تقبله ، اسمه رجع لها ليالي سابقه ،
كيف هالعائلة الله زارع في قلوبهم حنّية لا تستوعب رغم ملامحهم الحاده احجامهم التي توحي بقسوتهم لكنهم عطوفين وحييل ، قسوتهم في المعارك اما قدام القوارير هم أحنّ الناس ، تأملته لين ما ابتسمت وهي تاخذه بيد و غدي بيد تمشي معهم تلاعبهم ..
في بيت ابو العز ،
محد قادر يوصف فرحته ، اخذت حفيدته كل الحب وكل الدلع محد يقدر يكون مكانها ، صار مايطلع من البيت بس عندها ، يمسكها بيدينه يلاعبها ويغني ويرفعها لفوق ويوزع قبلاته مردف : يازين هالريحه زيناه ..'
كيف كانت ثنوى تكنس الحوش وتبتسم على صوت ابوها باللحظه اللي دخل فواز مردف : ثنوى معليك امر جيبي كم لحاف وحطيه بغرفه وضاح بيجي ركود و قصي ينامون عندنا الليلة
أخفت ابتسامتها من طاري ركود بهدوء وهي تردف : تبشر
وبالفعل مشت تاخذ كم لحاف وهي تدخل غرفه وضاح ، تقدمت وهي تفرش بالارض باللحظه اللي تقفل الباب التفتت بفزع للي كان واقف ورى الباب ، مجرد مالتقت عيونه بها وبشعرها اللي انهمر على وجهها وقت فزعها ، كان اللحاف وسيلتها الوحيده وهي تردف : حسبي الله على ابليسك
كيف تراكمت ضحكاته على شكلها وهو يحاول يكتم صوته مردف وهو يتقدم لها : انا ودّي يوم بس ايجي وترحبيّ فيني
كيف لفت اللحاف عليها وهي تنطق بغضب : انت تعال قبل من الابواب زي الناس وبعدين نتفاهم
كيف اشار للباب اللي بالغرفه بحيث ان غرفه وضاح فيها بابين واحد داخل وجت هي منه وواحد برا وجاء هو منه ليردف : واللي وراك هذا وش !
كيف نطقت ومازالت بغضبها الحلو وحييل : هذا باب حتى ابوي مايدري عنه تعال من الاساسي





كيف اختار يعاندها وهو يتظاهر انه بيطلع من الباب اللي هي جت منه : طيب انا الحين رايح له وايجيك منه
تقدمت له بعجله تردف بتكرار وخوف : لالا ابوي وفواز بالحوش والله نروح فيها
تراكمت ضحكاته وقتها باتساع مردف : اجل وش يرضيك؟
سكتت بهدوء وشيء واحد هي تتساءل فيه من وقت وهو عارف ايش ليكمل قوله : ان كان اللي ببالك لا تشيلي هم كل شي بتفهمينه ثنواي بس شوية وقت هذا طلبي الوحيد
لتردف واخيرًا بقهر من كمية الاسئلة التي تحوم بقلبها : وقت لاجل وش ؟ لاجل تستوعب انتِ تبيني ولا لا وتتأكد قلبك بعده مستمر ولا لا! الوقت اللي تقصده كان يسعني اقبل فيه كل من جاء !
كان في اعلى مراحل صدمته انها تهقى ان الوقت لاجل يتأكد من شعوره ، يتأكد من قلبه ! ممكن هو مايلومها على زعلها منه بس تساؤلاتها كيف تتجرأ تساءل هالسؤال وفوقها تقبل مين ! تقدم بهدوء يتوارث غضب وضاح مردف بعدها : اي قلب ؟ على هقويتي انه بين يدينك من سنين انتِ اعلم بشعوره مني !
لتنبعث منه نبرة غيره تليّها حدة صوت : من تقبلين ! ثنوى لا تلعبي باعصابي والله اهبل فيكم واحد واحد !
كيف شافت غضبه واللي اساسًا دليل قوله " ثنوى " لان بالعاده مايناديها الا " ثنواي " ومايغيره الا الغضب ، نطق ومازالت عيونه عليها رغم شرارة احمرارها : نعطيك الجواب بوقته
وقت حسّت انها طولت ممكن حد يجي نطقت : خلاص روح قبل مايجي حد
تقدمت وهي ناويه تطلع من الباب اللي جنبه ومد يدينه بهدوء نفس حركته المعتاده وهو ينطق يتأملها بنبرة تعرفها حييل ؛ اهربي بنشوف بعدين كيف تقدري تهربي مني..
وابعد يدينه تاركها تطلع ومن ناحية يلوم نفسه انه ترك كل هالتساؤلات بقلبها ومن ناحية يحز بخاطره انها هقت فيه هالهقاوي ..!





بينما عند ثنوى اللي طلعت تحسّ قلبها بيطلع من قفصها ، ترتبك عنده حيل وتقول اي شي من غير انتباه ، ماكانت تنلام لانه تركها بلا خبر ما وضح اي شيء ،
وكلام اللي حولها صار متعبها ، دخلت بسرعه عند حسناء وقت شافت حريم من القريه عدلت وجهها تبتسم وهي تتقدم مع حور تساعدها باللحظة اللي اخذت الطرح مع اكوابه تتقدم تعطيهم وصلت لام معين اللي نطقت لانها متحسفه تبيها لولدها : بسم الله عليك يابنتي قمر مصور ينخاف ياخذك قتّال اخته ..!
كيف ارتعش الطرح بيدها بصدمه وقت اكملت ام معين كلامها : دريتوا بقصص قرية المسارح الله يجيرنا ينقال جن متلبسه بشكل اخته جايه تنتقم فضائل قول هو الله احد حق الضعيفه مايروح ..!
كيف كانت ثنوى واقفه بمكانها ماتحركت حتى من شّدة ارتعاش يدها وصوت الفناجين تتضارب تقدمت حور تاخذ الطرح من يدها وهي تسحبها وقت طلعت ثنوى بهدوء من غير اي رد عليها متجه لغرفتهم ، مستحيل ركود يقتل كان مشكوك فيه بفيصل وظهرت براءته بس قمر ! ليه نسينا عنها ! اذا ماقتلها كانت الحين حية بس هي ميته معقوله ! انهمر الدمع من عيونها بسكوت يرهقها التفكير والتساؤلات اللي مالها اي اجابه والموقف اللي انحطت فيه ، كيف كانت تمسح دموعها من وجهها الطاهر تحاول مقاومة رعشة شفتيها التوتيه لين مابكت بشدة وبصوت باللحظة اللي دخلت حور ركض وهي تجلس وتحتضنها وتسمح لها بالبكاء ..

على قرب المغرب ، تقدم فواز لبيت العمه نبيلة وهو ياخذ ولده وهالمره الفرصه ماسمحت له يشوف اليمامة ابدًا وهذي خسارته ،
مشى بعدها راجع لبيته وقت صادف قصي و ركود داخلين لغرفه وضاح ودخل وهو ينطق : انا غلطتي بدنيا يوم خليتكم نسايبنا محدن يعطيكم وجهه ماصدقتم على الله وجيتوا تناموا عندنا ماعندكم بيوت انتم!
تراكمت ضحكات ركود اللي نطق وهو يرفع مفتاح غرفه وضاح : والله معطيني مفتاح مب معطيكم يعني الغرفه لي وله انتم الغراب مب انا
ليردف فواز بصدمه : اعطاك مفتاح وعيّا يعطيني الخسيس خلّه يرجع بس




تراكمت ضحكات قصي وهو يردف بشوق : خذ لي طريق بدخل لعيالي
اشار فواز رأسه بالإيجاب وهو يتقدم لداخل البيت يتأكد الغرفه مافيها الا حسناء ويعلمهم بقدوم قصي

عند حور اللي كانت مشغول بالها حييل على ثنوى وطول الفترة الفايته تنام عند اهلها و هجان صار متضايق من هالبعد وهم ببدايتهم لكنه عاذرها لاجل ذا ماقدرت تبقى عندهم زياده وقالت بتنام ببيتها اليوم وفعلاً راحت مع هجان للبيت وقت نطق هجان محدثها : تو احسّ بحياة بالبيت ولا من ايام انا والبيت في عداد الاموات
ماردت عليه لانها سرحانه تفكر باختها وهل فعلاً قتلها ! ومانتبهت اساسًا انه يتكلم لين جاء لعندها ناطق باستغراب : وش شاغل بالك صار شي !
التفتت له باستيعاب وهي تبتسم مردفه : ولاشيء ، قلت شيء ؟
اشار رأسه برفض وهو يتقدم لسرير مكمل بعدها : ماقلت شيء ..
عرفت انه متضايق وتقدمت له بهدوء تخلخل يدها في خصلات شعرها الفحميه  وتتأمل عيناه البغدادية نطقت بعدها برقة : زعلان مني ؟
ليتأمل رقتها وحسناءها الطفولي الجميل حييل ويضعف زي كل مره امامها : حشى هالقلب يصيبه زعل منك بس الظاهر ماصار لنا مكان بالعقل وتنشغلي عني !
تنهدت وهي تجلس بجانبه مكمله : صار شي مع خواتي وانشغلت افكر فيه ولا انا بحضورك حشى يصيبني نقص انتباه ..
ابتسم بهدوء ولا تضايق اساسًا ولاشي لانه عارف انه في شيء صار ودامها ماتبي تقول اجل تحله بينها وبين خواتها ، اخذت الكتاب اللي بجنبه وهي تكمل بعدها باتساع وطلب رقيق : اقراء لي !
ابتسم وهو يعدل سدحته ويفتح يدينه لترتمي في حضنه باتساع وقت حاوطها بهدوء وقبل ان يفتح صفحات الكتاب كان يتأملها نطق بعدها بهيّام : لم أكن اعلم ان امرأة قادرة على ان تتجسد على هيئة بلاد ، كل مارأيتك عدت لموطني ، انتِ عراقيّ ..!
ليكمل بعدها بهدوء : هذا اللي قلته وانتِ سرحانه
ابتسمت باتساع وهي تخبي وجهها بصدره بحياء ، قبّل جبينها وهو يفتح الكتاب ويبدأ يقرأ من اخر مره وقف عندها ..







اما عند الغزالة والفهد ..
تقدم بيده اغراض جايبهم من عند العمه صالحة ودخل وقت انتشرت حوله رائحة البخور ، اتسع مبسمه وهو يتقدم يضع الغراض ويدخل يدور عليها بنظراته ، شافها بغرفتهم وكانت منشغله بتفتيش الرمح والقوس اللي تاركهم ، تحاول تعرف كيف يستخدم وشكله وتدقق فيه ، ابتسم باتساع وهو يتقدم لها باللحظة اللي انتبهت له ابتسمت ببهجة وهي تكمل : رحت عند عمتي صالحة؟
اشار رأسه بالايجاب مردف : وجبت اغراض موصتهم لك
اتسعت ابتسامتها وهي ترفع القوس امام نظراته مردف بنبره زعل ؛ كنت بتقتل الغزالة بهذا ؟
ليردف وهو يتقدم لها يضيق المساحة عليها : لو ما عارضت طريقنا غزالة اكبر خطفت نور باقي الغزلان كنت قدرت اصيدها
تراكمت ضحكاتها وهو يرفع يده يبعد خصلات شعرها عن وجهها ويتأمل عيناها اللي صار الكحل ملازمهم واردفت : كفو عليها الغزالة الكبيره حمت الصغيره ولا كانت الحين عشاء للفهد
رفع ذقنها بطرف انامله مردف بعدها بعشق مايسّع جوفه : والله لو يعبر قدام الفهد قطيع غزلان ماهز كيانه و رمحه غير غزالة وحده ..
ماكانت متصوره ان هالكلام ممكن يطلع منه مب بس ذا طوال الفتره الفايته مغرقها حب و غزل ماتوقعت يصدر من هذاك الصامت كل ذا ، حكمت عليه مسبقًا وطلع عكس كل شيء ، طلع المغرم الهايم فيها وعيشها احلى مما كانت تتمنى ، احتواها بحضنه وقت شاف الحياء تمكن منها ولاجل يمنع يدها تتمركز بوجهها تغطيه بحياء زي عادتها ترك صدره يغطيه برضى تام بالقرب اللي تمناه وكسبه ..!

اما عند قمر الزمان ، طول هالليالي الفايته قضتها تخوف اهل القرية ، كان طبعها التمرد وللاسف تمردت على كلام وضاح وماسمعت كلامه رغم تنبيه ركود وقت قال " و الله يختي الجحيم ولا غضب وضاح " ممكن رقته معها خلتها ماتتخيله ابدًا عصبي ، ولا اهتمت لكلامه وهي تطلع كل يوم وتخوفهم ، كل يوم ! من غير اي خوف ، زادت الخوف في قلوبهم للحد اللي صاروا محد من اهل القرية يطلع بالليل ابدًا ، نشرت الرعب بكل اركان المكان ، فازت عليهم وخسرت عهدها مع وضاح..!



مرت قرابة اسبوعين بهدوء تام عليهم ماغير اشتياقهم لوضاح ، واخيرًا عودّ الغايب لبلاده ودياره ..
وصل وهو يدخل جوانب قريته ، قرية العود تحت ترحيبات كل من شافه ، تقدم لخيمة ابوه وقت قام ابو العز بعزته وشوقه لضناه : هلا ومرحبا بولدي هلا بلهفة الخاطر
اتسع مبسم وضاح اللي اشتاق له وحييل وهو يتقدم يحتضنه ويقبل يدينه ورأسه مردف : هلا بابو فواز وشيخ الشيوخ
اخذ اخباره وشوقه وهو يردف : وش عاد صار معك بتجارة ؟
اتسع مبسم وضاح بنبرة ثقة : خذيتها اجل احط شي برأسي ولا اخذه ؟
كيف تراكمت ضحكات ابو العز لانها فعلاً كانت تجارة ضخمه دخلها .. اثناء دخول فواز تقدم يحتضنه مربت على اكتافه بشوق تليّه ركض فيصل ليرفعه مقبله مرارًا وتكرارًا ، بعد الاخذ والعطاء طلع لانه تعبان من الطريق ومشتاق حييل لقمر واصحابه يبي يشوفهم ، وقت طلوعه التفت لقدوم هجان و راجد ابتسم بشوق يحتضن كل واحد منهم وقت نطق راجد : تسافر ولا تعلمنا ! كنا خاويناك ..
ليردف وضاح بعدها : انتم طلعتم من بيوتكم قبل لاجل نشوفكم ؟
ليكمل هجان باتساع : مب علشان اغيب عنك ٢٣ ساعه تروح ولا تعلمنا !
ضربه بمزح وضاح على اكتافه ومشى بعد العطاء رايح لقرية المسارح عنده كم شغلة مع ركود ومشى لرماح اخذه رايح لهم..
اثناء دخوله صادف المارين والكلام بينهم مسموع وقت نطق واحد منهم " على هرج ابوي احتمال نطلع من القرية معاد بها امان شكلها مسكونه "
ليردف الاخر " مجنون انت اطلع اقولك لمحتها ان كانت قريتنا مسكونه فهي مسكونه بملاك مب بجن عليم الله شفت شي عجبب عجبب "





كيف ميل خيله نحوهم بتساؤل اردف : وش صاير هنا !
التفتوا له ليردف واحد منهم : توك جاي من السفر ؟ والله عجب وعجايب صاير الأساطير من كل حدب تتهاتف اسبوعين مانام حد مرتاح من اصوات الجبل
ماكان من الثاني الا القول : اللي قال الجن يخوفون كذاب شفت انا من يرد الروح
كان احد صبّ عليه ماء حار يحرق جسده لان قلبه احترق اساسًا ، اسّودت الدنيا بعيونه ، احمر وجهه بشّده وهو ينزل من الخيل متقدم له يحاول جاهدًا يمسك اعصابه : وش شفت !
كيف عقد حواجبه باستغراب من شكله ومن الخوف اللي تمكنه : ماشفت واجد عند الوادي لمحت شعر طويل ووجه ينير بظل
ماكمل كلمته بسبب الضربه اللي جته بغضب على وجهه نزف منها طرف فمها وهو يسقط على الأرض بشّدة بعدم استيعاب ، كيف بدأ يزحف للخلف وقت تقدم له وضاح ينطق بحدة : وش شفت !!
ليكرر بخوف تملكه وسكن فيه : ماشفت شي ماشفت شي
وبسرعه زحف ثم وقف هاربًا قبل مايموت على يدينه ، التفت للباقين اللي انصرف كل واحد منهم بخوف وعدم فهم ، ماكان شايف لا اللي قدامه ولا اللي وراه ، كانت معالم الغضب تتمكن منه ، العصبية المخيفه ، وقت ركب خيله مغير اتجاه لبيت نبيلة ، رغم طول المسافه وصل بوقت قصير من شّدة سرعته وهو يضرب الخيل ، ماكان قادر يستوعب ان كلامه انعصا ولا تنفذ ، فوقها شافها حد او لمحها ! كيف تعارضه كييفف !!
مجرد ماوصل نزل تارك خيله ماربطه حتى وهو ينادي قبل دخوله : قمممر يا قمرر !!
دخلت اليمامة وهي تاخذ بنتها وتقفل الباب باستغراب من علو صوته حتى وصل لها فتح الباب بقوة دلائل انه دخل البيت ، اتجه بجنون لغرفتهم فتحها بقوة وقت شاف قمر اللي كانت طالعه اساسًا وقت سمعت صوته ، كيف اغلق الباب خلفه يشد على اسنانه لين حسّ بصوت يصدر منها ، كان لازم يتأكد قبل كل شيء لاجل ذا نطق يحاول يتمالك هدوءه : طلعتي بالليل للجبل ولا لا !











كيف كانت اول مره تشوفه كذا ، اول مره تدرك كمية الغضب الموجودة بعيونه ، عيونه اللي ماكان يصدر منها الا كل امان هذي المرة الاولى اللي تحسها نيران ، الخوف اللي تمكنها خلاها تنطق : اي
كيف اغمض عيونه ومازال مستمر بهدوءه : كم مرة !
شافها ساكته ثواني عديدة كانت كفيلة بفقدانه لسيطرته ليعتليّ صوته بصراخ وغضب وهو يتقدم لها : كم مرة قلتتتت !!
اغمضت عيونها بخوف ماتوقعت تشوفه كذا ابدًا ونطقت برعشة ؛ كل يوم ..!
كانت الصدمه تتمكن منه مب مره ولا مرتين لا كل يوم ! يعني اكثر من ١٤ مرة ! فعلاً انجن وهو يبتسم بضحكة لين ما انقلبت ضحكته لحدة وعصبيه وهو ينطق بتعجب : كل يوم !
تليّها صرخاته بالمكان : كل يوم يابنت مهدي كل يوم !!!
كل ماحوله تحول لدمار شامل ، كل ماهو قدامه اما رماه على الجدار ليتهمش لاجزاء مثل اكواب الشاي، اما دفعه او سحبه او هد جوانبه هد ، وهو يكرر بالمكان بصراخ : ليه كلاميي ما يمشي بهالبيت ليييه !! كم مره قلت لك لا تروحي كم مره !! وفوقها لمحك حد !! حد شافك !!!
انهمر كل ماحولها من زجاج وخشب وقماش وكل شيء وهو يكرر بصراخ : ليه تثنين كلامي لييييه !! هذي هقوتي وثقتي فييك هذي تاليها !!
هدّ المكان وهي واقفه بمنتصفه بلا حراك ، واقفه فقط مب قادره تخطي لو خطوتين ، تتأمل بقعه وحده وصراخه من حولها والدمار بجانبها ، ماتوقعت ولا واحد بالمئة تكون ردة فعله شديده لهدرجة ، ماتوقعت ان ممكن بيوم تخاف منه ! تخاف منه بشّدة ، يرجع لها ذكريات تخطتها بقربه ، نظرات المّلامه بعيونه والحسرة ، مثل اللي هقى هقاوي وخابت كل هقاويه ، مثل اللي وثق ورجع بحسرة ، كان واثق فيها حييل لدرجة ماشال اي هم كيف تخيب ظنه كييف ! كل اللي حوله ذاق منهم خيبة الهقاوي بس اشدها كانت الخيبة منها ..
لولا طرقات الباب من العمه نبيله وهي تنادي : يمه وضاح وش صاير !
فتح الباب وهو يطلع بعدها لانه متاكد لو يبقى ثانيه هدم اعمدة البيت ، طلع بغضب يتبعه صوت ضرب الباب ، باللحظه اللي رفعت قمر يدينها لاذنها تغطيها بصدمه وهي ترتعش جلست على ركبتها باللحظة اللي تقدمت اليمامه لها وقت شافتها ترتعش وتبكي ، بشّدة وخوف تملكها من مصدر امانها الوحيد واللي كان اللي جرى بسبب تأمرها على قوله غير مدركه عصبيته .،

بينما عنده طلع بعجلة على خيله يركض به بعصبيه مغير اتجاهه لمكان بعيد عن بيته واهله وكل اللي حوله بقهر يتمكن منه كل مايتذكر كلام ذاك عنها ..
" سنين وهو يزرع الزرع ويسقيّه بدمعه ، وباللحظة غضب أحرق حصاده كله ..! "

Continue Reading

You'll Also Like

750K 8.4K 75
هي عدة معارك استمرّت لسنين طويلة، حيث كانت كل تلك المعارك في سبيل الحُب، حيث يستمر بطل الرواية في خَوض معاركه باحثًا عن انتصار يُمكّنه من نَيل معشوق...
169K 3.1K 54
الروايه منقوله 🌟 "للكاتبة : دم حبيبي يرويني"🌟
1.4K 59 11
#-الجزء الثالث من "و على اراضي الديره التقينا" ---- عندما تهرب "فانيسيا" من بطش عائلتها و تجد امامها شابًا عربيًا كان في اوج تخرجه و العوده من بعثته...
1M 72K 55
تدور أحداث القصة حول قصة حقيقية... عن (فتاتين) كان عمل عائلتهما خارج القانون.. تنقلب حياة رنا رأساً على عقب بعد انفصال والديها وتتعرض لعدد من الحوادث...