أسطورة الجبل الميت !

By s_rx1900

616K 11.6K 5K

هنا ، او هناك ، او هاهنا .. رملاً ، وصخور ، زهراً ، وحقول أُغنية مسير ، تخبط غريق ، ندأ بوسط الحريق ، حُلم زم... More

1
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٩
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٥
٣٦
٣٧
٣٨
٣٩
٤٠
٤١
٤٢
٤٣
٤٤
٤٥
٤٦

٢٨

9.9K 224 107
By s_rx1900

قالت لي ان فيصل مقتول بعدها بيوم جاء فهد وزوج اليمامة على خويّه اللي ماندري من هو ووين دياره ، وسافر فهد واليمامة اخذها زوجها بنفس اللحظه ، امي ماشكت بشيء ولا كان في بالها ان ممكن زوج اليمامة قتل فيصل!

كيف كان يراقب معالم وضاح اللي كل ماهي تنصدم اكثر وتحمر لدرجه نطق ركود : وضاح تبي ماء ؟
الا انه اشار برفض واردف : كمل
تنهد خالد اللي بدأ يكمل : ولا انا كان في بالي اي ذره شك ان لهم دخل ، جلست عند امي كم شهر ورجعت استقريت عند اهل زوجتي ، بعدها بسنتين جاني مكتوب من فهد ، كان يعتذر مني ومن امي ومن اليمامة لانه جبرها تتزوج قاتل ، علمني انه صابه مرض وانه على حافة الموت ، وطلب مني ازوره يعلمني اللي جرى ويشهد الله ماجلست ثانيه بالبيت ورحت له ، لكن راح لامانة ربه قبل ما اوصل له ، جبت المكتوب معي ولا شيء فيه يدل على القاتل الا حاجتين ، الاولى انه تزوج اليمامة بسر يعني محد من اهله يدري ان معه زوجة والثانية انه عايش في القريتين وبينكم ومنكم وفيكم ،
كيف بدأ جسد وضاح يرتعش من ان فكرة موت اخوه مدبره ، وانها ماكانت صدفه وان الامر مخطط له مسبق ، وقف وهو يدور نفس المجنون وينطق بتكرار : يعني اخوي ما مات صدفه ! مات بتخطيط ! والوحيد اللي يدري بموته ميت ! ميت !
كيف وقف وهو يهجم على خالد ويسحبه من ياقة ثوبه بتكرار : ليه ماعلمتننني من اولل ليه اختفيت بلا حسّ ولا خبر ! وتوك جاي وليت جايب معك شي نستفيده اجل اخوك مات !علمني وش نسويي الحين وشش !!



كيف سحبه ركود وهو يمسكه من فكه بكلتا يدينه ويردف : اهدأ وضاحح اللي عرفناه احسن من جهلنا دام اختهم بعدها حية إذًا بقى امل نعرفه
ابتعد وضاح وهو يمسح وجهه وينطق بعدها بعجله : عمتي نبيلة تدري بذا !
الا ان خالد اللي تمكن منه الندم نطق بعدها : لا ماتدري وهذا السبب اللي ماخلاني اقول لاحد ماكنت ابي امي تدري بفعل اخوي وان بنتها متزوجه قتّال
ليردف وضاح بغضب وقهر منه : بسبب ذا هربت مثل الورع ولا سألت حتى عن امك ؟ خلك من اخوي وقصته كيف هان عليك امك ؟ كيف مافكرت حتى تسلم عليها؟
ماكان من خالد اي رد واستمر بسكوته وندمه باللحظة اللي التفت وضاح لركود وهو ينطق بغضب : وانت مالقيت الا تسافر باليوم الا ذكرت لك السفر ؟ كيف تروح من غير ماتقول لو كلمتين ؟
ماقدر يستحمل وهو يقوم له كان الضرب طريقه الوحيده لتعبير عن غضبه وشوقه له ، تصدأ ركود ضربه وهو يعطيه كل الحرية بضرب ويضربه بعد ، كيف وقف خالد بصدمه منهم نطق : استهدوا بالله ماتنحل مشاكلكم انتوا الا بضرب !
كيف نطق ركود ضاحكًا : لا تشيل هم حنا نفهم بعض روح لامك بس
تنهد خالد وهو يرفع اكتافه بقله حيله ناول وضاح المكتوب ومشى تاركهم ، باللحظة اللي نطق وضاح وهو يّعود لضربه : تدري انت وش صاير بغيبتك ؟ انطبقت الارض على سماءها
ابتعدوا عن بعض بعد ان تعبوا ويلتقط كل واحد منهم انفاسه ، رمى عليه وضاح علبه الماء ليشرب ، شربها وهو يعدل شماغه اللي طاح ونطق بتساؤل: وش صاير؟



ماكان من وضاح اللي يتنفس بعلو الا القول : زوجة اخوك حامل وفواز مسحور و راجد خطب وعيّاش
لكن قاطعه ركود اللي اعتدل بجلسته بصدمه نطق : اصبر خبر خبر لا تصدمني كذا علطول ، اخوي من اخوي ؟ تكفى قول مؤيد
ماكان من وضاح اللي ضحك باستهزاء: ليته مؤيد الا المصيبة الكبيرة قصي ! اسأله انت عنده العلم
كيف اجحظت عيناه بصدمه مب مستوعب متى قصي التقى بزوجته ونطق بعجله : وسحر وش والعياذ بالله
تنهد وضاح اللي تذكر عناء أخوه ونطق : سحرته عديمه الدين زوجته ضدنا
ماكان من ركود اللي يتأمل بصدمه الا ان يردد : يساتر يساتر وعسّاه طيب الحين ؟
اشار وضاح راسه بالايجاب باللحظة اللي اكمل ركود كلامه بانذهال : راجد ماغيره خطب اسألك بالله بنت من ؟
صح ان وضاح يدري ان ركود كان خاطب ثنوى بس ابدًا مايدري انه يحبها صعب على ركود يقوله احب اختك! كبيره عند العرب محد كان يدري الا راجد ، بينما وضاح يحسب السالفه مجرد قسمه ونصيب ، ونطق بغير اهتمام للعاشق اللي امامه : اختي
كيف هدأت ملامحه باستغراب نطق بتساؤل خايف : الصغيره ؟
كيف اشار وضاح رأسه بغير اهتمام لرعشة ركود : لا الوسطانية
مايدري كيف ارتعش جسده ، كيف انتفضت يده ، كيف تدفقت الدماء بجسده بحراره وسرعه ، بدأ جسمه يحتر وجبينه يعرق ، كييف ! كييف ! راجد وهو يدري بحبه ! يدري اني احبها ! كيف قدر ياخذها مني وهو يدري اني حرمت نساء الكون كلها بعدها !
كان يحاول يتمالك نفسه مايبي وضاح يدرك بشيء مايبي يفضح سره ، اغمض عيونه يهديّ انفاسه رغم عدم قدرته ، نطق بعدها وبنبرته تتضح الغضب : وايش باقي من المصايب ؟


لاحظ وضاح نبرته بس جاء بباله بسبب الصدمه ، تنهد وهو يطلع من جيبه الرصاصتين ، ناولها لركود بسكوت ، كيف قلبها ركود بيديه باستغراب ليه نطق : مب كانها من نفس السلاح اللي انقتل فيه فيصل ؟
اشار وضاح رأسه بالايجاب وهو ينطق بعدها : لقيتها عند عيّاش ..
وكان هذا الخبر الصادم على ركود اللي خلاه ينطق بنبره علو : ايش !! عيّاش !
كيف وقف وضاح اللي بدأ ينفعل كانه اول مره يشوفها : اي عيّاش ماقدرت الحقه ولا اسمع منه اي كلمه خاف مني وهرب ، وانت وينن كنت وينن كنتت يوم المصايب تتهاتف علي من كل صوب وين كنتت ، انت بنفسك قلت لي بنحل كل شيء سوا ليه مالت خطاويك بنص الطريق..
ماكان من ركود اللي انتشر صراخه بغضب منها لخطبة راجد ومنها من ملامة وضاح : انت قلت لي ابي دليييل انت كل هالسنوات تبي دلييل وهذا انا كنت بكون ضحية غرق سييل لاجل دليل واحد يبرد خاطرك
كيف عقد وضاح حاجبيه وهو يردف : كنت عند مجرى السيل ؟
كيف نطق ركود اللي تذكر كيف كان يحاول يساعد اللي غرقوا وكان ممكن يطيح معهم لولا ستر الله ونطق : والله اني كنت بكون ثامن الغرقى لولا رحمة الله
ماكان من وضاح اللي نطق بعدها بعتاب : لييه لييه ماقلت لي نروح سوا ؟ ليه رحت لوحدك ؟
ماكان من ركود اللي نطق بعدها : نلقى قتّال فيصل سوا بس مب قبل ماتعرف اني بريء وانه مالي لي علاقه باللي صار ..
كيف استمر سكوت وضاح لينطق بعدها ركود : ماراح الومك على ملامتك لي طوال هالسنين الحين لان وجود الرصاصتين عند عيّاش رجع التهمة لنا ، وكلام خالد انه تزوج اخته بسر هذا يعني انه ممكن يكون واحد منا متزوج ولا ندري عنه ويمكن من اخواني بعد، بعد مانعرف من هو انا وقتها الومك




كيف تقدم له وضاح اللي نطق : بعد ما نكشفه انا بفتح لك ضلوعي اطعن لين ترضى ، بس نكشفه سوا هالمره ماتتصرف من رأسك ابدًا
اشار ركود رأسه بالموافقه ، كيف مشى وضاح وهو ينطق : امشى ندور على عيّاش
ماكان من ركود اللي نطق بصدمه : استهدأ بالله الحين ! ماراح نلقاه انتظر الصباح رباح
ليردف وضاح بعجله وعدم صبر : مابه صبر يكفي اللي راح من عمري ركود !
ماكان من ركود اللي يحاول يهديه : صبرت كل هالسنين ماقدرت تصبر ساعات ؟ الصباح انا اجيبه لين رجلك
تنهد وضاح اللي ربت على اكتافه ناطق : اجل روح ريح وجنب عند ابوك مخليّ الناس تدور عليك كانك بزر
تنهد وهو يمشي ، وسرعان ماغير اتجاه خطواته لبيت العمه صالحة ، هو يدري ان اليوم جمعة وان كل جمعة راجد يكون عند عمته ، لازم يشوفه ويتأكد من الخبر بنفسه ، ماكان قادر يتحكم بغضبه ابدًا حتى انتشر صوت صراخه بالمكان : راجججد !!!!
كيف ضرب على الباب بعد ان وصل بقوة وهو يردد : راججد يا راجدد
سرعان مافتح راجد اللي سمع صوته بالبداية ظن انه يتوهم لين تأكد من ضرب الباب ، تأمله وهو يشوفه يتراجع بخطواته للخلف ، نطق ركود رغم أنه متأكد من الخبر دامه من لسان وضاح بس كرر يتمالك اعصابه : انكر انك خطبتها ! انكر وبصدقك
ماكان من راجد اللي نطق بهدوء يحافظ على اتزانه رغم زلزلة قلبه امام عيون ركود : اي خطبتها وانت ادرى بالقسمة والنصيب ..
مستحيل يقول له خطبتها علشان ماتكون لغيرك لانه يدري انها بتكون اهانه لكل اهل ابو العز ، مايرضاه عليها لانها دامها اخت وضاح فهي اخته ولا يقبل ابدًا ، كل اللي يبيه يخطبها لين تنتهي المشاكل ويفسخ الخطبه لانه مابه نصيب اما انها تكون كلعبه بينهم ابدًا مب هين عليه،


كيف نطق ركود بصراخ وغضب : ونصيبك ماجاء الا معاها ! بين بنات العرب كلهم ماجازت لك الا هي !
ماقدر يقاوم من غير ما ينبش عليه بضرب وبقهر وهو يضرب رأسه على وجهه لين نزف دم من خشمه وهو يكرر : انت وحدك اللي يدري اني ابيها واحبها كيف تخطبببهها كييف كييييف ؟؟؟
ماكان من راجد اي رد حتى ماكان يقاومه كان معطيه كل الحرية بضربه وشتمه لانه فاهم ولا يلومه ، بس حسّ بخناجر بروحه وقلبه وقت نطق ركود : وانا اللي هقيت انك ضلع ماينكسر علامك بأول المشوار كسرتني !
لين ردد بعدها : هقيتها من الكلل من اخواني والا منك انت والا منك يا حيف الثقه ويا كبرها يوم عطيتك وانت مب قدها ..
تركه وهو يبتعد عنه يرمي عليه نظرات القهر والعتب ويمشي لقريته ، كيف اغمض راجد عيونه بهدوء ينظم انفاسه رغم قهره بس متأكد ان بنهايه بيشكره وقف وهو ينفض ثوبه ، ويمسح انفه بكم ثوبه ، ويمشي راجع لداخل بهدوء وتعب ، ماكان وحده من سمع كلام ركود، حتى عناق سمعت ، وهذا اسوء ما سمعته بحياتها ، بعد ما مال قلبها له وغير نظرتها نحوه رجع حسسها بابشع شعور ..

عند ركود
ضاقت الارض وماحولها عليه ، تمنى يلقى تبرير يلقى شي منه بس صدمه برده البارد ، مجبور يتظاهر انه بخير ، كيف يقدر بعد ما اخر امل له مات ، كان كل هالسنين يبي يطلع دليل علشان بس يقدر يآخذها ، وش الفايده الحين بعد ما انتهى اخر امل واخر حب ؟ مايقدر يتخيل انها تنزف لغيره ولمين لراجد ! كيفف كييف !!
ماقدر يستحمل عقله كل هالتفكير ، كمل خطواته لين وصل لبيتهم ، قطع سيره صوت قصي اللي لمحه ونطق بعجله يتأكد من ظنونه : ركود !



كيف التفت له وهو يبتسم بهدوء احتضنه بشوق باللحظة اللي نطق بحضنه بهمس : ان كان ولد فهو ركود
اتسع مبسم قصي اللي اردف بعدها : اسكتت لا احد يدري علمني وين رحتت ؟؟ خوفتنا عليك الله لا يلعنك
كيف تنهد ركود اللي مشى معه للخيمه وهو ينطق : ابوي صاحي ؟
اشار قصي رأسه بالايجاب وهو يدخل للخيمه ، في اللحظه اللي وقف ابو النوارس بشوق ممزوج بغضب : لا بارك الله بعدوينك
ما كان من ركود الا ان يتقدم لابوه يحضنه مثل طفل ، كان محتاج يحضن ابوه ، رغم عتب ابو النوارس عليه لكنه حسّه تعبانن حييل ومرهق ربت على كتفه وهو ينطق : علامك يبّه ؟
ما رد ركود وهو يبتعد وسرعان ماضحك علشان يشيل الشبهات وهو يردف : اشوف لعبت عليك بسرعه ؟
سرعان ما ضربه ابو النوارس بمزاح بكتفه وهو يردف : قلع الله من صدقك
انتشر ضحكه باللحظه اللي دخل مؤيد بعجله بعد ما دري انه جاء وهو ينطق : عودّ الغالي لدياره !
ماكان من ركود اللي تراكم ضحكه وهو يردف رغم تعبه اللي بان بعيونه وقهره اللي يحاول يخفيه : العائله سّهيرة اظن ان الشاي اللي تشربونه كل يوم ملغم
انتشر ضحكهم وهم يجلسون يسمعون اخر الاخبار ، بينما ركود يحسّ انه جسد بلا روح وان اخر امل له انتهى ، مب معهم ابدًا منهلك بتفكير مايدري يلقاها من وين والا وين ، اخر شي توقعه ، خمن انها تتزوج بس على راجد ! مايدري كيف ممكن يتصرف ، كان يتأملوه قصي و مؤيد حاسين ان فيه شيء بينما هو يتصنع الابتسامة رغم ثقلها على وجهه ..!

في الصباح..

مجرد ما انهى صلاة الفجر علطول طلع من غير مايكلم احد وجهته لوضاح ، يبي يكمل كل شي ويحل باقي الامور ، كان متأكد انه بيلقاه بنفس المكان اللي التقوا فيه الليل وفعلاً ماخابت هقاويه ، تنهد وهو يشوفه واضح من عيونه الحمراء انه ما نام ابدًا ، شماغه المرمي على اكتافه دليل ارهاقه ، المكتوب اللي جابه خالد على يمينه والرصاص فوقه ، من كثر ما انه تعبان ما انتبه حتى لوجود ركود لين نطق : ليّل ؟
رفع عيونه الوساع واللي اصبح بيضاها يحيطه احمرار شديد ، كيف انحنى له ركود وهو يردف بتعجب : مانمت ! كم مره قريت المكتوب متأكد انك حفظته
كيف نطق بصوته المبحوح من شدة تعبه : حفظتها يا ركود حفظتها للان مب مستوعب كيف كييف كل شي مخطط له كييف ! اههخ لو اعرفه بس لو اعرفففه !!
كيف مسكه من اكتافه ركود وهو يردف : دام وصلنا لاخر المشوار والله لو ادفع روحي ثمن لتعرفه وترتاح ما بخلت
قوم هيا نروح لعيّاش
اشار برأسه بالايجاب وهو يوقف ويعدل ثيابه مشى معه لين مكان عيّاش ، التفت له ركود وهو يردف : عيّاش يخاف من الصوت العالي اتركني انا اتكلم رجيتك لا تخربها
اشار رأسه بالايجاب بقلة صبر ، مجرد ما شاف عيّاش ركود ركض يحتضنه ، استقبله ركود باتساع وهو يردف : يامرحبا بعويش يامرحببا
كيف اول ما لمح عيّاش وضاح اختبى بظهر ركود ، تنهد ركود وهو يمسكه يجلسه ، اخذ الرصاص من وضاح وهو يجلس امامه يردف : ركز معي عيّاش تكفى انت اخر امل
رفع الرصاص له وهو يكمل : كيف جبته عيّاش كييف وصل لك !
كيف بدأ عيّاش يحرك عيونه لفوق بتكرار وهو يتذكر كل شي ذاكرته القوية ماتمحي اي شيء شافه ، نطق وقتها بتكرار : فيصل فيصل الحبيب فيصل
كيف ابتسم ركود يطمنه وهو يردف : اي والله انه حبيب وحبيبنا كلنا وش صار له الحبيب ؟





كيف وقف عيّاش وهو يحرك جسده بطرق لا إراديًا ويبدأ يشرح بتاتاه وتكرار وهو يرتجف : سباق خييل وليل ليل ظلامممم ، لقيت واقف هنا هنا لابس عباية
كيف عقد ركود حواجبه وهو يردف : عباية ؟ قصدك اسود ؟
اشار برأسه بتكرار وهو يكمل : اسود اسود عبايه
مشى عيّاش لمكان طلع خنجر عطاه زمان ابو النوارس علشان يحمي نفسه ، كيف بدأ يحرك يدينه وهو يردف : هو هو يموت فيصل وانا اطعنه دمم دمم
عقد ركود حواجبه وهو يكمل : طعنته ؟ فين طعتنه ؟
ردد عيّاش بعدها وهو يشير لساعده ويردف : هنا هننا ويطيح ورصاص كثيير طاح جمعه وهرب هربب بقي اثنين اثنين !
كيف وقف وضاح اللي معد قدر يتمالك اعصابه بدأ حتى جسده ينتفض : انت شفتته !! شفتت وجهه!!
كان يشير برفض والايجاب بنفس الوقت كانه يعرفه ومايعرفه لين ردد : ظلامم ظلامم
بدأ ركود يسرد الاحداث بترتيب علشان يفهم كل شيء : اللي قتل فيصل شفته انت وهو يصوب عليه والظاهر انك تبي تدافع وطعنته بساعده وطاح سلاحه ورصاصه وخذهم وهرب ومابقى الا رصاصتين ؟
اشار عيّاش بالايجاب على كلام ركود باللحظه اللي نطق وضاح وهو يقترب منه : شفته مره ثانييه بعدها ؟
الشيء اللي صدمهم انه اشار بالايجاب والموافقة وهو يكرر من بعدها : هنا وهناك ، هنا وهناك ..!
ماكان من وضاح اللي مسح يدينه على وجهه وهو يمشي بجنون بالمكان ، ماكان من ركود اللي نطق : اهدأ وضاح عرفنا اهم شي ، في ساعده طعنه والاكيد انها كبيره وبعده اثرها انت عارف ان العلاج بالكويّ تلقاها علامه واضحه مثل وضوح الشمس

الشيء اللي صدم ركود وقت شاف وضاح يظهر ساعد يدينه وكانه يتأكد ان مافي اي طعن ، وقتها ادرك ركود ان من شّده تعب وضاح بدأ يشك بنفسه ! بدأ حتى يظن ان ممكن هو قتل اخوه !
اقترب منه وهو يظهر ساعديه امامه يثبت له انه مافي يدينه شيء ، رغم انه وقت السباق كان معه ، وبجنبه وعارف انه مستحيل هو ، تنهد وضاح وهو يشد على رأسه بعد ان داهمه صداع شديد ، نطق بعدها ركود : وش تبي نسوي؟
ماكان من وضاح اللي اردف : نمشي القريتين رجل رجل لو ادق الابواب باخر الليل ماعندي مشكلة
اشار ركود رأسه بالايجاب وهو يكمل : انا في قريتي وانت قريتك واول من ابدأ فيهم هم اخواني
وسرعان ما اردف باستعجال : والا اقول تعال معي بعد كل الشك اللي خلوك تعيشه سنين والله تشوف بعيونك
مافهمه وضاح وهو يمشي معه لين وصل الاسطبل ، طلب منه يجلس بمكان وهو يردف : خلك هنا لا تتحرك الحين يجيك لحد يشوفك

في قرية ابو النوارس ..

كانوا عيال ابو النوارس متجمعين في خيمة ابوهم ، وماخذهم الكلام والسوالف ، باللحظة اللي نطق فيها زهير : ناقه ابو حسن تعدت الخمسين الف بالمزاد ناقتنا بإذن الله تتعدى المئه
وقبل مايردون بشي دخل ركود بانفاسه المعتليه دليل ركضه ، اردف وقتها : سبحان من جمعكم ، تعالوا معي
كيف عقد عيد حواجبه باستغراب: وين ؟

ماكان من ركود اللي نطق : تكفون مابه وقت شرح امشوا
وقفوا باستغراب وقت شافوا جديته مشوا معه لين الاسطبل ، وقفهم بمكان يقدر يشوف فيه وضاح ، كانوا واقفين من زهير لعيد لمروان لقصي ثم مؤيد ، بلع ريقه ركود وهو يرفع اكمام ثوبه ويردف : ارفعوا اكمام ثيابكم مثلي
كيف عقدوا حواجبهم باستغراب نطق مروان : صاحي انت؟
ليردف ركود بنفاذ صبر : بعدين اسأل بعديين
استجابوا له وهم يرفعون باللحظه اللي مرر ركود عيونه حتى تنهد براحة لدرجة ان جسده انحنى وهو يمسك ركبته بتعب ، التفت لمكان وضاح بهدوء وعرف انه شاف ، نطق بعدها : خلصنا كلن يروح لحلاله
ليردف زهير بعصبية : ورع انت وش تهبد فيه !
ابتسم ركود وهو يردف : بعدين زهير تكفى
مافهموا اي شي بس من نظراته تلامسّوا جديته ، مشوا بعدها بهدوء وهم يتلفتون لبعض باستغراب ، ما ان اختفوا عن الانظار حتى طلع وضاح ، تأمله ركود فعلاً بشرته بدأت تحمر ، اقترب منه وهو يردف : وضاح بك شي ؟
كان متأكد انه تعبان ودايخ لكنه نطق بعدها : مابني شيء ، كمل انت باقي رجال قريتك وانا رايح قريتي ادور ، بقول لراجد وهجان بعد يساعدونا
اشار راسه بالايجاب رغم انه انتشر فيه الغضب من طاري راجد ، ربتوا على اكتاف بعض ومشى كل واحد منهم لغايته ، بعد ان تطمن ركود من براءة اخوانه وتلمس وضاح الثقة فيه ..

في قرية العود

" يعني انت متهاوش مع ركود وانا مع وضاح وش هالبلوه ذي بعدين انت جاي تكحلها عميتها يا راجد "
كانت عبارة هجان اللي رماها على راجد واللي كان واقف عند الاغنام وباله مشغول اردف : دعواتك تنحل سالفه فيصل والا والله بتطوول عليّ

تنهد هجان وسرعان ماوقف وهو يشوف وضاح جاي ، بلع ريقه توقعه جاي يهاوش ، مجرد ما وصل وضاح نطق: اي شاره عليك وعليه وشايل عليكم بس مب وقتها الحين في الاهم
التفتوا له بتركيز وبدأ يسرد لهم كل شيء حصل معه ومع ركود وكلام عيّاش وهو يشوف معالم وجيهم وصدمتهم ، مجرد ما انهى حديثه ، كيف تقدم راجد ثم هجان وهم يرفعون كم ثيابهم ، في هذي اللحظة ماقدر وضاح يمسك ضحكته وهو يردف : هجان امس جاء ويبرر
وفعلاً كان راجد يضحك لانهم عارفين ان الكل مشكوك فيه الا هجان ، تقدموا مع بعض للقرية في اللحظة اللي نطق هجان : اليمامة ذي ليه مانروح ندور عليها ؟
التفت له وضاح ليكمل هجان : نكلم العقادين اللي نعرفهم وكل شخص قادر انه يجيبها هي اللي عارفه كل شيء
اتفقوا معه وهم يتقدمون للخيمة في اللحظة اللي استقبلهم طرب وتطبيل ورقصهم الشهير ، التفتوا لابو فتحي واحد من رجال القرية وهو ينطق باتساع : وضاح واصحابه معزومين الليلة بمناسبة ختان ولدي
اتسع مبسمه وهو يردف : ولدك ولدنا وحنا مابيننا عزايم حاضرين بإذن الله
مشى بعد الاخذ والعطاء ، نطق راجد : دام القريه بتتجمع هذا احسن وقت نمشيهم واحد واحد
اشار وضاح برأسه بالايجاب ، ومضوا كل واحد يدور خيط حل ، هجان و راجد اللي مابقوا عقاد وطلبوا من كثير يدورون على اليمامة ، وضاح كلم ثنوى وحور طلب منهم يروحون عزيمة ام فتحي ويدورون على وحدة اسمها اليمامة ورغم استغرابهم لكنهم وافقوا لطلبه ..
وراح خيمة ابوه وكل حد يدخلها يشوف ساعده ..


المغرب ..
وهم في نص العزيمه بحكم انها بدأت من العصر، كانوا الرجال واقفين صفين متقابلين ، كانت الطبول والايقاعات تقرع ، مبارزة السيوف بالمنتصف ، وحتى الدمة والعرضة ، في هذي الاثناء كان وضاح واقف بينهم باتساع لمعزة ابو فتحي واللي كان ماسك ولده فتحي ..
نطق ابو فتحي محدث ابو العز : المعازيم كثار نبي الدلات اللي عندك اذا مابه كلافة
وماكان من ابو العز اللي نطق بعدها بامر : ذيابي يا ذيابي تعال يبّه
تقدم له ذيابي وهو يردف : سّم عمي
نطق بعدها ابو العز : جيب كل الدلات اللي بالخيمة عجل عساني احضر ختان ولدك
اتسع مبسم ذيابي اللي اردف : اي ولد عمي انا لاقي من تتزوجني قبل ماياخذون صباب شاي..
ومشى بعدها بعجله لداخل الخيمة يجلب كل الدلات ويناولها لرجال يروحون بها ، في اللحظه اللي طلع وحسّ بشي اسود خلفه ، التفت وهو يرى شخص يختفي لابس شي كانه عبايه ، توقعه بنت تمشي وتقدم باتساع لابو العز ، باللحظه اللي وقفوا صفين لرقصهم المعروف ، كان بينهم وضاح اللي حاول معه ابو فتحي حتى وافق يشاركهم ، على يمين وضاح راجد وعلى يساره هجان ، من عاداتهم في هذي المناسبه ان يناول شيخ القرية الطفل سيف كبير شهير من ذهب توارثوه جيل عن جيل ، تقدم ابو العز وهو يردف يكلم فواز : تناوله انت دامك بكري
اخذه فواز وهو يتقدم لوضاح نطق بعدها باتساع: انت بتعطيه تعال

الا ان وضاح نطق برفض : لا انت الكبير خذه
ما استجاب له فواز وهو يناوله وقت شاف وضاح الكل يناظر له ماقدر يرفض اخذه وهو يتقدم في منتصفهم امامه فتحي اللي لابس ابيض كما هو معتاد ، وكما كانت عاداتهم تقرع الطبول ويبدأ الايقاع ويلعب حامل السيف بسيفه في منتصفهم وفعلاً بدأت الطبول ، في اللحظه اللي لف وضاح السيف من حوله كما هو معتاد بطوله الفارق وعرض منكبيه بدأ يلعب بمهارة فائقه بسيف قبيلته مع خطواته ودورانه حول فتحي الصغير ، في هذي الاثناء امام رقصهم من حولهم ، واللي كان ذيابي مع راجد و هجان المبتسمين من منظر وضاح ببهجة ، رفع ذيابي انظاره للامام بحيث انهم كلهم واقفين صفًا امام وضاح وفتحي لكن خلف وضاح فارغ لا شيء الا اشجار فائقه الطول ، وقت لمح نفس ماراه في الخيمة وتخيل له انها عباية وفعلاً كان شخص لابس اسود باسود حتى رفع يدينه حاملاً سلاحه كانت غايته ومقصده وضاح في غضون ثواني ، انتشر صراخ ذيابي اللي هز اركان المكان وهو يركض يدفع وضاح يحميه وهو يردف : وضاححح انتتتبببه !!

انطلقت رصاصة بسبب ستر الله ثم ذيابي كانت بتكون في ظهر وضاح ، في هذي الاثناء احتضن وضاح فتحي يحميه وهو ينزل جسده للاسفل ومن فوقه كان جسد ذيابي اللي حماه يتبعه راجد وهجان ، وصراخ كل من بالمكان انتشر بفزع وخوف ، وقف راجد وهجان في نفس اللحظه ركضوا لنفس المكان اللي انتشر منه الرصاص ، بينما ابو العز و فواز اللي انعاد لهم ذاك المشهد الدموي ، موت فيصل امام حشد من البشر والرصاصة التي اخترقت جوفه ، فقد ولد له في عز احتفالاته ماكان راح يرضى بولد ثاني يروح ، تقدموا له بصراخ باسمه ، في اللحظه اللي وقف بحضنه فتحي اللي كان يبكي واعطاه لابوه ، رفع السيف اللي سقط من انامله ومازال في لحظه الصدمه وهو يلتفت لذيابي اللي يتنفس بعلو ، قبل مايستوعب شي احتضنه ابو العز برعشة وهو يردف : قدام عيوني كنت بتروح !
ماكان فواز قادر يستوعب شي لانه فعلاً بدأ يرتعش من الموقف ، من تكرار نفس الشي ، لانهم ادركوا ان قتّال فيصل ماراح يرضيه موت فيصل بس يبيهم كلهم جثث ، يبي ياخذ كل ضنا لابو العز ، سحب اخوه لحضنه وهو يردف : خذيتك للموت بيديني !
الا ان وضاح اللي مسكه وهو ينطق بتأكيد يهديه : ماياخذ هالروح الا خالقها ..
اعطى ذيابي السيف وهو يردف بحرص : رجعه الخيمة
وقاموا يهدون الاوضاع ويهدون ابو فتحي لان الرصاص اذا ما صابت وضاح كانت بتصيب فتحي ، دخلوا الخيمة باللحظة اللي التفت ابو العز لذيابي ماكان قادر يقول له شي الا انه يحضنه بهدوء ويربت على اكتافه مكرر : لولا رحمة الله ثم انت كنت بكيت على ولد ثاني !
في هذي الاثناء دخلوا راجد وهجان اللي نطقوا بقهر : مالقيناه ابن الكلب هرب اختفى كانه دخان !
تنهد وضاح اللي وقف باللحظة اللي نطق ابوه : وين رايييح ؟ ماتطلع ولا تفارقني ابدًا
الا ان وضاح نطق بعدها بقهر : واجلس مثل الجبان متخبي وابن الكلب يدور بذيله ! قتّال فيصل مارضى بموته بس يبينا كلنا !

Continue Reading

You'll Also Like

1.3M 59.6K 68
سنكتشف الحقيقة معآ...🤝
805K 46.9K 65
مراهقه دفعها فضولها للتعرف على الشخص الخطأ وتنقلب حياتها بسبب هذا الفضول.
42.8K 2.2K 34
حيث يكون بيكهيون زبونا منتظما في مطعم لوي كان دائما ما يصنع الحركات اللطيفه ويرسل القبلات اثناء مرور الكاميرا مالك المطعم ورئيس الطهاه بارك تشانيول...
3M 146K 39
وَدُون أن أَدرِي ، كُنْت أَهوَى بِـ كلمَتي لِنَفس اَلموْضِع اَلذِي هوى إِلَيه إِبْليس حِين رأى أَنَّـه خَيْر مِن آدم . لا احـلل اخذ الروايـه ونشرهـا...