أسطورة الجبل الميت !

By s_rx1900

612K 11.6K 5K

هنا ، او هناك ، او هاهنا .. رملاً ، وصخور ، زهراً ، وحقول أُغنية مسير ، تخبط غريق ، ندأ بوسط الحريق ، حُلم زم... More

1
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٥
٣٦
٣٧
٣٨
٣٩
٤٠
٤١
٤٢
٤٣
٤٤
٤٥
٤٦

٢٤

11.2K 236 34
By s_rx1900

تأملت ذاك القوام العراقي ، العينان البغداديين ، الشعر البصري ، الضياع من حوله الذي انتهى مجرد مارفع عيناه لها، رغمًا عن الحجاب ماكان صعب عليه يعرف انها حبيبة قلبه و مُنى عمره و اخر امنياته وبغداده المحتله، ماكانت الا سيل نظرات تخدش قلبه وتعصره لينزف منه الحنينّ والاشتياق حتى صابه الرغبة باحتضان ذاك الجسد الصغير بين يدينه رغمًا عن انف عاداتهم وتقاليدهم وقبايلهم، لكنها مشت بهدوء حتى لا تطيح في مصيبه ثانيه ان لاحظوا الناس ، راحت ومشت وعيونه تتبعها راحت ومشت مجبور يودعها ..
ماكان منها الا انهمار دموعها وتحتويها ثنوى محاوله تخفيف المها بقولها : خلاص انا بنظف
ماكان من حور الا الضحك من بين دموعها وهي تشّدها لها ..

في الجانب الاخر عند وضاح اللي كان متقدم لخيمة الشيوخ، شاف فيصل يلعب بسبب ذا نده عليه بقوله: فيصل ياعمي
الا انه راه يصد عنه ويركض لبيته ادرك وقتها انهم خوفوه منه وملو رأسه عليه ويا كسره قلبه وقتها من اللحظه ذي ، تقدم وهو يتنهد لتظهر امامه تلك التي تمشي بغنج تردف بدلع : وضاح !
رفع نظره لها وهو يبتسم مردفًا : شهلاء ؟ من زمان عنك والله كيفها اوضاعك محتاجه شي ناقصك شي
تهلهل الفرح في وجهها بعدم تصديق وهي تردف : بخير دام محيّاك بخير
اخذ بالحديث معها وهو يمشي تاركها باللحظه اللي غمز بعيونه لذيابي اللي واقف يتأمل وفاهم وضاح ، ما كان ذيابي فقط يتأمل لا كان في واحد اخر تنطلق من عينيه السنة لهب لو بيديه لاحرقتهم كلهم  كان منير ايضًا يتأمل بقهر وحقد وكره فضيييييع له ..






في جبل الاموات وبجانب الغابات كانت هناك جلسة واخيرًا تضم الثلاثي بستثناء فارسهم ، جلسة تضم ركود و هجان و راجد ، العلاقه بين ركود و هجان سلسة وحلوة حييل اندمجوا بالحديث والسوالف وكانهم يعرفون بعض من سنين ، بينما نطق راجد طالعًا من محور حديثهم : اي وش اول خطتك يا ركود بتعاونك مع وضاح ؟
ليكون الرد من ركود اللي يرتشف من كوب الشاي الذي بيده : ابد والله ندور بهالغابة عسى نلقى شي يدلنا
كيف اجحظت اعين هجان بصدمه نطق : نعم يطيب ! تبينا ندور في كل هالغابه جيب لي ابره في كوم قش اطلعها اسرع من اني الفلف بهالغابة
ليكون الرد من ركود اللي نطق : اجل نطلع فيصل من قبره نسأله ؟  ماعندك حل ثاني
ليكون الحديث من نصيب راجد اللي اردف : والله ما اغبى منك الا هو نسيتوا ان وضاح دور بهالارض دواره ولا لقى شي
ليردف من بعده ركود بقوله : يمكن فاته شيء بعدين علامك كل مازانت الجلسه قمت تتباهى بمعرفتك لوضاح محدن كثري يعرفه
لينطق من بعدهم هجان برفض تام : اقول بلا هرج فاضي انت وهو صحيح وصلت متأخر لكني عرفته اكثر منكم ومتأكد بيسفل فينا على فكرتكم
ماكان من ركود اللي التفت له وهو يحدث راجد : هم اهل العراق كلهم فيهم غرور وثقه نفس ولا بس المهبول اللي عندكم ؟
ليردف من بعدها راجد ضاحكًا : لا بس المهبول ذا ولا هو محدن يعرفه كثري
لينطق ركود بتحدي : علمني شي عنه انا معرفه ؟
كيف انهمر راجد و هجان بتفكير لينطق ركود بعدها بضحك وثقه : ماقلت لكم محدن كثري كثريي
كيف تأملوه مردف راجد بعدها : اتحفنا يالفهيم
اتسع مبسمه وهو يردف من بعدها : وضاح عازف عود يملك صوت لو سمعه اهل الجنوب لحرموا الغناء على غيره ..! بس من بعد موت فيصل ما اظن مسك عود بيده
كيف شاف معالم الصدمه في ملامحهم ليردف هجان بعدم استيعاب: وضاح حقنا ولا وضاح ثاني لان ذا مايستوعبه عقلي
ماكان من ركود الا القول : اي بالله حقنا
لينطق راجد بعد تذكر : اذكره برحله من الرحلات اشترى عود قديم كان غالي حييل بس ماهقيت لسبب مثل كذا ! والله اني ناقد عليه اجل طول هالعشرة ماسمعنا شيء ؟ ولا الظاهر راح عزفه مع مرواح فيصل
تأملهم هجان بهدوء حتى نطق : من اللي كان مخاوي فيصل بلياليه ويسهر ويسمر معه ؟
زاد تفكيرهم حتى نطقوا بنفس اللحظة : مؤيد ..!
ليكون من قول هجان : اظن انه الشخص الاول اللي لازم حد منا يكلمه يسأله عن معارف فيصل هل كان معه عداوه باحد اي شي ممكن يساعدنا
تنهدوا بتفكير ليشير ركود رأسه بالايجاب مردف : هذي علي .. الا وضاح وينه ماقد جاء ؟
نطق من بعده راجد : يقول بيقابل واحد التقى فيه بطريق من شي شهر وفتحوا تجارة مع بعض ويمكن يتأخر ..!






في الليل وعند مكان لم نزره من فترة ..

غفى الاثنين بين بعضهم بهدوء بعد ليلة من الحنّان ، الا انها سرعان مافتحت عيناها باستغراب على الصوت اللي داهمها ، كان صوت يبدو انه يستنجد وينادي ، انفاسه تعلوه ، التفتت يمينها لترى مؤيد اللي نايم الا ان كوابيسه داهمته ، يصب عرقًا من جبينه المحمر ، يتنفس بعلو ، يحرك رأسه يمينًا ويسارًا ، وينادي بضياع .. فيصل! فيصل! ، لم يصحى الا على يدينها وهي تحاول تصحيه وتنادي : مؤيد ! مؤيد قمّ
اعتلت انفاسه وهو يرفع جزءه العلوي من السرير ويتنفس بعلو تأمل المكان من حوله وهو مجحظ العينان ويمسح شعره حتى استوعب انه كابوس من كوابيسه المعتادة ، التفت لها وهو يكرر بتعب في عيناه الضائعة : شفته ربى شفته يناديني يبيني ربى يبيني
تنهدت وهي تسحبه لحضنها وتنطق بهدوء تهديه : بسم الله عليك كابوس مؤيد كابوس
كانت تمسح على رأسه وترتب شعره بينما هو تايه بعيونه يدور من حوله حتى وصل لمسامعه صوت تلاوتها للقرآن اغمض جفنه بهدوء وهو يبدأ الهدوء يسكن ملامحه حتى عاد لنومه الذي يصارعه منذ سنين طيف فيصل ..!

في الصباح ..

عند ركود اللي كان يدور على عياش لانه مختفي من ايام ولا يدري وش مزعله ، رجع لابوه عند خيمته وهو يجلس يرتشف من فنجان القهوة ، دخلوا اخوانه واحد تلو الواحد وبينما تبادل الحديث عيد و مروان و زهير كان قصي ملتزم الصمت وسرحان بعيد لان له ليالي يزورها ويسوي اتفاقهم لكن محد يجي له وانشغل باله عليها تعب من الحاله اللي هو فيها ومن الضياع والشوق اللي يسكنه حتى قاطع سيل افكاره ابو النوارس : قصي يبّه علامك من الصباح متنح تناظر فناجين القهوة ؟
كيف التفت له قصي بهدوء يحاول الابتسام نطق : مابه شيء يبه سهيت ببالي
استجاب له ابوه وهو يتركه براحته وماهي دقايق الا وقام قصي طالع من الخيمة لحقه ركود بهدوء حتى شافه يروح للخيل نطق بعد ماكان وراه : علامك من وقت مارجعت من سفرتك وحالك مقلوب







التفت له قصي بهدوء تنهد وهو ينطق من بعدها : تظن بيزين حالي يوم وانا بعيد عنها ؟ لين متى اسكت يا ركود لين متى وانت تدري ان كلمه وحده مني للقاضي يجيبها لباب بيتي ليه ساكت ؟
اقترب منه ركود وهو يردف من بعدها : بيجيبها لكن بتيجي كارهتك وانت فرقتها عن خواتها هذا اللي تبيه؟
ماكان من قصي اللي نطق بعدها : ذا اللي كاسر ظهري ياخوي ذا اخ يا ركود اخ
كيف حس تنهيداته سكاكين بجوفه مسكه من اكتافه وهو يردف : تثق فيني ؟ والله ماتنتهي هذي السنة الا وزوجتك بين يدينك بإذن الله
عقد قصي حاجبيه باستغراب اردف : وشو بتسوي ؟
ما كان من ركود اللي نطق قبل ان ينصرف لانه شاف مؤيد طالع من بيته : لا تشيل هم حلها عندي
ومشى لمؤيد تارك قصي يحاول يفهمه ، ومجرد ماوصل له سحبه على جنب تارك معالم الصدمه في وجه مؤيد اللي نطق : اصبحنا واصبح الملك لله علامك !!
كيف وصلوا لمكان مابه حد جلس ركود مقابل اخوه وهو يردف : علمني اخر ايام فيصل وين كان يقضيها ومع مين وفي خلاف بينه وبين حد كل شي عنه تعرفه قولي
كيف عقد مؤيد حواجبه باستغراب نطق : وش جاب طاريه بعد كل هالسنين؟
ليكون الرد من نصيب ركود : ليه هو انتسى علشان نتذكره علمني بعدين نتفاهم
تنهد مؤيد اللي نطق من بعدها : ماعمره كان في خلاف بينه وبين حد تعرفه مثل النسمة ما يأذي حد اغلب وقته يقضيه معي نتسابق بالخيل وكل ليلة يجنب على العمة نبيلة يزورها ويزور اولادها
تنهد ركود اللي تمنى يسمع شي جديد بس خاب ظنه : ذا كله نعرفه نبي شي محد يعرفه غيرك
طال تفكيره بهدوء وهو ينطق بعدها بتذكر : قبل مايموت فيصل باسبوعين كلم العمة نبيلة انه يبي بنتها وكان يبي يسمع موافقتها قبل مايجي مع اهله وقتها وافقت العمة نبيلة بس ولدها فهد رفض وكان يحاول فيصل يصلح العلاقة بينهم قبل يخطبها رسمي
كيف عدل ركود جلسته باهتمام اردف : وليه فهد رفض ؟
نطق من بعدها مؤيد : من زمان مايحبه ولا يبيه ، العمة نبيلة عندها ولدين وبنت كان فهد والكبير خالد لكن خالد يحب فيصل حيل ووافق عليه وبقي الخلاف مع فهد
ليكمل ركود اسئلته : وينهم عيالها اليوم ؟
اشار مؤيد كتفه بعدم معرفه واكمل : على حد علمي تزوجوا من برا وسافروا ، ان كان ببالك فهد قتله فذي مستحيله لانه جبان مايقدر يرفع ورقه مابالك مسدس
اطال التفكير ركود حتى نطق بعدها : غيره في شي ؟
تنهد مؤيد اللي نزل رأسه للارض وهو يردف : اي بقى شي اخير






عقد ركود حاجبيه باستغراب نطق : علامك اهرج ؟
رفع نظره له بتأمل نطق ؛ في شيء كان يجهزه فيصل بيعطي وضاح وتركه عندي ومن ذاك الوقت مخبى عندي وكل ما احاول اقابل وضاح علشان القاه يصّد عني ، وضاح رغم انه كرهنا كلنا كان يقابلكم واحد واحد ويلومكم انا الوحيد اللي كل ماشافني صّد رغم اني انا من سابق فيصل نظرة العجز بعيون وضاح كانت تقتل اكثر من نظرة الملامه ..!
ماكان من ركود اللي تنهد وهو يكمل : وضاح ماكرهنا أبدًا وضاح تاهه بيننا وبإذن الله ترجع الاوضاع زي ماكانت وتسلمه الغرض بيدينك ..
وقف بعدها يودعه ومشى مغادر لغايته ومقصده

مرت الأيام بهدوء مريب لكنه سكن قلوبهم ، شهر يتبعه شهر لين جاء الوقت اللي وقفت حسناء قدام المرايا تتأمل بروز بطنها الصغير بهدوء وبالها مرهق من خوف وتفكير ، قصي صار له شهور كل خميس يجي وتسمع عواء ذيب لكنها ماطلعت ولا قابلته ماتجرأت وهي تخبي عليه حقيقه انه بيكون اب عن قريب ، باللحظة اللي دخلت ثنوى وهي تتأمل بروز بطنها اتسع مبسمها وهي تقترب تتحسسه من فوق ثيابها نطقت : البسي واسع اخاف يبان عليك شي
تنهدت حسناء اللي لمع عيونها بدموع وهي تنطق بنبرة خايفه : تمكن مني الخوف صرت اهوجس ايش ممكن يصير وايش مايصير كنت اخاف على حياتي والحين اخاف على حياتين و روحين احسّه نور لحياتي وامل لي اخاف ياخذونه مني ! واخاف من قصي لدرى ماودي تهزمني نظرة عتب منه ، مهلوكه ثنوى تفكير تعبت ..!
كيف احتوتها ثنوى في احضانها وهي تردف : لا تتعبي نفسك بكثر التفكير يهلك ويهلك ضناك كل شي بيد الله واتركي الامور له دام الله رزقك فيه بهذي الفترة القصيرة اكيد له حكمه وخير لك ادعي الله وعمره مايخيب ظنك
اتسع مبسمها وهي تحاوطها بامتنان لوجودهم ووقوفهم معها ..






عند وضاح وعلى قرابة المغرب طول الشهر اللي فات شاغل معهم بحث عن كل شي ممكن يوصلهم لغايتهم واليوم اتفق معهم يتلاقون في الغار ، تقدم بخطواته وهو يسمع حديث المارين ، " جوا الحراميه الله حسيبهم سرقوا حلال ابو مسعود " " مادريت من يوم لعبوا على تاجر على انه معهم تجارة سرقوا ماله ولحقوه اهله عليه باخر انفاسه " " انتبهوا منهم ترى اغلبهم واقف عند جهة البئر من شافهم ماصدق انهم حراميه "
كان يستمع لهم وضاح اثناء مشيه حتى نطق واحد منهم بعمر ابوه يحدثه : انتبه منهم يبّه وضاح
ليشير على خشمه باتساع : على هالخشم
ومشى مكمل لخيله واخذه وركبه رايح للغار حتى وصل وصادف راجد شبّ النار لان مابقى على الغروب الا ساعه وبرودة الجو الحين قاسيه كيف لو غربت ، لينطق راجد بعد ما شافه بلا فروته : علامك انت و ركود انهبلتوا ؟ الريح تكسر الضلوع وين فرواكم ؟
ليكون الرد من وضاح اللي جلس بتعب امام النار ورفع يده لها يطلب دفء : من الصباح وانا اهرول يمين وشمال مابقى فيني عقل ونسيتها
تنهد وهو يلتفت حوله لينطق بعدها : وينه ركود ؟
ماكان من راجد اللي مشغول باغراض بيدينه الا القول : قال بيلاقي تجار يسلمهم فلوس ومدري وش هبد فيه
اتكى وضاح برأسه في الجلسه اللي مجهزينها وسرعان ماجلس بعجله نطق : دقيقه وين قلت راحح ؟؟
رفع راجد راسه بصدمه من قومته نطق : بسم الله جاك مسَ انت ؟ اقولك تجارة ماتسمع
وقف وضاح بعجلة نطق : وينن مكانها ؟؟؟
نطق بعدها راجد : عند البئر
ليكون الرد من وضاح اللي وقف يدور خيله بجنون نطق : الله لا يلعنه لا تقولي راح وحده ؟
وقف راجد بصدمه نطق : وش بلاك اي لوحده راح !
ركب الرماح وهو ينطق قبل انصرافه : خلك هنا حتى يجي هجان بلحق على ذاك الخبل قبل مايذبحونه
وراح تارك مليون الف سؤال برأس راجد ، مشكلته ان المكان بعييد حيل ركود راح على سيارته قبل ثلاث ساعات ممكن وهو على خيله وعلى غروب الشمس كان صعب يلحقه بالوقت المناسب ورغم ذا كان خيله ينثر الرمال من خلفه بعجله للحد اللي وضاح كان رافع جسده من خيله حتى يسرع اكثر ، ومر الوقت ثقيل على قلبه لين غربت الشمس وانتشر الظلام بالمكان الا من نور القمر والنجوم ، وصل للمكان وهو يدور بانظاره باحثًا عنه ،



حتى راى نور السيارة وعرفها وهو يتقدم له، شافه جالس بجانب السيارة وشماغه على الارض بحاله مبهذله دلايل حدوث شي له وبيده علبه ماء يشرب منها ، نزل من خيله وهو يربطه وكاتم ضحكته لين وصل له نطق بهدوء : من جلستك واضح انغدرت
ماكان من ركود اللي ضحك من اللي صار وهو ينطق : عليم الله غدرة ماشفتها بحياتي
تراكمت ضحكات وضاح اللي جلس جنبه ونطق : وش سوا لك ؟
ماكان من ركود اللي بدأ يسرد له ، من حسن حظه ان جاب نص مبلغ ويعتبر قليل واللي صار انه وقف سيارته بعيد لانه شافهم في خيم واحترمهم وتقدم على رجوله ورحبوا فيه وجلس ياخذ ويعطي معهم لين حس بتلك الضربة اللي توسطت راسه سببت دوخه له ومايذكر الا انه صحي مسروق المال ومسروق كفران السياره وماعنده شي الا علبه مويا ، ماكان من وضاح اللي تراكمت ضحكاته وهو يلتفتت لسياره اللي فعلًا انسرقت بالكامل ، نطق بعدها : الحمدلله تركوا علبه مويا وبعدين انت صاحي رايح تتفق على تجارة لوحدكم ؟؟
ماكان من ركود اللي نطق : كان عندي خوي سقى ايامه ومشاويره معي هم سرقوا كفران وهو سارق قلب
جلس بجنبه وضاح اللي نطق بعدها : ما اهقى ان حد له الحق يشيل بقلبه كثري اشوفك بديت تعاتب
اخذهم الحديث وهم عارفين انهم مايقدرون يرجعون بخيل وضاح لانه واحد وهم باجسادهم ماراح يكفيهم ابدًا ، كان البرد شديد وكل ماله يشتد ، وكلهم لابسين ثوب لا فروة ولا غيره لين حسّوا البرد سكن ضلوعهم وكسرها ، لين نطق ركود بتراعد : قمّ قمّ ندخل السيارة تجمدنا تجمدنا
ماكان من وضاح اللي قام وهو ينطق : انا مدري وش حادني الحقك لا بارك الله في عدوك
وبالفعل ركبوا وكل واحد منهم يدور الدفء ، اتكى وضاح على المقعد وهو يبعد عمامة رأسه ويضعها بحضنه وينثر شعره بيده نطق ركود : اخبار خيتّي كيف امورك معاها ؟
ماكان من وضاح اللي تنهد واخيرًا لقى شخص ممكن يحكيه عن زوجته لان الغيرة اللي بقلبه ماسمحت لمخلوق يسمع حديثه بس الان وقدام اخوها راح يتكلم ويقول ولا يشيل هم شي ، : ماسوى مهدي فيني خير خلف عيال اهلكوني مابالك ببنته !!
اتسع مبسم ركود اللي نطق بعدها : شبيهة امي والله انها اغلى من الروح اللي تسكن صدري
التفت له وضاح نطق بعدها : تراني عاتب على اخوانك مب علشان اخوي لا علشان نيتهم بذبحها افا هان عليهم؟




كيف تنهد ركود اللي اردف من بعدها : عليم الله رغم حبي لهم الا اني كل ما تذكرت هذيك الليلة سكني القهر منهم لا هي اللي تكلمت وبررت ولا هم اللي انتظروا كان حديث الناس اهم عندهم وشوفهم على حسرتهم عايشين
ماكان من وضاح الا ان ينطق بتساؤل : ليه ماقتلتها ؟ ايش السبب اللي بقى بقلبك وخليتها تعيش ؟
اتسع مبسم ركود اللي نطق : بكون كذاب اذا ماقلت لك ان كلامهم اثر فيني هذيك اللحظة  ، بس امي يا وضاح ، امي ماطلع حد منا يشبهها ابدًا الا قمر كانت فعلًا نسخه منها ماهان علي اخسر امي مرتين !
اتسع مبسم وضاح اللي وضع يده خلف رأسه وهو ينطق : ان كان فعلًا تشبهها ما الوم ابوك يوم قيّم حروب لاجل يتزوجها انا اشيد مدن واهدمها لعيونها
التفت له ركود اللي نطق : ادري انك زوجها بس هدها شوي ها ترى قدامك اخوها
اتسع مبسم وضاح اللي نطق : بتحاسبوني على حلالي ؟؟ مابقى الا ذا اذلف عني بس
كان مجرى الحديث بينهم سلس كانهم ماخذينها عذر حتى يحكي كل واحد منهم لين طلعوا من السيارة لاجل يصلون لينطق ركود : على حد علمي عندك علم بالنجوم؟
اتسع مبسم وضاح اللي نطق : رحال وما اعرف !
وفعلًا وقف وهو يوصف له بتمعن وانظاره بسماء : خلك من ثلاث نجوم والاربع اللي قدام عندك هنجم شمالي اكثرهم سطوع مايتغير مكانه ابدًا على عكس البقية اذا وقفت قدامه اعرف ان قدامك شمال ، يمينك شرق ويسارك الغرب وخلفك جنوب وافرش سجادتك وصلى
وبالفعل صلوا والبرد شديد عليهم لين رجعوا السيارة لا حطب ولا شي يملكونه حتى علبه المويا خلصت ، جرى الحديث حتى وصل لفيصل وقصصه كان وضاح ساكت وطبعه كل ما انذكر فيصل يصيبه صمتتت طويل ، صمت تردد هو قتّاله ولا لا ، وانتهى الحديث بوضع وضاح يدينه على عيونه وهو ينزل المقعد بتعب نية انه يستلقي ،




استمر هدوء لين نطق وضاح ومازالت يده بعيونه : ماكان الوجع بحدة السيف كان كل الوجع وقت شفت من مسك السيف ، ان كل لي خاطر عندك وان كنت تدري ان لك سبب بموته خذ اغراضك وروح ، روح ركود لا تخليني احارب مقتّل اثنين لوحدي روح ويعلم الله انه اهون علي تقول العرب هرب قتّال اخوه من انه يقولون قتّله ..!
ابعد يدينه لتبان عينيه الكحيلة وهو يردف : لا تهقى انه مالي قوة اقتلك لا عندي هالقوة بس مالي قوة على نظرة قمر وقتها لي ، اختك اللي انقذتها من الموت مرة هذي هي تنقذك من بطش يديني ..!
ماكان من ركود اللي استمر صمته ولا رد ولا قال شي غرابة الطلب المريب ، وضاح اللي عمره كله ركض يبي يذبحه قدرت قمر تغير لو شوي من رأيه ، كيف قدرت تليّن قلب هذاك الصخر ! وتغير خططه ! كيف قدر ذاك الغصن ان يليّن الحديد ؟
مر الوقت لين ما توسطت الشبابيك ضرب قوي بيدين التفت له وضاح وركود بصدمه وماكان الا هجان اللي اتسع مبسمه ليفتح وضاح الباب ويقابله مع راجد جاين ومعهم الحطب والابريق ومجهزين كل شي ليرمي راجد عليهم فروتهم اخذوها باتساع بلحظة نطق ركود : انا داري ان راجد ماينسانا
ماكان من راجد الا القول : نسيكم الموت يارب
وسرعان ماجلسوا حول النيران اللي شبّها راجد ليردف ركود ويده امامها : انا اشهد ان النار من شبابها
كيف التفت راجد يحاول بوضاح باصرار : يا ليل انا اقول الشاي من يدينك نستطيبه
الا ان الرفض من وضاح وهو يرد : لا يابو ندبة سوه انت
الا ان الاصرار جاء من راجد حتى نطق هجان بمزاح وبلهجته : يا يابة شهل ملحة يكولك مايريد
اتسع مبسم وضاح اللي بدأ بتقليد كلام هجان لانه يحبه حييل حييل : يا يابة شهل ملحة ها يابو ندبة ؟؟
تراكمت ضحكاته وهو يسمع هجان ينطق : والله اني قلتها لاجل تكررها فدوة الكاف منك عذوبة







ماكان من وضاح اللي ان يتقدم يجهز الشاي وهو يردف : والله انك تبشر يا راجد
التفت راجد لركود اللي باقي شوي ويدخل جوا النار ونطق : يساتر الريح دخلت ضلوعك
ليكون الرد من هجان بضحكة : لا ذا مب الريح هذي برودة الغدرة
وتراكم الضحك بينهم وحكيّهم اللي اخيرًا اجتمعوا من غير ثأر ولا هم ولا غيرة ، الا ان لصباح رأي اخر ،،

في يوم جديد على ضواحيه كان بيدين راجد اغراض ورايح لعمته حتى شاف تلك الجميلة تحتضن غنمة حديثة الولادة ، اتسع مبسمه لان في شي جابه لها امس وترك الاغراض في القعّد اللي برا وتقدم يجيب غرضه ، التفتت له بعد ان اصدر صوت تنحنح كانت تبي تتجاهله حتى جذب انظارها القفص اللي بيده تراكمت ضحكاتها وهي تردف بصدمه : دجاجة وديك ؟
ماكان منه الا ان يعدل عمامته بتورط مو عارف يشرح وضعه واردف : جبتهم لك بدال الغنمة اللي روحتها من غير علمي ولو دريت انها لك تهقين كنت مسيتّها ؟
رفعت نظرتها تلتمس في نبرته اعتذار من نوع اخر ، بدل اسف استبدلها " ولو دريت انها لك تهقين كنت مسيتّها؟" تجذبها لغته المختلفة في التعبير وهذا اصل انجذابها له وفضولها اتجاه هذا الشخص وحياته واتجاه تلك الندبة اللي اصبح يلاحظ انها ماتخافها زي زمان وهذا الذ شي لاحظه ، نزل القفص وهو يفتحه لتطلع الدجاجة يتبعها الديك ، نطق بعدها : بجهز لهم مكان هنا جبت كم خشب وشبك ..
تراكمت ابتساماتها بفرح وأخيرًا رضيت وهي تنطق : بسوي لك قههوة
ماكان منه الا اتساع راحة وهو اخيرًا ضمن رضاها ونطق قبل ماتروح : شفتي ركود تواعدنا على لقاء ولا جاء ؟
التفتت له باستغراب نطقت : ليه ما علمك ؟ ركود جمع اغراضه وسافر ولا علم حد وخالي ابو النوارس وعياله مقيمين القرية ومقعدينها ..!







انتشر في ملامحه الاندهاش بطلعته الغريبه اللي محد يدري وين وكيف وليه وهذا هم متفقين اليوم يروحون عند نبيلة وعندهم كم شغله كيف يسافر بلا خبر ولا غيرها ! تنهد وهو يرفع ثوبه ويربطه لخصره ثبت شماغه ونزل يجلس بالارض وامامه مسامير وادواته ويبدأ بطرق والتصليح مكان لدجاج والديك ، وما ان لبث دقايق حتى جت وهي تقرب منه خشب صغيره وتحط فوقها الدله والفنجان ، جلست بحماس تراقبه بهدوء وبينما هو ظنها غادرت ، كانت هي ممعنه التأمل فيه وفي ملامحه الغريبه النادره ، في هدوءه وسكونه ، في حدتّه وتركيزه ، في ذاك النّدب الذي اضاف له رونّق خاص لا مثيل له في لحيته المرتبه وحاجبيه الكثيفه وربطت شماغه المهمله بطريقه حلوه حييل ، انحنى يبي ياخذ الفنجان حتى انتبه لوجودها استنكار وهو يشوفها تراقبه ومجرد ما انتبهت له ابعدت نظراتها وهي تنطق بتوتر : عمتي قالت اسألك تبي تبقى تحسب لك غداء ؟
اشار رأسه بالرفض وهو يردف : كثر خيرها بس مواعد خويّ الليلة
اشارت رأسها وهي تفرك يدها بتوتر وتمشي داخله للبيت تاركته في استغرابه المريب من نظراتها وسرعان ما عاد لشغله  ..

في بيت ابو العز ..

: يابنتي عجليّ اخرتيني
ليكون الرد من ثنوى اللي جت تركض وبيدها شماغ ابوها اللي غسلته : هذاني جيّت يبّه
ناولته وهو يرفعها ويبدأ يضعها برأسه ويردف : الله يرضى عليك يبّه اليوم نبي عشاء ينحكى عنه عندي ضيف غالي علي
اشارت رأسها بالايجاب باللحظة اللي تقدمت حور بالبخور وهي تردف : تتطيب يبّه عسى بعدك ينحرم الطيب












ماكان منه الا الضحك وهو يردف باتساع : تدرين يا بنّيتي اجدادك كانو يقولوا الرجل اللي يفاح منه الطيب هذا بيته مليان بنات
كيف عقدت حواجبها باستغراب نطقت : ليه ؟
وماكان منه الرد الا بقوله : لان البيت اللي فيه بنات كل لياليّه طيّب وبخور
اتسعت ابتساماتهم من علاقتهم بابوهم اللي رجعت لعهدها باللحظه اللي طلع وضاح من غرفته بعد ما جاء يبي كم غرض له ليكمل ابو العز يحدثه : وضاح وصيت ذيابي عند القصاب خذ اللحم منه واعطى خواتك يجهزوه
اشار برأسه وهو يردف : تبشر يبّه
تلفت بانظاره باستغراب نطق : وينها حسناء ماشفتها من ايام ؟
ليكون الرد من ثنوى تحاول تمنعه يدخل الغرفه : دخلت تلبس قبل شوي
اشار رأسه بالإيجاب وهو يمشي لحور يستطيب من البخور اللي بين يدينها وطلع بعدها منفذ لاوامر ابوه ..

بعد صلاة المغرب ..

طلع من المسجد وهو يلبس احذيته ويتبادل الحديث مع هجان ويسأله يحاول يسحب الكلام منه : جاءك ضر من شغلك في حلال ابوي ؟ علامك تركت البيت والسوق وجيت عند راجد افا ضرينّاك ؟
اتسع مبسم هجان اللي اكمل : عليم الله مالقيت منكم الا كل خير بس تعرفه راجد وحداني قلت اسايّره بلياليّه كلها فترة واعودّ ان شاء الله
ليكون الرد من وضاح بقوله : والله اني شاك ان وراكم شيء بس نمشي معكم مردنا نعرف
اتسع مبسم هجان بضحكة وهو ينطق وقت شاف راجد جاي : اذكر الذيب يجيك يعويّ
تقدموا له في جهة الإسطبل على اساس ركود جاي باللحظة اللي نطق راجد : لالا نّعود للخيمة عند عمي ابو العز ركود مب جاي
التفت له هجان باستغراب نطق : ليه ؟؟ مب على اساس رايحين للعمة نبيلة ؟؟
ليكون الرد من راجد بعد ان بانت ملامح الجهل بوجهه والاستنكار : رحت العصر لقيته مسافر وين وكيف محدن يدري للان عقلي ما راكبها زين ولا استوعبها ..!




كانت كلهم تعتليّهم ملامح استغراب الا وضاح كانت ملامح صدمه لا تستوعب اجحظت عيناه بعدم استيعاب وهو يقترب من راجد وينطق بعدها بعجلة : عييد اللي قلتته عيييده !!
التفت له راجد بصدمه من انفعاله نطق : سافر ركود علامك!!
حسّ ان حد رمى عليه مويا باردده ، كل هذي السنين كان يقول ظنون وبقلبه واثق فيه بس يوم صار الوضع واقع وحقيقه ماقدر عقله يستوعبه ماقدر ، كيف نطق بعلو اشبه بصراخ : كيييف سافر كييف ؟؟ امس تلامسّت بكلامه الصدق امس فتحت له جروح صدري يداويَها علامه صبّ المّر علييها !!
كيف احمرت عيونه بعدم استيعاب وهو يشّد راجد من اكتافه ينطق : ما ساففر راجد ما سافففر سنين يجاهد انه بريء ليه باخر المشوار يثبت التهمه لييييهه !!
ماكان راجد قادر يستوعب شي ابدًا لين اقترب هجان من وضاح يمسك اكتافه : وضاح استهدي بالله
لكنه تراجع بخطواته برفض يحرك رأسه بعدم استيعاب ، لو ركود فعلاً له يد بقتله ، لو بنهاية الثأر يكون بموته ، هذا مايعني بس انه فقد صاحب لا هو فقد حبيبه ! قمر بتروح اكيد لاخوها مثل ما حسناء اختارت اخوها وتركت زوجها بتروح وتمشي ، بيبقى زواجهم محد يعرف عنه وهو اللي يبي يتباهى فيها ! يقهر العذارى بها ! بتروح مثل ماراحوا هم بينجبر يودع صاحب لقبره و زوجه لبيت غيره ويعيش بعناء من اول وجديد ، امس جلس معه وشرب من شاهيه فتح له وجع قلبه علامّه اليوم يعصره ؟ امس علمه ضيء النجوم ونورها علامه اليوم يطفيء انواره ؟
تركهم وهو يحارب عقله وقلبه بين ظهر الحق وبين ليته ماظهر وبين تهتّ وضعت وانا طول هالسنين اظن اني لو تأكدت انه قتّله برتاح مادريت اني بعيش الم الفقد مرتين وينعاد وجع هذيك الليلة ثاني ! ليه يا عضيد اكتافي لييه ماكان السباق يستحق انك تحكم عليّ بالاعدام حيًا حتى الموت ماكان يستحق ! وانا اللي كنت ابي ايجي اشكيّ لك فقد اخوي ليه خليتني اشكي للغريب اخذك لاخوي !!

في نفس المكان بس عند فواز ..
كانت هذي اكثر فترة متعبه له يحسّ انه يركض ويركض بدأ يكرهه كل شي بدأ يعاني من تأثير السحر عليه معد صار يتقبل حتى اللي حوله هو اللي كان مايفارق المسجد ابدًا هذي المره الاولى اللي مايقدر يدخله ، والسبب ان زوجته زودت عليه علتّه ،







كان يمشي بيده خضار رايح لبيته وقت سمع صوت القيام سقط من يده الكيس وهو يضع يده على رأسه بعد ان داهمه صداع مريب ، جلس على ركبتيه بارهاق حتى انتشر صراخه كانه يحاول توقيف هذا الصوت ، تراوده كوابيس انه بغابة مظلمه اشجارها طوال ويركض يركض وتلحقه ثعابين ضخمه لا تستوعب ، يرن في اذنه صوت غراب اسود يتخيله يدور حوله ، كان الصراخ حله الانسب من غير اي قدرة ، وللاسف محد شافه ولا انتبه له ، استمرت حالته لين خلص الصلاه باللحظة اللي زحف فيها حتى وصل لجدار بيت اتكأ يحاول يلقط انفاسه ، العرق يصب منه بإرهاق ، يدور بعيون الضائعه تارة يلمح فيصل ويناديه وتارة وضاح ، كان في شخص قدامه مشى له بخطوات متعثره وهو يردف : فيصلل ! فييصل !
حتى اقترب منه لينطق ذاك اللي واقف وهو يمسكه وبملامحه الاستغراب : فيصل مين انا صفوان بسم الله وش صابك ؟
استوعب وقتها فواز ودفعه وهو يعود لوعيه وكان ماصار له شي اخذ الكيس اللي سقط منه ومشى رايح لبيته من غير مايدرك اللي صابه تارك صفوان بحيرته ..!

في جهة الحسنّ

طول الأيام اللي مضت عليهم كانت هي الوحيدة اللي حالها يتحسن للافضل ، افضل قرار اتخذوه بحقها انهم تركوها عند العمة نبيلة ، صارت احلى من قبل حتى ، العمة نبيلة حبيتها حييل حيييل وعلمتها كل شي تخليها تنام بحضنها وتسرد لها القصص اللي ساعدتها ترجع نطقها ، علمتها على كل شي ماصارت تخاف اذا وضاح غاب او اخوها لان خلاص عندها احد مونسها ، كانت العمة نبيلة تجيد الخياطه وصار لها فترة تحاول ان قمر تتقبل الون الابيض لان بخاطرها تسوي لها فستان ابيض لكن لكن للاسف مازالت تخافه ورغم كثرت الالوان غير الابيض ما اختارت قمر الا الاسود وفعلاً خيطت لها فستان ناعم ورقيق لحد لا يوصف يصل الى منتصف ساقها ويظهر نحرها ناصع البياض بعظمة الترقوة المذهلة كان مظهر جسدها الرويان ،



وتركت شعرها الطويل اللي طال اكثر للحد اللي نطقت العمة نبيلة : يابنيتي شعرك مابقى الا يتعداك بطوله قصيّ منه شوي بس مب كله يازين شعرك عليك
كيف كان بيد قمر مرايا صغيره وتسرح شعرها بمشط كان هدية من وضاح نطقت بعد ما اصبحت الحروف تتدفق من شفتيها كما العسل : من هذيك الليلة نذرت نذر ماينقص شعري لين اخذ حقي وارجع لاهلي وكل ما اشوف شعري اتذكر النذر ..!
اتسع مبسم العمة نبيلة اللي اردفت : وش قالوا اجدادنا ؟ زينة البنت بشعرها
ابتسمت وهي تتعطر ومن ثم كل شوي توقف وتلف حول نفسها من كثر ما عجبها الفستان ، نطقت بعدها بتذكر : بنسوي عطر ؟
ليكون الرد من العمة نبيلة بقولها : اي بنتي جيبي اللي قلت لك عليه
الشيء المميز اللي تعلمته قمر " صناعة العطور " بطريقة يدويه واستخلاص من ورود طبيعيه واضافه لمواد تملكها العمة نبيلة فقط ، صارت بارعة فييه وصنعت من يومين عطر صار له يومين ماراحت ريحته منها ، كانت تطلع على خيلها للجبال وتجيب نوع من انواع الزهر النادر وجوده ، صارت خبيرة باسماء الزهور وروائحها ومن شهر تجرب لين وصلت لريحة ماتنتسى ابدًا ، مع اضافه العمة نبيلة صار شي لا يستوعب ، ومتحمسه لردة فعل وضاح لكنها ماشافته من كم يوم لانه قال لها مشغول مع اصحابه ،
جلبت الورد وبدأت توزن الكميات والروائح وتضعه على ملكّد وتبدأ صناعتها لين تنتهي وتضعها في قوارير زجاج بغطاء بني ذات طابع كلاسيكي جميل ..
وحل الليل ومن طبع العمة نبيلة تنام بعد العشاء مباشرة ، بس قمر كانت سهيرة مثل ماتعودت ، وكان للعمة نبيلة قعّد في الحوش وتحب قمر تجلس عليها مع ذئابها وقمر ونجوم السماء ، وفانوسها تضع الورود في قطعه قماش وترتبها مثل ماتحب وتبقى لين تنعس وتروح تنام ، ماكانت تدري اذا وضاح بيجي اليوم ولالا ، بعد كم ساعه حتى بلغت الثانية عشر بعد منتصف الليل ، وصل لمسامعها ضرب اقدام الخيل على الارض معلنه عن فارس قادم لقصر تلك الاميرة المرصودّ ، المهجور ،

Continue Reading

You'll Also Like

5.7M 45.3K 83
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي .. تروي الحكايات ان الثغر معصية ( للكاتبه : طيش )
3M 145K 39
وَدُون أن أَدرِي ، كُنْت أَهوَى بِـ كلمَتي لِنَفس اَلموْضِع اَلذِي هوى إِلَيه إِبْليس حِين رأى أَنَّـه خَيْر مِن آدم . لا احـلل اخذ الروايـه ونشرهـا...
3.3M 88.7K 64
عجيبٌ حقاً أمرُ البداياتِ والنهاياتِ ، فكِلتاهُما في كثيرٍ من الأحيانِ قَد تبدو لنا متشابهاتٍ ، أحياناً عندما نتعرضُ لِإنتكاسةٍ رَوْحِيَةٍ نَعْتقدُ أ...
788K 45.3K 64
مراهقه دفعها فضولها للتعرف على الشخص الخطأ وتنقلب حياتها بسبب هذا الفضول.