أسطورة الجبل الميت !

By s_rx1900

759K 15.5K 6.6K

هنا ، او هناك ، او هاهنا .. رملاً ، وصخور ، زهراً ، وحقول أُغنية مسير ، تخبط غريق ، ندأ بوسط الحريق ، حُلم زم... More

1
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٥
٣٦
٣٧
٣٨
٣٩
٤٠
٤١
٤٢
٤٣
٤٤
٤٥
٤٦

٢٦

12.9K 312 98
By s_rx1900

في قرية المسارح
وعند قصي و مؤيد اللي كانوا يتبادلون اطراف الحديث عن غيبة ركود المفاجأة ، نطق مؤيد بعدها: من وقت ما سألني عن فيصل قبل ايام وانا قلبي ناغزني
ليردف قصي بتفكير : قال لي انه بيحل كل شي وراح !
تنهد مؤيد وهو يمسح على وجهه : دريت بقصه اللي غرقوا ؟ الله يرحمهم ويحفظه لاخوك هذا بيهبلنا
وقف من بعدها مؤيد لانه بيودي ربى لبيت اهلها ، ومشى لبيته تارك قصي يمشي للاسطبل باللحظه اللي مسكه حد من اكتافه وسحبه معه ، ماشاف ملامح وجهه لانه ملثم ومشى معه لمكان مابه حد ، دفعه وهو يراقب وجهه باللحظه اللي ازال شماغه اللي في وجهه واتضح له ذاك الوجه اليوسفي وماكان الا وضاح ، نطق بعدها بصدمه : وضاح؟
قبل ما يكمل توسط وجه ضربه سببت نزيف انفه من شّده المها ، سحبه من اكتافه وهو ينطق : دامك استرجلت ورحت لها علامك تهرب في النهاية ؟؟
كيف عقد حاجبيه وقبل مايكمل استقر في وجهه ضربه اخرى وهو يردف : وقت عشت دور العاشق علامك صرت جبان ؟؟
ماكان قادر وضاح يضرب اخته بس قادر يضرب رجال ، وبالفعل هجم عليه قصي وهو ينطق : مريض انتت ؟؟ ايشش تقولل ؟؟
وبعد ضربات عديده من وضاح انتهى بقوله : حسناء حامل وان ماتيجي مثل الرجال لها والله لاذبحك واشرب من دمك




كيف بهتت ملامحه ، تاهت خطواته ، انقطعت انفاسه ، وهو يستشعر وقع كلمه " حامل " عرف ليه طول هالشهور ماجته عرف ليه قلبه ناغزه ليه حاس ان في شي ، حامل ! كيف وضاح عرف ! ذا يعني انه صار مصيبه!وليه انا اخر من يعلم ! انا ابوه ليه مادريت !
نطق بعدها وضاح بحده وهو يرص عل اسنانه : اخر الليل القاك عند بيت العمه نبيله والله لو ماتيجي لتأكل الذئاب جثتك !

في خيمة الشيوخ
عند ابو العز اللي واقف امامه ذيابي يحاول يهديه وهو يكرر : ياويلي من لسان العرب انا ابو العز نهاية عمري تفضحني بنّيه ! تسّود وجهي ! تنزل رأسي ! يا فضحي يا مصيبتي !
ماكان من ذيابي اللي نطق : عمي اهدأ اهدأ كل مشكلة ولها حل
ليكمل ابو العز وهو يمسك عصاه بقوه يحركها امامه : مالها حل مالها حل الا الذبح واطهر شرفي
باللحظة اللي دخل وضاح وهو ينطق : ما انداس شرفك بشيء دامه بشرع الله و رسوله ..!
ليقف ابو العز وهو يرفع عصاه وقت بدأ بضربات خفيفه بعصاه على صدر وضاح ويردف : انت السبب ! انت من عطيتهم الحرية وسمحت لهم يتمادون ! وان كان من زوجها تروح له من غير رضانا ؟ من غير علمنا ؟ ان ما حشمت وجودي ووجودك كانت حشمت موت فيصل ! موت اخوها !
زاد ضربه له بصدره وهو يردف : كل ماترفع نظرها لولدها تعرف انه جزء من موت اخوها ..!



ماكان من وضاح اي ردة فعل ابدًا وهو يتلقى الضربات اللي ما اوجعته ابدًا كثر وجعه بكلام ابوه ، ارهق وحييل لامّوه على موت اخوه والان يلومونه على حمل اخته ؟ ليه هو لييه ؟ شاف ابوه يجلس رفع عيونه الحمراء له كما الدم ونطق ببحه في صوته وحدة : ان كان فعلاً عيال ابو النوارس قتلوه لك الحق وقتها تلومها ، وان كان مالهم يد في موته هي اللي تلومك يبّه هي وخواتها ..!
طلع بعدها وهو يسمع عباره الذم من ابوه ورغم ندأ هجان و راجد لكنه ماكان في وضع يسمح له يرد واكثر مايغضبه سفر ركود بعز المشاكل وحاجته له ..'

في الليل
واللي كان قصي على احر من الجمر ينتظر مجمع عتب وعتب لا يوصف ، التفت على وصول وضاح ، نزل معه باللحظه اللي نطق وضاح : خلك هنا
دخل للبيت وهو يسحب قمر ويدخلها غرفتهم وينطق : ابدًا لا تطلعين خليك هنا شوي وايجيك
وطلع ينادي قصي وهو يوجهه لغرفه موجوده فيها حسناء  من غير مايدخل معه ابدًا ، تركه يدخل ومشى لقمر..!

عند حسناء واللي ماكانت تدري اساسًا بوجود قصي ، كانت على سجادتها تبكي وتدعي لخواتها ، انفتح الباب من غير ماتسمع صوت حد ، مجرد ما سلمت نطقت : عمة نبيله ؟
لكن لم يصدر اي صوت التفتت وراها باللحظة اللي شافت ذاك الطول الفارق والمنكبين العريضين والملامح التي تقمصت منها الحنّية لكنها هالمرة ملامح العتب والملامة ،




وقفت وهي تبعد محرمها لينتشر شعرها على ملامحها الباكيه وعيناها وانفها المحمره وارتعاش شفايفها نطقت بلذه في الحروف : قُصي ..!
تقدم لها وبنبرة تملأها القهر والملامه والعتب : افا يتغنى الكل بولدي وانا اخر من يعلم ؟ يعلم الكل بحملك وانا اخر من درى ؟
ماكان يدري باللي هي عانته وكرر ملامته وجهله : لو ما قال لي وضاح كنت هشوفه يلعب بالشارع ولا اعرف انه ولدي !
احتدت ملامحها بقهر نطقت بغضب واخيره تطلع عن صمتها : حسناء سوت حسناء فعلت حسناء و حسناء بس ولا مرة سألتني كيف عشتت كيف تحملت !!
انتشر صراخها ويسبقه دموعها وهي تردف : مت تسع وتسعين مره وحيت مره علشان يبقى بس ولدك بخير ، اي عناء انت عشته وانا طول هالسنين يلوموني على موت اخوي ! يلوموني بسببك انت '
ما كان منها الا ان تعطيه قفاها وقت فتحت سحاب اللبس بارهاق ليفتح تقاسيم ظهرها المذهل والذي اصابه الضرب سنين وسنين حتى احمر واصبح خريطه توصل لبلد المعاناة نطقت ببكاء : اذا انا سكت جروحي تتكلم ، عقال فواز يتكلم ، يده وبطشه يتكلم ، انت ماتعرف عن شيء ماتعرف كم مره ناديت قُصي ولا رديت ، كم مرة بكيت ، كم مرة خفت لو يروح مني ولدي الامل الوحيد لي للحياة ، انت ماتدري عن شي ماتدري،
التفتت له وقت سقط البس عن ذراعها الايمن نطقت ببكاء وارهاق : وقف تلومني وانا من يحق لي يلومك !




كان في وضع لا يوصف ، كانت تتدفق من جوارحه الصدمه وعدم الاستيعاب مما تراه عينيه وتسمعه اذانيه ، كان مذهول لدرجة لا توصف ، حتى وقت التقى فيها بالقريه ماعلمته بشيء ولا شاف شي ، عرف الحين سبب تغطيتها لجسدها ومنعه من رؤية ظهرها ، ماكان في اثار الا بوسط ظهرها وكان بعيد عن نظره في اول لقاء ، مب قادر يدرك العناء اللي صابها ، ولا قلبه استحمل نبرتها ودموعها ، ويا رغبته بخنق فواز بيده حتى يموت ! يا رغبته بحرق قرية كامله لاجل بس دمعتها ، تقدم لها بيده المرتعشة اللي رفعها ينزع شماغه وعقاله وطاقيته ، مسك اكتافها وهو يلفها ، غايته يرجع يشوف جروحها ، شافها تحاول تغطي لكنه منعها ، رفع انامله المرتعشه يمررها على ظهرها بعدم استيعاب ، صابتها قشعريرة وهي تذرف الدموع بلا صوت الا شهقات ماقدرت تمنعها ، كان الرد الوحيد منه هو ان ياخذ عقاله ، ويلفها ويضعه بيدها ، ابتعد عنها وهو يعطيها قفاه ، ماقدر يسوي شي الا ان يجلس على ركبته ، ويعطيها ظهره وعرض منكبيه ، نطق بعدها : خذي حقك ..!
ياوقع الكلمه على قلبها وهي تنهار بالبكاء بينما هو ردد : خذي وجعك وقهرك والمك مني انا كل بقعه بجسمي فداء لك ، وان ما ارضاك الضرب راضي بالحرق ..!
كانت تبكي بشّدة وكل مايعتلي صوتها يضعف قلبه اكثر ومازال ينتظر يتوسط العقال ضربه ، الا انها ابعدت العقال وهي تجلس خلفه على ركبتها وتدخل يدها تحتضنه حتى تتوسط يدها صدره ، بكت ودموعها تنتشر على عنقه بينما هو ميل رأسه للاعلى باتجاهها والشيء الوحيد اللي وصل لمسامعها منه هي " الاه" اللي كررها بضياع




حتى التفت لها وهو يسحبها لحضنه ويده تتوسط ظهرها ينطق بعدها : ياليتني ما رضيت تروحي ياليتك بقيتي عندي يا ضيء عيوني ..!
ماكان يحسّ برضى على نفسه لين تركها تهدأ في حضنه ، وقت ابتعدت عن احضانه لفها يرى تضاريسها وخريطتها يمرر يده كما سفينه تجوب في بحار ، كانت تحسب جروحها بنسبه له تشويه لكنه انحنى يوزع قُبله عليها وكانها مواضيع مقدسه له ، نطق بعد قُبله وهو يضع رأسه على كتفها من الخلف ويهمس في اذنها : ما يضيع قُصي ابدًا دامك خريطتّه و بوصلته و وجهته ..!
كانت ليله كثيفه عليها لانه من وقتها لين اذن الفجر وهو يرمي غزله على كل جرح فيها لدرجه صارت تحب جروحها بسببه ، هذا غير فرحته وقت نطق : انا بصير اب ؟ انا للان ماني قادر استحمل كل حُبك بقلبي كيف بستحمل حُب قطعة منك ؟
على رغم سوء اليوم عليها الا ان نهايته كانت على قلبها كثيفه وحيييل ، انهتها وهي تترك كل المصايب خلفها وتتنعم بدفء قربه وحنّيته ..!

نرجع للورى
عند ليّل وقمره ،

دخل عندها ومجرد ما شافته وقفت وهي تنطق : ليّل؟
وما كان منه الا الرد بتعب وهو يتقدم لها : يا قمّره ؟
جلسها وهو يضع رأسه في جعبتها بارهاق وتعب ، توسط يدها جبينه وهي تبعد شماغه وتخلخل فراغات اصابعها بخصلاته السّود الناعمه الطويله ، مررتها وهي تراقبه رغم انه مغمض عيونه الا ان عقدت حواجبه مشدودة وحييل ،




كان مرهق ومتعب ولا قادر يلقى مكان راحته الا حضنها ، المصايب تنهمر عليه من كل صوب ، سفر ركود ، رصاص عيّاش ، خطبة راجد ، حمل حسناء ، من كثر ارهاقه راح لقصي ! مايدري ليه ناداه بس معد فيه حيل يشيل شيء كتوفه انهدت ولا يوسعها شيء ، لكن قصي وحسناء يذكرونه به وبقمر ممكن علشان كذا ناداه ، يحسّ انه يشيل جبال الاموات كلها بيدينه وتنزف الدماء منه ولا قادر على فعل شيء ، نطق ومازال مغمض عيونه : تدرين ان اخوك قصي بالغرفه اللي جنبك ؟
فتح عيونه بيشوف معالم وجهها هل تخاف او ترتبك او ايش بضبط ؟ لكنها ابتسمت وهي تمرر يدها على حواجبه الكثيفه وتنطق بثقة : و ليّل عندي ..!
ماقدر يمنع الابتسامة انها تتوسط مبسمه بعد ان ادرك الامان اللي هي تحسه بقربه ، نطق وقتها باتساع : والله انتِ في وجهي من الدنيا مب بس من اخوانك لا يلحقك خوف ..!
رفع جسده باللحظه اللي اصبح مقابل وجهها ، وانحنى لنحرها ، اغمض عيونه وهو يستنشق اكبر قدر ممكن من رائحتها ، كطاقه لروحه ، حتى عاد رأسه لحضنها وهو يغمض عيونه ويخزن رائحتها بجوفه لين غفى بهدوء وبلا ادراك منه بعد اتعب يوم مر عليه ..!

في الجانب الاخر ..
عند من ضمّت اختها بالبكاء طول الليل ، ماتدري تلقاها من خوفها على حسناء والا من رفض حور بتكرار : مابي اتزوج تكفين ..!
نطقت ثنوى بعد بكاء وهي تردف بحقد : وقت ابوي رجع لطيبته معنا جت الحيّه ورجعت كل شي لاول واسوأ



ليكون الرد من حور وهي تمسك كتفها اللي المها من الضرب اللي تلقوه عن اختهم : الله ياخذها اكرهها اكرهها هي سبب كل شيء هي سبب دمار فواز وابوي وكل احد في العائله يارب تموت يارب
وقفت ثنوى وهي تنطق تحدث حور : مهما قسي وضاح ماراح ياذيها متاكده ، تبي اكل اسوي لك ما اكلتي من امس؟
لتشير حور برفض مكمله : لا مالي نفس انتِ كليّ
لتكمل ثنوى : ماراح اكل بدونك
وماكان من حور الا الرضى وهي تقوم معها بهدوء للمطبخ وانظارها للحوش ولدمار اللي صار فيه الصباح واهلكهم كلهم ، سنين ماعرفوا طعم الهناء ووقت جربوا الفرح جت هدى وقلبت كل شيء ، ياليتها مادخلت حياتهم ابدًا..

في اليوم الثاني
الصباح ..

انصرف قصي من بدري ماكان يبي يقابل وضاح مايبي يحتك فيه اكثر ، بعد ما قالت له حسناء لا تيجي الا اذا طلب من وضاح ، قصي توقع ان حسناء قالت كذا علشان خوفها عليه بس الحقيقه هي قالت كذا علشان مايلتقي في قمر لان العمه نبيله نبهتها وهي ماتدري ايش السبب للان ماتعرف قصتها ، بعد ان تطمن عليها قصي وانها في امان طلع ، بعدها بساعه تقريبًا طلع وضاح من غرفته وترك قمر نايمه ، كان قدامه العمه نبيله تقدم وهو يسلم عليها ويردف : استحملتي كثير يا عميمه
لتردف من بعدها باتساع : هالبيت ابوابه مفتوحه لك ولاهلك وعمره مايتقفل
وقبل ان ينطق بشي انتشر في مسامعه صوت اخته المرتعش الناطق : وضاح ؟




مارد عليها اساسًا ماكانه سمعها واخذ اغراضه وطلع من البيت بكبره كيف انتشر في ملامح حسناء الزعل لتكمل العمه نبيله : لا ينشغل بالك وضاح فاهم وعارف انه بحلال الله لكنه عاتب عليك انك ماقلتي له من اول يومين ويرضى تعرفيه حنّين
تنهدت وهي تتقدم تجلس امامها ونطقت بعد تفكير : البنت اللي قلتي لي انها زوجته ايش قصتها ! ومتى تزوجها وبنت مين ؟
تنهدت وهي تجلس امامها وتبدأ تسرد لها القصه من الالف للياء ، كانت معالم الصدمه والانذهال تتقمس وجهها مره ورى الثانيه لين انتهت العمه نبيله من الحديث لتنطق حسناء : يعني بنت ابو النوارس ما ماتت و وضاح تزوجها ! يساتر قصتها تشيب الرأس كنت احسب بس انا وخواتي نعاني طلع في من اسوأ منا ! يروحي عليها والله على هذا الجمال المفروض تعيش في قصر مب في غار ، مالوم وضاح يوم تزوجها مالومه ..
لتكمل بعدها بتذكر : وقصي واخوانه محد يعرف الا ركود ؟ علشان كذا قلتي لي لا يجي ؟
اشارت رأسها بالإيجاب لتترك حسناء تفكر باللحظه اللي طلعت قمر من الغرفه وهي تفرك يدها بتوتر تقدمت لها حسناء باتساع نطقت : هلا بزوجة اخوي
ماكان من قمر اي رد بس حسناء تحاول تساعدها وتنشر الامان عندها ونطقت : انا اذكرك وانتِ صغيره كنا نلعب سوا دائم بس مدري اذا تذكريني انا وخواتي
اتسع مبسم قمر اللي اخيرًا نطقت : امس ماتذكرتك بس اليوم بديت شوي استرجع
ماكان من حسناء الا الرد باتساع : حتى لو ماتذكرتي انا اجيب لك ذكريات احلى
واخذتها وهي تمشي معها تبي تتعرف عليها اكثر وفعلاً كل ماتشوفها تتكلم تتأملها وهي تدرك السبب اللي خلى اخوها ينجن حتى يتزوجها ..!




عند وضاح ، ماينكر وجعه قلبه من تجاهله لها بس مقهور حييل ، لحقها حتى القرية عند خالته استكثرت تقول له ! طول الايام يلاحظ تعبها ويسألها ماقالت له الحقيقه ؟ لو انه دري من اول كان تفهم ولا صار اللي صار ، لييه لييه ماقلت لي ليه استغفلتني ؟ ليه خلت المّلام عليّ انا وحدي هان عليها ؟ .. طلع وجهته كانت عند راجد وهجان لان امس مارد عليهم يحتاجهم اليوم يكملون باقي الاشغال ، وصل عند المرعى والنياق باللحظه اللي ركضت ناقته له ، مافي حد يرحب فيه كثر ناقته ، احتضنته وكانها تعرف علتّه ، احتواها وهو يحاوط عنقها بتعب كانها تعتذر له عن سوء الايام ، مايدري كم لبث لين وصل لمسامعه صوت ولد عمه صفوان ينطق : عليّ الحرام لو انها زوجتك ما حضنتها كذا
ابتسم بهدوء وسرعان ما التفت له وهو ينطق : باقي انت ما لمتنّي ؟ لومّ لومّ اسمع انا
تنهد صفوان اللي جلس بتفكير نطق : من شهر اقلبها برأسي ليه حنا ضدك ؟ وحنا عيال عمومه ؟ ايام كنا نشرب من الكوب نفسه وش جرى لنا ؟
جلس بجنبه وضاح اللي فعلاً ماينكر حلاوه صحبتهم اول وايامها ، لكنه استمر بسكوته وهو يسمع صفوان يكمل : ممكن حمزة وابوي بعدهم يلومونك بس انا ادركت انه مالك دخل في كل اللي صار ! ما ادري اذا الاسف يفيد والاعتذار بس عليم الله اني متحسف على سنيني اللي قضيتها الومك واعاديك وانت من دمي ..
شاف وضاح مازال ساكت لاجل ذا وقف وهو يردف : ان ماكنت تستقبلني انا واعتذاري باحضانك فهذا حقك ولا الومك ..
وقبل مايمشي وقف وضاح وهو يفتح ذراعه ، استقبله باحضانه وهو ينطق باتساع : مهما كان اللي صار تبقى ولد عمي ..
ونطق بعدها بمزاح : ماقالوا السابقين انا واخوي على ولد عمي وانا وولد عمي على الغريب ؟؟





اتسع مبسمه بفرح ان وضاح استقبله ولا طرده زي ماتوقع لينطق بتذكر بعدها : على ذكر اخوك ، معاده طبيعي فيه علّه وبلاء انا متاكد
ليضحك وضاح باستهزاء اردف : ايش الجديد ؟ انهبل من موت فيصل
الا ان الرفض كان من صفوان وهو يردف : لا مب ذا اعني اظن ان صابه عين او شي الله واعلم
كيف تقمص الاستنكار من وجه وضاح ليبدأ صفوان يسرد له مجرى هذيك الليله تاركه في حيرته وجهله ..!
في هذي الاثناء تقدم راجد وهجان واللي كانت ملامح الصدمه تعتليهم من وجود صفوان وضحكه معهم بسبب ذا نطق هجان : من وين شارقه الشمس اليوم ؟
ليردف راجد باتساع وفرح : وطاح الحطب عقبال البقية
واخذهم الحديث وهم يحاولون يونسون وضاح رغم مايدرون عن اللي صار ..! لين ماراح كل حد لسبيله ..

بعد عدة ايام ..!

عند البنات الشيء الوحيد اللي يسوه هو التنظيف فقط ، نظفوا ونظفوا كل البيت بسبب انهم يبون يمنعون نفسهم من التفكير وطول الأيام ذي محد زارهم ، واخيرًا قرروا يدخلون غرفه امهم واللي مقفله من وقت موتها مايدخلها الا وضاح ، كانت غايتهم تنظيفها رغم انهم لقوها نظيفه لان وضاح ماعمره سمح انها تتوصخ ، كانت كل وحده فيهم مشغوله بتنظيف شي ويتبادلون اطراف الحديث وتوقعاتهم عن اللي صار في حسناء وخوفهم وقلقهم ، باللحظه اللي نطقت ثنوى : انتبهي المزهرية اللي جنبك امي كانت حييل تحبها لا تكسريها






بينما حور كانت كانها تدور على شي تطلع غضبها فيه اردفت وهي ترمي قطعه القماش اللي كانت تحسس فيها : ليه يعني انا غب...
وقبل ما تكمل كلامها سقطت المزهرية بسبب القماش وانتشر صوت كسرها يتبعه اشلاءها  في المكان لتنبعث منهما شهقات وهما يتبادلان نظرات الصدمه ، لتكمل ثنوى وهي تتقدم وتدفعها : تكفين لا لا الا ذي !!
وبينما هي تجمع كسرها وتبكي وتردد : كانت امي تحبها!
امتلأت محاجر حور بدموع وهي تنزل معها تجمع في اللحظه اللي استقرت انظارهم على شي في المنتصف ، على قطعه من القماش يندفع منها ربطه محاطه بشعر ، شي غريب عجيب ماعمرهم شافوا مثله ، لكنهم سمعوا كثير عنه ! كيف تبادلوا النظرات وهم يحاولون يدركون اللي قدامهم لين نطقت ثنوى بصوت مرتعش خايف : اللي في عقلي صح !! تكفين قولي لا !!
وسرعان ما ابعدت حور يدها وهي تتركه بالارض وتقوم وترفع ثنوى وهي تردد : لا تلمسينه لا تلمسينه ..!
طلعت من الغرفه وهي تسحب اختها وتقفل الباب وانفاسها تعتليها نطقت : سحر ! سحر يا ثنوى سحر !
ماكان من ثنوى شيء ويدها في فمها واتساع بؤبؤها دلائل صدمتها وعدم استيعابها ..!

عند فواز اللي كان عند ابوه يزيد الحطب على النار وهو يردد : اهخخ لو اعرف بس مكانها والله ماتنور بكره حيّه
ماكان من ابو العز اي رد مجرد صمت حتى توسطت اقدام وضاح المكان نطق فواز بعد ان وقف له : فوق سّواد فعلها تهربها ؟؟؟




ليرد وضاح بكل برود :ماسّوت شي حلالها وانت افهم واحد فينا بدين والا ؟
ليردد فواز بغضب وقهر : ماني فهيم ماني فهيم وذابحها بعون الله ..!
قبل ان يرد عليه وضاح بشيء انتشر في المكان اذان صلاه الظهر في اللحظه اللي مسك فواز رأسه وهو ينحني بالم تليه صرخات وكانه يتعذب ، كيف صاب الذهول وضاح وهو ينحني له يردد : فواز ؟ بسم الله علامك !
الا ان فواز دفعه بقوه وهو يمشي طالع وحتى مشيته تغيرت وصار غريب كثييير ! التفت وضاح لابوه بصدمه باللحظه اللي نطق ابو العز بصدمه وخوف : الحق اخوك علامك واقف !
وفعلاً استوعب وضاح وهو يركض للخارج لكنه مالقيه ولا يدري وين اختفى ، بقى يدور في المكان بجنون حتى توسطت خطواته بيت ابوه اللي مادخله من ايام ، تقدم بخطواته ومجرد ما استقر بداخل رفع نظراته لهم بهدوء ، لانهم كانوا في نص الحوش يمسحون ، داهمهم الخوف الا ان خوفهم انتهى بعد مافتح وضاح يدينه لهم بهدوء ، لتستقر اجسادهم في حضنه ، داعب شعورهم بهدوء وقت نطقت ثنوى بدموع : حسناء ؟
رد وهو يطمنهم : بخير ومشتاقه لكم في مكان مايوصل له ادمي لا ينشغل بالكم
تنهدوا براحة باللحظة اللي نطقت حور : في شيء لازم تشوفوه ..
عقد حواجبه باستغراب ونطق : وش مهببين هالمره ؟
تقدموا معه لغرفه امهم وقت اردف : هالغرفه مايدخلها غيري !
لتنطق حور بعدها : ادخل وشوف
وبالفعل دخل ومجرد ما راى المزهرية المكسوره حسّها روحه اللي انكسرت انحنى لها بقهر الا ان ملامحه تبدلت لصدمه وعدم استيعاب وهو يرفع السحر بطرف يدينه نطق يحاول يستوعب : ايش ذا !
ماكان من ثنوى اللي اردفت بتوتر : ماندري بس يشبه السحر اللي وصفته لنا مره خالتي ..!
بهتت ملامحه وجسده من غير استيعاب ولا ادراك ، خرج من الغرفه وهو بيده ، بدأت الامور تتضح في عيونه لين نطق بكل معالم الصدمه : فواز مسحور ..!





ماكان من حور الا البكاء وهي تردد : قلت لكم ! قلت لكم!
دخل غرفته وهو يقطع جزء من قماش ويضعه فيه طلع علطول تاركهم بصدمتهم وحيرتهم ..!

عند راجد وهجان واللي كانوا يجهزون لنياق ماءها واكلها وماخذهم الحديث ، رفعوا انظارهم للفارس اللي على خيله جاييهم بعجلة لينطق راجد : يالله خير
نزل وضاح وهو يتقدم لهم فتح القماش امام عيونهم وهو يردف بتساؤل : هذا ايشش ؟؟؟
وسرعان ما نطق راجد بعجله : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم !
وماكان من هجان الا القول : يالله سترك من وين جايبه!
لينطق وضاح بعجله : من بيت ابوي !
كيف تبادلوا نظرات الصدمه حتى نطقوا بنفس اللحظه : فواز !
اشار رأسه وهو يردف : مادري مادري
ليكمل راجد وهو ينفض يدينه : امشى معي انا عارف مين سوا هالسحر ..!
وبالفعل راحوا معه لين توسطت اجسادهم بيت ذاك الساحر المعروف ، التفت راجد لوضاح وهو ينطق : احلفك انك ماتمد يدك عليه تراه ساحر يدافعون عنه جن يا وضاح والله نلقاك بكرا معلق بهالشجرة
اشار برأسه وهو يردف : ادخل اخلص علينا
وفعلًا دخلوا وتقدموا جلسوا امامه ، وضع وضاح السحر وهو يحاول يتمالك اعصابه : سويته لمين ؟
مد يده الملطخه بسواد ورفع عينيه الحمر والتي لا تكاد ترى وهو ينطق بعد ضحكه : لا ابُوح باسماء زبايني
كيف اغمض وضاح عينيه وهو يشّد على يده يتمالك اعصابه : ضعف اللي دفعوه
ليردد الساحر بخبث :  لا ابُوح باسماء زبايني
ليكرر وضاح ومازال يهدي نفسه : ضعف الضعف
وماكان من الساحر الا التكرار :  لا ابُوح باسماء زبايني
ليضرب وضاح يده على الطاوله التي تقف بينهم وبحدة وبين اسنانه : المبلغ اللي تبيه اعطيك والذهب اللي يرضيك بتاخذه
اتسع مبسمه المخيف وهو ينطق بعدها : زوجته منذ سنين وسنين



اغمض عيونه بعدم استيعاب وقشعريرة تمشي في جسده وطلع بعد ما اخذه بعجله ، نطق الساحر لراجد : اذا لم تدفع تعلم م..
وقبل ان يكمل نطق راجد : بيوصلك قبل الغروب كم تبي ؟


في خيمة الشيوخ
كان ابو العز جالس بعد ان غزته الهموم من كل صوب وبقعه ، مايدري يصلح ايش ويترك ايش ، كل الحكاية ابتدأت بعد موت فيصل ومن بعدها كل المصايب تنرمي عليه من كل حدب و صوب ، ما كانه فقد ولد واحد لا كانه فقد اولاد ، وفقد صاحب ، وفقد عشرة عمر للان مازال يحن لها ويشتاق ، وياليته سمع كلام زوجته يوم قالت " لا تخليه يشارك قلبي ناغزني " ياليته ماتعشم هذيك الليله !
التفت لدخول وضاح وانفاسه تعتليه ، جلس بجنب ابوه باللحظة اللي نطق ابو العز لانه زعلان منه : قوم من عندي
ليردف وضاح بعجله: يبّه بعدين في شي اهم
فتح القماش امام انظار ابوه اللي اتسع بؤبؤ عينيه بصدمه وهو يسمع حديث وضاح : هذا يبّه عمل عامل لقيته في غرفة امي ورحت لساحر اللي بالقريه اللي جنبنا وقال لي يبّه قال لي زوجة فواز سحرته يبّه سحرته !
كيف بدأ يرتعش ويرتجف ليتقدم وضاح يمسكه وهو ينطق : ذيابيييي ذيابييي جيب ماء
وبالفعل استقرت خطوات ذيابي له وبيده ماء ليشرب ابوه حتى شافه هديّ واستقر ، اتكأ بجنب ابوه وهو ينطق بضياع : كنت عارف هذا مب فواز اللي نعرفه هذا مب اخوي ..!
نطق بعدها ابو العز بامر : تنتظر لين تغرب الشمس وبعد العشاء ولا جنس مخلوق يشوفك تروح تجيب اخوك والشيخ هو يعرف كيف يفكه
اشار رأسه بالايجاب وهو يقف بقوله : تبشر يبّه
وقبل مايطلع نطق ابو العز بتساؤل : اختك!
ليكمل وضاح قبل رحيله : اختي عندي واللي يبيها يمشي على جثتي اول
وانصرف تارك ابو العز يتنهد براحه لانه مرتاح من كون حسناء عنده مهما بلغ حجم المصيبه المهم انه حلال..!



على قرابه الساعه ١٠
لانهم في قرى ينامون من بعد العشاء بستثناء العاشق مايمر بعيونه نوم ، راح وضاح وجاب الشيخ بعد ماعلمه بكل شيء ، التقوا في خيمه الشيوخ ، وضاح و راجد و هجان و ذيابي و الشيخ عبدالمنعم و ابو العز ، كانوا جالسين بترقب لحظه دخول فواز ، ولا حد عارف كيف يصارحه ولا كيف يفهمه ، مجرد مادخل عاقد حاجبيه بتساؤل من ندأ وضاح له ، ومجرد ماشافهم كلهم تقدم بعدم فهم ، وقف وضاح اللي داهمته رغبه في احتضانه ، ماكان قادر يشرح له كيف كان يتأمله ، يحاول يكون مكانه ويحسّ باللي حسّه ، نطق بعدها وهو يعطيه قفاه : مالي قوة تكفى يشيخ انت تكلم ..'
كيف مازال فواز واقف بعدم استيعاب نطق : علامكم وش حاصل !!
وقف الشيخ اللي مشى لين عنده وجلسه وجلس بجنبه واردف : يا وليدي انت مسحور ! لقينا السحر وملزوم علينا نفكه بس نبيك تعرف قبل كل شيء ، السحر له سنين اعراضه كرهك لاهلك وتتخيل فيهم شيء مب حقيقي
كيف عقد حواجبه باستغراب نطق بعدها بغضب : ايش قاعد تقول انت ! كل اللي شفته حقيقة مسحور من مين!
الا انه طلع السحر باللحظة اللي تقدم له وضاح وهو يمسك اكتافه ويلفه له ويردف : مسحور اخوي مسحور من اقرب الناس لك ، انت مب في وعيك ماراح تفهم حتى ينفك اتركنا نفكه تكفى
ماكان قادر يستوعب كلامه يحسّه ثقيل على قلبه اساسًا في كل الحالات ماراح يفهم حتى ينفك ، اشار وضاح بعينه لشيخ ، تقدم له وهو يشوف الشيخ ابتعد ممسك بسحر وضعه في اناء ، بدأ يفكه وهو يقرأ من ايات الله ،




من سورة الأعراف ، وسورة يونس ، وسورة طه تلك السور التي تحتوي قصة نبينا موسى و فرعون مع السحرة ، ختامًا بالاخلاص والفلق والناس ، في هذي الاثناء كان الصراخ متمكن من فواز ، كان الشخص الوحيد اللي قدر يمسكه حتى يثبته هو وضاح ، كان هذا اصعب موقف يمر على وضاح ، كان يحاول يتمالك قوته رغم عدم قدرة قلبه ، كان يشوفه يصارع الحياة وكان روحه بتطلع ، كان يصب العرق من جبينه لدرجه ابتل شعره ، كان شبه مستلقي لان وضاح ممسك باكتافه ، كانت اصعب لحظه بحياته اصعب حتى من موت فيصل ، كيف كان يعاني حتى نطق بين صرخاته : تكفى وضاح !!
كان يستنجد يبيه يفكه بس وضاح مايقدر يفكه مايقدر ، ويقاوم لدرجه حتى راجد وهجان جوا يمسكونه ، كل مايعتلي صوت الشيخ كل ماتزداد صرخاته ، بينما ابو العز اللي شيّد حروب وحكم مناطق وكل العرب تعرف برجولته ماقدر حتى يرفع عيونه لعناء ابنه ! مين يقدر يستحمل ضناه متعب مين ! وضاح من كثر ما شكل اخوه الكبير قطع روحه مستعد يسامحه على كل شيء ، ولا يعتب عليه دامه ماكان بوعيه ، مجرد ما انهاء الشيخ اخر فكه وإنهاء تلاوته بحديث رسول الله -عليه افضل الصلاة والتسليم- التفت للهدوء اللي صار ، ولجسد فواز اللي هدأ واغمض عيونه ، استلقى بجسده ، ومن جبينه تتساقط قطرات عرق ، كان محمر الوجه كانه جاي من معركه ، جلس وضاح عند رأسه وهو يسحب شماغه اللي طاح ويبدأ يمرره على وجهه ينشفه ، كان يشوفه مغمض عيونه كانه نايم ، التفت لشيخ بخوف نطق : علامه!
اشار الشيخ برأسه بهدوء وهو يردف : اتركه شوي ويبدأ يستوعب ..
وكان فعلاً شبه نايم باللحظه اللي طلعوا كلهم ولا حد منهم استوعب اللي شافه من شّده قوه منظره ، مابقى الا وضاح وابو العز ، كيف كان وضاح كل شوي يمسح على جبينه ويفتح ازرار ثوبه لانه حاسه انخنق ، جاب جزء من كرتون وبدأ يهفه على وجه ، جهز الماء وكل شيء علشان اذا بغى يلقاه جنبه ، شاف ملامحه ساكنه وهادئه وفعلًا كانه نايم ، تنهد وهو يقوم لابوه ، ناوله الماء ونطق يراقب هدوءه : علامك يبّه ؟



كيف خرج ابو العز من سكوته نطق : اي اب مايلاحظ تعب وليده واختلافه ؟ اي اب يجهل علَّة ولده ؟ كيف ما انتبهت كل هالسنين عليه وهو يعاني كيف سمحت لزوجته تقلب حياته كذا ؟ وين كنت عنكم ؟ كيف ضيعتكم كذا بين ثأر وانتقام شتت جمعكم وشتت جمع صحبتكم فرقت بين اولادي بيديني ، ركضت ورى دم وثأر وخسرت صاحبي وهذا انا على حافه اخسر اولادي !
الا ان وضاح اللي مسك يدينه ويقبلها بتكرار اردف : ماخسرت يبّه شي ماخسرت ، عمره ابو العز ماخسر انت الفوز والمكسب والانتصار ، وانا اوعدك ان النهر يرجع لمجراه وان القلوب مردها تصفى يبّه ، اولادك حولك عزوتك وسندك وفخرك كل من له يد بتفريقنا بياخذ حقه ، استريح انت واترك الامور علي
كيف مد يدينه لخده النقي نطق بعدها : وانت بقى فيك حيل مايكفي اللي جاك ؟
اتسع مبسمه بهدوء مابين له تعبه ابدًا ونطق : ما قلت اني ليّل ؟ اوسع كل شيء ، ولا ارتاح لين اعرف قتّاله ..!
قاطع حديثهم صوت فواز اللي فتح عيونه بعد ان ادرك كل اللي صابه ، بعد ان استوعب كل شي كان اول ماينطقه مثل طفل : وضاح ؟
كيف قام وضاح من مكانه راكض له يتبعه ابوه ، جلس امامه بترقب له ولوجهه نطق : سمّ ؟
كيف ولاول مره يحسّ وضاح انه قدام اخوه فعلاً ، يحسّ ان اللي قدامه فواز ، اكثر شخص كان هادي و رزين ، كان بوقفته ينحسب حسابه ، كل القريه يعرفونه ويحترمونه كان فعلاً المثل الاعلى لوضاح لانه كان شهم حتى في اعتداله تحسه شجاع ، بس تأثير السحر اهلكه وغيره وقلبه انسان غييير ، الان واخيرًا وضاح يقدر يقول انا مقابل اخوي ، كيف تأمله فواز وذكرياته تسترجع له وكل ذكرى تقتله اكثر من اول ، كان السحر يصيبه بتخيلات ماصارت يعني مثلاً وقت يمد يده على حور كان يشوفها مع رجل غريب بس الحقيقه هي لوحدها ! كان يشوف تخيلات بخواته ماصارت ،

بعد ان استرجع كل ذاكرته مد يدينه قدام وضاح بنبرة تملأها الاسف والحزن لين لمعت عيونه : تكفى اقطع يديني !
سرعان مانطق بعدها وهو يشير على نفسه : انا انا ضربتهم ! انا مديت يدي عليهم ! انا اللي كنت اعطي الريح رشوة لا تجرح خدهم كيف كييف !!!
ماكان من وضاح الا ان ينطق : انت ماضربت بس انت اهلكت اخوي ، رسمت لهم جروح مايمحيها الزمن
كيف ضرب صدره بقهر ولمعان عيونه بدموعه دلائل قهره نطق : ميين ميين سحرني ميين !!
بلع وضاح ريقه وبهدوء اردف : زوجتك
اجحظت عيناه بصدمه واتسع بؤبؤ عيونه ، اطال صمته يخترق ضلوعه لين نطق ؛ هدى ! ليه !
اشار وضاح برأسه وهو يردف : مدري مدري
باللحظه اللي التفت فواز لابوه اللي يتأمله ، وقف على حيله يروح له ، مجرد ما احتضنه تساقطت دموع ابو العز على وجهه ، كيف اجحظت اعين وضاح بصدمه من بكاء ابوه ، لكنه سرعان ما انصدم اكثر من اهات فواز دلائل حزنه ودموعه بصدر ابوه ، كان فواز يكرر بين دموعه : اسف يبّه اسف
بينما ابو العز يشّده لحضنه وهو ينطق : علامه تتاسف ياوليدي ما اشره عليك ولا انا بعتبان والله ان رآيتك بيضاء وان فواز اللي ربيته شجاع ماله علاقه باللي صار
رفع فواز رأسه وهو يقبل يدينه ورأسه وينطق : تبكي يابو فواز ؟ والله لاخليّ من نزل هالدمعه يدفع ثمنها غالي يبّه
باللحظه اللي نطق ابو العز : مالي بهدنيا الا انتو وخواتك لا تكسرون جناحي بصدودكم لبعض حنّوا على بعض الدنيا فيها قساوة تكفي
ماكان من فواز اللي نطق باسف وهو ينزل رأسه : ماهقيت ان خواتي بيستقبلوني ولكن نذر علي لاخذ حق كل وحده منهم من نفسي ..


وقف بعدها وهو يشوف وضاح اللي كان يتأملهم مبسوط حيييل رغم الحنين اللي زار قلبه يوم ردد بنفسه " ليتك يافيصل تناظر للي اناظر له " حتى ردد بعدها " الله يرحمك ياخوي " شاف فواز اللي وقف وهو ينطق : مابي زوجتي تدري ان السحر انفك ابي اشوف واسمع ايش اللي تقوله لي كل ليله ، انا بتصرف معها
اشاروا راسهم بالإيجاب باللحظه اللي نطق ابو العز : روح وليدي نام وارتاح اللي عشته مب قليل
اشار رأسه باللحظه اللي نطق وضاح بعجله: بمشي معك
اتسع مبسم فواز اللي تقدموا سوا بسكوت لين طلع فواز من صمته بقوله ؛ اعتب عليّ ، اشتمنّي ، اضرب ما الومك والله حقك علي وتاخذه مني
ماكان من وضاح اللي وقف ، التفت له بهدوء وسرعان مافتح يدينه يحتضنه ، اشتاق له حييل واشتاق لفواز القديم ، تعب وهو يحس انه يتيم اخوه من بعد فيصل ، محد بدنيا قادر يحسسه ان بعده له اخ وعضيد وسند الا فواز ، والا حد قادر يكون برزته وحضوره صحيح انه باخر السنين ماكانه هو بس متاكد انه دامه رد لوعيه فكل شي بيتغير بحياته ، ابتعد عنه بعد ان نطق : والله ان مافي بقلبي لك ذرة عتب وملامه كيف اعتب عليك وانت فواز ؟
ماكان من فواز اللي تأمله لين مد يدينه وهو يضعها باكتافه نطق : تو عيوني تنتبه ، متى كبرت يا ليّل ؟
ماكان من وضاح اللي ضحك باتساع وهو ينطق : اييي وبتنتبه لكثيييير ، روح بس لبيتك هالمشاعر ما احبها
تراكمت ضحكات فواز اللي يعرف انه مايحب هالمشاعر فعلاً ومن زمانه يرفضها ونطق : ماتغير ماتغير
ودخل بيته متظاهر انه مثل ماهو ، تارك وضاح اللي اتكأ على الجدار بهدوء وتفكير ، نص المشاكل انحلت بفك سحر فواز مابقى شي ، هانت هانت ، باقي الامور يلقاها عند عيّاش بس مايقدر يسوي شي لين يرجع ركود لانه هو بس اللي يقدر يتكلم معه ، تنهد وهو يبتسم بهدوء ويمشي ، كتم حزنه ورى ضحكة المسرور ، يموت الكلام بوسط صدره .. ولا قاله..!

Continue Reading

You'll Also Like

1.4K 59 11
#-الجزء الثالث من "و على اراضي الديره التقينا" ---- عندما تهرب "فانيسيا" من بطش عائلتها و تجد امامها شابًا عربيًا كان في اوج تخرجه و العوده من بعثته...
725K 9.5K 71
إما أم أن تكون العائلة ملاذك الآمن..وإما أن تعيش بسببها في خوف وجوع دائم . حسابي في الإنستقرام : @riwaia2
11.8K 213 26
الأمر يشبه بعاصفه تلتهمها بين زوايا غرفتها ،،رغم الاصابات اللي تعرضت لها ، كانت تعصف براكين الحزن بقلبها اكثر من الحقد والالم اللذي كانت تحملهُ بأعيو...
612K 6.6K 30
نجد هنا..علاقات معقدة.. وماضي وحاضر..! هناك أمل.. وهناك تمسك في أوهام.. هل ينتهي الحب لدى سيف بموت نجود.. وهل تظل مهره.. مختبئة في قوقعتها.. معلنه ال...